روح النصر ومهارة الهلال.. ديربي مثير للظفر ببطاقة نهائي كأس ولي العهد

خليل المصري اعتبر التكهن بالنتيجة صعبا.. والعمق الدفاعي مشكلة الفريقين

TT

يتحدد مساء اليوم الخميس، الطرف الأول في نهائي كأس ولي العهد، عندما يلتقي فريقا النصر والهلال، في مباراة يترقبها الرياضيون بمختلف انتماءاتهم، والتي سيحتضنها ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض، بعد أن وصل الفريقان للدور النصف النهائي، فالنصر تخطى في أول مشواره في البطولة فريق القادسية بعد أن انتصر عليه 5-1، ثم قابل بعده فريق الرياض (درجة أولى) وتجاوزه بنتيجة 2-1، فيما عبر الهلال فريق نجران، بعد أن انتصر عليه 4-0، ثم واجه بعده فريق الأهلي في مباراة مثيرة، انتهت في أشواطها الأربعة بنتيجة 2-2، بعدها احتكم الفريقان لركلات الترجيح، التي ابتسمت للهلال بفضل تألق حارسه العتيبي، بعد أن تصدى لثلاث ركلات ترجيحية، لتنتهي المباراة بتأهل الهلال للدور نصف النهائي 6-5، وسيكون أنصار فريقي النصر والهلال على موعد مع الإثارة والمتعة، التي سيرسمها نجوم الفريقين على المستطيل الأخضر خلال مجريات اللقاء.

الخبير الكروي السعودي خليل المصري تحدث في رؤيته الفنية التفصيلية لـ«الشرق الأوسط»، وتطرق من خلالها إلى طريقة لعب الفريقين، ونقاط القوة والضعف، وأبرز العناصر التي تمتلك مفاتيح اللعب، وأخيرا توقعاته لنتيجة اللقاء.

النصر × الهلال تعودنا في مواجهات النصر والهلال خلال مشوارهما الطويل، الحضور الجماهيري الكبير، الذي يشكل قوة تنافسية ومتعة حقيقية، تجذب الجميع لمتابعة هذه المباراة، وكالعادة يظهر تفاعل أنصار الفريقين كلوحة فنية جميلة يرسمها لاعبو الفريقين على أرض الميدان، كما أن المباراة ستحدد الفريق المتأهل لنهائي كأس ولي العهد، وقبل الحديث عن الفريقين في هذه المواجهة، نجد أن فريق الهلال يدخل هذه المباراة، وهو متصدر مسابقة دوري زين السعودي للمحترفين بفارق 6 نقاط عن منافسه فريق الاتحاد، وهو يسعى لإثبات حضوره وأحقيته بممارسة هوايته المعتادة، واللعب في النهائيات كطرف ثابت فيها، فيما يدخل فريق النصر في ظل تضاؤل حظوظه في المنافسة على لقب الدوري، وبالتالي سيلعب بكامل ثقله، وبالتالي المباراة ستكون صعبة على كلا الفريقين.

البداية مع النصر، فطريقته المعتادة التي ينتهجها في المباريات (4-5-1 أو 4- 4 - 2)، ومدرب النصر الكرواتي دراغان غوتشيس لا يمكن الحكم عليه في هذا الوقت، لأنه لم تتضح بعد بصمته على الفريق بشكل كبير، والتي نستطيع من خلالها أن نقول إنه مدرب على مستوى عال، وربما ضيق الوقت لم يساعد المدرب، حيث لا يمكنه أن يقلب الأداء الفني في فترة قصيرة، ولكن نلاحظ أن هناك تحسنا في أداء الفريق، إضافة إلى أن المدرب يملك جرأة كبيرة، وهذه صفة جيدة فيه، والدليل في مباراته في البطولة الآسيوية أمام فريق باختاكور الأوزبكي، حيث كان الفريق متعادلا، ويلعب خارج أرضه، ولكنه لعب بثلاثة مهاجمين، رغبة في كسب النتيجة، مما يؤكد أنه مدرب شجاع، ومن ناحية العناصر، فالفريق يملك عناصر مميزة، تتمثل في لاعبي الوسط أحمد عباس وإبراهيم غالب، وقائد الفريق الخبير حسين عبد الغني في حالة مشاركته، والمهاجم الشاب سعود حمود، الذي يعتبر من أبرز عناصر الفريق، إضافة إلى تحسن مستوى المحترف الأرجنتيني فيغاروا، وتحركات المهاجم الكويتي بدر المطوع المؤثرة، وصناعته للعب في الخط الهجومي، لكن ما يعانيه الفريق، هو ضعف في المناطق الخلفية، سواء في حراسة المرمى أو الدفاع، حيث نلاحظ أن الأخطاء الناتجة من حارس المرمى، تسببت في دخول أهداف، نظرا لسوء التقدير والتوقيت معا، وليس لها دخل في عدم التفاهم بين الحارس والدفاع، وأعتقد أن حارس المرمى عبد الله العنزي، له مستقبل كبير، لأنه يملك مقومات جيدة، ستسهم في حضوره خلال المرحلة المقبلة، ولكن ربما الخبرة لم تساعده في المباريات الأخيرة، فهو يحتاج إلى التركيز أكثر في المباريات، أما المشكلة التي تواجه الدفاع النصراوي، فهي في العمق الدفاعي، والتوازن في الأداء لظهيري الجنب، ولكن في حالة مشاركة حسين عبد الغني، فأعتقد أنه سيشكل قوة في الجهة اليسرى، ويسد هذه الثغرة.

وعلى الطرف الآخر، نجد أن فريق الهلال ينتهج طريقة (4-5-1)، وهذه أكثر طريقة يعتمد عليها مدرب الفريق الأرجنتيني كالديرون، ويطبقها بأكثر من طريقة، ففي بعض الأحيان يلعب بمحور واحد، وأحيانا أخرى بمحورين، وغالبا يلعب الهلال بخمسة لاعبين في خط الوسط، ويعتمد في بناء هجماته على اللاعبين الذين يأتون من الخلف، وبالذات عندما يشارك السويدي فيلهامسون وأحمد الفريدي ونواف العابد معا، والمدرب لديه عدة طرق، ولكن الأسماء والطريقة المعتمدة هي على اللاعبين الذين يأتون من الخلف، وإذا تطرقنا لأبرز عناصر الفريق فنجد أن الروماني رادوي، هو القلب النابض للفريق، فهو يمتلك لياقة بدنية عالية، تمكنه من التحرك والانقضاض السريع والضغط على حامل الكرة، وهذه ستسهم في تماسك وتوازن خط الوسط بشكل إيجابي، بالإضافة إلى الأسماء التي ذكرتها في البداية، ولكن الفريق يفتقد للمهاجم الصريح، بعد إصابة المهاجم ياسر القحطاني وانخفاض مستواه، وكذلك عيسى المحياني، لم نشاهد مستواه الحقيقي بعد عودته من الإصابة، وأيضا اللاعب المصري أحمد علي، فهو لم يبرز حتى الآن، ولم يقدم ما يشفع له لقيادة هجوم الأزرق، رغم أنه يملك مقومات جيدة، ويشكو الفريق أيضا من انخفاض في المناطق الخلفية، وبالذات في العمق الدفاعي، فمن شاهد هدف فريق الأهلي، حيث جاء عن طريق العمق، وحتى الأهداف التي تسجل في مرمى الهلال، تأتي من العمق، نظرا لاهتزاز مستوى المدافع أسامة هوساوي.

وعن توقعاته لنتيجة المباراة، قال الخبير الفني خليل المصري: من خلال مسيرة الفريقين، ومتابعتنا لمواجهات النصر والهلال، أجد أنه من الصعب التكهن في نتيجة اليوم، ودائما نجد مبارياتهما لا تخضع إلى المستوى الفني، بل للتهيئة النفسية والعوامل الخارجية، عموما نتمنى أن تظهر المباراة بمستوى الحدث، ونشاهد أداء فنيا راقيا من الفريقين، يستمتع به الحضور، الذي من المتوقع أن يكون كبيرا.