بايرن ميونيخ يفك «شفرة» دفاع الإنتر ويهزمه على أرضه في ذهاب ثمن نهائي الشامبيونز ليغ

الألمان ثأروا لأنفسهم من هزيمة مدريد.. وليوناردو وموراتي توعدا بالانتقام في مواجهة الإياب

TT

قاد ماريو غوميز فريق بايرن ميونيخ إلى الفوز على مضيفه الإنتر حامل اللقب بهدف دون مقابل، يوم أول من أمس، في ذهاب الدور 16 من منافسة دوري أبطال أوروبا. وجاء الهدف في الدقيقة 45 من الشوط الثاني بعد محاولات مستمرة من كلا الفريقين، من قبل إيتو وشنايدر في الإنتر وروبين وغوميز في البايرن، بيد أن جميعها قد باءت بالفشل إلى أن نجح مهاجم الفريق الألماني في فك شفرة دفاع منافسه الإيطالي في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي. وتأتي هزيمة الإنتر على أرضه وأمام وصيفه بمثابة الصفعة التي تلقاها المدير الفني ليوناردو في المباراة الأولى له مع الفريق في الشامبيونز ليغ، حيث أصبحت مهمة الإنتر في مباراة الإياب أكثر صعوبة، خاصة إذا استمر غياب دييغو ميليتو عن صفوف الفريق. ولم تكن هزيمة الإنتر هي الخسارة الوحيدة التي خرج بها الفريق من مواجهة البايرن، ففضلا عن فقدان الفريق لثقته بنفسه، فقد الإنتر خدمات المدافع رانوكيا الذي مني بإصابة جديدة في الدقيقة 28 من الشوط الثاني.

وفي أعقاب المباراة، رفض ليوناردو الاعتراف بهزيمة فريقه قائلا: «لقد واجهنا البايرن رأسا برأس، ونجحنا في اللعب بأسلوبين مختلفين، كما نجحنا في خلق خمس أو ست فرص مؤكدة، ولكنها لم تنته بشكل جيد. ثم جاءت الضربة القاضية وغير المتوقعة، ومن الواضح أننا لسنا سعداء بهذه النتيجة. إننا لا نستحق هذه الهزيمة، ولكن المسألة لم تحسم بعد، وما زال الباب مفتوحا لكل الاحتمالات التي تؤكد على إمكانية اجتيازنا لهذا الدور. أعرف أنكم تصفونني الآن بالمتفائل، ولكن الفوز على البايرن بهدفين نظيفين في ميونيخ ليس مستحيلا، بل إنني أراه طبيعيا للغاية. سنذهب إلى هناك متسلحين بالتفاؤل والشجاعة، وربما يتغير كل شيء في خلال 20 يوما. إنني أؤمن بقدرتنا على المرور من هذا الدور بسلام».

وفي المرة الأولى التي يشارك بها ليوناردو في منافسة الشامبيونز ليغ من على مقعد الإنتر، بدت علامات القلق والتوتر واضحة على وجه المدير الفني، الذي أخذ يتصرف كلاعب وليس كمدير فني، خاصة عندما أوشك ريبيري على اختراق مرمى الإنتر بتسديدة نارية اصطدمت بالعارضة، فضلا عن شعوره بالمفاجأة التي فجرها غوميز في نهاية المباراة.

يذكر أنها المرة الثالثة التي يحقق بها البايرن فوزا ثمينا على الإنتر في عقر داره. وأضاف ليوناردو: «لم يقم غوميز بدور حيوي في المباراة، ولكنه نجح في استغلال الموقف. هل اعتذر جوليو سيزر عن هذا الهدف؟ كلا، ليس مضطرا إلى ذلك، فكل مباراة تحمل قصة خاصة بها. وعلى الرغم من الهزيمة، فإنني سعيد للغاية بتضحيات وأداء الفريق؛ ماذا عن هزيمة الفرق الإيطالية جميعها في دوري أبطال أوروبا؟ من المؤكد أننا نحتاج إلى التحسين من أنفسنا. هل سيعود ميليتو في الإياب؟ لا يمكنني أن أؤكد ذلك الآن، فما زال أمامنا 20 يوما على الأقل ومسألة تعافيه تعتمد على مدى استجابته للعلاج. هل سخر فان غال من الإنتر؟ لا تعليق». وعن تطبيقه لخطة «شجرة عيد الميلاد» 4/3/2/1، حيث تم الدفع بإيتو فقط في المقدمة، وهو ما أدى إلى خلو جبهة هجوم الإنتر من اللاعبين في بعض اللحظات، نظرا لانتقال إيتو إلى الجناح الأيسر من حين لآخر، يقول ليوناردو: «لقد واجهنا بعض الصعوبات في الدقائق الأولى من المباراة، ولكننا ركزنا على وسط الملعب بشكل أفضل فيما بعد. كنت أعتقد أنها أفضل طريقة للعب ولخلق المزيد من الفرص، وهذا ما حدث بالفعل. ليس صحيحا أننا نعاني من نقص في المهاجمين، خاصة في هذه المباراة. إنني لا أحاول ولا أحب البحث عن مبررات، فالجميع يعرف ما الذي أفتقده الإنتر الليلة. لقد فكرت في الدفع ببانديف، ولكنني وجدت أن الفريق متماسك للغاية في الشوط الثاني من الملعب».

من جهة أخرى، شهدت المباراة إصابة المدافع الإيطالي أندريا رانوكيا في الدقيقة 28 من المباراة، حيث تحرك اللاعب نحو منطقة الجزاء لمساندة شنايدر، بيد أنه تعرض للكمة في الركبة اليسرى من قبل زميله كييفو، مما أدى إلى سقوطه على الأرض مباشرة. ومع خروج رانوكيا مصابا من المباراة الأولى له في الشامبيونز ليغ وسط توقعات بغيابه لمدة أسبوع على الأقل، في حال وجود إصابة بسيطة أو شهر ونصف الشهر على الأكثر، إذا ما كانت الإصابة خطيرة، فقد الإنتر أحد أوراقه الرابحة نظرا لعدم وجود بديل مناسب في ظل المشكلة العضلية التي يعاني منها كوردوبا في الكاحل. يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض بها رانوكيا لإصابة في الركبة، حيث مني بها من قبل أثناء مشاركته في مباراة باري - فيورنتينا عندما تعرض لقطع في الأربطة الداخلية للركبة اليمنى، مما أدى إلى خضوعه لعملية جراحية خطيرة، غاب على أثرها عن منافسة المونديال. وفي محاولة منه لطمأنة جماهيره ومديره الفني، صرح رانوكيا أثناء خروجه من سان سيرو، قائلا: «أشعر ببعض التحسن». ومن جهته، شن ماسيمو موراتي، رئيس الإنتر، هجوما عنيفا على البايرن حيث قال: «لقد أحزنتني إصابة رانوكيا للغاية، ولكننا قادرون على الفوز في مباراة الإياب، ويكفي النظر إلى الفرص الرائعة التي خلقها لاعبو الإنتر. من المؤكد أننا كنا نفتقد إلى شيء ما في جبهة الهجوم، ولكن ليوناردو كان بارعا في التعامل مع الأمر، وسينجح في المضي قدما».

ومن جانبه، عقب على هبوطه المفاجئ إلى الملعب، قائلا: «كان الأمر مفاجئا للغاية، حيث تعرض رانوكيا للإصابة، ثم قرر المدير الفني الدفع بي بدلا منه. لقد تحلى الإنتر بالشجاعة اللازمة طوال الشوط الثاني بعد أن منحنا الكثير من الفرص للمنافسين خلال الشوط الأول. كنت أتمنى أن أحرز هدفا، وسأسعى لتحقيق هذا الحلم في الإياب، حيث سيمسك الإنتر بخيوط المباراة منذ بدايتها. هذا ما اتفقنا عليه جميعا بمجرد دخولنا إلى حجرة الملابس بعد المباراة، وأعتقد أننا سنلعب بمهاجمين في ميونيخ، ما يعني أننا سنسجل الكثير من الأهداف. وأؤكد أن احتمالات العبور من هذا الدور لا تزال بنسبة 50 في المائة لكلا الفريقين».

وأخيرا، أعرب القائد خافيير زانيتي عن شعوره بالمرارة قائلا: «لقد ناضلنا وخلقنا الكثير من الفرص، ولهذا كنا نستحق التعادل على الأقل. ولكن علينا أن نركز في منافسة الدوري حتى تحين مباراة الإياب».ولم يختلف رأي شنايدر كثيرا؛ حيث قال: «كنا نستحق الفوز لأننا لعبنا جيدا».

على الجانب الآخر، عمت الفرحة صفوف الفريق الألماني، وعلى رأسه ماريو غوميز، الذي قال: «إنه أهم أهدافي في الشامبيونز ليغ، فالفوز هنا يحمل أهمية خاصة وجميلة. كنا جديرين بالفوز لأننا ناضلنا حتى النهاية».

من جهة أخرى، عقب فان غال قائلا: «مباراة مثيرة للغاية، ولا يمكنني أن أنكر الأداء الجيد الذي قدمه الإنتر بهدف الفوز في المباراة، على عكس ما فعلوه في مدريد. لقد فوجئت بأداء الإنتر الذي أدهش العالم بأسره، مقدما مباراة ممتعة، ومكتسبا المزيد من المصداقية. قد ينجح الإنتر في الفوز في مباراة الإياب إذا ما اتبع الطريقة نفسها التي قادته إلى الفوز في نهائي الشامبيونز ليغ في العام الماضي، ولكنني أؤكد أن فوزنا كان مستحقا للغاية. لقد سيطرنا على الملعب في الشوط الثاني من المباراة بفضل مهارات كرافت، وردود فعله الحكيمة، ولكنه تعرض لهجمتين خطيرتين من الإنتر. هل قال رومينيجه إننا كنا محظوظين؟ لقد كان يلعب في الإنتر، وكان مهذبا للغاية مع الفريق. لا أعتقد أن المباراة كانت نسخة ثانية من مباراة الآرسنال – برشلونة، لأننا منحنا الإنتر فرصة الاستمرار في الهجوم علينا بسبب أخطائنا التي يتعين علينا تفاديها في مباراة الإياب حتى نصعد للدور ربع النهائي». ومن جهته، عقب نائب رئيس نادي بايرن ميونيخ، كارك رومينيغه قائلا: «لقد كنا محظوظين للغاية، لأن النتيجة المنطقية لهذه المباراة هي التعادل. كان هناك فرص مهمة لكلا الفريقين، ولكن كرافت كان حاسما للغاية. غير أن هزيمة الإنتر اليوم لا تعني تدهور مستوى الفريق الإيطالي، ولكنها تعني أن البايرن بات أفضل من ذلك الفريق الذي مني بالهزيمة في مدريد».