فهد العريني: ليس هناك ما يمنع أن أدير كل مباريات الهلال.. وطردت كانو بسبب ألفاظه النابية

قال إنه سيشكو صحفا اتهمته في شخصه ولن يسكت عن تجاوزاتها

TT

رفض الحكم السعودي الدولي، فهد العريني، إقران اسمه بنادي الهلال، بعد أن أدار للفريق الأزرق أربع مواجهات هذا الموسم، مشيرا إلى أنه أشرف بذات العدد على لقاءات ناديي التعاون والأهلي، مبديا رضاه عن المستوى الذي ظهر به في لقاء الهلال والفتح الذي جرى أول من أمس، كاشفا عن السبب الذي دعاه لطرد لاعب الفتح أحمد كانو، مبينا أنه تلفظ عليه بألفاظ نابية، ولم يعلق العريني على انتقادات فودة له، معللا ذلك بمنع «الفيفا» الحكام من التصريح عبر وسائل الإعلام، مؤكدا أنه يقوم بعد كل مباراة يديرها بمراجعة قراراته التحكيمية، والوقوف على الأخطاء وتصحيحها.

وأشاد العريني بالدور الكبير الذي تلعبه لجنة الحكام الرئيسية من خلال الاجتماع الدوري الذي تكشف من خلاله الأخطاء التي وقع بها الحكام، مبينا أن أسلوب رئيس اللجنة، عمر المهنا، الجاف يأتي لوجوده في وجه المدفع، مستغربا من رؤساء الأندية اتهام الحكام السعوديين بسلب نقاط المباريات، موضحا أن الأجدر هو محاسبة اللاعبين الذي يضيعون كما هائلا من الفرص المحققة، وعرج في حديثه على البون الشاسع في التعامل مع الحكم بين اللاعب الأوروبي والمحلي، حيث يتميز الأول بالوعي الكامل، فهو يأتي من أجل أداء ما يطلبه منه المدرب، دون أن يشغل نفسه بمناقشة الحكم.

* هل أنت راضٍ عن نفسك بعد تسلم الشارة الدولية؟ وما طموحاتك في الفترة المقبلة؟

- بطبيعة الحال لا يمكن لأي حكم تقييم نفسه، ولكن ولله الحمد أجدني راضيا عن المباريات التي قدمتها، ولا أحد ينكر أن هناك أخطاء يرتكبها الحكم، كونها موجودة في عالم الكرة، وبالنسبة لطموحي فهو لا يتوقف عند حد معين، ولدى كل حكم رغبة في الوصول إلى أعلى الدرجات، وأنا ما زلت في بداية المشوار، وأحاول قدر المستطاع الرفع من مستواي التحكيمي من خلال المثابرة على التدريبات، وتقبل النصائح والتوجيهات.

* كيف ترى الاجتماعات الدورية التي تقيمها لجنة الحكام الرئيسية، للكشف عن سلبيات الحكم أمام الإعلام وممثلي الأندية والحكام الآخرين؟

- من وجهة نظري، تعتبر ظاهرة إيجابية، بغض النظر عن نشرها في الإعلام من عدمه، فمن الخطأ ألا يعترف الحكم بأخطائه، لأن مسألة الاعتراف تقوده إلى تطوير نفسه، ومن هذا المنطلق تعتبر الاجتماعات الدورية التي تقوم بها اللجنة ذات فوائد كبيرة، ومن الواجب على الحكم أن يصحح أخطاءه حتى يستطيع تلافيها في المستقبل، لأنه سيدير الكثير من المباريات المقبلة.

* هل ندمت في أحد الأيام على قرار تحكيمي اتخذته؟

- ولله الحمد لم أندم على أي قرار اتخذته خلال مشواري التحكيمي، وبإذن الله لن يحصل ذلك في المستقبل، وليس هناك حكم يصل إلى مرحلة الندم، طالما أنه لم يتعمد احتساب قرار خاطئ، وحينما يكتشف أنه أخطأ فإنه لا ينتابه ذلك الشعور، نظرا لقناعته التامة بأنه يحتسب القرارات بعد أن يتأكد من صحتها.

* كم منحك المقيم الفني لمباراة الهلال والفتح؟ وما أبرز الملاحظات التي دونتها في تقريرك حول أحداث المواجهة؟

- بكل أمانة لا أعرف كم الدرجة التي منحها لي المقيم الفني، حيث جرت العادة أن ترسل التقارير إلى الحكم بعد يومين من المباراة، لكن من خلال اجتماعه معي ومع زملائي المساعدين، فهو راض على الأداء، وبالنسبة لما حدث في اللقاء، فقد تم تدوين جميع الأمور بشكل كامل، وذكر ما حصل بعد نهاية المباراة وإرساله للجنة الحكام.

* الحكم السابق محمد فودة وصف طردك للاعب الفتح أحمد كانوا أمام الهلال بالمتأخر، ما تعليقك؟

- تعلمون أن الحكام ممنوعون من التحليل بأمر من «الفيفا»، كما أنني لم أشاهد المباراة عبر شريط الفيديو مما يعيق إمكانية تقييمي للحادثة، وطردي للاعب كانو كان بعد تلفظه بألفاظ نابية، ودونت ما قاله في التقرير، وحتى تهجم مساعد المدرب، وما تلا ذلك من أحداث عقب المباراة.

* ارتبط اسمك مؤخرا بنادي الهلال، بعد أن أدرت أربع مباريات له هذا الموسم، كيف ترى ذلك؟

- عفوا، العريني لم يرتبط اسمه إطلاقا بنادي الهلال، حيث لم أحكم له سوى أربع مواجهات، وهذا الأمر ينطبق على التعاون والأهلي، وبإمكانك مشاهدة موقع الإحصائيات المخصص للدوري السعودي، ولكي تكون الصورة واضحة للجميع لا بد أن يدير الحكم لقاءات لفريق أكثر من غيره، ومن غير المعقول إن يتم توزيع المباريات بالتساوي بين الحكام في ظل كثرة المواجهات، كما أن اللجنة تختار الحكام بناء على ظروف المباريات، بغض النظر عن اسم الفريقين المتقابلين، وأنا لن أعتذر عن أي مواجهة بحجة عدد قيادتي لمباريات ناد أو آخر، ولو فعلت ذلك لاعتذرت عن إدارة مواجهات عدد من الأندية.

* هناك من ينتقد قرارات الحكام سواء باحتسابه ضربة جزاء أو تغاضيه عنها، وكذلك الأمر بالنسبة للطرد، كيف تعلق على تلك الانتقادات؟

- ليس هناك حكم يخرج من المباراة التي أدارها دون أن يكون لديه سلبيات وأخطاء، وبالتالي من الطبيعي جدا أن يوجه إليه النقد، والمهم هو كيفية تعاطي الحكم مع تلك الانتقادات من أجل أن يصحح أخطاءه ويتداركها في المواجهات المقبلة، واعتدت مشاهدة المباريات التي أقوم بقيادتها، حتى أقف على جميع القرارات التي احتسبتها في تلك المباراة، وأراجع نفسي في كل قرار اتخذته.

وبصراحة أحزنني جدا هجوم بعض الصحف وتوجيهها انتقادات لاذعة ومسيئة لشخصي، وذكرتني بقول الشاعر: لا تنه عن خلق وتأتي بمثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم.

والغريب أنها اتخذت مبادرات ممتازة بعدم الإساءة إلى التحكيم والحكام السعوديين، ورفضها في بيانها ذلك، بعدم موافقتها بنشر أي تصريحات مسيئة لنا لكنها ما برحت تخلف وعدها وتنقض عهدها أمام المسؤولين الرياضيين، حينما كتبت عن ذلك في فترات قبل كأس آسيا، وتفاجأت بتشكيك بعض الصحف في قراراتي ووصفي بصفات غير لائقة وغير محترمة لا تعبر سوى عن رأي كاتبها وميول أصحابها، وأفوض أمري إلى الله ثم للأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب والدكتور عبد العزيز خوجة وزير الإعلام والثقافة السعودي بأخذ حقوقي ورد اعتباري أمام هذه الإساءات.

* كيف ترى دخول بعض رؤساء الأندية بعد نهاية المباراة وسلامهم على الطاقم التحكيمي؟

- ليس بإمكاني الخوض في نيات الآخرين، ولكن رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، أمرنا بإفشاء السلام بيننا، ولكن في الوقت نفسه أتمنى من الرؤساء مصافحة الحكام، سواء كانوا منتصرين أو منهزمين.

* كيف تتعامل مع اللاعبين المشحونين داخل الملعب؟

- في اللقاءات التي أديرها أتعامل مع المواجهات وفقا لأداء اللاعب داخل الملعب، دون النظر إلى حجم تلك المواجهة وأهميتها، فإن قام بارتكاب أي خط فإن التعامل معه يكون طبقا لما نص عليه القانون، وأسعى إلى جعل الجماهير المتواجدة في الملعب حافزا لي، وليس عائقا من أجل أن أقدم الأفضل.

* كيف ترى متابعة لجنة الحكام الرئيسية لكم، وما وجهة نظرك حول سياسة رئيس اللجنة، عمر المهنا؟

- أسلوب عمر المهنا جاف، ولكن هذا التعامل يأتي من حرصه، فهو رجل مسؤول ويقف في وجه المدفع، ونتقبل الانتقادات والتوجيهات من الجميع، سواء المهنا أو المقيمين، وأعضاء اللجنة، وجميعهم أساتذتنا، ونحن كحكام نتقبل النقد من الصغير قبل الكبير، فما بالك بالمقربين والمتخصصين في شؤون التحكيم.

* بماذا تفسر الضغط المتواصل الذي تشنه وسائل الإعلام والأندية والجماهير تجاه الحكم السعودي، مما يضعف ثقته بنفسه؟

- في اعتقادي، المشكلة ليست في الحكم السعودي، فالثقة، ولله الحمد، موجودة لدى جميع الحكام، ولديهم المقدرة على قيادة أي مباراة مهما وصلت الضغوط، ولكن المشكلة تكمن في ثقة الأندية بالحكام، وكيف يتقبلون قرارات الحكم السعودي، ولو تابعت مباريات الهلال والاتحاد، ومن ثم الاتحاد والأهلي الأخيرة، وما صاحبها من أخطاء تحكيمية من قبل الحكام الأجانب، مثل عدم احتساب ضربة جزاء للاتحاد، وغيرها من القرارات العكسية، فهذا يؤكد تدني مستواهم التحكيمي، ومع ذلك للأسف لم نرَ أحدا يتكلم عن الحكم، لأن لونه أشقر، وبالتالي لا بد من الإنصاف في مثل هذه الأمور، ونحن نتقبل النقد، ويفترض على الجميع معاملة الحكام بالمثل دون النظر إلى جنسياتهم، سواء كانوا سعوديين أو أجانب، ونحن نرحب بالنقد المنطق والواقعي بعيدا عن التعصب، والتساؤل القائم، هل الذين لا ينتقدون الحكم الأجنبي يخشون عدم الاستعانة به لملاعبنا، لكنني أؤكد أن الأخطاء موجودة لدى جميع الحكام، ولو أحضرنا واحدا من المريخ لما سلم من ذلك، والأمر الأهم هو ألا تكون الأخطاء مقصودة، سواء باحتساب ركلة جزاء أو هدف غير صحيح، أو حالة تسلل خاطئة، لكن المشكلة تبقى في قبول أخطاء الحكم الأجنبي على الرغم من فداحتها، والتدقيق على ما يقع فيه الحكم السعودي، فهذا الأمر لا يمكن التعليق عليه!

* رؤساء الأندية يعللون أسباب خسارتهم بالقرارات التحكيمية التي يخطئ بها الحكم، ألا تسبب لكم مثل تلك التصريحات ضغوطا؟

- المسألة لا تقف عند الضغط على الحكم، فعلى الجميع أن يعرف أنه ليس من حق النادي أو الرئيس أو اللاعب مطالبة الحكام بشيء، ومن المفترض أن ينظر إلى أخطاء لاعبي فريقه، قبل أن ينظر إلى ما قام به الحكم من قرارات خاطئة، فمن غير المعقول أن يضيع لاعب انفرادة خطرة، أو ركلة جزاء، ومن ثم يعترض على خطأ احتسب في منتصف الملعب، أو رمية تماس ليقلب الدنيا بها، ولذلك يجب النظر إلى من أثر على نتيجة المباراة، وألا تلقي بأخطاء لاعبيك على الحكام.

* الأندية لا تقبل الأهداف التي تلج مرماها في الدقائق الأخيرة، مما يدفعها لصب جام غضبها على الحكم ومساعديه كما حدث لك في مباراة الهلال والفتح، برأيك ما السبيل للقضاء على تلك السلوكيات؟

- من المعروف أن الأخطاء التي تحدث قبل المباراة أو أثناءها أو بعدها ليست من مسؤولية النادي، وإنما ترجع مسؤوليتها إلى اتحاد الكرة، ولجنة الحكام الرئيسية، فإن تبين لها بأن الحكم مخطئ ومقصر في قيادة المباراة سوف تعاقبه، سواء تحدث الإداري أو اللاعب أو لم يتحدث، وبالتالي الأجدر بك ألا تشحن نفسك وجماهيرك، وتبرر تقصيرك في الملعب، وتلقي باللائمة على حكم المباراة ومساعديه.

* كيف ترى فارق التعامل بين اللاعبين في الدوريات الأوروبية مع الحكام، ومعاملة اللاعب في دوري «زين» السعودي مع الحكم المحلي؟

- للأسف لا توجد مقارنة، فاللاعبون في أوروبا على مستوى عال من الاحتراف، وهم يدركون أهمية تطبيق النظام، حيث تجد اللاعب يدخل أرضية الملعب للعب، وليس للبحث عن مناقشة الحكم في قراراته، وهو يعرف أنه لو خرج بالبطاقة الحمراء، أو ارتكب سوء سلوك، مثل التهجم على الحكم، فإن أول عقوبة ستصدر من ناديه، الذي سيخسر هذا اللاعب، وبالتالي فالنادي هو المتضرر، واللاعب يعرف أن العقوبة ستطوله في هذه الحالة، لذلك تجدهم يطبقون الاحتراف أفضل ما يطبق لدينا، وهم يدركون تماما أنه لا يمكن أن يقوم الحكم بتغير قراره بناء على اعتراض أحد اللاعبين.

* يلاحظ في هذا الموسم قلة حضور الحكم الأجنبي، فهل هو دلالة للدور الكبير الذي تقوم به لجنة الحكام، في ظل سعيها لتطور الحكم السعودي؟

- في الحقيقة لا أعرف السبب الحقيقي في قلة حضور الحكم الأجنبي في هذا الموسم، ولكن أتمنى أن يكون السبب أنهم راضون عن أداء الحكم السعودي، وننتظر الفرصة في حضور الحكام السعوديين في المراحل الحاسمة، حيث لدينا، ولله الحمد، نخبة من الحكام القادرين على تقديم المستوى الذي يؤكد تطور الحكم السعودي، في ظل الدعم والاهتمام الذي نلاقيه من اللجنة.