الإنتر يلقن جنوا درسا خماسيا ويحافظ على فارق 5 نقاط مع الميلان المتصدر

ليوناردو كسر رقم كابيللو في عدد النقاط.. والجماهير استقبلت بالوتيللي بالصيحات

TT

حول الإنتر تأخره بهدف أمام جنوا إلى فوز كبير 5/2 أول من أمس على ملعب سان سيرو ضمن الجولة الـ28 لدوري الدرجة الأولى الإيطالي. تقدّم بالاسيو للضيوف في الدقيقة 40، وفي الشوط الثاني جاءت انتفاضة الإنتر من خلال باتزيني في الدقيقة 5، ثم سجل إيتو بعدها بدقيقة واحدة وفي الدقيقة 12، وبانديف في الدقيقة 29 وأخيرا ناغاتومو في الدقيقة 39، لكن بوزيللي نجح في تحسين موقف جنوا قليلا بهدف سجله في الوقت بدل الضائع. وبهذه النتيجة رفع الإنتر رصيده إلى 56 نقطة وحافظ على المركز الثاني بفارق ثلاث نقاط مع الميلان المتصدر (61 نقطة)، فيما تجمد رصيد جنوا عند 35 نقطة.

إن القيم الفنية في العاصفة تجلت فيما بين الشوطين، فقد نزل الإنتر إلى الملعب في الشوط الثاني قبل جنوا بدقيقتين، حيث التركيز المطلق وإعادة تسوية الأمور والهزة التي تلقاها في الشوط الأول، على ملعبه ووسط جمهوره. اقترب إيتو وباتزيني فيما بينهما وتحدثا، صحيح أن ذلك كان لدقيقة واحدة لكنها كانت تعليمية جدا. فلاعب سمبدوريا السابق يستمع كثيرا والأسد الكاميروني يومئ بالحركات وكيفية الإفلات من الرقابة اللصيقة، وكذلك التمويه، ويعد استراتيجية التفاهم فيما بين الجانبين. يفطن باتزيني إلى ذلك ويضيف، ثم يطلق الحكم روسو صافرة انطلاق الشوط الثاني ومعها فتحت أبواب الهجوم على جنوا. ويقول باتزيني عقب المباراة: «بين الشوطين، قال لنا ليوناردو أمرا بسيطا وهو أنه علينا أن نلعب لأننا لم نكن موجودين فعلا في الشوط الأول». والقيمة: سجل إيتو أهدافه رقم 33 و34 هذا الموسم، فيما أحرز باتزيني هدفه رقم 101 في عالم المحترفين.

بزغ نجم باتزيني، وأدى صامويل إيتو بطريقة مذهلة: وفي الشوط الأول كان يبدو «إيتو ضد الجميع». وفي الشوط الثاني، سجل هدفين، وما يبقى في الذهن عن الأسد الكاميروني، بخلاف كل شيء، هو إقراره بعدم وجود ركلة جزاء، فقد انتزع موريتي منه الكرة وهو يسقط على الأرض، وينهض ويقول «لا، لا» مشيرا إلى حامل الراية. ربما كان يخشى الحصول على بطاقة صفراء لادعائه (لا مشكلة) لكن - كما يقول المدرب ليوناردو - يبقى مسألة أن «الأمر يتعلق بفعلة طيبة التي تظهر عظم نجم كبير. إيتو لاعب سوبر». وبلغ رصيد صامويل من الأهداف هذا الموسم 34 هدفا: 18 في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، و7 في دوري الأبطال، وهدف واحد في كأس العالم للأندية، و2 في كأس السوبر الإيطالية، و2 في كأس إيطاليا و4 مع المنتخب الكاميروني.

إنه لاعب سوبر مثل باتزيني، الذي كان غائبا عن التهديف منذ مباراتين، وسجل هدفا أعاد الإنتر إلى المباراة، ويقول: «كنت قد قرأت بعض النقد الموجه لي، وضحكت عليه وعلمت كيف يعمل! هل كلما أسجل يفوز الإنتر؟ حسنا هكذا، والفوز اليوم كان مهما جدا. لقد بدأنا المباراة متراخين، ثم أنهينا المباراة في 15 دقيقة، وحينما نجد الإيقاعات مرتفعة والتصرفات سليمة يكون الأمر صعبا على الجميع. الميلان؟ لن نتوانى أبدا حتى النهاية فهم يسيرون بقوة، الأمر صعب بالنسبة إلينا وأيضا لهم لأننا خلفهم مباشرة. هل سيكون لقاء الديربي حاسما؟ إنها مباراة مهمة لكن لا بد من الفوز بها مثلها مثل أي مباراة أخرى. كاسانو؟ إننا نتبادل دائما الرسائل على الجوال، وتربطنا علاقة طيبة والآن أتمنى ألا يفوز».

من يقفز من الفرحة أيضا - علاوة على ناغاتومو - هو غوران بانديف، والذي لم يسجل منذ كأس العالم للأندية الأخيرة، أمام مازيمبي، وفي الوقت ذاته صار هو سلاح طريقة اللعب «4/2 - إبداع»، فإذا كان المدرب ليوناردو يراها سيئة فإنه ينزل وكل شيء يتغير إلى 4 - 2 - 1 - 3. يعد بانديف نوعا من أزرار الضغط للتحول الخططي للمدرب ليوناردو.

من جهة أخرى، هناك معضلة ليوناردو، المدرب «بالصدفة»، والذي بالفوز الحادي عشر له خلال أول 13 مباراة في الدوري الإيطالي مع فريق الإنتر نجح في كسر رقم كابيللو (33 نقطة مقابل 32) وأبقى على آمال الفريق في الفوز بالدوري.

ويشرح ليوناردو بعد صحوة فريقه أمام جنوا: «كوني اقتربت من معلمي هو المفارقة الحقيقية. كابيللو هو الذي حملني إلى إيطاليا وساعدني، إنه أحد العظماء في تاريخ كرة القدم». ويقسم ليوناردو إنه لم يستوح من غضب كابيللو شيئا لتوبيخ لاعبيه بعد شوط أول مخز كما لو كانوا في نزهة. ويتابع: «من الأسهل بكثير أن يكون المرء ذاته من أن يقلد فابيو، مورينهو أو مدربي تيلي سانتانا. اللاعبون كانوا يعلمون وحدهم أنهم أعطوا القليل من الناحية البدنية والذهنية ومن حيث الإيقاع. إنهم فريق عظيم والذي يقوم بأشياء مذهلة متجاوزا حدوده الخاصة. ربما لم يكونوا معتادين اللعب عصرا، وألقوا باللوم على الحرارة المرتفعة، واتسعت المساحات وتركوا لجنوا مساحة أكبر من الملعب دائما. والهدف».

وعما إذا كانت مباراة الديربي ستحسم كل شيء يقول ليوناردو: «تلك مباراة من نوع خاص دائما بغض النظر عن الترتيب. لكن لا تزال هناك 10 مباريات، منهما اثنتان قبل الديربي». وعن هدف غاتوزو في مرمى اليوفي يقول: «في واقع الأمر، إنه لا يسجل أبدا، غير أنه سجل بالقدم اليسرى. ربما هذه علامات، هل سأكون سعيدا لو وصلت لمواجهة الميلان والفارق 5 نقاط؟ إنني لا أقوم بحسابات، لكنني أفضل أن أكون أكثر قربا وإن كنت أفكر حاليا في مباراة بريشيا فقط».

وهو اللقاء الذي سيكون أيضا فاتح الشهية لدوري الأبطال، وبالتالي سيكون مهما لمعرفة إذا كان سيعود كامبياسو وميليتو في ميونيخ أم لا. ويشرح المدير الفني: «بالتأكيد أن دييغو لن يكون موجودا الجمعة لكن من المبكر القول إنه سيغيب عن لقاء البايرن، أما كامبياسو فحالته أفضل قليلا».

جدير بالذكر أن مباراة أول من أمس شهدت حضور بالوتيللي، مهاجم الإنتر السابق والذي انتقل هذا الموسم إلى صفوف مانشستر سيتي الإنجليزي، واتجه اللاعب إلى غرفة خلع الملابس لتحية زملائه بعد الفوز 5/2 وكذلك وجد الرئيس ماسيمو موراتي الذي هنأ اللاعبين بالفوز الكبير أيضا، وبدا الحال كما لو كان هو فريق الإنتر في الموسم الماضي، لكن ما حدث قبل هذه الزيارة كان مختلفا جدا.

وبخلاف العام السابق، كان استقبال سان سيرو قاسيا لبالوتيللي ولم يسمع من قبل، فقد تم توجيه الإهانات ودعته رابطة الجماهير إلى التنحي جانبا، علاوة على صيحات الاستهجان، بعد ثلاثة شهور من مباراة الديربي التي شهدت أكثر من مرة أسم إبراهيموفيتش، وفي لقاء الديربي القادم في الثالث من أبريل (نيسان) قد يعود. كما لم ينجح بالوتيللي يوم أول من أمس في لقاء المدير الفني في المنتخب الإيطالي برانديللي، والذي كان حاضرا إلا أن الاثنين لم يتقابلا، وربما كان ينتظر برانديللي تحية لاعبه الشاب.