دقت ساعة العمل في نادي يوفنتوس الإيطالي استعدادا للموسم المقبل، حيث بدأت الإدارة في دراسة الاقتراحات المطروحة لديها بشأن إجراء بعض التعديلات على الجهاز الفني في الفريق، وكذلك مسألة الاستغناء عن بعض اللاعبين وتمديد التعاقد مع آخرين. وقد أظهرت المؤشرات المبدئية أن إدارة النادي وضعت عددا كبيرا من اللاعبين في موضع الاختبار، وكذلك المدير الفني لويغي ديل نيري الذي بات موقفه مهددا بدرجة كبيرة عقب سلسلة الهزائم التي لحقت بالفريق في الآونة الأخيرة. وتعد محاولات ديل نيري الذي يسعى لاستعادة الثقة بمثابة المهمة شبه المستحيلة، فبالإضافة التي حالة الشقاق التي حدثت مع الإدارة، هناك أيضا شعور جماعي بالغضب وخيبة الأمل في صفوف جماهير النادي، حتى إن الأمر أصبح يحتاج إلى معجزة لكي ينجح الفريق في الخروج من النفق المظلم في المراحل الإحدى عشرة المتبقية من منافسة الدوري، واللحاق بركب الشامبيونزليغ.
تجدر الإشارة إلى أن ديل نيري كان يوصف دائما بأنه المدير الفني الذي يستحق تولي قيادة فريق يوفنتوس العريق، بيد أن الحظ لم يحالفه في الكثير من المباريات والتحديات المهمة، خاصة عندما فقد خدمات لاعبه المفضل فابيو كوالياريلا. فقبل أن يفقد اليوفي مهاجمه الشاب، كان الجميع يتحدث عن اقتراب السيدة العجوز من درع الدوري بنسبة كبيرة، لكن الأمور لم تسر على خير ما يرام، لتصبح احتمالات بقاء ديل نيري في يوفنتوس لا تتجاوز 30%. من جهة أخرى، يؤكد تاريخ ديل نيري أنه قادر على التصدي للعاصفة المحيطة به حاليا، فهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المدرب ذو الـ61 عاما لمثل هذه الأزمات، حيث إنه كان على بعد خطوة واحدة من الإقالة عندما قاد سمبدوريا إلى الشامبيونزليغ الموسم الماضي.
على صعيد آخر، أشارت الصحافة الإسبانية إلى اقتراب يوفنتوس من بويان كركيتش (إسباني من أصول صربية)، الذي شارك مع برشلونة في 90 مباراة على الأقل، مسجلا 23 هدفا. ويدخل اليوفي في منافسة شرسة مع ليفربول الذي أعلن اهتمامه باللاعب في وقت سابق. وفي سياق متصل، يقتفي اليوفي أثر خافيير ماسكيرانو، الذي لن يمانع في الانتقال إلى تورينو في حال خروج الفريق من مربع الشامبيونزليغ.
وفي تورينو، عقد الرئيس أندريا آنيللي مؤتمرا صحافيا بمناسبة مرور 150 عاما على تقديم قميص النادي الذي يحمل شعار وحدة إيطاليا، وهو القميص الذي سيرتديه الفريق في مباراة يوم غد السبت أمام الميلان. وتطرق آنيللي في حديثه إلى مستقبل الفريق، واحتمالية تولي ديل بييرو قيادة الفريق الفنية يوما ما، ومستقبل جيجي بوفون وأليساندرو ماتري مع اليوفي، لكنه حرص على التشديد على بقاء ديل نيري حتى يونيو (حزيران) المقبل، مشيرا إلى وجود وحدة من نوع خاص بين إدارة النادي والمدير الفني والفريق. وأضاف آنيللي قائلا «هناك بعض الأوقات التي يعتمد فيها الحديث بين الأطراف المختلفة على النتائج التي تم تحقيقها، لكن ذلك لا يمس بوحدة الفريق بأي شكل من الأشكال. إننا نعيش مرحلة خاصة للغاية، وجميعنا يعرف مدى صعوبتها التي نشأت من عدم توافق النتائج الحالية مع تلك المتوقعة من هذا الفريق. إننا نعي تماما أن هناك حاجة ماسة لإجراء بعض التجديدات على الفريق من خلال سوق الانتقالات الصيفية. ولا بد من الإشارة إلى أن الهزيمتين الأخيرتين لن تؤثرا في تاريخ اليوفي أو في حاضره. الفريق صلب للغاية ومتماسك تماما، واللاعبون يعرفون إمكاناتهم جيدا ويعرفون ما يمكنهم تقديمه في الملعب». وتعقيبا على تصريحات ديل بييرو الأخيرة التي أعلن فيها استعداده للتوقيع على تمديد التعاقد مع اليوفي دون تحديد قيمة مالية، قال آنيللي «لقد أعرب ديل بييرو عن رغبته في البقاء معنا، ونحن فخورون بذلك جدا، لكننا سنحدد معه موعدا خلال الأسابيع المقبلة لكي نطلعه على الدور المطلوب منه في المرحلة المقبلة».
وحول نسبة الـ7.5% من أسهم النادي التي تمتلكها شركة «لافيكو ليبيا» المملوكة لمعمر القذافي، عقب آنيللي قائلا «إننا نتابع ما يحدث في ليبيا باهتمام، ولسنا في عجلة من أمرنا لتحديد مصير هذه النسبة، وإذا كان هناك داع لتجميدها، فلن نتردد في ذلك». من جهته، صرح ماتري أثناء حضوره لاحتفال اليوفي قائلا «لقد نشأت في الميلان، وحققت مع كالياري أرقاما مهمة، لكن اليوفي شيء آخر. أعلم أننا نمر بأوقات عصيبة، لكنني متحمس للغاية».
يذكر أن فريق اليوفي تلقى هزيمتين متتاليتين أمام ليتشي وبولونيا، مما أدى إلى هبوط الفريق بشكل ملحوظ في قائمة التصنيفات المحلية. وحصد اليوفي 10 نقاط منذ بداية العام الحالي، حيث فاز في ثلاث مباريات وتعادل في واحدة بينما مني بالهزيمة في ست مباريات، فيما مضى 150 عاما على تقديم قميص اليوفي الذي يحمل شعار وحدة إيطاليان ومن المتوقع أن يرتدي الفريق هذا القميص في مواجهة الميلان.