أنشيلوتي: لا نسعى للانتقام من مانشستر يونايتد.. وهدفنا رفع الكأس في ويمبلي

ريدناب يؤكد أنه لا يخشى مواجهة ريال مدريد.. ومورينهو «مرتاح» للقاء توتنهام في دور الثمانية الأوروبي

TT

كانت نبرة الانتقام واضحة في كلمات كارلو أنشيلوتي بعدما وضعت القرعة تشيلسي في مواجهة مانشستر يونايتد في الدور ربع النهائي من بطولة دوري الأبطال الشهر القادم، لكن مدرب تشيلسي الإيطالي لا يريد استخدام لغة الثأر لتحفيز لاعبيه عندما يواجهون الفريق الذي ألحق بهم هزيمة مذلة في نهائي عام 2008. وقال إن التخلص من آثار هذه الهزيمة يمكن أن يأتي فقط عبر رفع كأس البطولة ستاد ويمبلي بلندن في مايو (أيار) المقبل. أكدت القرعة التي جرت في نيون بسويسرا أول من أمس أن فريقا إنجليزيا واحدا على الأقل سيكون طرفا في مباراة نصف النهائي، التي وضعت أبطال الدوري الإنجليزي ضد قادته الحاليين، ومن المتوقع أن يضيف توتنهام فريقا آخر إذا ما تمكن من هزيمة فريق جوزيه مورينهو ريال مدريد. من جانبه، يصر هاري ريدناب، المدير الفني لتوتنهام على أن فريقه سيشارك في المباراة دون خوف وأنه يتوقع أن يصل إلى نصف النهائي أمام برشلونة، الذي يواجه شاختار دونيتسك الأوكراني في دور الثمانية. وفي ربع النهائي الآخر، يلتقي حاملو اللقب إنترميلان أمام فريق شالكه الألماني. ويتوقع أن تكون المواجهات الأكثر إثارة للاهتمام هو اللقاء الذي يجمع فريقين إنجليزيين. فغالبية أفراد فريق تشيلسي الذين عانوا خيبة أمل الهزيمة بضربات الترجيح أمام مانشستر يونايتد في موسكو قبل ثلاث سنوات، ومن بينهم جون تيري ونيكولاس أنيلكا الذي أدى إهدارهما لركلات الترجيح إلى ضياع البطولة، لا يزالون ضمن صفوف الفريق الساعي إلى الفوز بأولى كؤوسه الأوروبية. وقال إنشيلوتي، الذي كان يعمل حينها مديرا فنيا لفريق ميلان: «لا أعتقد أن الانتقام سيكون دافعا جيدا، بل ينبغي أن يكون التطلع إلى المستقبل الأفضل هو الدافع الحقيقي. فالفوز بهذه البطولة ليس هوسا بل هو حلم. لكن، لا يزال أمامنا أربع مباريات للوصول إلى المباراة النهائية. وإذا ما تمكن تشيلسي من الوصول إلى المباراة النهائية - ليس فقط هزيمة مانشستر يونايتد - فإن ذلك سيكون الانتقام الأفضل لما حدث خلال عام 2008. لا يزال اللاعبون يتذكرون الهزيمة التي منوا بها في موسكو، لكن ينبغي لنا أن نذكر أنفسنا أننا هزمنا مانشستر يونايتد مرتين العام الماضي وهزمناهم كذلك في الموسم الحالي أيضا». من المتوقع أن ينهي الفريقان الموسم كأعداء مألوفين، فقد واجه الفريقان بعضهما بعضا أربع مرات خلال أقل من ثلاثة أشهر، حيث شهد اللقاء الأخير الذي جمع الفريقين في الدوري الممتاز قبل ثلاثة أسابيع فوز تشيلسي على أرضه على مانشستر يونايتد (2/1). لكن أنشيلوتي قال إن «لكل مباراة طابعها الخاص. لقد فزت بهذه البطولة مع ميلان، لأن في الميلان يكون الفوز بدوري أبطال أوروبا هو الشيء الأهم، وليس الفوز بلقب الدوري الإيطالي كل عام. ونتيجة للتقاليد والتاريخ، كنا نركز أبصارنا على الكأس الأوروبية. وبالنسبة لتشيلسي، فإن الفوز بهذه البطولة سيكون مهما للغاية، لأنها ستكون الأولى في مسيرة الفريق. لكن علينا الانتظار لأن مباراتنا أمام مانشستر يونايتد ستكون صعبة للغاية، حيث أظهر مانشستر يونايتد اتساقا كاملا هذا الموسم على نحو أفضل منا. لكن الفريق الذي يؤدي بشكل أفضل خلال ما يزيد على 180 دقيقة هو الذي يستحق الفوز». وكان ريدناب قد أكد أن برشلونة هو الفريق الذي يرغب في تجنبه في دور الثمانية ويليه ريال مدريد، لذا فقد كانت القرعة صعبة على توتنهام، خاصة أنه سيضطر إلى مواجهة الفريق الكتالوني في نصف النهائي إذا ما تخطى الريال. لكن المدير الفني كان متحمسا بشأن توقعات لقاء مدريد ومورينهو، وأشار إلى أن الإسبان لديهم ما يكفي من الأسباب لخشية لاعبيه. وقال ريدناب: «لا أحد يرغب في لقاء برشلونة وريال مدريد»، مشيرا إلى أن لاعبيه قد لا يكونون على نفس مستوى برشلونة وريال مدريد لكن لديه لاعبان جيدان، يمكن أن يلحقوا الهزيمة بهذه الفرق. وإذا استطعنا الحصول على نتيجة جيدة في المباراة الأولى فستكون لدينا فرصة، وسوف نشعر بأننا قادرون على اللعب ضد أي فرد، وسوف يعمل ريال مدريد لنا حسابا أيضا». من جهته، أعرب المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو، المدير الفني لفريق ريال مدريد، عن ارتياحه التام لوقوع فريقه في مواجهة توتنهام الإنجليزي في دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا. وقال مورينهو إنه يعرف جيدا «عقلية الفرق الإنجليزية وطريقة لعبها على أرضها والحماس الشديد الذي تؤدي به هذه الفرق في المباريات»، في إشارة إلى توليه قيادة تشيلسي الإنجليزي لفترة طويلة قبل سنوات قليلة. وحجز ريال مدريد مقعده في دور الثمانية هذا الموسم بعدما فشل في بلوغ هذا الدور على مدار المواسم الستة الماضية. وجاء تأهل الفريق هذه المرة عبر الفوز على ليون الفرنسي (3/0) الأربعاء الماضي في إياب الدور الثاني (دور الـ16) للبطولة بعدما تعادل الفريقان (1/1) على ملعب ليون قبلها بثلاثة أسابيع. وفي المقابل، بلغ توتنهام هذا الدور على حساب ميلان الإيطالي بالفوز على ميلان (1/0) ذهابا في عقر داره ثم التعادل السلبي معه في مباراة الإياب بالعاصمة البريطانية لندن. وأشاد مورينهو بفريق توتنهام قائلا «توتنهام فريق جيد حقق الفوز على إنترميلان (حامل اللقب) في دور المجموعات وأطاح بفريق ميلان من البطولة، ويقدم عروضا رائعة في الدوري الإنجليزي (حيث يحتل المركز الخامس في المسابقة)، ولديه مدرب جيد مثل هاري ريدناب».

ولم يتطرق مورينهو هذه المرة للحديث عن جدول الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا، على الرغم من أن فريقه سيخوض مباراة القمة (الكلاسيكو) أمام برشلونة في الدوري الإسباني يوم 16 أبريل (نيسان) المقبل بعد ثلاثة أيام فقط من مباراة الإياب أمام توتنهام في لندن. وقال مورينهو مازحا «قال جاري لينكر (المسؤول عن القرعة) إن جميع الكرات لها نفس درجة الحرارة وأنا أصدقه.. هناك بعض الفرق التي تحظى بقدر من الحظ أكبر من حظنا، ولكنها القرعة».

ولدى سؤاله عن المواجهة المحتملة لفريقه أمام برشلونة الإسباني في الدور قبل النهائي للبطولة، أبدى مورينهو دهشته، مشيرا إلى استحالة الحديث عن مثل هذا الأمر في ظل عدم تأهل أي فريق حتى الآن إلى المربع الذهبي للبطولة. وقال مورينهو إن نسبة تأهل برشلونة وريال مدريد إلى دور الثمانية تتساوى مع نسبة تأهل منافسيهما شاختار دونيتسك الأوكراني وتوتنهام. ومن المقرر أن يلتقي رشلونة وريال مرتين في أبريل المقبل حيث تقام مباراة الدور الثاني في الدوري الإسباني بين الفريقين في 16 أبريل المقبل على استاد «سانتياغو برنابيو» في العاصمة مدريد، ثم يلتقيان في نهائي كأس ملك إسبانيا على استاد «ميستايا» في إسبانيا مساء يوم 20 من الشهر نفسه. وإذا نجح كل منهما في عبور دور الثمانية الأوروبي سيلتقيان مجددا بعد أسبوع واحد فقط من مباراتهما في نهائي كأس ملك إسبانيا. على صعيد آخر، استغل المدير الفني لتوتنهام الفرصة لفرض ضغط أيضا على آرسن فينغر، قائلا إن الفرصة سانحة الآن أمام الآرسنال في الدوري الإنجليزي، خاصة بعد تعقد الأمور بالنسبة لمانشستر يونايتد في دوري الأبطال والمواجهتان أمام تشيلسي. وقال ريدناب: «خرج الآرسنال من كل البطولات عدا الدوري الإنجليزي، ويا لها من فرصة سانحة له! فلن يلعبوا ثلاث مباريات أسبوعيا كحال الجميع، ولذا أعتقد أن الآرسنال لديه الفرصة الأكبر في الفوز بدرع الدوري». «وإذا ما تمكن مانشستر يونايتد من الفوز بالدوري الآن، على الرغم من كل هذه المباريات القادمة التي ستكون بينها مباراة نصف نهائي كأس إنجلترا أمام مانشستر سيتي فإن ذلك سيكون عملا بطوليا فذا. لكني أعتقد أن الساحة خالية أمام الآرسنال الآن، ولذا فإن فرص فوزهم هي الأعلى. ربما كان ذلك أمرا شاقا بالنسبة لنا أن نحارب على الجبهتين، لكننا نرغب في أن ننهي الموسم في المركز الرابع، وإجمالا بكل أمانة ربما من المفترض أن يكون مانشستر سيتي ضمن المربع الذهبي خاصة الأولى مع كل هذه الأموال التي أنفقوها على شراء اللاعبين».