الإنتر يكثف استعداداته قبل مواجهة بايرن ميونيخ غدا في دوري أبطال أوروبا

ليوناردو يعمل على الجوانب النفسية.. ولوسيو يسابق الزمن.. وموتا ضمن القائمة

TT

يواصل فريق الإنتر استعداداته لمواجهة بايرن ميونيخ الألماني في إياب ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا. وبالنسبة لليوناردو، فإن الاستيقاظ كمدرب التعادلات له تأثير غريب ومذهل، فهناك خطر أن يحدث ذلك لبسا في الأفكار والكلمات والأعمال والمهام. لكن ليس هكذا ينبغي الذهاب إلى ميونيخ، مثلما يرى مدرب الفريق، فالتغييرات يمكن أن تخطئ لكن لا لمزيد من الأخطاء في المباريات المقبلة، لا يمكن! تحدث، صباح يوم أول من أمس، الرجل الذي لم يكن يتعادل في أي مباراة منذ أبريل (نيسان) الماضي إلى لاعبيه، في مشهد كلاسيكي: ليوناردو (الذي رفض بلياقة الدعوة لاحتفال بـ25 عاما لفريق الميلان) أمام اللاعبين بعد التعادل الذي قد يوسع الفارق بينه وبين الميلان لأكثر من سبع نقاط، ويقول المدير الفني البرازيلي: «لا كارثة، علينا فقط أن نكون أكثر فاعلية في الهجوم، وكل شيء سيكون على ما يرام. ولتتذكروا شيئا واحدا دائما وهو أننا نحن الأبطال». كان اللقاء المباشر وجها لوجه قبل مران أول من أمس واضحا، لكن الآن لا بد من الضغط على الزر الصحيح ومن هذه اللحظة ينبغي أن تبدأ الانطلاقة. يعرف ذلك هو ويعرف ذلك لاعبوه، يعرفون أن الفارق بين الإنتر والبايرن يأتي من شيء واحد وهو الرأس.

في هذه اللحظة، أكثر من أي وقت مضى، لا بد أن يظهر ليوناردو مدرب العقول، ربما من دون الصرخات المثيرة لمورينهو مثل عام مضى بعد الخسارة أمام كاتانيا، لكن بالطبع دون تفكير ولا حتى للحظة أن كل شيء يعد مهمة مستحيلة، فالخطر بعد لقاء بريشيا - ومع تقدم البايرن بفارق هدف - هو شعور الفريق بأنه في مسيرة شاقة، وخصوصا في ظل تأخر لا يمكن علاجه. ويقول ليوناردو: «هل انتهى حلم الدوري؟ لا، أيضا لأنه حلم، والواقع أننا لا نزال في السباق. ليس مرهقا الزحف خلف الميلان، لكن من الصعوبة بمكان تحقيق سلسلة من النتائج الطيبة، من الآن وحتى نهاية الموسم قد تحدث أمور كثيرة وحماس الفريق لا يتغير». وهو عليه أن يغذي ذلك الحماس بلا تردد، من خلال بث الدوافع واستعادة تقدير الفريق لذاته، لكوردوبا خاصة ولكافة اللاعبين من دون تمييز.

وسط كل هذا، فإن الإحصاءات (منذ موسم 1994 - 95) تقول إن القيام بصحوة قبل تسع مباريات من نهاية البطولة يعد أمرا صعبا و3 فرق فقط هي التي نجحت في ذلك، وبفارق أقل من 7 نقاط ينبغي تعويضها كما هو الحال مع الميلان الآن. الانتصارات من هذا النوع حققها الميلان على لاتسيو (من فارق 5 نقاط)، ولاتسيو على اليوفي في الموسم التالي (من فارق 6 نقاط)، ويوفنتوس على الإنتر في عام 2002 حينما كان الفارق نقطة واحدة. إذن، المهمة صعبة لكن لا جدوى من كلمة مستحيل.

لكن قبل التفكير في ليتشي ومباراة الديربي مع الميلان، بالطبع هناك أولا لقاء بايرن ميونيخ الألماني في دوري الأبطال، ويفكر ليوناردو في إزاحة التراب مجددا عن طريقة الرمبو في خط الوسط، كما يعود كامبياسو وشنايدر سيكون خلف رأسي الحربة إيتو وبانديف. وفي الدفاع، سيبقى العائدون حتى استدعاء الغد، لكن من المؤكد أنه بعد طريقة 4 - 2 - إبداع (سواء مع بداية المباراة أو خلالها) وبعد شجرة عيد الميلاد (4 - 3 - 2 - 1) في مباراة الذهاب، تبدو مجددا طريقة الرمبو 4 - 2 - 3 - 1. وقبل يومين من لقاء البايرن، هناك إحصائية مثيرة للفضول، وهي أن ليوناردو لم يفز قط في دوري الأبطال على ملعبه لكنه نجح في الفوز خارج ملعبه على الريال (مدريد)، وعلى مارسيليا الفرنسي حينما كان مدربا للميلان.

يا له من قدر، ففي ليلة العودة إلى استاد أليانز أرينا الخاص بفريق بايرن ميونيخ، الذي ظل بيته لمدة 5 سنوات، يواجه لوسيو خطر عدم المشاركة في هذه المباراة إن لم يكن هو الممثل والبطل. لكن يمكن أيضا مواجهة القدر، على الأقل في حدود معينة، ولوسيو سيحاول حتى النهاية أن ينتصر على توقعاته هو أيضا لمساعدة الإنتر في إقصاء فريقه السابق.

لو تمكن لوسيو من المشاركة غدا (الثلاثاء) سيكون ممكنا الحديث عن تعاف استثنائي، ولن يكون هو الأول في حالته (ولا حتى في حالة الإنتر، لتنظروا إلى شنايدر العام الماضي ورانوكيا منذ أيام ليست بالقليلة)، لكن تبقى مسألة أن الفحوصات الطبية أمس أظهرت وجود شد في عضلة الفخذ اليمنى، التي تسبب للوسيو بعض الألم منذ بداية لقاء بريشيا. والتعافي من شد عضلي في غضون أربعة أيام يمثل استثناء على أي حال، وليس قاعدة. ما يبعث على الأمل هو نوعية التمزق (من الدرجة الأولى)، والعضلة المصابة (فعضلة الألية أقل حساسية من غيرها) علاوة على الاستعداد البدني والنفسي من جانب المدافع البرازيلي فهو يريد المشاركة مهما تكلف الأمر وهو معتاد على العودة السريعة جدا بعد الإصابات.

كوردوبا جاهز: من المقرر أن تظهر الساعات المقبلة إذا ما كان لوسيو سيلحق بالمباراة من عدمه، وإن كان غير مستبعد أن يسافر مع الفريق إلى ميونيخ وقد يتأجل قرار ما إلى مساء اليوم (الاثنين)، بعد التصفية، إن لم يكن غدا (الثلاثاء)، فالهدف هو المحاولة بشتى الطرق حتى النهاية. إذا كان ضروريا بعد ذلك الاستغناء عن خدمات لوسيو، مع الأخذ في الاعتبار أهمية كيفو العائد في مهمته مع روبن فقد يقوم بالمهمة كوردوبا (الأوفر حظا من ماتيراتزي)، فلا يزال اللاعب الكولومبي يتمتع بالثقة الكاملة للمدير الفني والفريق، الذين يثقون في أدائه القوي للانطلاق أكثر من الرد هجمة لهجمة مثلما حدث في ليلة بريشيا السيئة.

استجابة تياغو موتا: كما ستكشف الساعات القليلة المقبلة بشأن موتا أيضا، فهو أيضا تدرب مع الفريق (مثله مثل كامبياسو وكيفو)، لكنه قام أول من أمس أيضا بتدريب شخصي ويبدو أنه سيكون ضمن قائمة الإنتر أمام البايرن، ربما مع بعض الريبة عما إذا كان سيبدأ أساسيا.

من جهة أخرى، لم يكن يوم أول من أمس جميلا بالنسبة للياباني ناغاتومو لاعب الإنتر، لكنه أفضل. فبعدما خرج للاتصال بأمه ميي في طوكيو، قبل النزول إلى الملعب أمام بريشيا، قضى يوتو ناغاتومو الساعات التالية في المران محاولا البقاء متصلا بأقرباء آخرين وجمع أكبر قدر من المعلومات بخصوص الكارثة التي تعصف ببلاده الآن. كما دمر الزلزال معسكر المنتخب الياباني بمدينة فوكوشيما، وبشكل مستقل عن هذا فإن اللقاءات الودية لمنتخب بلادة بقيادة المدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني أمام مقدونيا ونيوزيلندا يومي 25 و29 من الشهر الحالي باتت غير مؤكدة.

ويقول ناغاتومو: «لعبت المباراة لمنح جسارتي لمن يعانون في اليابان، وكان هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به». وفي الملعب، قاتل بقلب قوي، ويقول اللاعب رقم 55 في صفوف الإنتر: «من مباراة لأخرى أشعر بتحسن أكثر دائما». بالطبع هو أيضا يريد تجاوز هذا الدور من دوري الأبطال، ومن غير المفترض أن يبدأ يوتو ناغاتومو المباراة أساسيا لكنه، مع ذلك، يبعث برسالة واضحة للجميع: «شيء واحد يجب تحقيقه أمام البايرن، وهو الفوز، ولا بد من فعل ذلك». وستكون الابتسامة قد عادت إليه أخيرا بعد أحزان الكارثة اليابانية.