الهلال والأهلي.. صراع الوسط يحسم بطاقة التأهل إلى نصف كأس ولي العهد

الخبير الفني جاسم الحربي رجح كفة الرائد على الوحدة المتذبذب

TT

تنطلق اليوم الأربعاء مباريات دور الـ8 من بطولة كأس ولي العهد، حيث ستقام مباراتان، أبرزهما وأقواهما المواجهة التي ستجمع فريقي الهلال والأهلي، وذلك من حيث الإمكانات الفنية والعناصرية، والحضور الجماهيري، الذي من المتوقع أن يكسو جنبات ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة الرياض، بينما ستجمع المباراة الثانية فريقي الرائد والوحدة، في مواجهة لن تخلو من الإثارة، لتقارب المستوى الفني بينهما، ووجود الدافع والطموح للتأهل للدور النصف النهائي. المباراة ستقام على مدينة الملك عبد الله الرياضية ببريدة.

الخبير الفني جاسم الحربي تحدث في رؤيته الفنية عن المواجهتين، حيث تطرق إلى نقاط القوة والضعف، والعناصر المؤثرة في كل فريق، وطريقة اللعب في الفرق الأربعة والأقرب فيها لتحقيق الفوز والتأهل للدور نصف النهائي.

* الهلال × الأهلي: مباراة مهمة وصعبة على الفريقين، وربما تكون منعطفا خطيرا لأحدهما، خاصة في هذه المنافسة، ولعل غياب الروماني ميريل رادوي، للتصرفات التي قام بها، يكلف الفريق الخروج من كأس ولي العهد، لا سيما أنه سيترك أثرا كبيرا، من خلال الدور المتميز الذي يقوم به، وهو الربط بين خطي الهجوم والدفاع، وأعتقد أن البديل لا يقل عنه مستوى، وإن لم يكن بالمستوى المطلوب. ونعلم أن الهلال فريق كبير، ولديه البدلاء الذين لا تقل مستوياتهم عن اللاعبين الأساسيين، ولكن عندما يكون الفريق المقابل في أتم عافيته واستعداداته، يختلف الوضع.

في المقابل، فريق الأهلي استطاع في الفترة الأخيرة أن يعود بمستواه إلى وضعه الطبيعي، ويمكن القول إنه لبس الثوب الذي خلعه منذ فترة طويلة، من استقرار فني وعودة مستويات بعض اللاعبين، على رأسهم مالك معاذ، وأصبحت لغة التفاهم واضحة بين المدرب واللاعبين في تطبيق التكتيك أثناء المباراة، أيضا التنظيم العام للفريق فنيا أصبح أفضل مما كان عليه في السابق، وسيمنح الفريق مؤشرا كبيرا ليكون ندا قويا، وبإمكانه التغلب على الهلال.

عموما كلا الفريقين لديه الدافع والطموح لتقديم مباراة تليق بسمعتهما وتاريخهما، لذا من المتوقع أن تكون المباراة قوية، فلقاء الليلة لا يقبل أنصاف الحلول، ولا بد من فريق فائز، وهنا يكون الاعتماد على الإعداد اللياقي بدرجة كبيرة جدا، إضافة إلى توزيع الجهد أثناء المباراة، والتحكم في الأعصاب والهدوء والتركيز في تطبيق المهام التكتيكية، التي يوليها المدرب لكل لاعب، ولكل مركز، واللعب الجماعي للفريق، بين جميع الخطوط، وخروجهم للنواحي الهجومية، وارتدادهم للنواحي الدفاعية، حتى يصبح في توازن مكتمل، ومن يتمثل بهذه العناصر سيكون صاحب الأفضلية والفوز في المباراة، بينما الفريق الذي سيدخل اللقاء ويكون لاعبوه تحت الضغط، سيفتقد التركيز وسيكون التطبيق الجماعي أقل بكثير من الفريق المقابل. المباراة صعبة، ومن الصعب التكهن بنتيجتها، ولكن الفريقين مؤهلان للفوز، وربما يكون عاملا الأرض والجمهور لمصلحة الهلال، ولكن عادة الفرق الكبيرة لا تتأثر بهذه العوامل بدرجة كبيرة، وأعتقد أن لاعبي الوسط هم من سيصنعون الفارق في لقاء الليلة، دون تحديد أسماء لاعبين، ونعلم أن أهم عنصر يؤدي الأدوار الدفاعية بشكل مميز هو الروماني رادوي، الذي سيفتقده فريق الهلال في مباراة مهمة، ولا نعرف من هو البديل، هل هو خالد عزيز أو عبد اللطيف الغنام؟ عموما لاعبو الوسط كمجموعة، هم من سيسيرون أمور المباراة، وهم من سيفرضون شخصيتهم على الفريق الآخر، فإذا سيطر الأهلي على منطقة المناورة بشكل إيجابي سيكون الفوز حليفه، والعكس صحيح، وبشكل عام، سيكون هناك حذر كبير من الفريقين، وكل فريق سيحرص على التنظيم الدفاعي العالي، واللعب على الهجمات المرتدة، خاصة في الشوط الأول، وأتوقع أن يكون في الشوط الثاني تحرر من القيود، واللعب المفتوح، واستغلال أي ثغرات، والتوقعات تشير إلى فوز الهلال.

* الرائد × الوحدة: عتقد أن فريق الرائد، من خلال المستويات التي قدمها في دوري زين السعودي للمحترفين، وتجاوزه فريق الشباب في المباراة الأخيرة، يفرض علينا احترامه، وكثير من وسائل الإعلام ترى أن فوز الرائد مفاجأة، ولكن من وجهة نظري، لا أعتبرها كذلك، عطفا على المستوى الذي قدمه في المباراة، ولكل مجتهد نصيب. الرائد احترم المنافس، ولعب وقدم مستوى جيدا، ولذلك فاز على الشباب، ولا يعني أنه خسر من الفتح في مسابقة الدوري لأن مستواه تراجع، بل بالعكس كان قريبا من الفوز، بعد أن كان متقدما بهدف، وتهيأت له أكثر من فرصة، وكان بإمكانه إضافة الهدف الثاني وإنهاء المباراة، وهنا الظروف لم تخدمه في استغلال الفرص وسوء الحظ، الذي لازمه، وكما هو معروف فإن كرة القدم إذا لم تسجل فلا بد من قبول التسجيل في مرماك، وهذا ما حدث من فريق الفتح، الذي استغل بعض الفرص وسجل هدفين. عموما الرائد هو الأقرب للفوز من خلال تماسك الفريق، ولديه الدافع أكثر من الوحدة، لأنهم يبحثون عن تعويض خسارتهم في المباراة الأخيرة، ويريدون الإثبات لإدارتهم وجماهيرهم أن هذه الخسارة مجرد كبوة.

ويبدو حال فريق الوحدة غريبا، فتارة تجد المستوى جيدا، وأخرى عكس ذلك، والواضح أن مستوى الفريق متوسط أو ما دون ذلك، ولا بد من إعادة النظر في هيكلة الفريق وتنظيمه على المستوى العام، وما نشاهده حاليا أن الفريق يحتاج إلى وقفة، وترتيب للفريق فنيا وبدنيا، وفي اعتقادي أن الرائد أقرب للفوز.