لا يوجد فريق يستحق الفوز بالدوري الإنجليزي هذا الموسم!

بعد أن كشفت المباريات الأخيرة تذبذب مستوى فرق القمة وتراجع أسهم النجوم

TT

أكدت نتيجة مباراة مانشستر يوناتيد وليفربول اعتقادات الكثير من المحللين بأن أيا من فرق الدوري الإنجليزي لا يستحق الفوز بلقب هذا الموسم.

لقد ثبت أن الموسم الحالي يعد واحدا من أسوأ المواسم التي شهدتها الكرة الإنجليزية، ومن ثم فإن الفريق الذي سيتمكن من تحقيق البطولة لن يكون بسبب جدارته بل بسبب عدم وجود المنافس الكفء.

مانشستر يونايتد رغم سجله هذا الموسم من عدد المباريات التي لم يهزم فيها فإن حالة الفريق لا تبدو مطمئنة على الإطلاق. الفريق يفوز بالكاد في المباريات، ولا يستحيل منافقته بهذا الشأن. وهو أيضا الفريق الذي يدحض النظرية التي تقول بأن الفرق الجيدة تفوز وهي لا تؤدي بصورة جيدة.

من المؤكد أن فريق مانشستر يونايتد يحقق الانتصارات، لكن وكما نشهد في الوقت الراهن فإن نتائجه لم تصل به إلى قمة الدوري بفارق كبير عن منافسيه.

كانت هزيمة مانشستر يوناتيد على ملعب ليفربول تعني أنهم خسروا موقعة كانت ستدعم خطوتهم نحو البطولة، بل كشفت الهزيمة أن الفريق لا يملك البدائل الجيدة وأنه مقبل على مفترق طرق بسبب اقتراب الكثير من لاعبيه من سن الاعتزال.

من ناحية أخرى هناك آرسنال صاحب المركز الثاني، الفريق الذي أثبت خلال السنوات القليلة الماضية أن أوراق الدومينو عندما تسقط لا تقوم مرة أخرى.

فريق هزم بالفعل على أرضه من فريق وست بروميتش ونيوكاسل وتخلف عن فريق توتنهام بهدفين في الشوط الأول. وهو الفريق أيضا الذي خسر خمس مباريات في الدوري بحلول 13 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وهو أيضا الفريق الذي فاز بسبع مباريات وتعادل في ثلاث من بين مبارياته العشر ليقولوا إنهم تمكنوا أخيرا من جمع شتات أنفسهم. لكنه وللأسف خسر على يد فريق بيرمنغهام في نهائي كأس كارلينغ.

آرسنال واتته الفرصة يوم السبت لتقليص الفارق مع مانشستر يونايتد إلى نقطة واحدة، لكنه أضاعها بتعادله على ملعبه سلبيا مع سندرلاند.

والآن، وبصورة غير متوقعة عادت الكرة إلى ساحة آرسنال مرة أخرى بعدما تجرع مانشستر يونايتد هزيمة مذلة على يد ليفربول.

هل يرغب أحد ما في الفوز بهذه البطولة الغريبة؟ أم أن مانشستر يونايتد وآرسنال سيواصلان مسلسل إهدار النقاط للسماح لفرق مثل مانشستر سيتي وتشيلسي بالعودة إلى المنافسة على اللقب مرة أخرى؟ إن خسارة مانشستر يونايتد الأسبوع الماضي أمام تشيلسي في ستامفورد بريدج أكدت على أن الاحتمالات قائمة لأي شيء.

فقبل فترة ليست بالبعيدة كان ليفربول يعاني من حالة تدهور شديدة وكان مانشستر يونايتد يهدد بالفوز بالدوري دون هزيمة واحدة، بيد أن مانشستر يونايتد لم يكن أشبه بفريق داخل السباق على الإطلاق، ولا يجاري أي مدرب السير أليكس فيرغسون على الإطلاق.

لكن فجأة اختلطت الأمور على فيرغسون فبرباتوف الذي يعتمد عليه في التهديف توقف، ودارين فليتشر الذي يلعب جميع المباريات خرج من التشكيلة أمام ليفربول على الرغم من اشتراكه في المباراة أمام تشيلسي. لكن حتى لو فقد فليتشر إحدى رجليه في حادث في مترو الأنفاق، فسيظل أفضل حالا من مايكل كاريك، فقد كان الأخير سيئا وظلا للاعب سابق في المنتخب الإنجليزي.

ثم هناك واين روني، وبغض النظر عن الهدف الرائع الذي سجله أمام مانشستر سيتي، فإن الطريقة التي لعب بها أمام ليفربول كانت خارج السياق على الإطلاق.

ذلك هو اللاعب الذي يحصل على 250 ألف جنيه استرليني أسبوعيا، لقد قضى معظم المباراة يسدد كرات عرضية عمياء نحو العارضة البعيدة.

لقد كان الضرر الحقيقي الذي أحدثه لاعبو يونايتد هو ارتفاع ضغط الدم عند أليكس فيرغسون. صحيح أن روني جال كثيرا في الملعب ولا يمكن لأحد أن يتهمه بأنه لم يعد إلى الخلف للتغطية.

لكن روني الذي كان قبل مباراة بايرن ميونيخ العام الماضي هو الأفضل بإنجلترا لم يعد موجودا، وما تبقى منه ليس سوى شخصية كارتونية. في المقابل أظهر لويس سواريز، مهاجم فريق ليفربول الجديد أنه لاعب من طراز عالمي متفوقا على رفاييل وكريس سمولينغ وكاريك ووست براون في 34 دقيقة مبهرة وكاد أن يسجل هدف الموسم لولا أن ديرك كاوت أفسد تلك الفرحة ليضع اسمه هو على الهدف بلمسة أخيرة.

لقد افتقد مانشستر نيمانيا فيديتش وريو فيردناند في الدفاع وربما لو شاركا لما وجد سواريز هذه المساحة للتحرك والمراوغة ليحرز ليفربول هدفه الأول.

لم يكن هناك أيضا ما يمكن قوله بشأن الخمس دقائق التالية عندما كان ناني يحاول إبعاد كرة رأسية عن مرماه وبلا من ذلك أهداها إلى كاوت المنفرد ليسكنها الشباك.

الخطأ الآخر كان للحارس فان در سار عندما أفلتت التسديدة الحرة لسواريز في الدقيقة 56 من بين يديه لتتهيأ لكاوت ليسجل ثلاثيته، قبل أن يسجل خافيير هيرنانديز هدف ما لا يمكن تسميته سوى تعزية ليونايتد.

كان كلا الفريقين محظوظا في إنهاء المباراة بترضية كاملة بعد حادثتين قبل نهاية الشوط الأول من المباراة التي انتهت بمشاجرات. كان المفترض أن يطرد جيمي كاراجار بسبب تعمد الخشونة ضد ناني والتي أنهت مشاركة جناح مانشستر يونايتد في المباراة، في الوقت الذي كان ينبغي فيه أن يطرد رافاييل أيضا لاعتدائه على لوكاس.

كانت هذه الهزيمة هي السابعة لفريق مانشستر يونايتد في 12 مباراة له على ملعب ليفربول. وتركت المباراة عشاق فريق ليفربول يغنون «عيد ميلاد سعيدا يا دالغليش»، الذي أتم عامه الستين يوم الجمعة. وكان الانتصار يعني أن ليفربول قام بدوره لمنع مانشستر يونايتد من تسجيل رقم قياسي خاص بهم بالحصول على الدوري 18 مرة.

وعلى الرغم من مواصلة مانشستر يونايتد وآرسنال السير على حبل مشدود للغاية ومهتز للغاية في الدوري سينتظر الجمهور اختبار قوتهما عندما يتواجهان في أولد ترافورد للعب مباراة ربع النهائي لكأس إنجلترا يوم السبت المقبل.