هاري ريدناب: منصب المدير الفني لمنتخب إنجلترا لا يمكن رفضه

المدير الفني لتوتنهام يعرب عن رغبته في ضم دروغبا وعدم قلقه من مواجهة ميلان

TT

قبل ست سنوات كان المدير الفني هاري ريدناب يخشى من أن يكون قد اتخذ القرار الذي ينهي حياته المهنية، فعندما ترك سوثهامبتون إلى بورتسموث، كان يفتقد النوايا الطيبة واحتمالات الاستمرار مع الفريق، لأن الفشل كان يعني النهاية بالنسبة له.

يقول ريدناب، المدير الفني الحالي لفريق لتوتنهام: «ربما كانت تلك أكبر مقامرة قمت بها في حياتي، فقد توليت أسوأ فريق دربته من قبل. لقد كان فريقا ضعيفا بالفعل. لكننا تمكنا من النجاة إلى حد ما، ولو لم نتمكن من البقاء ذلك العام، لكانت تلك النهاية بالنسبة لي. كان ذلك أهم عام في حياتي، من الحفاظ عليهم في حالة جيدة».

بلغ ريدناب عامه الرابع والستين الأسبوع الماضي، لكن من الصعب تخيل إمكانية تقاعده، وقيامه بالتنزه مع كلبه بالقرب من منزله، ولعب مباريات الغولف. فهو يستيقظ في الخامسة صباحا ليتجه إلى عمله من الساحل الجنوبي إلى شيغويل، ملعب تدريب توتنهام، ومصطحبا معه كيفن بوند في محطة خدمة على الطريق.

ويقول عن هذه المسافة الطويلة التي يقطعها يوميا: «سائقو الشاحنات يقطعون هذه المسافة يوميا، لذا أنا لست متضايقا منها، فلدينا راديو في سيارة لطيفة».

أكد هاري في مكتبه المتواضع في سبورز لودج، في الوقت الذي يعكف فيه طاقم التدريب المرافق له على صياغة خطته التدريبية في الغرفة المجاورة، أن هذا الأسبوع، كحال الكثير هذا الموسم، سيكون أسبوعا حافلا لتوتنهام، بداية من المباراة مع وولفز (أمس) يتبعها مباراة ميلان في وايت هارت لين الأربعاء.

عاد ريدناب ولاعبوه إلى روتين حياتهم اليومي، بعد خمسة أيام في دبي، في راحة تدريبية، ويقول ريدناب: «لا يمكن أن نحظى بأكثر من هذا، من وصولنا إلى هذه المرحلة من الدوري الممتاز، والحصول على فرصة لأن نكون في الدور ربع النهائي لدوري الأبطال».

وعن مواجهة ميلان يقول ريدناب: «هل أظن أنني قادر على إدارة الفريق في هذه المرحلة حتى نصل إلى منصة التتويج؟ لا أحد يدري ما يمكن أن يحدث. لقد كانت هذه أول فرصة حقيقية لي»، لعبت من قبل مع بورتسموث في كأس الأندية الأوروبية أبطال الكأس، لكن المرة الوحيدة الأخرى التي لعبت فيها في أوروبا كانت مع فريق وستهام في كأس إنتر تو تو، أو أيا كانت تسميتهم لها. لكن دوري الأبطال مستوى آخر؛ فكل المباريات خرافية، ويمكنك فهم السر في رغبة اللاعبين القوية في أن يكونوا في دوري الأبطال، مواجهة إيه سي ميلان في دوري الأبطال لا تشكل قلقا لي؛ فنحن نشق طريقنا بشكل جيد».

وإذا كان هناك سبب لفريق توتنهام في أن ينضج معا، فهاري ريدناب يعرف أن عليه الحفاظ على هذا المستوى من النجاح كي يكون ضيفا دائما على هذه البطولة. وبخلاف ذلك، فإن الإغراءات بتحسن الأجور واللعب في دوري الأبطال تثبت الكثير لشراكة غاريث بال ولوكا مودريتش، أهم عنصرين بالفريق.

ويقول ريدناب: «ينبغي علينا أن نكون في موقف لا نضطر فيه إلى التضحية ببيع بال، وللتأكد من قيامنا بذلك، يجب أن نكون في دوري الأبطال، ينبغي علينا مواصلة المضي قدما في ذلك. نحن بحاجة إلى بناء استاد، وبحاجة لأن نتمكن من دفع الرواتب التي نحتفظ بها هنا. إنهم لن يظلوا هنا مدة طويلة لأن توتنهام فريق لطيف. إذا رغب أحد فيّ، وإذا ما قدم لهم أحد آخر ثلاثة أضعاف هذا المبلغ فسينتقلون إلى مكان آخر». وأضاف: «نحن في موقف ينبغي علينا فيه التمسك بأفضل لاعبينا، ولعل ذلك السبب في كون دانييل ليفي، رئيس النادي، مهتما للغاية ببناء الاستاد. سيستوعب الملعب الجديد 60 ألف مشاهد، وسيدخل النادي عائدا جيدا، وسنتمكن من المنافسة مع الفرق الكبرى في الأجور ورسوم الانتقال. ويقول ريدناب: «تتعامل الإدارة مع بال ووكيله، وأنا لا أعلم ما يتقاضاه أو أجور أي من اللاعبين. أنا لا أسأل، أعتقد أن راتبه لا يصل إلى 60 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا، لكنه يعرف أن مستقبله هنا، وأنه سيصبح نجما كبيرا في سماء الكرة الأوروبية من خلال أدائه، وهو يعرف أن بمقدوره التطور هنا».

لقد أنفقنا كما كبيرا من المال في سوق الانتقالات، والأمر ليس من أجل الاستثمار فقط، لكن إذا كنت ترغب في الاستعانة بلاعب مثل توريس في توتنهام، فإن ذلك يفوق إمكاناتنا، لأننا لا نستطيع دفع 50 مليون جنيه إسترليني و150 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا كراتب. ويضيف: «لا يمكن لذلك أن يحدث هنا، لأن النادي إن فعل فسيفلس لا محالة، بخلاف الأندية الأخرى. ونحن نعلم أنه إذا حصل لاعب 120 ألف جنيه إسترليني فلن نغضب، لكن ذلك لن يحدث عندنا. فأندية مثل مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشيلسي يمكنها القيام بذلك، وآرسنال إلى حد ما، لكننا لا نستطيع ذلك».

وأعرب هاري ريدناب، المدير الفني، عن أمله في التقدم بعرض لتشيلسي لضم مهاجمه العاجي المخضرم، ديديه دروغبا، في حال تم طرح اللاعب للبيع الصيف المقبل.

ويسعى ريدناب لإنعاش خط هجومه عبر ضم دروغبا ليجاور رومان بافليوتشينكو وجيرمين ديفو وبيتر كراوتش، الذين لم يسجلوا جميعا سوى ثمانية أهداف في الموسم الحالي.

ويكمل دروغبا عامه الثالث والثلاثين هذا الأسبوع، ولديه عام واحد متبق في عقده مع تشيلسي، ولكن ربما يضطر للتضحية بجزء من راتبه في حال قرر الرحيل عن ستامفورد بريدج.

في الوقت ذاته، زاد سقف طموحات لاعبي توتنهام، وكذلك ارتقت مكانة ريدناب؛ فمن كانوا بالأمس يؤكدون على افتقاره للحس التكتيكي لبطولات دوري الأبطال، أدركوا مدى قيمة الرجل، مع فوز توتنهام بصدارة المجموعة وهزيمة أبطال أوروبا.

كان توتنهام في قاع الدوري عندما تولى ريدناب عمله فيه قبل ثلاث سنوات، لكن العمل الذي قام به والسرعة التي أنجز بها المهمة أمر أثار اندهاش اتحاد كرة القدم.

وفي مقابلة إذاعية هذا الموسم، جرت أوائل الموسم الحالي، قال أليكس هورني، الأمين العام لاتحاد كرة القدم الإنجليزي إنه «يتوقع أن يحقق ريدناب قائمة طويلة من الإنجازات، لكن بالنسبة للمنتخب فهو على رأس قائمة المدربين الذين نتطلع إليهم».

ألن يكون ريدناب حذرا من وظيفة يمكن أن تجعله عرضة للمزيد من الضغوط أكثر مما يتعرض له الآن؟ يقول المدير الفني لتوتنهام عن ذلك: «أنا لا أخشى الضغط أو النقد، لم تكن لدي أي علاقات شائنة، لأن أحدا لا يتوقع أن أقوم بما يسيء، إذا كنت إنجليزيا، فمن الصعب أن ترفض إدارة منتخب بلادك. أنا لا أعلن عن نفسي للحصول على المنصب؛ فأيا كان من سيحصل عليه، فلن يكون من السهل رفضه، إنه منتهى أمل أي مدرب. لكنك ستكون تحت ضغط رهيب عندما تمسك بزمام الإدارة. وربما ينبغي عليك الاستعداد للحزن إذا توليت هذا المنصب».