الإنتر.. بطل النهايات السعيدة

سجل 27 هدفا في آخر نصف ساعة من مبارياته و55% من أهدافه تأتي في نهاية المباراة

TT

إن من حسن حظ الفرق الإيطالية أن فريق الإنتر لا بد أنه الأكثر شعورا بالإرهاق في الدوري الإيطالي خلال الموسم الحالي. فالإنتر هو أكثر الفرق الإيطالية لعبا للمباريات هذا الموسم (40 مباراة رسمية منذ نهاية شهر أغسطس/آب)، لكن قوته تكمن على أي حال في نهاية المباريات. وعندما تنفد طاقة ولياقة المنافسين يقوم إيتو ورفاقه بتوجيه الضربة القاضية لهم، وهو ما تؤكده الأرقام التي توضح أن الإنتر سجل 27 هدفا (من 49 سجلها هذا الموسم) في آخر نصف ساعة من مبارياته بمعدل 55% من أهدافه ويثبت هذا أن الأمر ليس مجرد مصادفة. ويعتبر الإنتر هو أكثر الفرق في الدوري حصدا للنقاط خلال الشوط الثاني حيث حقق 16 نقطة خلال هذا الشوط. ويعود الفضل الأكبر في الأهداف 27 التي سجلها الإنتر خلال النصف ساعة الأخير من المباريات هذا الموسم إلى إيتو الذي سجل منها 11 هدفا بمفرده. وجاء 12 هدفا من هذه الأهداف تحت قيادة المدرب بينيتيز بينما جاء الـ15 الآخرين تحت قيادة ليوناردو. وسنحاول هنا إيجاد تفسير لهذه الظاهرة.

ولعل السبب الأول وراء هذه الظاهرة يتعلق بشخصية الفريق داخل الملعب ورغبته في عدم الاستسلام. فقد أصبح جميع لاعبي الإنتر مع مرور السنين يتمتعون بعقلية الفوز ويمتلكون معرفة واعية بقدراتهم وتمكن ليوناردو من إعادة هذه العقلية إلى السطح بعد أن أخفق بينيتيز في التعامل المناسب مع اللاعبين. وحقق فريق الإنتر 14 نقطة بفضل الـ15 هدفا التي سجلها لاعبوه في آخر 30 دقيقة تحت قيادة المدرب البرازيلي. ومن المؤكد أن إحراز الأهداف في نهاية المباريات يحتاج إلى التركيز والناشط ومقاومة الإجهاد. وقد يبدو هذا الأمر كمفارقة كبيرة إذا علمنا أن الإنتر هو أكثر الفرق تعرضا للإصابات هذا الموسم، لكن اللاعبين رغم ذلك كانوا يظهرون دائما بمستوى بدني جيد. وجاء الفوز بمونديال الأندية ليعيد اللاعبين نشاطهم الذهني ويعيد إليهم بعض الأهداف التي تجاهلوها في بداية الموسم تخت قيادة بينيتيز.

لقد أعاد المدرب البرازيلي ليوناردو إلى اللاعبين الرغبة في المنافسة حتى اللحظة الأخيرة. وأصبح ليوناردو مضطرا للمخاطرة من أجل اللحاق بقطار الدوري الذي تخلف عنه الفريق بعض الشيء. وأصبح اللاعبون ينزلون إلى الملعب من أجل الفوز، ولم يحقق الفريق بالفعل أي تعادل تحت قيادة ليوناردو. لقد كان فكر ليوناردو يعتمد على فرض أسلوب لعب الفريق على المنافسين في أي مكان، لكن التطبيق العملي لهذا الفكر أوضح أن مستوى الإنتر كان في بعض الأحيان يزداد بشكل تصاعدي خلال المباريات لأسباب مختلفة مثل أخطاء التشكيل (مباراة باري) أو قوة المنافس (أمام فرق باليرمو وسمبدوريا وجنوا) أو غياب التركيز في فريق الإنتر (مباراة كالياري) أو الحاجة إلى توزيع الجهد (مباراة فيورنتينا)، وكانت هذه الأسباب تجعل فريق الإنتر في الكثير من المباريات يترك الحرية للفريق المنافس في البداية ثم يسيطر ويحقق الفوز في الشوط الثاني عندما تبدأ لياقة المنافس في الانخفاض. لكن ليوناردو نفسه كان ينتقد لاعبيه عندما لا يخاطرون في الملعب منذ بداية المباريات.

وترتبط ظاهرة الإبداع بالمرونة الشديدة التي يتمتع بها الإنتر (فكل لاعب في الفريق يستطيع اللعب في مركزين أو 3 مراكز) وميل المدرب الشديد لطرق اللعب التي تعتمد على إبداع اللاعبين. وجاء فوز الإنتر على فرق كاتانيا وباليرمو وسمبدوريا بفضل التغييرات التي أجراها المدرب. فقد ألقى ليوناردو ببانديف في قلب المعمعة خلال مباراة كاتانيا كبديل لكيفو بعد أن أحرز جوميز هدف التفوق لأصحاب الأرض. وتحول الإنتر للعب بطريقة 1/3/2/4 من خلال الدفع بكامبياسو كلاعب وسط مهاجم وسجل كامبياسو هدفين بالفعل ليحسم النتيجة لصالح الإنتر. وأمام فريق باليرمو الذي كان متقدما بهدفين في استاد سان سيرو كان باتسيني هو الذي قلب موازين المباراة، بعد أن دفع ليوناردو بـ3 رؤوس حربة وانتهي اللقاء بفوز الإنتر 2/3.