القلق يسيطر على الإنتر قبل ملاقاة فيورنتينا اليوم.. وموراتي يحذر من الأخطاء ويطالب بالدرع

ليوناردو مضطر لإدخال تعديلات على خط الوسط ويأمل في عودة بانديف لضبط إيقاع الفريق

TT

لقد أصبحت مدينة فلورنسا وفريق فيورنتينا مرة أخرى منعطفا حاسما في مسيرة الدوري الإيطالي. ففي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، تعادل الإنتر مع فريق فيورنتينا في ملعب فرانكي بنتيجة (2/2) وأدرك مدى مرارة مطاردة فريق روما له، بعد أن اعتلى الأخير قمة الدوري بالفوز على فريق أتلانتا وترك الإنتر يلهث لتعويض الفارق. ولهذا السبب، ظلت هذه المباراة بمثابة ذكرى مؤلمة تؤرق الإنتر وجماهيره، على الرغم من فوز الفريق بالدوري في النهاية.

الهجوم على القمة: ويدخل الإنتر مساء اليوم الأربعاء مباراة صعبة مثلما كان الحال الموسم الماضي. وسيحاول الإنتر في هذا اللقاء أن يواجه صحوة فريق فيورنتينا وأن يفوز بالمباراة المؤجلة، وهو ما دفع ماسيمو موراتي رئيس النادي إلى أن يطالب لاعبيه بالنظر في هذه المباراة إلى هدفهم الأساسي وهو الفوز بالدرع. وصرح موراتي قائلا في هذا الصدد: «إن الهدف النهائي لم يتغير، ومن واجبنا أن نسعى لاحتلال المركز الأول». وهو ما يعني ببساطة أن الهجوم على قمة الدوري يجب أن يستمر على الرغم من الهزيمة أمام اليوفي في الجولة الماضية.

إذا فشلت، تخسر: ويجب أن يستمر سعي الإنتر نحو الصدارة وتعويض الفارق مع الميلان دون أخطاء مثل تلك التي ارتكبها إيتو أمام اليوفي بإضاعته لهدفين مؤكدين. وأضاف موراتي قائلا في هذا الشأن: «لقد رأيت شيئا مشابها لهذا قبل بضعة أسابيع، ولا يسع المرء في هذا الموقف إلا أن يشعر بالاستياء». ولا شك في أن هذا هو أيضا شعور المدرب ليوناردو الذي حقق الفوز على فريق فيورنتينا مع الميلان الموسم الماضي ولكن بصعوبة بالغة. وعلق موراتي بعد مباراة اليوفي قائلا: «هل تعتبر الهزيمة في تورينو أمرا يجب نسيانه؟ لا يوجد شيء يجب نسيانه، بمعنى أنني أعتقد أن من المجدي تذكر هذه الهزيمة أيضا بسبب الجانب الإيجابي الذي ظهر فيها. فصحيح أنني كنت أنتظر من الفريق طريقة مختلفة في التعامل مع هذه المباراة، على الرغم من أن فريق اليوفي كان يلعب بطريقة خططية جيدة، لكن فريق الإنتر أدى كل ما بوسعه. وللأسف، عندما يهدر أي فريق كل هذا العدد من الأهداف، فإن الهزيمة تكون ممكنة».

الويل لمن يستسلم: ووجه موراتي التحية لفريق اليوفي على أدائه: «لقد تحكم في المباراة وجعلنا نلعب بإيقاع بطء. لكن الهزيمة أمام اليوفي ليست ضربة قاضية من شأنها أن توقف مسيرة الفريق، لكن الفرق التي تنافس على اللقب عندما تتعرض لعقبة مثل هذه تستطيع أن تغير من برامجها بعض الشيء». ورفض موراتي النغمة التي تقول إن فريق الإنتر فقد فرصة الفوز بدرع الدوري. وعلى الصعيد الفني، يجب القول إن فريق الإنتر، على الرغم من نتائجه الجيدة في الفترة الأخيرة، لم يظهر قبل الهزيمة في تورينو بمستوى مثالي. وكانت المغامرة في الدفع ببعض اللاعبين وتغيير بعض المراكز تساهم في إخفاء بعض العيوب داخل الفريق. لكن مباراة اليوفي كشفت كل ما يعانيه الفريق مرة واحدة.

الخسارة أصبحت ممنوعة: وعلى الرغم من حديث الجميع، بدءا من رئيس النادي ووصولا إلى اللاعبين، عن أن الهزيمة أمام اليوفي يجب ألا تغير أي شيء في سعي الفريق نحو تعويض الفارق عن الميلان، إلا أن هذه الهزيمة ستدفع ليوناردو لتغيير بعض الأمور في الفريق، وعلى رأس هذه الأمور يأتي الجانب النفسي. ولا شك في أن ليوناردو يمتلك الطريقة المناسبة للتعامل نفسيا مع اللاعبين وتخليصهم من الإرهاق الذهني الشديد الناجم عن وضع الفريق الحالي وشعور اللاعبين بالضغط النفسي لأنهم لا يستطيعون الإخفاق في أي مباراة بعد الآن. وما يزيد من هذا الضغط النفسي – قبل لقاء الديربي – هو أن فريق الإنتر أصبح في الآونة الأخيرة يخطئ في التعامل مع المباريات المهمة والحاسمة. مشكلة كامبياسو - تياغو موتا: وعلى الصعيد الخططي، أثبتت مباراة اليوفي أن كامبياسو يقدم أفضل ما لديه عندما يلعب أمام الدفاع، مثل تياغو موتا على الأقل. ولا شك في أن اللاعب البرازيلي سيشارك منذ الآن في هذا المركز، لكن كامبياسو لم يتأقلم بعد بشكل كامل مع اللعب في وسط الملعب وليس على الأطراف. ويمثل هذا الأمر مشكلة يجب حلها إذا أراد ليوناردو الاستمرار في اللعب بطريقة الرومبو (4/3/1/2). فالدفع بكلا اللاعبين أمام خط الدفاع سيعني العودة لطريقة (4/2/3/1)، وسيعني ذلك أن إيتو يجب أن يرتد للعب في مكان متأخر بعيدا عن المنطقة الأمامية.

عودة بانديف: وتسبب سوء الحظ الشديد الذي صادف إيتو في لقاء اليوفي في عودة الحديث ليس عن المشكلة (فلا يمكن الحديث عن مشكلة تهديفية في فريق سجل 24 هدفا في آخر 9 مباريات)، بل عن اللغز الهجومي الذي يظهر في الإنتر عندما لا يسجل إيتو أو يصنع الأهداف لزملائه، وهو ما يزيد من حرج موقف الإنتر بعد أن يدخل مرماه بعض الأهداف. وفي ظل غياب ميليتو 40 يوما للإصابة وانضمام باتسيني للفريق منذ أسبوعين فقط، يحتاج ليوناردو بشدة لعودة بانديف إلى أفضل مستوياته قبل لقاء فيورنتينا وأيضا في مباريات دوري أبطال أوروبا. ومن المقرر أن يدفع ليوناردو بخافيير زانيتي إلى وسط الملعب في مباراة اليوم الأربعاء أمام فيورنتينا، بينما سينتقل كامبياسو إلى اللعب في قلب وسط الملعب. ولا شك في رغبة المدرب في الاحتفاظ بثنائي قلب الدفاع (رانوكيا وكوردوبا)، لكنه قد يلجأ أيضا للعائدين ديان ستانكوفيتش وماريغا بعد أن شاركا في تدريبات الفريق الأخيرة بانتظام. ومع تأكد غياب تياغو موتا عن لقاء اليوم الأربعاء بسبب الإصابة في مباراة اليوفي، هناك مصاب آخر هو البرازيلي لوسيو، الذي سيخضع يوم بعد غد الجمعة لفحوصات طبية لبيان مدى جاهزيته لمباراة السبت القادم أمام فريق كالياري. لكن الأرجح أنه سيعود للمشاركة مع الفريق في دوري أبطال أوروبا منتصف الأسبوع القادم أمام فريق بارين ميونيخ.