المدلج: أميركا والإمارات استفادتا من مشروع «الهدف».. واقتصاره على الدول الفقيرة مفهوم خاطئ

قال إن الموافقة على عرض الـ300 ألف ريال من «طيران الإمارات» سببه «الخطوط السعودية»

TT

أكد رئيس لجنة التسويق والإدارة المالية في هيئة دوري المحترفين بالاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور حافظ المدلج أن «مشروع (الهدف) الذي أدخله الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يقتصر على الاتحادات الفقيرة فقط، بل لجميع الاتحادات الوطنية بما فيها الاتحاد السعودي، وهذا المشروع يحاكي عدة نماذج تصل إلى ما يقارب 11 مشروعا مختلفا؛ فالبعض منها طبي وتعليمي، إلى جانب بناء منشآت وملاعب وورش عمل ودورات تحكيمية، بمعنى أدق هي مشروعات تطويرية استفادت منها أغلب دول العالم، ولا نريد الخروج من إطار الدول القريبة منا، فمثلا الإمارات تمتلك مقومات السعودية نفسها على الصعيد المالي، ومع ذلك لديهم مشروع (الهدف)، وأعتقد أن له علاقة بالأكاديميات».

وأضاف المدلج: «هناك فهم خاطئ حول أن مشروع (الهدف) يستهدف الاتحادات الفقيرة فقط، وهذا كلام غير صحيح، مثلا أميركا استفادت من مشروع (الهدف)، وهي أقوى دول العالم اقتصاديا، وما دام أن المشروعات تقدم مواصفات وبرامج تم وضعها من قبل الفيفا، فمن الخطأ أن لا يستفاد من هذه المشروعات، ومثل ما يقول المثل (زيادة الخير خيرين)، والسعودية لم تقصر في بناء المنشآت وتنظيم البرامج الرياضية، لذلك فالأمور التي لها علاقة بخطة الفيفا لا بد أن نستثمرها، ونحن في هذا الصدد لم نطلب من الفيفا تقديم تبرع مالي، ولكن يجب أن نستفيد من هذه المشاريع التي تناسب إمكانات السعودية، ويفترض أن نسعى لها، كون هناك دول أغنى وأكثر إمكانات من السعودية وحققت الفائدة من هذه المشاريع».

وحول موافقة هيئة الدوري السعودي للمحترفين على المبلغ الزهيد الذي قدمته شركة «طيران الإمارات» البالغ 300 ألف ريال مقابل وضع لوحتين إعلانيتين خلال منافسات مباريات الدوري السعودي، قال: «للأسف أن مشكلتنا تكمن في أننا دائما نريد أن تكون بدايتنا من أعلى الهرم، وهذا أمر خاطئ، فالسنوات الماضية كان المستثمر الوحيد في الدوري السعودي شركات الاتصالات فقط، وهيئة دوري المحترفين وبتوجيهات من الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس هيئة دوري المحترفين الأمير نواف بن فيصل سعت إلى ضم أسماء كبيرة، وأسماء موجودة في المحافل الرياضية، على أساس أن هذه الأسماء دخولها يغري شركات أخرى، وأيضا يقنعها منذ البداية بحجم وقيمة الدوري السعودي، وأود أن أقول لجميع الجماهير الرياضية عبر (الشرق الأوسط) إن (طيران الإمارات) سيستثمر مبالغ كبيرة في الرياضة، متى ما وجد أن بيئة كرة القدم السعودية بيئة مناسبة وجاذبة للاستثمار، ولكن كبداية فشركة (طيران الإمارات) لن تكون راعيا للدوري، وهي تقدم للأندية على كل لوحة إعلانية 150 ألف ريال، وهذه اللوحات الإعلانية ليست مقتطعة من لوحات الأندية، بل هي موضوعة في أماكن إضافية، كأنها تعزيز لمداخل الأندية من دون أن تأخذ من حقوق الأندية شيئا، لأن النادي لا يزال يملك مساحة كبيرة من الإعلانات يستطيع استثمارها. ونحن نقول للأندية: ابذلوا لنا جهدكم، فإذا كانت هيئة دوري المحترفين نجحت في الحصول على مبلغ 300 ألف ريال مقابل لوحتين إعلانيتين، فأنا أتمنى أن تحصل الأندية على مبلغ 3 ملايين ريال مقابل لوحتين، ولكن الواقع يقول إن الملاعب في الموسم الماضي والموسم الحالي في أغلب الأندية خالية باستثناء لوحات الهيئة ورعاة الأندية، وهناك تسعة أندية لم تستطع للأسف في الفترة الماضية جلب رعاة لهم، ونحن نقول إن مبلغ 300 ألف ريال التي تقدم من قبل (طيران الإمارات) مقابل لوحتين في الموسم هو بداية لما هو أكبر، خاصة إذا وفرنا الأرضية الصلبة، وكان هناك تعاون مع الأندية، خصوصا في هذا الأمر، فشركة زين للاتصالات دفعت مبلغا كبيرا لرعاية الدوري، كون هناك منافسة من الاتصالات السعودية وشركة (موبايلي)».

وأكد المدلج أن «الخطوط السعودية» لم ترغب في الدخول إلى السوق، و«للأسف الشديد، (الخطوط السعودية) لم تستثمر في الرياضة، ولم تكف عن الحديث في هذا الشأن، وما دام أن شركة (طيران الإمارات) تعرف أن (الخطوط السعودية) لا يوجد لديها نية في الاستثمار في الرياضة، فبلا شك أن موقفنا ضعيف أمام طلب مبالغ كبيرة من شركة (طيران الإمارات) لانعدام المنافس لها، وأنا أرى أن 300 ألف ريال مبلغ جيد كبداية، وشركة (طيران الإمارات) عرفت أن هذا الوجود إيجابي».

وأضاف: «نحن دائما للأسف نحتقر البدايات الضعيفة، فالنقل التلفزيوني كان لسنوات طويلة حكرا على التلفزيون الرسمي، وعندما وقع أول عقد وفازت فيه قناة (أوربت) عندما دفعت 10 ملايين ريال كثير من الناس استهانوا بالمبلغ، وقالوا إنه مبلغ ضعيف، وبعد ثلاثة أعوام وتمديد عام رابع وصل حتى 100 مليون، وتم تمديده عامين آخرين بمبلغ 150 مليون ريال، فالأرقام التي بدأت متواضعة كبرت، وإذا تحدثنا عن رعاية المنتخب السعودي، فقد بدأت رعايته بمبلغ 8 ملايين ريال، وارتفع المبلغ إلى 14 مليون ريال، ثم وصل مؤخرا إلى 150 مليون ريال، فالدوري السعودي في رأيي موجود في شركة زين و(ماسترد كارد) و(طيران الإمارات)، وفي القريب العاجل شركة سيارات، وبعدها شركة رياضية، والرعاة الموجودون في منافساتنا يرعون مباريات الفيفا وكأس العالم، والأمم الأوروبية، فاختيار الرعاة لا بد أن يكون بشكل دقيق، وأن تكون أسماء كبيرة ورنانة، لأنها في النهاية هي من تجذب وتعطي، وصناعة الاسم وماركة الدوري الآن يتم صناعتها بتوجيهات من الأمير نواف بن فيصل، وأنا متأكد أنه في عام 2013 الذي حدد فيه على الأقل انتهاء الخطة الخمسية الأولى لعمل الهيئة، سنشاهد الدوري السعودي اكتملت فيه جوانب الرعاة، وأصبح دوريا يحاكي دوريات عالمية كبرى بإذن الله».