الميلان يهزم يوفنتوس على أرضه وبين جماهيره ويغرد في الصدارة بـ61 نقطة

غاتوزو اجتاز عاصفة الانتقادات وعاد للتهديف بعد غياب 3 سنوات عن هز الشباك

TT

حافظ الميلان على صدارة الدوري الإيطالي وحقق فوزا مهما على يوفنتوس في عقر داره بهدف سجله لاعب وسطه المخضرم غاتوزو في الدقيقة الـ23 من الشوط الثاني، أول من أمس، على الملعب الأولمبي ضمن الجولة الـ28. ورفع الميلان رصيده إلى 61 نقطة، بينما تجمد رصيد اليوفي عند 41 نقطة في المركز السابع.

مؤشرات: هناك أكثر من مؤشر معتاد في الهدف العاشر لغاتوزو بقميص الميلان (وهو بالمناسبة يحمل رقم 8)، علاوة على أنه تقريبا ما تمر ألقاب الميلان في الدوري الإيطالي بتورينو. هناك أيضا القدرة على الكفاح للاعب بدأ الموسم على مقعد البدلاء وبعدها استعاد مكانه، وهناك تعطش ميلان لا يزال به جانب لا بأس به من اللاعبين الذين كان يبدو أنهم لم يعودوا متعطشين بعد. هناك القدرة على الإهدار ثم الفوز بمعجزة لاعب وسط لم يكن سجل منذ ثلاث سنوات (آخر أهدافه كان في مرمى أتالانتا في 23 يناير «كانون الثاني» 2008). وهناك المؤشر الأكثر قوة من بين الجميع، وهو أن غاتوزو هو اللاعب الذي اعتاد القول إنه مع ليوناردو، مدرب الفريق السابق والإنتر حاليا، لم تكن الأمور تسير على نحو جيد، ومن ثم لم يكن هناك علاقة، ومن دونه نجح في العثور على الروح السليمة، وكان يبدو هذا خرقا، بالنظر إلى التوافق التام الذي كان يصحب ليوناردو في كل إعراب عما بداخله.

معاناة: وها هو في تورينو، التي كانت مدينة عاملة لفترة، فاز الشخص الذي تمكن من التأقلم وبناء ذاته عبر السنين. فاز لاعب قد خرج لتوه من العاصفة، نظرا إلى الانتقادات التي انهمرت عليه، وعن استحقاق، عقب مشاجرته مع جيو غوردن. في لندن، في غضون ثلاثة أيام، سيذهب الميلان ووسط ملعبه ممزق، فغاتوزو مضطر إلى مشاهدة المباراة كمتفرج نظرا لعقوبة الإيقاف لخمس مباريات فرضها عليه الاتحاد الأوروبي بعد سلوكه في مباريات الذهاب، ويرى كثيرون أنه سيبقى في أوروبا. سيعاني، سيتشاجر، أيضا مع نفسه، إنها حالته الطبيعية.. وقال لاعب وسط الميلان محاولا التخفيف من قيمة الهدف عقب المباراة: «سجلت من تسديدة كانت لعبة سيئة، وأنا لا أعرف حتى كيف جعلتها تسكن المرمى». ثم يضيف: «كانت مباراة مهمة لكن ما زال يتبقى لنا 10 مباريات أخرى ويتعين علينا اللعب أمام الإنتر، لكن الديربي يساوي ثلاث نقاط مثل أي مباراة أخرى. علينا فقط أن نظل متيقظين، وإذا كنا على القمة منذ عدة مباريات فسيكون هناك دافع».

وداعا لندن: أصيب بواتينغ في منتصف الشوط الأول تقريبا، عندما تعرض لاحتكاك شديد، لكنه غير مقصود تماما، مع فيليبي ميلو الذي كان يسدد واستبقه برينس وركله اللاعب البرازيلي بقوة قدمه كاملة. ربط بواتينغ كاحله، وقاوم وأنهى الشوط الأول وهو الاختيار الذي ربما دفع ثمنه غاليا، فمن الصعب جدا أن نراه أمام توتنهام الأربعاء المقبل. ولدى خروجه من الملعب الأولمبي أمس كان الكاحل متورما إلى حد ما، وعن ذلك يقول أليغري عقب المباراة: «أتمنى أن أتمكن من استعادته، كما هو الحال مع باتو. كما تعرض تياغو سيلفا لبعض المشكلات البسيطة (فقد تعرض هو الآخر لألم في المعدة)، لكن تم حلها».

يبدو أن هذا الموسم يعد لعنة، فقد كانت قليلة المباريات التي انتهت جيدا من حيث النتيجة ومن دون إصابات. ويتابع المدير الفني: «منذ مباراتين وشباكنا لا تستقبل أهدافا، والفضل في ذلك يرجع كله إلى اللاعبين، الذين يعملون كل من أجل الآخر، والفضل أيضا لمن يشارك من فوق مقعد البدلاء، فدائما ما أبلوا حسنا، وقد كان الأمر هكذا أيضا هذه المرة. انظر إلى روبينهو وسيدورف. وإن لم يكن بواتينغ جاهزا لمباراة لندن فلدي كلارينس جاهز».

ويتابع أليغري: «فان بوميل؟ الفضل يرجع إلى النادي الذي نجح في ضمه في انتقالات يناير (كانون الثاني) حينما كان وسط ملعبنا يعج بالإصابات. مارك يجيد منح التوازن ويحمي جيدا قلب الدفاع. ومن جهة أخرى فإن مسيرته تصب في صالحه، كما أود التركيز على أداء يانكلوفيسكي. لقد أعاد إلي الثقة، فهو لا يزال لاعبا مهمّا». ولا يعتقد أليغري أن «هذه المباراة قد حسمت درع الدوري، فما زالت هناك 10 مباريات متبقية». ويوجه ملحوظة وحيدة إلى الفريق: «لقد غضبت في نهاية المباراة لأنه حينما يكون الخصم في صعوبة لا بد من (قتله)، متحدثا من الناحية الرياضية. كانت مباراة لا بد من إنهائها، ونحن على العكس استعرضنا. لكننا بحالة جيدة، ذهنيا وبدنيا، ولدينا دوافع عدة ستقودنا حتى نصل إلى النهاية».

وفي سياق متصل، أعطى المدرب هاري ريدناب، المدير الفني لفريق توتنهام الإنجليزي، أوامره للاعبيه بالهجوم ثم الهجوم، فقد كشف عن ورقه في ما يتعلق بمباراة الإياب أمام الميلان. يذكر أن ريدناب دائما ما بنى فرقه على الشق الهجومي ولم يعرف عنه قط أنه بنى فرقا تعتمد على القدرة التنظيمية للدفاع، فهو على قناعة بأن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم. ومن المقرر يوم بعد غد الأربعاء أن يضع لاعبو توتنهام مرمى الحارس أبياتي نصب أعينهم، مع توقع بعودة لاعبين استثنائيين، هما غاريث بال ورافائيل فان دير فارت. فقد بدأ اللاعب الويلزي التدرب في الأيام الأخيرة، مع الفريق أيضا، بعد التوقف الذي بدأ في 22 يناير الماضي، بسبب تعرضه لإصابة في الظهر، بينما يعتبر اللاعب الهولندي جاهزا لمباراة الميلان، والذي كان متوقفا لمشكلة في الساق. ويؤكد ريدناب: «أفضل فرصة لنا للوصول إلى ثمن النهائي هي فرض أسلوب لعبنا، ولو لعبنا مدافعين واعتقدنا أن الفوز الذي حققناه في سان سيرو يكفي فالويل لنا. لم نخلق للدفاع طوال 90 دقيقة. سأدفع في الملعب بفريق تم إعداده للهجوم والضغط على لاعبي الميلان. جمهورنا سيمنحنا المعنويات المعتادة، ودائما ما كانت مباريات الشامبيونز في ملعب وايت هارت لنا مذهلة. مع الإنتر كان مذهلا، وسيكون أكثر من ذلك مع الميلان، لكن لا ينبغي ارتكاب خطأ الاعتقاد بأننا فزنا بالجولة. الميلان غاية في الخطوة، فهو متصدر الترتيب، ولديه لاعبون مذهلون، وذوو خبرة كبيرة ومهارة وقادرون على تغيير مسار المباراة وحدهم».