تشيزينا يحول تأخره إلى تعادل أمام اليوفي ويبقيه في النفق المظلم

ديل نيري أصبح أكثر عرضة لخطر الرحيل.. وموتا خرج مطرودا بـ«الحمراء»

TT

لم ينجح فريق يوفنتوس الإيطالي في الخروج من نفقه المظلم بعد؛ فقد اكتفى الفريق بالتعادل الإيجابي بنتيجة 2/2 أمام فريق تشيزينا في المباراة التي جمعت بينهما أول من أمس (السبت) على ملعب الأخير، في إطار الجولة 29 من مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد اليوفي إلى النقطة 42 في المركز السابع في ترتيب جدول الدوري، فيما وصل رصيد فريق تشيزينا إلى النقطة 29 في المركز السابع عشر في انتظار ما ستسفر عنه باقي مباريات الجولة. وتمكن الضيوف في البداية من التقدم بثنائية في الشوط الأول عن طريق أليساندرو ماتري، مهاجم اليوفي، في الدقيقتين 19 و35 على التوالي. ثم سجل خيمينيز، لاعب تشيزينا، هدفا لفريقه في الدقيقة 40 من الشوط ذاته عن طريق ضربة جزاء، وقبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة تمكن ماركو بارولو، لاعب وسط تشيزينا، من إدراك هدف التعادل لأصحاب الأرض. وشهد اللقاء حالة طرد كانت من نصيب موتا، لاعب اليوفي، في الدقيقة 42 من الشوط الأول، بعد أن حصل على إنذارين متتاليين.

لا يزال يوفنتوس، في الواقع، يمثل موضوعا للنقاش، وأصبح ديل نيري، مدرب الفريق، أكثر عرضة لخطر الرحيل عن قيادة الفريق؛ فالتعادل أمام تشيزينا بعد ثلاث هزائم يعد خطوة أخرى خاطئة أطاحت بالأحلام الأخيرة نحو إمكانية تأهل الفريق إلى بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم، بل وجعلت اليوفي في مواجهة مباشرة مع خطر توديع بطولة الدوري الأوروبي أيضا. ولعل هذا الافتراض يزيد من تعقيد حملة الشراء، الشائكة بطبيعتها، التي يحاول بيبي ماروتا، مدير عام نادي اليوفي، تنفيذها. كيف لماروتا أن يقنع اللاعبين المهمين بالانضمام إلى اليوفي والتخلي عن المحافل الدولية؟ لقد تقدم يوفنتوس أول من أمس بهدفين نظيفين من صنع أليساندرو ديل بييرو، قائد الفريق، وبتوقيع أليساندرو ماتري، مهاجم اليوفي، الذي عاد للتهديف بعد صيام دام نحو 349 دقيقة، غير أن هذه الثنائية لم تساعد الفريق على استعادة الأمن القديم الذي يفتقده. إن نتيجة يوم أول من أمس هي مؤشر يدل على أن هناك شيئا مكسورا داخل هذا اليوفي.

ديل بييرو وماتري: هناك عقد موقع (من جانب ديل بييرو) دون تحديد قيمته المالية داخل أسوار نادي اليوفي، وربما سيكون من الأفضل لو قام أندريا آنيللي، رئيس نادي السيدة العجوز، بكتابة رقم مالي محدد وإيداعه في رابطة الأندية. لكن في ظل كل هذه الشكوك والاحتمالات الكثيرة التي تصاحب حاضر ومستقبل اليوفي ثمة حقيقة من ضمن الحقائق القليلة الموجودة في هذا الفريق، وهي أن أليساندرو ديل بييرو لا يزال لاعبا حقيقيا. لماذا، إذن، لا يستفيد مسؤولو نادي اليوفي من العرض الذي تقدم به اللاعب ليجدد عقده مع الفريق لموسم آخر (التوقيع من دون تحديد أي قيمة مالية للعقد)؟ لقد كانت رائعة تلك التمريرة الحاسمة التي أهدى بها ديل بييرو الهدف الأول إلى ماتري، وكذلك التمريرة الحريرية التي حملت الهدف الثاني للفريق. لقد أرهق ماتري دفاعات الفريق المنافس أول من أمس السبت، ووصل إلى هدفه الشخصي رقم 5 بقميص يوفنتوس، ولو استمر لاعب كالياري السابق على هذا الأداء ربما سيكون هو المهاجم الأساسي في الفريق في المستقبل. من المحتمل أن ينجح جيجي ديل نيري في الاستمرار مع فريق يوفنتوس حتى نهاية الموسم الحالي، غير أن مباريات مثل التي قدمها الفريق أول من أمس أمام تشيزينا كفيلة بإبعاد ديل نيري عن مستقبل السيدة العجوز. إن جيجي ديل نيري شخص رائع ومدرب ذو خبرة، ومنذ يوليو (تموز) الفائت وهو يعمل بالتزام تام. لكن، بغض النظر عن الوقت الصعب الحالي الذي يمر به الفريق وحالة الطرد التي تعرض لها موتا في نهاية الشوط الأول، كان من المفاجئ أن يصرح مدرب اليوفي بقناعته بأداء فريقه أمام تشيزينا. فهذا هو فريق يوفنتوس الذي يلعب منذ عام 1897 من أجل الفوز بالبطولات وليس الوصول إلى أحد المراكز الأولى الأربعة. صحيح أن هناك دائما سنوات انتقالية أو تحويلية تمر بالفرق، تلك السنوات التي تشيد المستقبل، والتي تسير فيها الأمور بشكل غير جيد، وتحتاج إلى تحليل كل شيء بهدوء.. لكن هناك أيضا ملايين من المشجعين الذين منذ مواسم عديدة وهم يبتلعون مرارة نتائج الفريق وسيكون من المحزن بالنسبة إليهم لو أن مدرب الفريق ارتضى بأداء متواضع وتعادل أمام تشيزينا بعد أن كان الفريق متقدما بهدفين.

«لماذا موتا؟»: وقد أوضح ديل نيري عقب انتهاء المباراة قائلا «لقد أعجبني أداء الفريق. فالأحكام غير موضوعية، وأنا أرى ذلك. لم نتمكن من تحسين شيء، لقد كان في الملعب أيضا فريق منافس. لقد لعبنا بشكل جيد للغاية في أول نصف ساعة من عمر المباراة. إنني أمنح فريقي الاستحقاق بالفوز في هذا اللقاء لأنه بحث دوما عن الفوز. إن النتائج تغير الكثير من الآراء، غير أن الأداء يظل». لكن هناك أيضا الكثير من الشكوك. الأول: لماذا لعب موتا، الذي لم ينزل إلى أرض الملعب في بطولة الدوري المحلي منذ 23 يناير (كانون الثاني) وكان مخيبا للآمال أول من أمس؟ لكن مدرب اليوفي يرى غير ذلك «أنا لا أتفق مع هذا القول: فاللاعب في حالة جيدة. من الواضح أننا للأسف في محاكمة». الأمر الثاني: لماذا تم تغيير ديل بييرو، الذي دونه افتقد اليوفي إلى اللاعب الوحيد القادر على المراوغة والتمرير المتقن وربما تسديد الضربات الثابتة أيضا؟ وبهذا الشأن عقب ديل نيري قائلا «ديل بييرو كان رائعا: لكنه كان متعبا.. و70 دقيقة كانت كافية بالنسبة إليه. وأنا وأليساندرو نعرف ماذا سنفعل من هنا حتى نهاية الموسم».

صافرات استهجان: ثم حاول جيجي ديل نيري في تصريحات الوقوف على الأمر بصورة أكثر تحليلية «لقد حاولنا دائما الحفاظ على التقدم، غير أننا تلقينا الهدفين عن طريق ضربة جزاء وكرة ثابتة. بقليل من التوفيق كان بإمكاننا الفوز أيضا، لكن مقارنة بالمباريات الأخيرة كان هناك تركيز أكبر من جانبنا. وقد منح ديل بييرو وأكويلاني المهارة إلى الفريق». وقد أبدى مدرب يوفنتوس الحالي موافقته على القرارات التحكيمية التي اتخذها حكم المباراة «لم يكن ينبغي، بالفعل، طرد جيجي بوفون في كرة ضربة الجزاء. أما الإنذار الأحمر الذي تعرض له موتا فقد كان صحيحا. حتى وإن لم يكن هناك خطأ يستحق عليه الإنذار الأول». ولم يبال ديل نيري كثيرا بصافرات الاستهجان التي أطلقتها جماهير اليوفي ضده أول من أمس، وعقب عليها قائلا «كل شخص بإمكانه إعطاء الحكم الذي يريده. أنا لست آسفا على بعض صيحات الجماهير فهي لا تؤثر في». إن جيجي لا يتأثر أيضا بالإشاعات التي تتردد حول احتمالات وجود مدربين انتقاليين بدلا منه «تروق لي كل يوم قراءة ترشيح لبعض لاعبي اليوفي القدامى لتولي قيادة الفريق.. لكني آسف من أجلهم، فأنا أدرب اليوفي الآن وسيأتي دورهم أيضا». ليس على الفور، سيأتي دورهم لأن خطط نادي السيدة العجوز لم تتغير بعد. فقد صرح بيبي ماروتا «سنواصل السير هكذا».