توتنهام يعيش الحلم الأوروبي بعد الإطاحة بميلان من دوري الأبطال

شالكه يعوض فشله في الدوري المحلي.. ويصل إلى ربع النهائي على حساب فالنسيا

TT

فرض توتنهام الإنجليزي نفسه كأحد كبار القارة العجوز هذا الموسم، بعدما أطاح بميلان الإيطالي العريق وبلغ الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه. ومن المؤكد أن الفضل في هذا الإنجاز يعود بشكل كبير إلى مدربه هاري ريدناب الذي اعتبر بعد انتهاء مباراة «وايت هارت لاين» بالتعادل صفر - صفر ما كان كافيا لتأهل فريقه، لأنه فاز ذهابا في ميلانو 1 - صفر. إن أحدا لم يكن يتوقع أن ينجح توتنهام في تحقيق هذا الإنجاز الذي يحمل نكهة مميزة، باعتبار الجار الشهير آرسنال ودع، الثلاثاء، المسابقة على يد برشلونة الإسباني.

«لا أعلم إلى أين سنصل، لكننا قمنا بعمل جيد جدا حتى الآن». هذا ما قاله ريدناب بعد الإطاحة بالفريق اللومباردي المتوج باللقب القاري العريق في سبع مناسبات، مضيفا «لو قلنا قبل عامين بأننا سنتأهل إلى الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا لكانوا اتهمونا بالجنون». وواصل: «أعتقد أن الجماهير تعيش الحلم الآن. ما حققناه حتى الآن كان يعتبر حلما مستحيلا. لم يفكر المشجعون قبل عامين في إمكانية تحقق هذا الأمر. إنها مشاركتنا الأولى في دوري أبطال أوروبا. من المؤكد أنهم يستمتعون بما تحقق، خصوصا أنه جاء بعد تصدرنا مجموعتنا التي كانت تعتبر من أقوى المجموعات، ومن ثم الفوز على ميلان. إنهم متلهفون لما سيحصل لاحقا».

من جهته، احتفظ أدريانو غالياني، نائب رئيس ميلان، بثقته في قدرات وتفوق فريقه، على الرغم من خروجه من منافسات دوري الأبطال، بعدما فشل في تعويض هزيمته بهدف في مباراة الذهاب. وصرح غالياني عقب المباراة قائلا: «يجب أن ننظر إلى الجوانب الإيجابية في المباراة. كل ما كان ينقصنا هو أن نسجل هدفا.. وقد سنحت لنا بالفعل فرصة حقيقية للتسجيل، ولكن الكرة ارتدت من على خط مرماهم».

لقد نجح ريدناب منذ وصوله إلى توتنهام في أكتوبر (تشرين الأول) 2008 في تحويل النادي اللندني من فريق يحاول تجنب الهبوط إلى الدرجة الأولى إلى فريق يقارع كبار القارة الأوروبية.

لقد أطلقت جماهير توتنهام على ريدناب لقب هاري «هوديني» تيمنا بالساحر الاستعراضي الأميركي الشهير هاري هوديني، لأنه ما إن تسلم مهام الإشراف على الفريق اللندني حتى تغير وضع الأخير تماما، وانتقل من فريق يقبع في ذيل ترتيب الدوري الممتاز إلى آخر يزاحم العمالقة على المراكز المتقدمة. عندما وصل ريدناب البالغ من العمر 63 عاما إلى توتنهام في 25 أكتوبر 2008، خلفا للإسباني خواندي راموس، كان الفريق اللندني يقبع في المركز الأخير في الدوري المحلي برصيد نقطتين فقط من ثماني مباريات، لكن هذا المدرب وضع لمساته السحرية على الفريق، وأعاده إلى السكة الصحيحة حتى أنهى الموسم في المركز الثامن.

وفي الموسم التالي، فرض توتنهام نفسه بقوة، ودخل في نزال مع الكبار، حتى نجح في نهاية المطاف في التفوق على العملاقين ليفربول ومانشستر سيتي، وخطف المركز الرابع الذي فتح أمامه الباب من أجل المشاركة هذا الموسم في مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.

وتوتنهام، بقيادة والد لاعب المنتخب، وليفربول السابق جايمي ريدناب، وعم نجم تشيلسي، فرانك لامبارد، ليس الفريق الذي يلعب من أجل النتيجة وحسب، بل إنه فريق ممتع بفضل أدائه الهجومي السلس، الذي أظهره أمام ميلان ذهابا، كما أنه يعرف كيف يدافع عندما تتطلب الحاجة، كما فعل في مباراة ميلانو التي واجه فيها الإيطاليين بسلاحهم الدفاعي التقليدي، وحرم فريق المدرب ماسيميليانو أليغري من الوصل إلى الشباك، على الرغم من وجود الترسانة الهجومية المكونة من الثلاثي السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرازيليين باتو وروبينيو.

ويشير ريدناب إلى أنه باستطاعة فريقه الوصول إلى نصف النهائي، بشرط أن تجنبه القرعة مواجهة برشلونة. وأضاف: «برشلونة هو الفريق الوحيد الذي لا تريد مواجهته في ربع النهائي».

شالكه × فالنسيا

* من جهته أعرب المهاجم الدولي الإسباني السابق، راؤول غونزاليز، عن سعادته بتأهل فريقه شالكه الألماني إلى الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب مواطنه فالنسيا، بالفوز عليه 3 - 1 في إياب ثمن النهائي، بعد أن تعادل معه 1 - 1 ذهابا.

وأشار راؤول البالغ من العمر 33 عاما، والذي توج بلقب المسابقة الأوروبية الأم مع ريال مدريد في ثلاث مناسبات، أعوام 1998 و2000 و2002، إلى أن فريقه سيستمتع بخوضه ربع النهائي، بغض النظر عن هوية الفريق الذي سيواجهه، مضيفا: «كانت مباراة صعبة (أمام فالنسيا)، لكنها كانت متوازنة، وفي النهاية أسعفنا الحظ بعض الشيء. أشعر بسعادة عارمة، لأنها كانت مباراة مميزة أيضا بالنسبة لي شخصيا».

وتابع: «علينا الانتظار لمعرفة من سنواجه في ربع النهائي، لكن ذلك لا يهم فعلا ستكون بمثابة الحفلة بالنسبة لنا». وكان شالكه الذي وصل إلى ربع النهائي للمرة الأخيرة عام 2008 وجد نفسه مساء في مواجهة فالنسيا متخلفا بهدف للبرتغالي ريكاردو كوستا، لكنه انتفض بعدها، وسجل ثلاثة أهداف، اثنين منها للبيروفي جيفرسون فارفان، والآخر للسويسري ماريو غافرانوفيتش.

وعلق راؤول على مجريات اللقاء قائلا «كان من الصعب أن تضغط منذ البداية، لكن بعد تخلفنا صفر - 1 لم يعد أمامنا شيء لنخسره. كان علينا أن نقدم كل شيء».

ولم يدخل شالكه إلى اللقاء بأجواء مثالية، لأن الصحف الألمانية كشفت قبل ساعات معدودة على صافرة البداية أن مدربه فيليكس ماغاث سيرحل في نهاية الموسم بسبب النتائج المتواضعة التي يحققها الفريق في الدوري المحلي (المركز العاشر حاليا). وتحدث ماغاث الذي قاد شالكه منذ أيام معدودة إلى نهائي مسابقة الكأس المحلية، على حساب فريقه السابق بايرن ميونيخ، حامل اللقب عن أجواء فريقه، بعدما ذكرته الصحف عن رحيله، قائلا: «إن الأجواء المحيطة بالمباراة لم تكن تهمنا. الحقيقة كانت هناك على أرضية الملعب. لا يهمني ما تقوله الصحف. عقدي يمتد حتى 2013».