روما يتزعزع.. وجماهيره الغاضبة تتظاهر حاملة لافتات مناوئة للفريق أمام تريغوريا

يستضيف شاختار الأوكراني اليوم طمعا في طي خسائره المحلية والفوز في «أبطال أوروبا»

TT

لو أردنا النظر بإمعان فسنجد أن هناك خبرا جيدا يخص نادي روما، حيث تدخل بنك يونيكريتد ليتم خلال الأيام الحالية صرف الرواتب المتأخرة عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول). أما عن باقي المشهد، داخل أسوار نادي العاصمة الإيطالية، فمنذ أول من أمس وثمة حالة من الدراما المأساوية تخيم على المكان. فالفريق يشعر بخيبة الأمل والكثير من اللاعبين غير سعداء ومدرب الفريق في معزل والجماهير تعترض وتطلب إيضاحات لما يحدث. يذكر أن فريق روما تعرض السبت الماضي لهزيمة على ملعبه أمام نابولي 0/2 ولكنها ليست المرة الأولى التي يخسر فيها الفريق، ما هو إذن الأمر المختلف الذي دعا إلى كل هذا؟ هناك الكثير من الأسباب وراء حالة الحزن هذه، أولا وقبل كل شيء؛ من المفترض أن نادي روما في منتصف الطريق نحو عملية بيعه وتحول ملكيته عن عائلة سينسي التي تقوده منذ 18 عاما، ثم تتجلى أزمة الفريق الأول في منتصف الموسم، ما بين بطولة الدوري المحلي والشامبيونز ليغ، أي في الوقت الذي من المفترض أن ينظر فيه المستثمرون الجدد إلى مستقبل هذا النادي.

الولايات المتحدة الأميركية: يقال إن يوم أمس من المفترض أن يتم منح الضوء الأخضر لبدء المفاوضات الحصرية بشأن عملية بيع النادي إلى المجموعة الاستثمارية الأميركية بقيادة توماس دي بيناديتو. وقد صرح جان باولو مونتالي، الإداري في نادي روما، يوم السبت الفائت قائلا: «إذا حل شهر مارس (آذار) دون إيجاد شيء ما في أيدينا فستكون مشكلة». وخلال الاجتماع الإداري الذي عقد الأحد الماضي بحضور برادي وكونتي وماتسوليني ومونتالي ذاته تم التأكيد على مفهوم هام للغاية: إذا لم يتمكن الفريق من الوصول إلى المنطقة المؤهلة لدوري أبطال أوروبا فلن نسقط في الموسم الحالي فحسب بل والقادم أيضا، في إشارة إلى الصفقات التي سيتم فقدها في المستقبل.

رانيري ورؤوس الحربة: إن المتهم الأول وراء تدهور أحوال فريق روما هو كلاوديو رانيري، مدرب الفريق، الذي أعلن بنفسه عقب خسارة الجولة الماضية أمام فريق نابولي: «أنا من يتحمل المسؤولية». ولكن حرص المدرب على توضيح بعض الأخطاء التي تم ارتكابها خلال المباراة مع توجيه تحذير إلى لاعبي خط الهجوم في الفريق «يتعين على المهاجمين القيام بالمزيد من التضحيات في عملية الدفاع» ورغم أن هذه الكلمات لم يقابلها اعتراض من جانب لاعبي الفريق إلا أن علامات عدم الرضا، خلال هذه اللحظات، بدت واضحة على وجوه بعض اللاعبين والذين كان على رأسهم فرانشيسكو توتي، قائد الفريق (فضلا عن فوتسينيتش ومينيز وبيتزارو) الذي تفاجأ في مباراة نابولي بجلوسه على مقاعد البدلاء.

اعتراض: تعاني جماهير روما من نتائج الفريق المخيبة للآمال، وليس من قبيل الصدفة أن يتجمع يوم أول من أمس قرابة 30 مشجعا أمام بوابات تريغوريا (مقر تدريب الفريق) من أجل الاعتراض. فيما رفعت هذه الجماهير لافتات حملت عبارات ضد الفريق ورانيري ذاته الذي كان مستهدفا بالشتائم. ثم طلب عدد من هؤلاء المعترضين الحديث إلى لاعبي الفريق، وبالفعل تم إدخال 5 منهم إلى المركز الرياضي وتحدثوا لبضع دقائق مع توتي. وكان فحوى الحديث الذي دار بين الطرفين هو: «أنت يا توتي اللاعب الوحيد الذي يستحق ارتداء قميص روما، عليكم بالمزيد من الالتزام والركض داخل الملعب».

وتوجهت روزيلا سينسي، رئيسة نادي روما، أول من أمس إلى تريغوريا لتفقد أحوال الفريق وعلى غرار الجلسات البرلمانية اجتمعت سينسي، بعد ذلك، مع كل من توتي ودي روسي ومكسيس وبيروتا (اللاعبين الأكبر سنا وخبرة في صفوف روما) وتضمن جدول أعمال هذا اللقاء مناقشة موضوع واحد وهو الأزمة التي تعصف بالنادي، أزمة الحكومة المسيطرة (والتي قاربت على الرحيل) وأزمة نتائج الفريق (فمنذ شهر مضى لم يكن في الحسبان الوصول إلى المركز الثامن في ترتيب جدول دوري الدرجة الأولى الإيطالي) والأزمة الاقتصادية حيث إن عدم ضمان التأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم ربما يساعد على توسيع فجوة الحسابات لأن الفريق قد يختتم شهر يونيو (حزيران) المقبل بخسارة ما يقرب من 30 مليون يورو.

عدم الاستسلام: تجدر الإشارة إلى أن اللقاء الذي جمع بين روزيلا سينسي، الممثلة لحكومة نادي روما ورموز الفريق، الذين يمثلون أعضاء البرلمان استمر قرابة نصف الساعة وكان ذلك في حضور كونتي ومونتالي وبرادي، إداري نادي روما. ويبدو أن أهم ما ورد في هذا الاجتماع كان كالتالي: ما هي المشكلات التي يعاني منها الفريق؟ وما السبب وراء هذا الانهيار؟ ولكن، على أي حال، لم يكن هناك أي إيضاح، من جانب اللاعبين، للأسباب وراء ما يحدث، ذلك لأن ارتداد المسؤولية، في هذه المرحلة، ربما يقع على الجميع وليس شخصا بعينه. من أجل ذلك انتقل الكلمة إلى رئيسة النادي التي صرحت «أعلم أن الكثير منكم ينتظر تحديد ملامح مستقبل النادي (يذكر أن عقدي مكسيس وبيروتا أوشكا على الانتهاء) ولكن يتعين عليكم إيجاد الدوافع. أنتم فريق متماسك ومتحد وعليكم تقديم العون إلى المدرب. لو لم نتمكن من الوصول إلى بطولة الشامبيونز ليغ في الموسم القادم فسنكون بصدد مشكلة كبيرة. ولا جدوى من التذكير بأننا أيضا، لنفس السبب، في حاجة إلى بلوغ دور الثمانية من البطولة ذاتها في نسختها الحالية، كما أن فريق شاختار دونيتسك الأوكراني (الذي من المفترض أن يلعب روما أمامه اليوم الأربعاء) ليس بالعقبة التي يصعب تجاوزها». وواصلت سينسي كلمتها موضحة أنه بوجه عام ينبغي على الفريق الاحتفاظ بالهدوء: فعلى حد علمها أن الأيام الحالية ستشهد محاولات رسمية من أجل إتمام عملية بيع النادي إلى المستثمرين الأميركيين.

ومما لا غبار عليه أن اللاعبين قد أكدوا إلى سينسي التزامهم الكامل، فمباراة اليوم أمام شاختار قادرة بمفردها على تحفيزهم فضلا عن أن الجميع لا يرغب في الاستسلام. وقد أوضحت رئيسة نادي روما، على أي حال، أن الفريق لو تعرض غدا إلى الخسارة فسيتراجع إلى الخلف.

صلابة رانيري: ونظرا لانعقاد هذه الجلسة بدأ مران الفريق في وقت متأخر عن موعده المحدد. فقد كان كلاوديو رانيري، مدرب الفريق، يرغب في الوقوف على بعض مقاطع الفيديو التي توضح بعض أخطاء الفريق في مباراته الأخيرة أمام نابولي والتي انتهت بخسارة روما 0/2 غير أن الوقت لم يسعف رانيري وتم إرجاء الأمر إلى مران الفريق اللاحق. ولكن مدرب روما حرص، على أي حال، على تكرار بعض المفاهيم الهامة ومنها: ينبغي علينا العمل بروح الفريق الواحد ومعاونة الرفقاء ولكني أرى أنه عندما تفقد الكرة من بين أقدامنا هناك من بين اللاعبين من لا يرتد للحصول عليها.

صقيع مكسيس: ولكن يوم الاجتماعات لم ينته عند هذا الحد؛ فقد أردت روزيلا سينسي أن تتحدث، على انفراد، مع الفرنسي مكسيس، مدافع الفريق بشأن تجديد عقد اللاعب مع النادي. وقد أكد المدافع الفرنسي أنه لم يتوصل حتى الآن إلى اتفاق مع أي ناد آخر وأنه يتواجد بشكل جيد في روما ويود أيضا الاستمرار مع الفريق غير أنه يفضل، قبل تجديد عقده مع النادي، الانتظار حتى يتضح الموقف النهائي من عملية بيع النادي. ومن المؤكد أن مكسيس لا يرغب في خيانة فريق روما غير أن نصف أندية أوروبا تسعى وراءه من أجل الحصول على خدماته وهو أيضا يعي ذلك جيدا. وهكذا أصبح لدى نادي روما سببا إضافيا حتى تعيش أيام أخرى من المعاناة.

شاختار دونيتسك: وعلى الجانب الآخر صرح الروماني لوشيسكو، مدرب فريق شاختار الأوكراني، على الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قائلا: «أرغب في حمل هذا الفريق إلى دور الثمانية في بطولة دوري أبطال أوروبا». تجدر الإشارة إلى أن لوشيسكو تولى من قبل تدريب أندية الإنتر وبريشيا وريجينا. ويتابع المدرب الحالي لفريق شاختار: «عندما عرض علي عام 2004 تولي الفريق الأوكراني كنت أرغب في العمل مع أحد الأندية التي تتمتع بمستوى دولي». يذكر أن فريق شاختار دونيتسك يتواجد في روما منذ يوم السبت الفائت استعدادا لمباراة اليوم الأربعاء.