اليوفي يهزم الإنتر بهدف المتألق ماتري ويعرقل مسيرته نحو الصدارة

إيتو أهدر فرصة التعادل في الدقيقة الـ90.. وليوناردو قال إن فريقه لن يستسلم لليأس

TT

حقق فريق اليوفي فوزا هاما بهدف نظيف على ضيفه الإنتر في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أول من أمس الأحد بالملعب الأولمبي بتورينو في ختام الجولة الـ25 من بطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم. وجاء هدف المباراة الوحيد عن طريق ماتري لاعب اليوفي المنضم حديثا إلى الفريق في الدقيقة الـ30 من الشوط الأول. وجاءت هزيمة الإنتر لتوسع الفارق بينه وبين الميلان صاحب الصدارة إلى 8 نقاط (مع وجود مباراة مؤجلة للإنتر) وتبعده بشكل نسبي عن المنافسة على القمة بعد زحفه نحوها خلال الجولات الماضية.

وبعد الهزيمة الثانية للفريق تحت قيادة مدربه البرازيلي ليوناردو (في 9 مباريات)، جاءت تصريحات المدرب الذي تألق الفريق منذ تولى تدريبه لتؤكد على استمرار الإنتر في المنافسة وعدم الاستسلام لليأس بعد الهزيمة في تورينو: «لم يتغير شيء، وأؤكد أننا سنحقق 7 انتصارات أخرى في المباريات الـ9 القادمة».

لكن هذه الهزيمة ولا شك سترفع من الروح المعنوية لفريق الميلان الذي ابتعد في صدارة الدوري وكذلك فريق نابولي الذي انفرد بالمركز الثاني دون منازع. وظل ليوناردو طوال اللقاء يطالب لاعبيه بالتركيز وإرسال الكرات إلى منطقة الجزاء لدى اليوفي، لكن البطء كان هو سمة الإنتر. وصادف الفريق أيضا سوء حظ حيث أهدر مهاجمه الكاميروني إيتو هدفا محققا في الدقيقة الـ90 من اللقاء عندما ارتدت كرته من العارضة بينما كان المرمى خاليا من حارسه. وحرص ليوناردو على رفع الروح المعنوية للاعبيه والتأكيد على أن الفريق لا يزال يمتلك فرصة كبيرة في الفوز بلقب الدوري: «إن هذه الهزيمة لن توقف مسيرة الفريق. فما زال أمامنا 14 مباراة بواقع مباراة إضافية عن باقي الفرق. ولا أرى شيئا يدفعني للقول بأننا خسرنا الصراع. ولا أستطيع حتى القول بأن هزة الهزيمة ستجعلنا نعيد النظر في قوة الفريق، ولدينا يوم الأربعاء مباراة مؤجلة من شأنها أن تعيد الأمور فورا إلى نصابها الصحيح».

كنا نستحق التعادل: لقد أثبتت مباراة اليوفي أن دفاع الإنتر ما زال به بعض الخلل بعد أن مني مرمى الفريق بثلاثة أهداف أمام فريق روما في الجولة الماضية. وعانى الفريق بأكمله على أية حال من البطء الشديد وكثرة الوقوع في مصيدة التسلل، وهو ما أكده ليوناردو الذي صرح قائلا: «كان الشوط الأول بطيئا، وفي الشوط الثاني قمنا بصناعة الهجمات وخلق الفرص. لقد تطور أداء فريق اليوفي، وهو يمتلك خطوطا جيدة ومتماسكة، وواجهنا صعوبة في اللعب ضده، لكننا بعد ذلك نقلنا اللعب إلى الأمام ونجحنا في خلق الفرص. وأعتقد أننا كنا نستحق التعادل».

مثل الموسم الماضي: وكان اليوفي قد تغلب الموسم الماضي على الإنتر بنتيجة 2/1 لكن الموسم انتهى بفوز الإنتر باللقب. وشهدت المباراة بعض صيحات الاستهجان من المدرج الشمالي لجماهير اليوفي كلما اقترب منه الكاميروني إيتو. واختتم ليوناردو تصريحاته قائلا: «هذه الهزيمة ليست حاسمة، وأكرر: أريد أن أرى ماذا سيحدث إذا حققنا الفوز في 7 مباريات من المباريات الـ9 القادمة».

ولعل أبرز ما كان في اللقاء هما الهدفان المحققان اللذان أضاعهما إيتو في دقيقة واحدة عندما ارتدت كرته الأولى من العارضة وأنقذ بوفون كرته الثانية التي خلعت قلوب جماهير اليوفي قبيل نهاية اللقاء. ورغم أهداف إيتو الغزيرة هذا الموسم فإن حظا عاثرا صادفه في هذا اللقاء، وهو ما جعل الكثيرين يعتقدون أن هذه المباراة ليست مباراة الإنتر. وتحدث مايكون لاعب الإنتر عقب اللقاء قائلا في هذا الصدد: «لقد استحقوا الفوز لكننا حاولنا حتى النهاية، وفي الشوط الثاني ضغطنا عليهم بشراسة وأجبرناهم على التراجع إلى الخلف بجميع لاعبيهم. وقد أكد لنا هذا الشوط الثاني مدى قوتنا. والآن تعتبر مباراة الأربعاء حاسمة، فإذا حققنا الفوز على فريق فيورنتينا فسيمكننا الاستمرار في التفكير في درع الدوري».

وعلى الجانب الآخر كان ديل نيري، مدرب اليوفي، قد صرح عشية المباراة قائلا: «في غضون خمس سنوات سيكون بإمكاننا الفوز بكل شيء. تماما مثل مانشستر يونايتد الإنجليزي». وفي ظل انتظار مرور الوقت حتى يعود اليوفي من جديد لحصد أحد البطولات تمكن ديل نيري من تحقيق أول فوز كبير للفريق على أرضه أمام الإنتر، العدو اللدود لنادي السيدة العجوز، حيث استطاع لاعبو اليوفي السيطرة على مجريات اللقاء وأهدروا أيضا فرصتين مؤكدتين أمام جوليو سيزار، حارس الإنتر. وفي هذه الليلة الحقيقية وباكتمال جميع عناصر الفريق عادت البسمة من جديد تعلو شفتي ديل نيري حتى وإن كان سوء التوفيق الذي لازم الكاميروني إيتو، حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة ساهم في خروج اليوفي بهذه النتيجة. وقد صرح ديل نيري: «لو أن الفريق لم يتعرض من قبل لكل هذه الإصابات لكان رصيدنا يزيد عن الحالي بفارق خمس أو ست نقاط». بالفعل، لأنه رغم فوز الفريق فإن كلمة «درع البطولة» تظل نفقا مظلما أمام اليوفي بسبب تعرض الفريق، مثلا، للسقوط من قبل أمام باليرمو بثنائية. لقد احتفل الجميع، على أية حال، بالانتصار في ظل وجود أندريا انيللي، رئيس النادي، وبافيل نيدفيد، الإداري في السيدة العجوز، وبيبي ماروتا، مدير عام النادي.

ويتابع مدرب اليوفي تصريحاته قائلا: «لقد تمكنا من تحقيق الفوز في مباراة هامة أمام منافس يتمتع بكامل لياقته، فضلا عن إضاعتنا للكثير من الفرص. هذه المباراة ستمنحنا الإدراك بأننا أقوياء من الناحية النفسية والمعنوية. مفتاح القراءة؟ التطعيمات الهامة للفريق بضم لوكا توني وماتري وبارزالي، لقد منحوا طاقة جديدة لهذا الفريق الذي كان قد بذل الكثير منها قبل ذلك». أما عن المستقبل فقد أردف مدرب اليوفي قائلا: «سنواصل السير قدما جولة تلو الأخرى. أود أن أرى يوفنتوس فريقا يتمتع بالتركيز ومستعدا للمعاناة، وبهذه الطريقة سيمكننا تحقيق المزيد من النتائج الهامة. كنا قد فقدنا من قبل مهاجمين أقوياء بسبب الإصابات، غير أنه بوجود ثقل في منطقة هجوم الفريق عاد اليوفي إلى التحركات الجيدة واللعب الرائع».

يذكر أن ديل نيري تمكن، كمدرب، من الفوز على الإنتر وهو يقود أندية أتلانتا وسمبدوريا واليوفي. لقد بات هو المدرب المرعب لفريق الإنتر، وعن هذا الصدد عقب ديل نيري قائلا: «لا يهمني الآن سوى قيادة اليوفي». وحول الدفع بياكوينتا، مهاجم الفريق في الدقيقة الـ20 من الشوط الثاني قال: «ياكوينتا عائد من إصابة استمرت شهرا ونصف الشهر، عليه أن يظل هادئا». ولكن الأمر لم يخلُ من بعض العيوب التي يجب الوقوف عليها: «يتعين علينا النجاح في اللعب بصورة أكبر على الأجناب والاعتماد أكثر على كرازيتش. هذا الفريق يأتي من فترة صعبة على المستوى النفسي، وهذا الانتصار سيساعدنا على العمل بصورة أفضل وبمزيد من المعايشة. إن الفوز على الإنتر لا يمنحنا فحسب دفعة في جدول الدوري، بل من ناحية القيمة أيضا».