قمصان لفريق توتنهام تقيس نبض اللاعبين ومدى قدراتهم البدنية

ريدناب مدرب الفريق يعيش حلم الوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا

TT

يستعد نادي توتنهام الإنجليزي إلى تزويد لاعبيه بقمصان تحتوي على «حاسب آلي» ينقل إشارات القياسات الحيوية للاعبين، مثل نبض القلب ودرجة الحرارة، إلى طاقم التدريب وحتى المذيعين، بداية من موسم 2012/2013.

وخلال الأسبوع الماضي، وقع النادي اتفاقية مدتها خمس سنوات مع شركة «آندر آرمور» الأميركية للملابس الرياضية، التي أكدت أنها تخطط لاستخدام تقنية «E39» الخاصة بها في القمصان. وتحتوي هذه التقنية على مجسات استشعار ترسل معلومات محدثة كل ثانية عن كل شيء، بداية من معدل نبض اللاعبين إلى درجة حرارة الجسم الأساسية ومعدل التنفس ومعدل التسارع. وتستقبل الهواتف الذكية والحاسبات المحمولة البيانات بحيث يتمكن طاقم التدريب من مراقبة لياقة اللاعبين ومستوى أدائهم خلال التدريب والمباريات. كما ترغب الشركة التي تتخذ من مدينة بالتيمور الأميركية مقرا لها، والتي يفهم أنها كانت قد وقعت على صفقة مع فريق توتنهام بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني في الموسم، في تبادل المعلومات مع المذيعين. وسوف تمنح هذه الخطوة للجماهير فرصة غير مسبوقة لمعرفة الأداء البدني للاعبين، وحتى الحالة الذهنية لهم خلال المباريات.

وقال مارك دوالي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «آندر آرمور»، في تصريحات نشرتها الـ«ديلي تلغراف»: «يمكننا أن نخبر الناس بالقياسات الحسابية وما يحدث في الجسم للاعب يسدد ركلة جزاء أمام 60 ألف متفرج. ويمكن للمتابع أن يشاهد معدل نبض القلب أثناء استعداد اللاعب لتسديد الركلة. وللمرة الأولى يمكن معرفة ما يحدث داخل جسم الرياضي أثناء أدائه للمباريات، وهو ما يضيف إلى أجواء الإثارة». وأضاف «يمكن لهذه القمصان أيضا أن تشير إلى الرياضي الأفضل تكيفا مع الأوضاع على أرض الملعب وعلى مدار الموسم، ومتى يمكن تبديل اللاعب بسبب تعرضه للإنهاك والتعب البدني». وذكر داولي أنه يعتقد أن المزيد من فرق الدوري الإنجليزي الممتاز سوف تكون مهتمة بهذه التقنية بمجرد تعرفها على طريقة استغلالها من قبل فريق توتنهام هوتسبير.

لكن من المستبعد أن يسمح الدوري الإنجليزي الممتاز بتبادل معلومات هذه التقنية مع المذيعين إلا إذا أصبحت متاحة لكل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز العشرين، وهو أمر سوف يعتمد بشكل محتمل على توصل شركة «آندر آرمور» لاتفاقية تجارية مع رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة نفسها.

وسوف تتطلب هذه التقنية أيضا الحصول على ترخيص تنظيمي من الفيفا، وهو ما قد يعني أنها سوف تقتصر في البداية على التطبيقات التدريبية لفريق توتنهام هوتسبير. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التقنية طورت بواسطة شركة «آندر آرمور» بالاشتراك مع شركة «زيفير» الأميركية للبرمجيات، التي تنتج تطبيقات مشابهة للجيش الأميركي.

وكانت شركة «آندر آرمور» قد دشنت قميص «E39» في مدينة إنديانابوليس خلال تجمع كشافي دوري الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية الشهر الماضي، وهو عرض متلفز مدته أسبوع لأفضل المواهب البارزة في كرة القدم الأميركية. وأظهرت هذه التقنية أنه يمكن تبادل البيانات عن اللاعبين مع المذيعين بنجاح كبير. وتعتقد الشركة أن تقنية «E39» يمكن أن تستخدم بنجاح في أي رياضة متلفزة تقريبا. وتخطط الشركة لبيع نسخة من هذه الملابس عند تجار التجزئة.

من جهة أخرى، ما زال هاري ريدناب، مدرب توتنهام، يعيش حلم التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أن نجح فريقه في إقصاء ميلان العريق من الدور الثاني. ويقول ريدناب «لقد ظننت ذلك حلما بعيد المنال، لكن كلما أعدت التفكير في الأمر رأيت أنها مهمة ممكنة. لا أستطيع أن أمتدح ما حققه فريقي من إنجازات في دوري أبطال أوروبا كما ينبغي، وأنا على ثقة من أن البعض لا يزال لا يصدق ويحسبون الأمر حلما. يقول الكثيرون إن حلم توتنهام أصبح هو التأهل لنهائي البطولة في ويمبلي، لكنني دائما أتمسك بمبدأ المباراة القادمة، وأرفض التطلع بعيدا. لقد قمنا بما هو أكثر من تدريبات الإحماء، وانتبهنا إلى طريقة أدائنا في الملعب وكيف نتطور، ويمكننا القيام بالمزيد من تدريبات الإحماء خلال الشهور القادمة. كل شيء ممكن إذا وثق لاعبو فريقي في قدرتهم وعزيمتهم وإصرارهم على كتابة أسمائهم في تاريخ كرة القدم، وأؤمن بذلك. ويبدو أن انتظار الثامن والعشرين من شهر مايو (أيار) كالدهر، لقد رشحت في أول يوم لدوري أبطال أوروبا الأندية الإسبانية للفوز بالكأس، لكنني أعلم اليوم أن بمقدور توتنهام هزيمة أي فريق، فلدينا لاعبون يستطيعون بعث الرعب في قلوب الفرق المنافسة. لقد تطور أداؤنا خلال العامين الماضيين. لم ينتبه أحد إلي حين قلت الموسم الماضي إنه بمقدور توتنهام التأهل لدوري أبطال أوروبا. لا أجني شيئا من إثبات خطأ الآخرين، ولن أغرق في العواطف والمشاعر، لكن عليك أن تقر بأن هزيمة أبطال الدوري الإيطالي الممتاز في ملعبهم إنجاز بكل المقاييس، والوصول إلى ربع النهائي على حسابهم أمر مذهل. لقد قيل هذا مرارا، لكننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى بعد أن كنا على بعد ألف سنة ضوئية منذ عامين. إنه حافز للاعبين الذين ساعدوا في تحقيق ذلك، لكن مبعث قلقي الرئيسي حاليا هو دخول المربع الذهبي للدوري الإنجليزي».

ويضيف ريدناب «أعلم كيف تغيرت الأمور سريعا في كرة القدم، ولا يزال التركيز قائما على الدوري الممتاز. لقد قيل لي إنني أول مدير فني إنجليزي يصل بفريق إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. كذلك تشير الإحصاءات إلى أنني أول مدرب إنجليزي منذ بوبي روبنسون الذي سبقه روي إيفانز يصعد بفريق إلى المربع الذهبي في الدوري الممتاز. من الرائع معرفة كل ذلك، لكنني لن أتأثر لأنني أعتقد أن هناك مديرين ذوي مستوى أقل مني يستطيعون تحقيق ما أنجزته إذا أتيحت لهم فرصة لإثبات قدراتهم. على سبيل المثال يستطيع جون ستيل، المدير الفني لفريق داغنهام في دوري الدرجة الثانية العمل في أي مكان، حيث انتشل الفريق من دوري هواة إلى الدوري الرسمي. كذلك يستطيع نيل وارنوك، المدير الفني لفريق كوينز بارك رينغرز، تحقيق ذلك حيث يبدو قادرا على التصدي لفريقي خلال الموسم المقبل إذا صعد إلى الدوري الممتاز. وقد أظهر نيل قدرته وتميزه بعد فشل مجموعة متعاقبة من المديرين مع الفريق، بعضهم أجانب».

واستطرد ريدناب «لا توجد معادلة سحرية لإدارة فريق، وأحيانا يتحدث بعض الجهلة عن مهارة وذكاء هذا المدير أو ذاك. لا يتعلق الأمر بمهارة أو ذكاء، لكن بمعرفة المبادئ الأساسية وفهم الكرة والإيمان بما تقوم به، لا إغماض العينين والسير نحو الأخطاء. ما يحتاجه المدير الفني هو رئيس للنادي يثق به، وليس شخصا يريد شراء لاعبين بأسعار تفوق قيمتهم. لعل هذه هي أهم علاقة في أي ناد، حيث يحتاج المدير الفني إلى رئيس يدعم حكمه على الأمور. لقد اشتريت في مسيرتي الكروية لاعبين فقط دون أن أشاهد أداءهما شخصيا، هما ساندرو وأنا أدرب توتنهام، وماركو بوغرز وأنا أدرب ويستهام. يمكن للاعب تحقيق نجاح كبير مثل الشاب البرازيلي ساندرو الذي يبدو لاعبا حقيقيا. لكن بوغرز لم يكن مفيدا للفريق في ويستهام رغم أنه أدى أداء ممتعا في هولندا بعد عودته للظهور مرة أخرى على الساحة عقب فترة تراجع. قد يعير أحد الرؤساء سمعه لشخص يقول له كلاما غير صحيح، فتكون النتيجة التخلص من لاعب وشراء لاعب آخر. لقد كانت لي فرص في أندية غارقة إلى أذنيها في المشكلات، وبقليل من الحظ أشعر بأنني حققت نجاحا بالطريقة الصعبة. لقد توليت الإدارة الفنية لنادي ويستهام عندما كان يلعب في الدرجة الأولي، ووصلت بالفريق الذي لعبت له من قبل إلى الدوري الممتاز. لم أتوقع تحقيق أي نجاح خلال فترة إدارتي لنادي بورتسموث، لكنني فزت معه بكأس الاتحاد الإنجليزي، ودخلت المنافسة في أوروبا للمرة الأولى. وكان وضع نادي توتنهام مترديا قبل أن أتولى تدريبه، لكنه تأهل لربع النهائي في دوري أبطال أوروبا. لقد سألت مرارا ما إذا كان وصول نادي (سبيرز) إلى تلك المرحلة هو أهم إنجازاتي في مجال كرة القدم. لا يزال هذا الأمر محل جدل بالنسبة إلي، فالفوز بالدوري مع فريق بيرنموث وكوني أول مدير فني يصعد به من الدرجة الرابعة كان أمرا مذهلا بالنسبة إلي. ومن النجاحات التي حققتها أيضا الوصول بفريق بورتسموث للدوري الممتاز والفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي والتوجه إلى كأس أوروبا. تعد هذه الإنجازات مثل إيداع أموال في حسابات مصرفية، فالمرء يأمل أن يسحبها ليعرضها على الرئيس عندما تتقدم للحصول على وظيفة كبيرة. ليس لدي ما يدين أي مدير، لكن يبدو أن الدوري الممتاز سيمنح المدربين الأجانب الفرصة عندما لا تكون لديهم فرصة بديلة في الخارج. كم عدد المدربين البريطانيين في الدوري الإيطالي الممتاز؟ كم عددهم في الدوري الإسباني؟ لن تمنح جوائز للإجابة الصحيحة».