«الغطاء دائما غير كاف..». أخيرا، بعد العديد من محاولات الجدل ظهرت نصف الحقيقة، وقد اتضح ذلك خلال إجابة دومينكو دي كارلو، مدرب فريق سمبدوريا، على السؤال المتكرر الذي يتعرض له دائما بشأن أسباب أزمة فريقه التي كان من الممكن لها أن تعالج خلال سوق الانتقالات الشتوية الماضية: «كان ينبغي علينا العمل على نمو بعض لاعبي الفريق، ولكن هذه الطريقة كانت تحتاج إلى المزيد من الإنفاق. غير أن المسؤول الأول وراء هزيمة الديربي أمام جنوا هو أنا».
أفعال وليس كلمات. لا يمكن لأي شخص أن يعترض أبدا على الخطة الاحترافية للنادي رغم أن جماهير الفريق كانت تتذمر، حتى الأمس، عندما تتذكر هذه العبارة التي نشرها الموقع الرسمي لنادي سمبدوريا في 29 ديسمبر (كانون الأول) الفائت والتي جاء فيها «ليس من سياستنا بيع أو إفقار إرثنا الفني»، قبل أن يتعرض الفريق إلى زلزال نهاية يناير (كانون الثاني) الفائت حيث تم بيع بطاقة باتسيني، مهاجم الفريق، إلى نادي الإنتر. ويواصل دي كارلو: «ولكن نحن الآن في حاجة إلى القليل من الأقوال والمزيد من الأفعال. يتعين على الفريق إيجاد الاستمرارية في مستوى الأداء والثبات. سنحاول بكل جهد الحصول أولا وفي أسرع وقت ممكن على النقاط التي ستضمن لنا النجاة من الهبوط».
دفاع الفريق: ومن أجل ذلك حرص مدرب فريق سمبدوريا أول من أمس (الجمعة) على إقامة معسكر مبكر في كورفيتشانو بحضور جميع لاعبي الفريق، غير أن الموقف لا يزال يدعو للقلق. ومن المفترض أن يكون جاستاديلو، مدافع الفريق، قد تعافى من الإصابة، ولكن: «لوكانيني وزاوري يعانيان من بعض المشكلات الصغيرة (بيد أن الأخير من الممكن له أن يشارك في مباراة اليوم الأحد أمام فيورنتينا). وهكذا الحال بالنسبة لبيابياني وتيسوني». هذا بالإضافة إلى أن أداء فريق فيورنتينا أمام باليرمو والإنتر في الجولتين الأخيرتين لا يحمل الطمأنينة إلى دي كارلو الذي صرح قائلا: «أفكر، على سبيل المثال، في مونتوليفو، لاعب فيورنتينا، الذي عاد إلى مراحل جيدة من مستواه أو في تعافي موتو. ينبغي علينا، على أية حال، الاستعداد جيدا لهذا اللقاء».
الجانب المظلم: ليس من المعلوم ما إذا كان لقاءا فريق سمبدوريا القادمان أمام فيورنتينا وبعده الإنتر سيمثلان خيرا أم شرا لهذا الفريق الجريح. ولا يزال غير واضح أيضا إذا كانت مشكلة سمبدوريا عقلية أم بدنية؟ وبصدد العامل الأخير يتحدث مدرب الفريق قائلا: «لقد أنهى سمبدوريا مباراته أمام الميلان وهو أكثر تفوقا». بالفعل، كان ذلك في 27 يناير (كانون الثاني) الفائت في بطولة كأس إيطاليا حتى أن فريق سمبدوريا عوقب على قدم المساواة بثنائية أليكساندر باتو، لاعب الميلان.
الاستئناف: واختتم مدرب فريق سمبدوريا تصريحاته قائلا: «ينبغي علينا محاولة حصد المزيد من النقاط مع جميع الفرق. مستقبلي مع النادي؟ لا أفكر الآن سوى في الفريق». لعل دي كارلو قلق أكثر بشأن أرقام سمبدوريا في الآونة الأخيرة: 7 نقاط في آخر 10 مباريات.
وعلى الجانب الآخر، صرح مونتوليفو، قائد فريق فيورنتينا، قائلا: «أبلغ من العمر 26 عاما وأرغب في القيام بقفزة في مهاراتي». يذكر أن اللاعب يرتبط بعقد مع ناديه الحالي ينتهي في يونيو (حزيران) 2012 وهناك احتمالات قوية حول تمديد عقده مع الفريق، الأمر الذي تهتم به جماهير فيورنتينا (ولكن ليسوا بمفردهم). ومن المفترض أن تتم مناقشة هذا الأمر بين الأطراف المعنية خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ولكن في غضون ذلك تلوح بعض العلامات المختلفة حيث أشار مونتوليفو قائلا: «إنني ملك نادي فيورنتينا وهدفي هو أن يكون الفريق دائما أقوى كما يرغب الجميع. أن تكون عائلة ديلا فالي خلفك فهذا يعد تأكيدا على أن كل هذا سيحدث. لقد كنت دائما واضحا ومتاحا أمام النادي، وسأجد سريعا القلم الذي سأوقع به على العقد».
الأفعال: وإذا أردنا تلخيص ما ورد في تصريحات قائد فريق فيورنتينا سنجد أن المغزى هو أن نادي فيورنتينا يعد الاختيار الأول بالنسبة لمونتوليفو ولكن شريطة أن يلعب في فريق يكون دائما أكثر تنافسا. وهنا يجب القول إن عائلة ديلا فالي، المالكة للنادي، لا يروق لها كثيرا ضرورة تقديم الضمانات إلى اللاعبين. ولكن من الممكن أن يقدم النادي استثناء لمونتوليفو الذي يواصل قائلا: «أعتقد أيضا أن فيورنتينا يود الاحتفاظ بي وهذا ما يؤكد عليه رئيس النادي كل يوم. أود تكرار أن طموحي هو اللعب في فريق يزداد قوة موسما بعد الآخر. وأتمنى أن تكون عائلة ديلا فالي على قناعة بذلك أيضا». ويتابع قائد فريق فيورنتينا: «إن علاقتي جيدة مع كورفينو، مدير عام النادي، وهذا ما يمكن أن يؤكده وكيل أعمالي: إن ما أثير بشأن الاختلاف المادي كان مجرد مزحة فاشلة (كان كورفينو قد صرح من قبل أن الاختلاف بين الطرفين يتعلق بمبلغ مائة ألف يورو). وليست الأموال، على أية حال، هي الجانب الرئيسي». ولم يرغب مونتوليفو، في الوقت ذاته، في التوقف كثيرا عند بعض الأشياء الأخرى مثل العروض المقدمة إليها من الأندية المختلفة: «يروق لي اهتمام الأندية الكبيرة بشأني غير أنني لم أقم أنا أو وكيل أعمالي بالاتصال بأية أندية خلاف فيورنتينا». وفي سياق متصل، استأنف الروماني ادريان موتو، لاعب فيورنتينا، مهامه مع فريقه وقريبا أيضا سيعود إلى صفوف المنتخب الروماني. فقد ترددت بالأمس بعض الأقوال على لسان دوميترو دراغومير، رئيس الاتحاد الروماني لكرة القدم، جاء فيها: «بالنسبة إلي ليس هناك أية شكوك فيما يتعلق بضرورة مشاركة ادريان موتو في المباراة القادمة أمام منتخب البوسنة». والتي من المفترض أن تكون في 26 مارس (آذار) المقبل وذات أهمية كبيرة بالنسبة للتصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2012.