بولونيا يعمق جراح اليوفي ويهزمه في عقر داره بثنائية دي فايو

الجماهير أطلقت صيحات استهجان.. وديل نيري حمل الجميع الخسارة

TT

سقط فريق يوفنتوس الإيطالي بثنائية نظيفة على ملعبه أمام ضيفه بولونيا، في المباراة التي جمعت بينهما أول من أمس السبت في افتتاحية الجولة 27 من مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي. جاء هدفا اللقاء في الشوط الثاني من المباراة عن طريق دي فايو، مهاجم فريق بولونيا، في الدقيقتين 4 و21 على التوالي. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد بولونيا إلى النقطة 35 في المركز الـ11، بينما تجمد رصيد أصحاب الأرض والجمهور عند النقطة 41 في المركز السابع في انتظار ما ستسفر عنه نتائج باقي مباريات الجولة. إن فريق اليوفي، في الواقع، بذل العرق خلال هذا اللقاء، واستحق الاستحمام بعد المباراة على عكس ما حدث في الجولة السابقة أمام ليتشي (حيث خسر اليوفي بثنائية نظيفة أيضا لكنه لم يلعب بشكل جيد). وصرح أندريا انيللي، رئيس نادي اليوفي، حينها بأن الفريق لم يكن بحاجة إلى الاستحمام لأن القمصان لم تتعرض للعرق. لكن اليوفي خسر، على أي حال، ولن يتمكن ديل نيري، مدرب الفريق، هذه المرة من قول «هزيمة بشكل غير سيئ، وقد قدمنا أداء جيدا». إن اليوفي لم يتمكن في الموسم الحالي حتى الآن من حصد أكثر من انتصارين متتاليين، فهو لا ينقصه بذل العرق، بل يحتاج إلى مهارات من يستطيع إعادة الفريق إلى مستواه؛ فدفاع فريق يوفنتوس أصبح أشبه بالمصفاة، حيث استقبلت شباك اليوفي حتى الآن 34 هدفا محققة أسوأ دفاع لفريق على أرضه، بواقع 21 هدفا، فضلا عن خط الوسط الذي لا يبدع، وخط الهجوم الذي يجد صعوبة في إنهاء الهجمات. أما فريق بولونيا فقد تمكن من تحقيق الفوز على اليوفي في تورينو أول من أمس، الأمر الذي لم يحدث منذ 30 عاما. إن هذه المباراة كانت هي الميدالية الحقيقية التي توجت مجهود مجموعة من المحترفين الذين، حتى دون رواتب أو إدارة، لم يتخلوا عن حبة خردل من التزامهم تجاه الفريق. إن العزاء الوحيد لفريق اليوفي بعد هذه الخسارة هو أن عدد المباريات التي سيتعين على الفريق لعبها بكل قوة سيقل، وعليه فستتراجع أيضا العروض السيئة المحتملة لليوفي، فلم يعد هناك أي معنى بعد لإجراء الحسابات والجدول حول النقاط المتبقية لضمان وصول الفريق إلى المركز الرابع والتأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا. فاليوفي ليس موجودا الآن بل منذ فترة، وسيكون من الأفضل حاليا لإدارة النادي أن تحقق في أسباب هذه الكارثة وجميع المشكلات التي يعاني منها الفريق. ولعل هذا الأمر يحتاج إلى التنفيذ السريع، ليس لأن بطولة الشامبيونزليغ باتت بعيدة المنال بالنسبة لليوفي، لكن لأننا في نهاية شهر فبراير (شباط) وينبغي على النادي في الشهور القليلة المقبلة تحديد كيف وأين ستتدخل.

الاعتراض: تحلت جماهير يوفنتوس بالصبر بعد هدف بولونيا الأول، وظلت تشجع فريقها طمعا في قلب نتيجة اللقاء، غير أن الغضب الكامن داخل نفوس المشجعين انفجر بعد الهدف الثاني لدي فايو، وبدت الصيحات تحمل معنى التهديد «سنأتي بالعصي» و«نرغب في رؤية اليوفي الحقيقي» و«متى سيلعب تريزيغيه دائما»، وبعدها وصلت إحدى الصيحات التي حملت نبرة مختلفة لأنها كانت موجهة للمستقبل أكثر منها للماضي «أنطونيو كونتي».

المدرب: إن تردد اسم أنطونيو كونتي، لاعب اليوفي السابق والمدرب الحالي لفريق سيينا، جاء بمثابة فتح لأول الشقوق في العلاقة بين جماهير يوفنتوس وديل نيري الذي، على العكس، ظهر بعد لقاء أول من أمس أكثر قلقا على الفريق منه على مستقبله. حيث صرح قائلا «لقد أشاد رئيس النادي بفضلي على الفريق منذ وقت مضى. إنني أركز بصورة أكبر على هذا اليوفي، الأكثر هشاشة والأقل استمرارية. عندما يحدث أي شيء سلبي نفقد على الفور الهدوء والتركيز. لقد كانت تنقصنا في مباراة بولونيا جهود أكويلاني (سيعود في غضون 10 أيام)، لكن ينبغي علينا الدفاع بشكل جيد وأن نكون أكثر تماسكا. لو ظل الوضع هكذا سيكون هذا الموسم مليئا بالتوتر والمعاناة. أنا حزين من أجل هذه الجماهير، لكن علينا أن نعاني معا. إن الصيحات التي انبعثت من المدرجات تنم عن الحب». أما ماروتا، مدير عام نادي اليوفي، فقد أراد أن يكون أكثر واقعية فقال «غدا سيكون لي اجتماع مع مدرب الفريق ورئيس النادي من أجل النظر في العلاج لهذه الحالة». وعندما جلس ديل نيري على طاولة المؤتمر الصحافي الذي يعقب المباريات كان أشبه بالمدعى عليه في إحدى القضايا، وكان الدفاع الرسمي هو «عندما يخسر الفريق الجميع يتحمل المسؤولية بما في ذلك أنا. سأعمل دائما من أجل إيجاد الحل، وسنستأنف عملنا من يوم الاثنين، حتى الآن لم نناقش بعد فكرة التراجع». وعن التغييرات التي قام بها مدرب فريق اليوفي خلال الشوطين عقب ديل نيري قائلا «لم ينجح ياكوينتا بعد في الحسم. أما مارتينيز فقد قمت باستبداله لأنني رغبت في منح الفريق المزيد من الجانب المهاري. على أي حال لم أفكر حتى الآن مطلقا في الاستقالة». لكن مجرد الحديث عنها يسبب الألم. كان من المفترض أن تكون ليلة أول من أمس بمثابة الاحتفالية بالنسبة لديل بييرو، قائد فريق اليوفي، الذي أعلن عبر موقعه الرسمي عن استعداداه للتوقيع لنادي السيدة العجوز دون تحديد القيمة المالية، لكن لم يكن هناك أي احتفال، بل حملت الليلة الكابوس رقم 100 لهذا الفريق في الموسم الحالي الذي يبدو وكأنه مختلف عن سابقه بيد أنه في الواقع ليس سوى نسخة أصلية من الموسم الماضي.

التأكيد الوحيد: استهل أليساندرو ديل بييرو المباراة من على مقاعد البدلاء، ثم حل في الشوط الثاني بديلا لمارتينيز منذ الدقيقة الأولى. إن أليساندرو يعد حقيقة مؤكدة، لأنه يرى المرمى جيدا، ولا يخشى التسديد، واستطاع أول من أمس أيضا خلق الكثير من الفرص الخطيرة. لكن لم يتمكن حتى هو من تغيير التاريخ، ولم يتبق بصدد مسألة تجديد عقده سوى هذه الكلمات التي جاءت على لسان بيبي ماروتا «لقد قال من قبل أندريا انيللي إن الباب كان دائما مفتوحا. وبهذه الإجابة انضم ديل بييرو، بشكل خاص، إلى دعوة رئيس النادي، ولا أعتقد أن هناك شيئا جديدا يضاف. فكل شيء قد تم حله». كل شيء، إلا وضع فريق اليوفي. وقد أعرب البرازيلي فيليب ميلو، لاعب وسط اليوفي، عن غضبه من نتيجة لقاء الأمس، وصرح عقب المباراة قائلا «إنها مسؤولية الجميع. ينبغي علينا الآن أن نعمل من دون أي كلام، علينا أن نستعيد مسؤوليتنا فنحن رجال». ويواصل ميلو «هل لا تزال الخسارة أمام ليتشي تمثل لنا عبئا؟ لقد نسينا هذه المباراة، فنحن لم نركض يوم الأحد المنصرم، أما لقاء بولونيا فقد كان مختلفا تماما مقارنة بليتشي. لقد لعبنا الشوط الأول من مباراة بولونيا بشكل جيد، وكان بإمكاننا أن نصل بهدوء إلى نتيجة 1/0 أو 2/0، وفي الشوط الثاني، على العكس، كان هناك شيء لا يعمل في فريقنا، فقد استقبلت شباكنا هدفا من هجمة مرتدة، وبعدها أصبح الموقف أكثر سوءا. لقد أتيحت لبولونيا فرصتان وسجلوا هدفين». واختتم اللاعب البرازيلي تصريحاته «مع من تشاجرت بعد الهدف الثاني لبولونيا؟ مع الجميع وليس أحدا بشكل خاص. نحن كنا نلعب على أرضنا، واستقبال هدفين أمام جماهيرنا ليس بالشيء الجيد. علينا الآن أن نعمل في هدوء».

وعلى الجانب الآخر، أهدى دي فايو ثنائيته إلى جماهير فريق التي حضرت إلى الملعب الأولمبي في تورينو من أجل مؤازرة بولونيا، وقد صرح اللاعب عقب المباراة قائلا «كرة القدم لا يمكن التنبؤ بها. لقد خضنا هذه المباراة بهدف محدد، وساعدنا الحظ، واستطعنا بمهارة استغلال الفرص التي أتيحت لنا. لقد قدمنا مباراة كبيرة. هدفي الأول كان لا يصدق، وقد كنت فيه محظوظا بعض الشيء». لقد كانت ليلة السبت هي ليلة الأرقام القياسية الشخصية أيضا بالنسبة لدي فايو الذي تجاوز رقم ريفيرا ووصل إلى رقم بيتيغا (129 هدفا في دوري الدرجة الأولى الإيطالي). وقد أعرب مهاجم فريق بولونيا عن سعادته بهذا الرقم القياسي قائلا «إن سعادتي الأكبر هي تحقيق الفوز أمام اليوفي على ملعبه، الأمر الذي لم يحدث منذ 31 عاما». ويتابع قائد فريق بولونيا «لقد حضرنا إلى تورينو لمواجهة يوفنتوس من دون مخاوف، وكنا نعرف أننا سنعاني. لم نطمئن بعد للإنقاذ من الهبوط، لكن الهدف أصبح أقرب». فيما أعرب ماليزاني، مدرب الفريق، عن سعادته بهذا الفوز قائلا «لقد كانت مباراة رائعة وتمكنا من النضوج في الشوط الثاني. دي فايو دائما ما يكون رائعا في بعض المراكز داخل الملعب: لقد وجدت طريقة لعب ستناسبه هو والفريق. لقد وجدت فريق اليوفي قويا بدنيا، لكنه لا يعمل من الناحية العقلية فحسب».