النتائج المخيبة للآمال تحول دون تجديد عقد قائد اليوفي ديل بييرو

الإدارة طالبت اللاعبين بإسعاد الجماهير.. والمدرب ديل نيري قد يلجأ لتغيير طريقته

TT

بات فريق يوفنتوس في المركز السادس من ترتيب جدول دوري الدرجة الأولى الإيطالي بعد أن تعرض لهزيمة مخزية أمام نظيره ليتشي في الجولة الماضية. ولكن إذا لم يتمكن الفريق من الاستفاقة الآن، فمتى يمكن ذلك؟ هل هذا ما يفكر فيه مسؤولو نادي اليوفي حاليا؟ وبالفعل، توجه آندريا انيللي، رئيس نادي اليوفي أول من أمس الثلاثاء إلى مقر معسكر الفريق ومعه بافل نيدفيد، عضو مجلس إدارة السيدة العجوز. لقد عاد المثلث الجديد في النادي (آندريا ونيدفيد وماروتا) إلى فينوفو، بعد مرور 4 أشهر على يوم اليوفي الذي قام فيه انيللي بترسيخ المجموعة (الإداريون والمستقلون والفريق) ولكن بوجوه ونوايا مختلفة عن ذلك اليوم. ففي خلال شهرين فحسب، منذ بداية عام 2011 وحتى الآن، تحولت كل التدعيمات التي قامت بها إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبون أنفسهم إلى هباء. إن خروج اليوفي من بطولة كأس إيطاليا أيضا لم يكن بالمؤشر القوي لأن الفريق وقتها كان يعاني من كثرة عدد اللاعبين المصابين مقارنة باليوم، غير أن الهزيمة أمام ليتشي هي القشة التي قصمت ظهر البعير. فبعيدا عن خسارة الثلاث نقاط، كان الفريق خلال هذا اللقاء يعاني من فقد صلابة وأسلوب وسمات اليوفي. الأمر الذي جعل آندريا انيللي يفقد أعصابه وكذلك بيبي ماروتا، مدير عام النادي، الذي أعاد تشكيل هذا الفريق (حيث تم إنفاق ما يزيد على 50 مليون يورو وضم 14 وجها جديدا لصفوف يوفنتوس).

كفى عروضا سيئة: استغرقت زيارة إدارة النادي إلى معسكر الفريق نحو ساعتين؛ ففي الواحدة والنصف ظهرا اجتاز آندريا انيللي وبيبي ماروتا وبافل نيدفيد أبواب «فينوفو» وبصحبتهم أيضا الإداري فابيو براتيتشي. وبعد تناول وجبة سريعة وتبادل التحيات مع ديل نيري، مدرب الفريق واللاعبين، قام رئيس نادي اليوفي ومعه المدير العام وعضوا مجلس الإدارة ومدرب الفريق بالاجتماع بلاعبي الفريق في قاعة المؤتمرات من أجل «خطاب» قصير. استغرقت هذه المواجهة المباشرة نحو 30 دقيقة عبر فيها مسؤولو النادي عن خيبة آمالهم والمرارة التي يشعرون بها حيال الصورة التي ظهر عليها الفريق في ملعب «فيا ديل ماري» في ليتشي خلال الجولة الماضية. وقد كان انيللي صرح من قبل بصدد هذه الخسارة قائلا: «إن قمصان اللاعبين حتى لم يصبها العرق الذي يستوجب القيام بالاستحمام بعد المباراة». وقد أكد رئيس نادي اليوفي على هذه النقطة خلال لقاء الفريق أول من أمس. من جانبه، دعا انيللي إلى ضرورة الخلاص السريع من هذا الموقف المخزي من أجل ملايين المشجعين الذين ينتظرون منذ سنوات طويلة ثأر الفريق ضد الظلم والإخفاقات، مشيرا إلى حاجة الفريق الماسة لاستعادة الانتصارات على الملعب الجديد الذي لا يمكنه الاستغناء عن المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل. وفي ختام تلك الجلسة صرح آندريا قائلا: «لا أود أن أرى مثل هذه العروض السيئة مرة أخرى». ولم يغفل رئيس نادي يوفنتوس خلال هذا الاجتماع، وبحضور ديل نيري، عن تجديد ثقته في العمل الفني الذي يقوم به مدرب الفريق.

تجميد عقد ديل بييرو: استمع أليساندرو ديل بييرو، قائد فريق اليوفي، إلى حديث آندريا انيللي في صمت ثم عاد إلى الملعب من أجل المران، الذي يجريه بمفرده طبقا لجدول تدريباته الشخصي. وقد صرح انيللي يوم الاثنين الماضي، في صدد تجديد عقد قائد الفريق لمدة موسم آخر، قائلا: «هو من سيقول لنا ماذا يريد». تجدر الإشارة إلى أنه تم من قبل فتح الحديث بهذا الشأن، إلا أن الاختلاف كان من الناحية المادية، ولكن يبقى ديل بييرو على أية حال، أحد الأعلام في تاريخ هذا النادي. فبعد إجراء مقابلتين استكشافيتين تم الاتفاق على موعد لاحق لإنهاء الأمر. وقد كان مثيرا للفضول صباح أول من أمس حضور ستيفانو ديل بييرو، شقيق اللاعب ووكيل أعماله، إلى مركز اليوفي أثناء زيارة مسؤولي النادي إلى معسكر الفريق. ولكن ستيفانو أكد أن: «زيارة أليساندرو كانت لأسباب شخصية وليس هناك شيء رسمي بعد بصدد تجديد العقد ولم يكن هناك أيضا موعد مع الإدارة».

وفي الإطار ذاته، اعتاد ديل نيري على العمل في ظروف صعبة بسبب كثرة الإصابات، غير أن مدرب اليوفي اليوم في موقف يحسد عليه ولكنه خطير أيضا، يحسد عليه لأن لديه الآن الفريق بكامل عناصره.. وخطير؛ حيث إنه جاء إلى الفريق من أجل إحداث التغيير والطفرة.

المرحلة الثانية: يتعين على جيجي ديل نيري، شأنه شأن بقية الفريق، إحداث الوثبة في المهارة، وحتى يتمكن من ضمان تجديد ثقة النادي فيه ينبغي له إثبات كونه مدربا كبيرا، فضلا عن محاولة الوصول، بالطبع، إلى المركز الرابع في ترتيب جدول الدوري. إن مهارات جيجي ديل نيري، في الواقع، ملحوظة من الجميع؛ ففي الصيف الماضي أعاد مدرب الفريق إلى اليوفي من جديد الضراوة، وشيئا فشيئا منح جيجي فريقه النظام والتوازن والطابع الخططي الخاص به. ولكن، على العكس، هناك بعض الشكوك الخاصة بقدرات ديل نيري في «المرحلة الثانية»؛ وهي المرحلة التي تحتاج بعد تكوين الفريق إلى حصد الانتصارات.. فـ«المرحلة الأولى» تتطلب، بشكل خاص، نكران الذات والإرادة والعمل في الملعب. وفي هذا الصدد، لا يحتاج ديل نيري إلى أية تعليمات فهو على دراية كاملة بذلك. ولكن، بعد ذلك، يصبح من المهم أيضا الإحساس بالمباريات وعمليات التغيير أثناء اللقاءات وإدارة الفريق والليونة الخططية، وهنا لا يزال ينبغي لمدرب اليوفي تقديم مزيد من القناعات.

مسألة ياكوينتا: لقد خلفت بعض التغييرات، التي أجراها ديل نيري في آخر جولتين، وراءها الكثير من الحيرة، لا سيما إصرار مدرب يوفنتوس على الدفع باللاعب ياكوينتا، العائد من الإصابة، أمام الإنتر رغم أن مقاعد البدلاء كانت تضم ديل بييرو ومارتينيز. إن جيجي لا يزال يأمل أن يستعيد فينشينزو ياكوينتا سريعا الحالة البدنية المقبولة لأن مدرب اليوفي لا يزال يفكر في إدراج فينشينزو أساسيا إلى جانب ماتري في خط هجوم الفريق. وبهذه الطريقة ربما يصبح لوكا توني هو بديل ماتري وديل بييرو النائب لياكوينتا. ولكن الأمر كله يتوقف على عودة فينشينزو إلى المستويات البدنية والخططية.

تغيير على الأجناب: أما في ما يتعلق بخط الدفاع، فلن يقوم ديل نيري بإجراء أية تغييرات إلا في حالة منح سورينسن بعض الراحة. وعليه، فسوف يظل كيلليني في الجانب الأيسر حتى نهاية الموسم أو على الأقل طوال المدة التي لا يقدم فيها دي تشيلي، مدافع الفريق، إلى ديل نيري الضمانات اللازمة. أما في وسط الملعب، فلدى مدرب الفريق مساحة واسعة من هوامش الاختيارات. ربما سيكون الصربي كرازيتش في حاجة إلى التقاط أنفاسه في الفترة المقبلة، ولكن بيبي ومارتينيز جاهزان ليحلا بدلا منه، حيث إنهما بديلان مثمران على يسار ماركيزو الذي بدوره سيكون مفيدا في الوسط إن لم يظهر اكويلاني مؤشرات لنضوجه كرويا. وربما يلجأ ديل نيري أيضا إلى «خيانة» طريقته المفضلة 4/4/2 ويركض إلى طريقة 4/3/3 التي اعتمد عليها أمام كالياري. يذكر أن فريق اليوفي في حاجة على الأقل للفوز بـ9 مباريات من الـ12 لقاء المقبلة حتى يتمكن من اعتلاء المركز الرابع الذي يسعى إليه. ومن المؤكد أن الفريق لم يعد في إمكانه ارتكاب مزيد من الأخطاء.