أيام ديل نيري في يوفنتوس باتت معدودة

استمراره في الموسم المقبل مع الفريق أصبح مستحيلا.. وكابيللو من الأسماء المرشحة لخلافته

TT

لا تزال فكرة المدرب الجديد لفريق يوفنتوس في مرحلة الولادة. فالأمر حتى الآن مجرد حبر على ورق، جسد لم تدب فيه الروح بعد، نبتة لم تثمر بعد. ولكن مسؤولي السيدة العجوز يعملون من أجل سباق الزمن بهذا الصدد. إن القرار الأول، الأكثر حساسية، الذي سيخص بوضوح المدرب الجديد الذي سيواجه بيبي ماروتا، مدير عام اليوفي سيتعلق بالصفقات المتوقعة التي يتعين على النادي القيام بها من أجل تدعيم الفريق.

عندما أدرك أندريا أنيللي، رئيس نادي اليوفي، وبيبي ماروتا أن المغامرة التي استهلاها مع لويغي ديل نيري، المدرب الحالي للفريق، ربما يتم إنهاؤها مبكرا مقارنة بالوقت الذي كان يتوقع لها مسبقا انتقال رئيس النادي والمدير العام على الفور إلى البحث عن الرجل المناسب الذي قد يحل مكان ديل نيري في الموسم المقبل. وكان أول الأسماء التي بزغت بهذا الصدد هما فابيو كابيللو ولوتشانو سباليتي: فكلاهما يتمتع بالخبرة والبطولات وقادر على جعل اليوفي هذا أكثر قدرة على المنافسة. ولكن كابيللو، المدرب الحالي للمنتخب الإنجليزي، يعتزم الامتثال لعقده مع إنجلترا والذي سينتهي بعد بطولة أمم أوروبا 2012. أما سباليتي، مدرب فريق زينيت الروسي، فعلى العكس، كان بمثابة الهدف الأكثر واقعية بيد أن موعد بداية البطولة المحلية في روسيا فضلا عن صعوبة تحرر سباليتي من أسوار زينيت ولا سيما شركة «غازبروم»، المالكة للنادي الروسي، زادا من صعوبة الأمور. ويظل لوتشانو هو الخيار المجدي ولكن كل يوم يمر دون تحرك ملموس يجعل التعاقد مع سباليتي أكثر صعوبة: فإما أن ينتهي الأمر سريعا أو لن يتم نهائيا.

ونظرا لصعوبة التعاقد مع كابيللو أو سباليتي يحاول أنيللي وماروتا في الوقت الراهن تقييم حلول أخرى. ويعد والتر ماتزاري، المدرب الحالي لفريق نابولي، من بين الأسماء المرشحة لخلافة ديل نيري وهو اقتراح ممكن من الناحية النظرية. ولكن هناك أيضا بعض العوائق الخاصة بطباع المدرب، فضلا عن أنه لا بد في البداية من إقناع أوريليو دي لاورينتيس، رئيس نادي نابولي، بفكرة التخلي عن مدرب فريقه. فيما يحظى أنطونيو كونتي بتقدير جماهير اليوفي: فهو مدرب يعشق الكرة الهجومية وعلى دراية كبيرة بالنادي وطموح بالإضافة إلى أنه كان، بالفعل، قريبا للغاية من الجلوس على مقعد مدرب يوفنتوس في عام 2009. ولكنه لديه سمات شخصية خاصة وأحيانا يكون ثائرا. ثم هناك أيضا جان بييرو غاسبريني، الذي قاد قطاع الناشئين في نادي اليوفي قبل أن يصبح مدربا ناجحا لفريق كروتوني ثم جنوة. ومن السمات الإيجابية المميزة لغاسبريني بحثه الدائم عن طرق اللعب الجديدة والممتعة ولكن يظل الشك قائما بشأن قدرته على بث هذه الطرق إلى فريق يقع تحت ضغط مثل يوفنتوس.

وهناك أخيرا مسار أجنبي من الممكن لنادي اليوفي أن يسير فيه لحل هذه المعضلة: لم يعد اقتراح فيلاس بواس، المدرب الحالي لفريق بورتو البرتغالي، قائما نظرا لأن بواس ينوي البقاء لموسم آخر في البرتغال حتى يقود الفريق في بطولة دوري أبطال أوروبا العام القادم. يذكر أن فيلاس (التلميذ النجيب لمورينهو) ربما يصبح رهانا مهما في البطولة الأوروبية القادمة من جميع النواحي. وتردد مؤخرا ذكر اسم فان غال، مدرب بايرن ميونيخ الألماني الذي سيرحل عن فريقه في نهاية الموسم الحالي بعد أن قاده في الموسم الفائت للفوز ببطولتين والوصول إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، لحمل الإرث الذي سيخلفه ديل نيري في الموسم القادم. وانضم أيضا الفرنسي ديديه ديشامب إلى قائمة المرشحين للجلوس على مقعد مدرب اليوفي. تجدر الإشارة إلى أن ديشامب، المدرب الحالي لفريق مرسيليا الفرنسي، تولى تدريب اليوفي في موسم 2006 - 2007: ولكنه استقال بسبب خلافات مع بلان وسيكو. وقد صرح ديدييه مرات كثيرة أنه ندم على هذا القرار وأنه ربما يقبل استئناف العمل الذي قطعه من قبل. وفيما يتعلق بالسيد بلان، المدير التنفيذي لنادي اليوفي، فقد صرح مؤخرا بصدد الاستاد الجديد لنادي السيدة العجوز قائلا: «سيكون الاستاد جاهزا في الوقت المتوقع له وسيلعب فريق يوفنتوس الموسم المقبل في بيته الجديد». والآن يحتاج النادي إلى تحديد من سيجلس على مقعد المدرب في الاستاد الجديد.

وفي سياق متصل، ثمة حالة من المناخ البارد تنتشر داخل أسوار المركز الرياضي لنادي السيدة العجوز وخارجه. فقد رفعت جماهير اليوفي لافتات ضد الفريق ولا سيما بعد أن وصل إلى مسامعها خبر سيئ من سوق الانتقالات: فالموهبة البرازيلية الناشئة لوكاس بيازون، صاحب الـ16 عاما، والذي كان نادي اليوفي يقتفي أثره وصل إلى اتفاق عملي مع نادي تشيلسي الإنجليزي. ولم يعد ينقص التوقيع على العقد سوى التفاصيل البسيطة: فالنادي الإنجليزي على استعداد لدفع ما يزيد عن مليون يورو سنويا للموهبة البرازيلية. أقل أو أكثر من القيمة التي كان يطالب بها اللاعب ولم يكن اليوفي على استعداد لتوفيرها إليه.

وفي غضون ذلك يستعد فريق اليوفي لمباراته القادمة أمام بريشيا في الدوري المحلي الأحد المقبل. وقد أجرى لوكا توني، مهاجم الفريق، جلسة منفصلة بالكرة ولكنه في طريقه للتعافي من الإصابة. وسيغيب عن اللقاء القادم كل من بونوتشي (بداعي الإصابة بالإنفلونزا) وفيليب ميلو (مصاب في كاحله). وهناك أخبار أخرى سعيدة تتعلق باللاعب دي تشيلي الذي عاد للمران بالكرة بعد مرور 4 أشهر على التدخل الجراحي الذي خضع له في الركبة اليسرى. وقد قررت إدارة نادي السيدة العجوز تخفيض أسعار تذاكر المباراة المقبلة للعائلات والسيدات والقصر تحت 16 سنة.