الإنتر يقتنص فوزا صعبا على حساب كالياري بهدف رانوكيا المشكوك في صحته

دونادوني قال إن فريقه خسر من تسلل.. ورئيس النادي تشيللينو غادر الملعب غاضبا

TT

نجح فريق الإنتر الإيطالي، بشق الأنفس، في تحقيق فوز ثمين على حساب ضيفه كالياري في المباراة التي جمعتهما أول من أمس على ملعب سان سيرو وانتهت بهدف دون رد، ضمن افتتاحية الجولة 26 لدوري الدرجة الأولى الإيطالي. جاء هدف اللقاء الوحيد «الذي أثار الشكوك» عن طريق أندريا رانوكيا، مدافع الإنتر، في الدقيقة 7 من الشوط الأول، والذي كان في موضع تسلل واضح، غير أن حامل الراية لم يشر بالخطأ وعليه احتسب الحكم الهدف. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد الإنتر إلى النقطة 50، بينما تجمد رصيد كالياري عند النقطة 35.

إن تقدم الإنتر في الترتيب يؤكد أن علاج ليوناردو، مدرب الفريق، يؤتي ثماره. ولعل الأرقام أيضا توضح الأمر بصورة أكبر، فهذا هو الفوز التاسع لفريق ليوناردو في 11 مباراة في الدوري المحلي، والانتصار السادس للإنتر على ملعب سان سيرو من إجمالي ست مباريات خاضها الإنتر على ملعبه، واللقاء الأول الذي لا تستقبل فيه شباك الفريق الأهداف على أرضه. لكن هناك حقيقة أخرى يؤكدها الملعب ولا يمكن إغفالها، وهي أن الإنتر، كما بدا أمام فيورنتينا واليوفي من قبل، يعاني من إجهاد بدني وعقلي، ذلك لأن ضغط العودة إلى المنافسة على الدرع يعد بمثابة واقع يسبب القلق، ولعل أكبر دليل على ذلك هو غياب تسديدات الإنتر على المرمى خلال الشوط الثاني الذي استحق فيه كالياري التعادل.

لقد أصبح الإنتر، بالفعل، قريبا من الميلان المتصدر. وقد صرح ليوناردو عقب المباراة قائلا «عندما تلعب بشكل غير جيد تفوز، هذا مؤشر كبير. هذه النقاط الثلاث كانت مهمة للغاية، وسنظل ولو لمدة ليلة واحدة في المركز الثاني. الحسابات؟ سنستمر في عدم القيام بها».

أكثر من مورينهو: لقد انتعش من جديد جدول الدوري الإيطالي بالنسبة للإنتر. ويواصل ليوناردو «إنني سعيد للغاية بهذا الترتيب. هل الأفضل الفوز على طريقة مورينهو، المدرب الأسبق للفريق، أم من خلال مهاجمين يضحون من أجل تحقيق النتيجة؟ من الممكن أيضا أن تحقق الفوز بهذه الطريقة. إنه مؤشر كبير ونجاح في الماضي كذلك».

إيتو ومايكون: ولا يزال ليوناردو ليس هو مستر إكس. فنتائجه مع الفريق حتى الآن: 9 انتصارات، وهزيمتان، وليس هناك أي تعادلات. وقد أوضح مدرب الإنتر «لقد وجدنا صعوبة في اللقاء، الأمر الذي لم نكن نتوقعه في مثل هذه المباراة. إن كالياري فريق رائع يمتلك الشجاعة، وكان بالفعل قاسيا أمامنا. هل كنا متعبين؟ أجل، فمنذ 6 يناير (كانون الثاني) الفائت ونحن نخوض مباراة كل ثلاثة أيام، وهذا من الممكن أن يحدث. إنني سعيد بهذه المباراة، فقد بذلنا الكثير من الجهد، لكننا هناك وفي طريقنا للعودة. لماذا تم استبدال إيتو خلال المباراة؟ لأنه كان يتعين عليه قضاء حاجاته.. ومايكون؟ نحن نتحدث عن أشياء طبيعية تحدث في المباريات».

الخيل وبايرن ميونيخ: لقد دفع ليوناردو خلال المباراة لأول مرة بكل صفقات النادي الجديدة مرة واحدة (رانوكيا وخرجة وناغاتوم وباتزيني). وللمرة الثانية يتبع مدرب الإنتر طريقة 4/2/1/3، لكن هذه المرة منذ بداية اللقاء (حيث إنه لجا إليها خلال الشوط الثاني من مباراة اليوفي بحثا عن التعادل). ففي تورينو كان شنايدر يلعب خلف المثلث بانديف وباتزيني وإيتو، أما أول من أمس فكان خرجة يقوم بخدمة اللاعبين الثلاثة. وقد أوضح ليوناردو قائلا «لقد بدأنا المباراة بحثا عن التهديف عن طريق بانديف وإيتو، غير أن الأمور تعقدت كثيرا أمامنا. مباراة بايرن ميونيخ القادمة في دوري أبطال أوروبا؟ من أكثر من يسبب لي القلق من لاعبي الفريق الألماني؟ هناك لاعبون كثيرون رائعون في هذا الفريق، لكن لو ذكرت أنا أيضا أسماء لاعبي فريقي سيشعرون هم أيضا بالخوف. سأعمل بكل جهدي لإعداد تشكيلة رائعة، وأعتقد أننا سنتمكن من إدراك النجاح». يذكر أن الإنتر سيواجه نظيره الألماني يوم الأربعاء المقبل في ذهاب دور الـ16. وقد أعرب مايكون، الذي سيغيب عن مباراة فريقه القادمة أمام سمبدوريا على ملعب الأخير نتيجة تعرضه للإنذار في نهاية المباراة أمام كالياري، عن سعادته بهذا الفوز الذي وصفه بالأصعب «إنه الأصعب منذ وصول ليوناردو، لقد عانينا في هذا اللقاء، لكن كالياري في الشوط الأول كانت مساحاته واسعة وتمكنا نحن من استغلال ذلك.. أما في نهاية اللقاء فمن الطبيعي أن يظهر التعب بعض الشيء. لكن الأمر الأكثر أهمية هو أننا حصلنا على النقاط الثلاث».

فضيحة: لقد وقعت الفضيحة في الدقيقة السابعة، بعد أن كان كالياري يسبب الذعر لجوليو سيزار، حارس مرمى الإنتر، عن طريق لاتزاري وكونتي. لكن الإنتر فاجأ ضيوفه بهجمة سريعة حاول خرجة أن يسكنها الشباك إلا أن الكرة ارتطمت بفخذ رانوكيا، مدافع الإنتر، الذي كان في وضع تسلل، ودخلت الكرة بالفعل إلى مرمى كالياري. وإنه من المؤسف، حقا، أن رانوكيا كان متسللا بصورة واضحة، وأن تشيلي، حكم المباراة، وبوجيوتو حامل الراية، لم يلاحظا هذا الخطأ. وعليه فلم يكن من الممكن تجنب الاعتراضات من جانب لاعبي كالياري، لا سيما كوسو الذي تعرض للإنذار بداعي الاعتراض.

وقد عقب دونادوني، مدرب كالياري، على هذا الهدف غير الصحيح قائلا «لم يقم حكام المباراة باحتساب التسلل، وعليه فليس لدي الكثير لفعله. تعرفون أنني لست من النوعية التي تروق لها المشكلات حتى لو كانت شباكي تلقت هدفا بهذه الطريقة بعد 7 دقائق من المباراة». ويتابع مدرب كالياري «لا يمكن أن أكون قانعا، لأننا لعبنا المباراة بشكل جيد، لكننا سنعود من دون أي نقاط. كان ينبغي علينا أيضا في الشوط الأول إظهار التعايش الذي اتضح في الشوط الثاني».

أما تشيللينو، رئيس نادي كالياري، فلم ينعم بهذا الهدوء، بل غادر الملعب غاضبا، لكنه كان صامتا أيضا. لكن القنبلة الحقيقية فجرها دافيدي بيونديني، لاعب وسط كالياري، الذي صرح عقب انتهاء المباراة قائلا «لقد كان طاقم التحكيم ضدنا منذ أول دقيقة وحتى نهاية المباراة. يؤسفني خسارة اللقاء نتيجة هدف من تسلل. لقد لعبنا 11 ضد 12». النزاع: المفارقة الحقيقية هي رد فعل الإنتر تجاه هذا الفوز، فقد صرح ليوناردو، مدرب الإنتر «لم أشاهد الكرة بوضوح». صحيح أن الكرة من بعيد لم تكن واضحة، ولم يكن معلوما ما إذا كان خرجة أو رانوكيا هو آخر من لمس الكرة، إلا أن الأخير أكد لتلفزيون «سكاي» خلال الاستراحة بين الشوطين أنه صاحب الهدف، وقال «أنا من سجل الهدف، والآن يتعين علينا تسجيل هدف آخر لإنهاء مباراتنا أمام كالياري المتماسك للغاية». ويعد فريق كالياري، على أي حال، هو مفتاح الخير لرانوكيا، فقد أحرز اللاعب خلال الموسم الحالي ثلاثة أهداف، منها اثنان في شباك كالياري. أما خرجة، لاعب الإنتر، فقد صرح قائلا «إنني سعيد لرانوكيا الذي (سرق) مني الهدف».