سادت أجواء من الرضا والارتياح في معسكر فريق روما بتريغوريا بعد أن عاقبت لجنة الانضباط بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم دانيلي دي روسي لاعب الفريق بالإيقاف لثلاث مباريات أوروبية مع فريق روما. وبدا أن النادي والفريق مقتنعان بأن هذه العقوبة هي «الحد الأدنى» المقرر لما قام به اللاعب في مباراة شاختار بدوري أبطال أوروبا عندما ضرب سرنا لاعب الفريق المنافس بالكوع، رغم أن خوان كريسبو وأنطونيو كونتي محاميي نادي روما قد طالبا دون جدوى بإيقاف اللاعب مباراة واحدة.
لا طعن.. لقد تم اعتبار تصرف دي روسي - الذي نجا في السابق من العقوبة بسبب تصرف مماثل قام به في مباراة الذهاب - « تصرفا عنيفا». ولو أن ما قام به اللاعب قد صنف على أنه «عنيف جدا» لكان من الممكن أن تصل العقوبة بسهولة إلى خمس مباريات أوروبية، وهو ما كان سيجعل فريق روما يخسر جهود أحد قياداته لجانب كبير من البطولة الأوروبية القادمة (أيا كانت هذه البطولة). وفي ضوء كل هذا ومن خلال مزيج جيد من حسن التقدير والرغبة في بداية حقبة جديدة تعلي من شأن اللعب النظيف، لن يتقدم نادي روما بالطعن على عقوبة دي روسي. وبعد أن تحدث مع المحاميين كريسبو وكونتي، قرر مدير النادي جان باولو مونتالي أن يقبل العقوبة، لا سيما أن الأمل في قبول الطعن يبدو ضعيفا للغاية (وهناك أيضا خطر بتغليظ العقوبة) وأن الرسالة التي كان الطعن سيقدمها للاعبي الفريق تبدو غير تربوية. وقد شعر دي روسي ببعض الحزن بمجرد علمه بقرار النادي بعدم تقديم طعن على العقوبة لأنه يعتقد أن العقوبة أشد من الخطأ الذي ارتكبه، لكن البعض أوضحوا له أنه من الأفضل قبول الأمر رغم الاستفزازات التي تعرض لها من جانب سرنا وإمكانية استغلال عدم تعرضه لأي إصابات في تقديم الطعن.
وعلى الصعيد الدولي ألقت عقوبة دي روسي بظلالها على المنتخب الإيطالي. فقد كان دانيلي دي روسي ضمن لاعبي الحرس القديم الذين اجتمعوا في معسكر المنتخب بكوفيرتشانو في يوم السادس من أكتوبر 2010 من أجل التوقيع على «الميثاق الأخلاقي»، بحضور ريفا وألبرتيني. ولم يكن هناك أي وثيقة أو تعليمات مكتوبة، بل تأكيد على سيادة بعض القيم والتصرفات على ضوء قناعة الجميع بأن المنتخب الإيطالي يشبه وزارة ومن يدخل ضمن صفوفه يعتبر وزيرا في أي مكان ويمثل قميص المنتخب حتى لو كان يرتدي قميصا آخر، سواء مع فريقه أو في أية مباراة أخرى. وكان برانديللي قد وعد منذ اللحظة الأولى لتوليه مسؤولية المنتخب أن يجعله «أكثر قربا من الناس»، من خلال الأداء الجريء وأيضا التصرفات الجيدة. وكان برانديللي يعني أن يكون الآزوري منتخبا للأطفال، ممتعا ومثاليا. وقد تحدث برانديللي عن ذلك بشكل واضح قائلا إن من يخطئ سيدفع الثمن. وقد أخطأ دي روسي وبالوتيللي ويدفعان الآن ثمن خطأيهما.
العقوبة.. ولن يكون دي روسي وبالوتيللي ضمن اللاعبين الذين استدعاهم برانديللي لمعسكر المنتخب الذي سيبدأ اليوم الأحد استعدادا للمباراتين الهامتين أمام منتخب سلوفينيا في لوبيانا يوم 25 مارس (آذار) الحالي، وهي المباراة التي قد تعني التأهل لبطولة الأمم الأوروبية 2012، والمباراة الودية أمام منتخب أوكرانيا في كييف يوم 29 مارس الجاري. ويدفع دي روسي بغيابه ثمن الخطأ الذي ارتكبه في مباراة روما وشاختار في دوري أبطال أوروبا عندما ضرب سرنا لاعب الفريق الأوكراني بالكوع، بينما تم استبعاد بالوتيللي بعد توجيهه ضربة كاراتيه لبوبوف لاعب نادي دينامو كييف خلال مباراة فريقه مانشستر سيتي في دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا. ويعتبر غياب هذين اللاعبين بمثابة خسارة كبيرة للمنتخب الإيطالي في مباراة سلوفينيا التي تمثل مفتاح التأهل لبطولة الأمم الأوروبية 2012، لكن برانديللي بعد أن لجأ للمراوغة في السابق لتبرير تصرف كاسانو الطائش مع نادي سمبدوريا وطرد بالوتيللي أمام فريق ويست براويتش (وكان قد صرح حينها قائلا «لقد كنت موجودا في المدرجات، وكان مجرد خطأ في الملعب»)، لم يرغب في التنازل أو المراوغة هذه المرة وبدا أنه غاضب حقا مما فعله بالوتيللي ودي روسي.
موقف معلق.. وكان دي روسي قد أعقب خطأه بضرب سرنا بتصريحات غير مقبولة أدلى بعدها عقب مباراة الديربي في الدوري المحلي: «إذا لم يتم استدعائي للمنتخب فسأعتبر الأمر بمثابة راحة مستحقة». ولعل برانديللي يرغب أن يكون لاعبو المنتخب على استعداد لبذل أقصى جهد والتضحية بكل شيء من أجل الانضمام للمنتخب. وربما كان هذا هو السبب الذي دفعه لتأخير اتصاله بدي روسي. ويذكرنا هذا الصمت بما فعله ليبي مع دي روسي بعد ضربه لأحد لاعبي منتخب أميركا بالكوع في مونديال 2006. وقد برر ليبي ذلك حينها قائلا: «يجب أن يبقى معلقا بعض الوقت ليشعر بالقلق». والطريف أن برانديللي لم يكن يترك أي فرصة تمر دون أن يؤكد أن المنتخب الإيطالي تحت قيادته سيكون «منتخب كاسانو وبالوتيللي». وقد استعان ببالوتيللي رغم اعتراض الكثيرين، لكن بالوتيللي اختار الطريقة الخاطئة ليكافئ بها مدرب المنتخب. فبعد 54 دقيقة من أول مباراة ودية للمنتخب لم يتمكن برانديللي من الجمع بين كاسانو وبالوتيللي في مباراة واحدة. وبدا الأمر أصعب من تسلق قمة إيفرست، ليس فقط بسبب الإصابات، بل بسبب التصرفات غير المسؤولة من كلا اللاعبين.
بارولو.. ويمكن أن يستعيض برانديللي عن الغائبين بماركو بارولو لاعب خط وسط فريق تشيزينا الرائع ذي الـ26 عاما الذي يتميز بالهدوء والالتزام. ويعتبر بارولو هو الوجه الجديد في معسكر المنتخب الذي سيبدأ اليوم، بينما أحاط المدير الفني اختياراته الأخرى بالسرية حتى الآن. ونظرا لإصابة كاساني، فكر برانديللي في ضم أباتي بعد المباريات الجيدة التي أداها في الفترة الأخيرة، لكنه ينتظر التأكد من مستواه قبل ضمه. ولا شك أن مركز الظهير سيضم كلا من موغو وسانتون وكريشيتو وبالزاريتي، وانضم للمنتخب أيضا تياغو موتا رغم أن برانديللي يرغب في أن يصبح أداؤه أكثر ديناميكية مقارنة بما يفعله مع الإنتر. ويشعر الجهاز الفني للمنتخب بالقلق لإصابة رانوكيا في الركبة. ومن المقرر أن يكون هناك استدعاء واحد للمباراتين القادمتين، مع احتمال استدعاء لاعب إضافي (ليصبح العدد الإجمالي 24 لاعبا). وستتاح فرصة المشاركة في اللقاء الودي بكييف أمام اللاعبين الذين لن يشاركوا في لقاء سلوفينيا. وبالطبع لن يكون هناك وجود لبالوتيللي في أي من المباراتين.
صورة جديدة.. وعلى صعيد المنتخب عاقب برانديللي مدرب المنتخب دي روسي بالاستبعاد من قائمة الفريق استعدادا لمباراة سلوفينيا. وبغض النظر عن ذلك، فقد أوضح المحاميان لنادي روما أن دي روسي يجب أن يغير من مساره في المستقبل. فالإيقاف لثلاث مباريات بعد مواجهة باير ليفركوزن عام 2004 والإيقاف لأربع مباريات مع المنتخب الإيطالي في مونديال 2006 بألمانيا وما بدر من اللاعب مؤخرا أمام فريق شاختار جعلت دي روسي يظهر بصورة اللاعب السيئ التي يجب محوها في أسرع وقت ممكن من أجل مصلحة اللاعب ونادي روما على السواء. وإذا ما تكررت مثل هذه التصرفات من اللاعب فإنه قد يتعرض في المستقبل لعقوبة شديدة نظرا لتكرار المخالفات.