ماتري: مزيج بين إنزاغي وتريزيغيه.. واليوفي يضع آماله بين أقدام ورأس المهاجم الفذ

الفريق استفاق بعد هزيمته أمام باليرمو ويحاول تكرار سيناريو ذهاب الدوري الإيطالي

TT

عندما انضم فيليبو إنزاغي، لاعب الميلان الحالي واليوفي سابقا، إلى نادي يوفنتوس كان يبلغ من العمر 24 عاما ويحمل وراءه لقب هداف دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وحتى يتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف في الدوري المحلي بقميص اليوفي احتاج الأمر إلى أربع مباريات فحسب. وعندما وصل الفرنسي ديفيد تريزيغيه، لاعب اليوفي السابق، إلى تورينو كان يبلغ من العمر 23 عاما ومثقلا بلقب بطولة كأس أمم أوروبا عام 2000 الذي انتزعه المنتخب الفرنسي من نظيره الإيطالي بالهدف الذهبي الذي سجله تريزيغيه في المباراة النهائية. واستطاع المهاجم الفرنسي أن يسجل هدفه الثالث في دوري الدرجة الأولى الإيطالي في المباراة الثالثة له بقميص السيدة العجوز. أما أليساندرو ماتري، مهاجم يوفنتوس الحالي المعار من نادي كالياري، فقد ارتدى قميص اليوفي في سن الـ26 كحل بديل بعد انتقال باتسيني، مهاجم سمبدوريا الذي كان نادي يوفنتوس يرغب في التعاقد معه، إلى صفوف الإنتر خلال سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة. وتمكن ماتري مع اليوفي من إحراز ثلاثة أهداف خلال ثلاث مباريات في الدوري المحلي تماما، مثل ما حدث مع المهاجم الفرنسي من قبل وأفضل بقليل من معدل إنزاغي على الرغم من أن الأخير سجل في بطولة كأس إيطاليا 3 أهداف في أول لقاءين له بقميص اليوفي.

* خليط بين إنزاغي وديفيد: إن لعبة المقارنات تتسم بالصعوبة والمتعة في ذات الوقت. لقد كان اليوفي في حاجة إلى مهاجم يحمل معه الأمل في تحقيق الفوز للفريق وتسجيل الأهداف. لقد كان الشعار الذي ردده مشجعو فريق يوفنتوس خلال مباراة أودينيزي التي انتهت بخسارة اليوفي 0/ 1 هو: «نحتاج إلى لاعب يسجل لنا هدفا». وبدأت ذكريات أهداف تريزيغيه تجوب الاستاد في كل مباراة للفريق حتى قدوم ماتري. ويتمتع أليساندرو بنفس المهارات البهلوانية التي كان يتسم بها المهاجم الفرنسي، إيجاد التناغم في لحظة وركل الكرة على الطائر من الجانبين الأيمن والأيسر، ورائع في التسديد بالرأس. أما عند مقارنة مهاجم اليوفي الحالي بفيليبو إنزاغي نجد أن ماتري لديه نفس القدرة على الهروب من رقابة المدافعين. إن من لا يجيد فهم لعبة كرة القدم هو فحسب من يخيل إليه أن تسجيل الأهداف من على بعد خطوات من المرمى ناتج عن التوفيق وليس المهارة. فقد أشاد إنزاغي، الذي يعي جيدا كرة القدم، بقدرات ماتري قائلا: «إن أليساندرو يتمتع بمهارات رائعة للغاية، تروق لي كثيرا نوعية المهاجمين أمثاله هو وبالويسكي، إن ماتري فتى صاحب القليل من الكلمات والكثير من الأهداف، كما أنه يتسم بالتواضع وأتمنى له، حقا، تسجيل المزيد من الأهداف». يذكر أن فيليبو إنزاغي اختتم مشواره في نادي السيدة العجوز برصيد 89 هدفا، ولا يزال المشوار طويلا، بالفعل، أمام ماتري غير أن الحافز كبير.

* مباراة ليتشي المقبلة: وفي غضون ذلك، ثمة أخبار سعيدة حملتها الفحوصات الطبية التي خضع لها ماتري عقب مباراة فريقه الأخيرة أمام الإنتر التي تعرض فيها اللاعب إلى إصابة في القفص الصدري. فقد أصدر الموقع الرسمي لنادي اليوفي بيانا جاء فيه: «لقد أظهرت الأشعة التي خضع لها ماتري تعرض اللاعب إلى إصابة خفيفة في عضلة القفص الصدري يمكن التعافي منها في خلال أسبوع». وعليه فمن الممكن أن يشارك أليساندرو في مباراة فريقه المقبلة أمام ليتشي الفترة المقبلة، ويبحث عن إحراز هدفه الشخصي رقم 4 على نفس الملعب، الذي تمكن إنزاغي وتريزيغيه من التسجيل معا على أرضه في 17 ديسمبر( كانون الثاني) 2000، حينما فاز اليوفي بنتيجة 4/ 1، وكان بين صفوف الفريق أيضا الفرنسي زين الدين زيدان. لا يزال الوقت مبكرا، على أي حال، للحديث عن تشكيلة الفريق في مباراته المقبلة، ولكن من المحتمل أن يعهد ديل نيري مرة أخرى إلى الثنائي ماتري ولوكا توني. إن أليساندرو، على أي حال، متوافق تماما مع ديل بييرو، فضلا عن قدرته على اللعب كرأس حربة ثان أو مهاجم صريح تجعله ذات قيمة كبيرة بالنسبة للمنتخب الإيطالي.

وفي سياق متصل، استطاع الدنماركي فريدريك سورينسن، المدافع المعار إلى اليوفي من نادي لينغي الدنماركي مقابل 20 ألف يورو، أن يحد من خطورة الكاميروني صامويل إيتو، لاعب الإنتر، صاحب الـ29 عاما والراتب السنوي الذي يصل إلى 10 ملايين يورو والثلاث بطولات لدوري أبطال أوروبا.

* التأثير: وقد صرح المدافع الدنماركي في اليوم التالي لمباراة فريقه أمام الإنتر قائلا: «لقد نجح صامويل إيتو في الهروب من رقابتي مرتين وخشيت أن يحدث ما هو أسوأ من ذلك». لم يكن يوم الاثنين الماضي يوما عاديا شأنه شأن بقية أيام الأسبوع بالنسبة لفريدريك، حيث كان والد اللاعب قد حضر من الدنمارك لمتابعة المباراة المرتقبة بين اليوفي والإنتر. ويتابع سورينسن: «مراقبة إيتو كانت أمرا شاقا. كان يتعين علي التركيز على الكرة أكثر من أقدام صامويل، لأنه يتسم بالسرعة العالية وإذا تمكن من الهروب يصعب اللحاق به. لقد كانت هذه هي أهم وأصعب مباراة في مسيرتي حتى الآن وأتمنى أن يقوم نادي اليوفي بضمي بصورة مطلقة مع نهاية الموسم (130 ألف يورو قيمة بطاقة اللاعب)، فهذا الأمر سيسعدني كثيرا. فليس من السهل، كل يوم، أن تجد نفسك في المران إلى جانب أبطال كبار، فمنذ سبعة أشهر مضت لو قيل لي إنه سيتعين علي مراقبة إيتو لما كنت مصدقا لذلك. عندما حضرت إلى تورينو كان يخيل إلي أنني سألتحق بقطاع الناشئين». تجدر الإشارة إلى أن المدافع الدنماركي صاحب الـ18 عاما خاض حتى الآن 10 مباريات في دوري الدرجة الأولى الإيطالي ويواصل سورينسن: «صحيح أنني لم ألعب في المركز المفضل بالنسبة إلي، وهو قلب الدفاع، غير أنني موجود في حالة جيدة بالمكان الذي يمنحني إيه ديل نيري (مدرب الفريق). إن اللعب أمام الإنتر ومراقبة أحد أقوى لاعبي العالم كان حلما بالنسبة إلي، حتى أشهر قليلة مضت كان هناك لاعبون محددون أتولى مراقبتهم من خلال ألعاب (البلاي استيشن) فحسب».

لقد استفاق اليوفي من جديد بعد الهزيمة التي تعرض لها على يد باليرمو في الجولة 23 من مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي التي انتهت بخسارة يوفنتوس 2/ 0 تماما، كما حدث في دور الذهاب، حيث نجح فريق اليوفي بعدها في حصد 18 نتيجة إيجابية منها 13 في الدوري المحلي. وفي دور الإياب أيضا تمكن اليوفي، بعد خسارة باليرمو، من تحقيق الفوز مرتين على التوالي أمام كالياري ثم الإنتر، فضلا عن أن جدول مباريات الدوري المحلي يقدم إلى السيدة العجوز فرصة ذهبية لضمان البقاء في المنطقة المؤهلة لبطولة تشامبيونز ليغ. صحيح أن الفريق سيواجه بعد جولتين الميلان المتصدر، إلا أن المباراة ستلعب في تورينو.

* نقطة التحول لديل نيري: لقد زاد أداء يوم الأحد الماضي من حوافز فريق اليوفي الذي، على العكس، باتت لطموحات محددة في الموسم الحالي بشكل أكثر واقعية. إن الصفقات الجديدة للفريق وحالة التعافي العامة من الإصابات التي كانت تلحق بلاعبي اليوفي سمحا لديل نيري بالعودة إلى العمل على الناحية الاستراتيجية والخططية. الأمر الذي يعد مدرب اليوفي أستاذا فيه.

* أنا من يقرر: إن ديل نيري يحكم قبضته على فريقه بشكل جيد، ولعل هذا يبدو واضحا في قبول كيلليني، مدافع يوفنتوس والمنتخب الإيطالي، لتغيير مركزه داخل الملعب من قلب الدفاع إلى اللعب كظهير أيسر. وقد صرح مدرب الفريق في هذا الصدد قائلا: «سيظل يلعب في هذا المركز إلى نهاية الموسم الحالي. وهو يعرف ذلك وهو بنفسه من طلب هذا. إنه فتى رائع ويتمتع بمهارة عالية وقوة كبيرة وحضور، كما أنه يلعب بشكل جيد في هذا المركز، وفي إيطاليا يوجد عدد قليل من لاعبي الظهير الأيسر الذين يتمتعون بهذه القوة». ولعل هذا الأمر يروق أيضا إلى برانديللي، مدرب الآزوري. ويتابع ديل نيري قائلا: «إنه يلعب، على أي حال، في المركز الذي أمنحه، شأنه شأن بقية لاعبي الفريق.. أنا من يقرر أين سيوجد أي لاعب.. قلب دفاع أو على الجانب الأيسر أو جناح أو على مقاعد البدلاء أو حتى في المدرجات....».

* فكرة بيرلو: وفي غضون ذلك، ثمة أمر آخر يتعلق بسوق الانتقالات الصيفية المقبلة، حيث إن نادي اليوفي يعمل الآن على فكرة أندريا بيرلو، لاعب وسط الميلان، الذي يبدو أن عملية تجديد عقده مع ناديه الحالي تبدو معقدة في الوقت الراهن. ولكن لن يكون من السهل، بالطبع، انتزاع هذا اللاعب من الميلان.

أرقام وإحصاءات 14: عدد الأهداف التي سجلها ماتري في الموسم الحالي حتى الآن (11 بقميص كالياري و3 مع اليوفي).

18 مليون يورو: قيمة بطاقة اللاعب أليساندرو ماتري (بإمكان نادي اليوفي أيضا اللجوء إلى عملية مبادلة فنية للحصول على خدمات اللاعب بصورة مطلقة).

5: عدد مهاجمي اليوفي الذين سجلوا في الدوري المحلي خلال الموسم الحالي، وهم: ماتري وكوالياريلا وياكوينتا وديل بييرو ولوكا توني.

119: عدد الأيام التي مرت على آخر مباراة لم تسكن فيها الأهداف شباك فريق اليوفي على أرضه (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2010 أمام ليتشي 4 - 0).

13: عدد التمريرات الحاسمة في فريق اليوفي هذا الموسم حتى الآن. وتأتي كرات الصربي ميلوس كرازيتش على قائمة هذا الترتيب برصيد 6 تمريرات حريرية وبعده أكويلاني (3)، ثم ماركيزيو (2) وأخيرا ياكوينتا (2).