آرسنال يتطلع لإقصاء برشلونة.. وميسي عازم على تكرار رباعية الموسم الماضي

روما في مهمة مستحيلة أمام شاختار في إياب الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا اليوم

TT

يسعى آرسنال الإنجليزي إلى تفجير مفاجأة من العيار الثقيل بإقصاء برشلونة الإسباني من الدور الثاني لمسابقة دوري أبطال أوروبا اليوم، الذي يشهد أيضا لقاء صعبا للغاية لروما الإيطالي أمام شاختار دونيتسك الأوكراني.

ويلعب غد شالكه الألماني مع بلنسية الإسباني، وتوتنهام الإنجليزي مع ميلان الإيطالي في إياب الدور الثاني.

وكان آرسنال حقق فوزا مهما على أرضه 2 - 1 على الفريق الكاتالوني ذهابا، لكنه يخوض رحلة الاياب إلى ملعب «كامب نو» بعد أسبوع سيئ خسر فيه أمام برمنغهام 1 - 2 في نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة، وتعادل من دون أهداف مع سندرلاند في الدوري المحلي ليعجز عن تقليص الفارق إلى نقطة واحدة مع مانشستر يونايتد المتصدر.

ويحوم الشك حول مشاركة قائد آرسنال الإسباني سيسك فابريغاس، الذي يأمل في اللعب على أرض «كامب نو» في برشلونة، حيث استهل مسيرته، ولاعب الوسط الكاميروني ألكسندر سونغ، في حين يغيب المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي، والجناح السريع ثيو والكوت، بسبب الإصابة. وسيعتمد آرسنال على جاك ويلشير في خط الوسط على الرغم من تلقيه ضربة في مباراة سندرلاند.

وأقر مدرب المدفعجية الفرنسي، أرسين فينغر، بأن فريقه «افتقر إلى الرشاقة والقدرة الفنية في نهاية المباريات الأخيرة».

وسيحاول فينغر الاستفادة من إيقاف قلب دفاع برشلونة جيرار بيكيه وزميله قائد الفريق كارلوس بويول بسبب الإصابة في ركبته، ويتوقع أن يلعب في قلب دفاع الفريق الكاتالوني الفرنسي، اريك أبيدال، والأرجنتيني غابرييل ميليتو.

ويتوقع أن ينتهج فينغر الأسلوب الدفاعي الذي اتبعه منافسه سندرلاند أمامه قبل 3 أيام لتعطيل برشلونة، الذي عندما يكون في أفضل حالاته يقترب من أن يصبح قوة لا يمكن إيقافها في عالم كرة القدم. وبينما لا يعد اللعب الدفاعي من أساليب آرسنال، فإن برشلونة قد يجد أمامه منافسا أكثر صلابة هذه المرة، خاصة في ظل عدم حاجة الفريق الإنجليزي لتسجيل هدف. وقال فينغر: «التحدي سيكون إيجاد التوازن المناسب بين وضع تشكيلة تستطيع الدفاع بالإضافة إلى حصولها على فرصة جيدة كل مرة تكون الكرة في حوزتنا للتقدم للهجوم».

يذكر أن الفريقين تواجها في ربع نهائي النسخة الماضية فتعادلا ذهابا في لندن 1 - 1 قبل أن يرد برشلونة 4 - 1 في مباراة لمع فيها ميسي مسجلا أربعة أهداف.

ويحتاج برشلونة للفوز في مباراة اليوم بهدف نظيف على الأقل، إذا أراد التأهل لدور الثمانية، علما بأنه لم يغب عن هذا الدور منذ عام 2007.

ولا يعاني برشلونة عادة من مشكلات في هز الشباك حيث يعتمد الفريق على الكثير من العناصر المؤثرة في خطي الوسط والهجوم، مثل ميسي وفيا وبدرو وإنييستا، وجميعهم يمتلكون القدرة على إحراز الأهداف.

ولكن اهتزاز شباك الفريق بأي هدف على ملعبه اليوم قد يكون حاسما في مصير الفريق بالبطولة، لأنه سيصبح وقتها بحاجة إلى تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل في شباك آرسنال.

ولذلك، انشغل المدرب جوسيب غوارديولا في تفكير طويل بشأن رباعي خط الدفاع، الذي سيفتقد أفضل عناصره بيكيه وبويول وهو الثنائي الذي أسهم في انتصارات الفريق منذ عام 2009، وأيضا كانا وراء فوز المنتخب الإسباني بلقب كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

وقد يدفع غوارديولا بلاعب خط الوسط سيرخيو بوسكيتش في خط الدفاع بجوار الظهير الأيسر، إيريك أبيدال، مما يعني مشاركة الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو في خط الوسط بدلا من بوسكيتش. كما قد يدفع بأي من اللاعبين البرازيليين أدريانو وماكسويل في مركز الظهير الأيسر بدلا من أبيدال. أما البديل الآخر المتاح أمام غوارديولا فيكمن في الدفع بأي من اللاعبين الشابين، ألبرت فونتاس أو مارك بارترا، قلبي دفاع الفريق الثاني للنادي، الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية.

كما يمتلك غوارديولا بديلا ثالثا، وهو الاعتماد على المدافع المخضرم ميليتو لكن الأخير يعاني من البطء في الحركة واهتزاز المستوى بعد سلسلة الإصابات التي تعرض لها في الفترة الماضية.

وما يطمئن أنصار برشلونة هو أن حارس مرماهم فيكتور فالديز تعافى من الإصابة وعاد إلى صفوف الفريق بنجاح في مباراته أمام ريال سرقسطة، التي انتهت بفوز برشلونة 1/صفر.

وقال لاعب خط الوسط المالي المخضرم سيدو كيتا صاحب الهدف الوحيد للفريق في مرمى سرقسطة: «نحتاج إلى بداية قوية للغاية أمام آرسنال.. أعتقد أن الحفاظ على نظافة شباكنا سيكون مفتاح العبور. إذا لم يحرز آرسنال هدفا، أثق أن ميسي وفيا وبدرو يستطيعون حسم الأمور».

وما زالت صحة غوارديولا من الأمور التي تزعج فريق برشلونة ومشجعيه حيث تردد المدرب البالغ من العمر 40 عاما على المستشفى أكثر من مرة منذ يوم الخميس الماضي، إثر إصابته بانزلاق غضروفي.

وعلى الرغم من ذلك، ينتظر أن يقود غوارديولا المباراة من على مقاعد الجهاز الفني، بغض النظر عن الألم الذي يعانيه، والذي لم يمنعه من إدارة الفريق في مباراة سرقسطة، لكنه أوكل لمساعده تيتو فيلانوفا القيام بتوجيه الفريق.

وقال فيلانوفا: «أنا واثق من أن آرسنال لن يأتي إلى هنا للدفاع. أما فيما يخص ليونيل ميسي فسيحتاج للراحة في يوم من الأيام، لكنه مرتاح الآن ويريد دائما أن يلعب».

ويتطلع ميسي لاستعادة ذكريات رباعية الموسم الماضي، حيث كان قبل نحو 11 شهرا على موعد مع ليلة ساحرة ونقطة بارزة في مسيرته الكروية مع برشلونة من خلال أهدافه الأربعة التي أحرزها في شباك آرسنال.

وقال ميسي: «تسجيل أربعة أهداف في مباراة مثل هذه كان بمثابة جنون»، مشيرا إلى أن ذلك كان رأيه في ذلك الوقت، وأنه لا يتوقع تكراره هذه المرة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الجميع في برشلونة يفكرون في هذه الرباعية ويأملون في تكرارها اليوم، حيث ذكرت صحيفة «سبورت» الإسبانية الرياضية في صفحتها أول من أمس: «كررها يا ميسي.. نريد رباعية أخرى».

وشهدت مباراة «الرباعية» في الموسم الماضي تقدم آرسنال بهدف أحرزه الدنماركي نيكلاس بيندتنر في الدقيقة 18، قبل أن يرد ميسي بقسوة من خلال الأهداف الأربعة التي جاءت ثلاثة منها في الشوط الأول، بينما جاء الهدف الرابع قبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق فحسب.

وسجل ميسي ستة أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم بفارق أربعة أهداف خلف البرازيلي، كليفرسون كوردوفا، مهاجم بارتيزان بلغراد الصربي، الذي خرج من البطولة بالفعل.

ويحتل ميسي المركز الرابع في قائمة هدافي المسابقة هذا الموسم، حيث يتفوق عليه الفرنسي نيكولا أنيلكا مهاجم تشيلسي الإنجليزي برصيد تسعة أهداف، وبيتر كراوتش (توتنهام الإنجليزي)، والكاميروني صامويل إيتو (إنتر ميلان الإيطالي)، وماريو غوميز (بايرن ميونيخ الألماني)، ولكل منهم سبعة أهداف. ولذلك سيكون الحافز قويا لدى ميسي على هز شباك آرسنال أكثر من مرة اليوم.

وفي المباراة الثانية، يأمل روما الإيطالي أن يصبح أول فريق يحقق الفوز على أرض شاختار دونيتسك الأوكراني في المسابقات الأوروبية منذ سبورتينغ لشبونة البرتغالي في أكتوبر (تشرين الثاني) 2008، وتعويض هزيمته في مباراة الذهاب بالعاصمة الإيطالية 3 - 2.

وكان شاختار قد دخل بقوة على الساحة القارية عندما أصبح أول فريق أوكراني يحرز لقبا أوروبيا بتتويجه في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي عام 2009، وهو يبحث عن تأهله للمرة الأولى إلى ربع نهائي دوري الأبطال.

ويملك مدرب شاختار الروماني ميرسيا لوشيسكو خبرة كبيرة في الكرة الإيطالية بعدما درب بريشيا، وريجيانا وإنتر ميلان، وهو استعد للمواجهة بفوزه على سيفاستوبول بصعوبة 1 - صفر للبقاء في صدارة الدوري المحلي. لكن لوشيسكو، 65 عاما، أشار إلى أن على فريقه التحسن للتأهل إلى ربع النهائي، وقال: «بعض لاعبي فريقي استرخوا خلال المباراة المحلية، لكن أمام روما ستكون الأمور مختلفة للغاية.. لن يجلس روما في الدفاع ويتفرج علينا لأنهم بحاجة ماسة للتسجيل».

ويقود روما المدرب الشاب فينتشنزو مونتيلا، 36 عاما، الذي حل مؤقتا بدلا من المدرب المقال كلاوديو رانييري، بعد تسجيله 118 هدفا في 215 مباراة مع فريق العاصمة كلاعب سابق.

وقال مدير روما باولو مونتالي: «نحن سعداء لهذه البداية مع مدربنا الجديد وبطريقة أداء اللاعبين. لدينا شخص يملك استراتيجية رائعة ظهرت نتائجها الإيجابية مع اللاعبين»