الميلان يخسر من باليرمو ويفقد 3 نقاط غالية في مشوار بحثه عن الدرع

لاتسيو استفاق بعد خسارة الديربي على حساب تشيزينا بهدف زارتي

TT

سقط فريق الميلان، متصدر الدوري الإيطالي، أمام نظيره باليرمو بهدف دون رد، في المباراة التي جمعت بينهما أول من أمس السبت على ملعب الأخير في افتتاحية الجولة 30 من مباريات دوري الدرجة الأولى. جاء هدف اللقاء عن طريق دورين غويان، مدافع باليرمو، في الدقيقة 10 من الشوط الأول. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد أصحاب الأرض إلى النقطة 43 في المركز السابع، بينما تجمد رصيد فريق الميلان عند النقطة 62 محتفظا بالصدارة. ولم يكن يوم أول من أمس ليلة سعيدة بالنسبة للميلان، الذي لو استمر على هذا الأداء خلال الجولات الـ8 المتبقية فإنه لن يتمكن من البقاء على القمة. أما بالنسبة لباليرمو فعلى العكس، كانت ليلة سعيدة للغاية، حيث نجح الفريق في انتزاع أول فوز له تحت قيادة مدربه الجديد كوزمي بعد التعرض لـ5 هزائم متتالية.

تحذيرات للميلان: لقد كان غياب السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، لاعب الميلان، عن هذا اللقاء، بسبب الإيقاف، مؤثرا. غير أن الفريق تمكن من الفوز في المباريات السابقة التي لم يشارك فيها من قبل (أمام ليتشي 4/0، وأمام كالياري 1/0)، بينما خسر الميلان في ظل وجود إبرا بين صفوف الفريق مباراة واحدة خارج أرضه أمام تشيزينا (0/2) في 11 سبتمبر (أيلول) المنصرم، بينما المباراة الأخيرة التي فقد نقاطها الميلان على أرضه كانت أمام روما (0/1) في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

إن نتيجة أول من أمس هي الهزيمة الأولى لفريق الميلان في عام 2011، والرابعة على التوالي التي يمنى بها الفريق في مدينة باليرمو. من الواضح أن مشكلة الميلان تكمن في الحالة البدنية للفريق الذي استسلم بعد أن تعرضت شباكه لهدف غويان دون محاولة للقيام برد الفعل المناسب. ولم تكن عودة الهولندي سيدورف، لاعب الميلان، إلى دور صانع الألعاب بالأمر الكافي لخلق الإبداع في وسط الملعب. وحاول أليغري، مدرب الميلان، إيجاد حلول بديلة بحثا عن إدراك هدف التعادل؛ فقام بتغيير جانكلوفيسكي، الذي تعرض للإصابة، ودفع بأنتونيني بدلا منه. ومع بداية الشوط الثاني قام بسحب فان بوميل، حتى لا يتعرض لإنذار ثان، وجعل اللاعب الغاني بواتينغ يقوم بدور صانع الألعاب في وسط الملعب إلى جانب سيدورف. ومع وجود اللاعب الغاني داخل الملعب أصبح إيقاع الميلان أسرع، ووصلت التسديدة الأولى نحو المرمى في الدقيقة 17 من الشوط الثاني لكنها لم تكن موفقة. لقد حاول لاعبو الميلان هز شباك الفريق المنافس غير أن باليرمو تميز بالصلابة والالتزام الخططي. وتميز أصحاب الأرض أيضا بالروعة في استغلال الهجمات المرتدة، وأضاع هرنانديز هدف الـ2/0 في نهاية المباراة. وقد صرح غويان، صاحب هدف اللقاء، بعد المباراة قائلا «ينبغي علي التوجه بالشكر إلى ميلياتشو، رفيقي في الملعب، الذي قدم إلي كرة رائعة. وأود أن أهدي هذا الهدف إلى أسرتي وجماهير باليرمو».

التحرر: وهكذا أخيرا تمكن كوزمي، مدرب باليرمو، من التقاط أنفاسه ورؤية الضوء من جديد بعد هزائم متتالية تعرض لها منذ توليه قيادة الفريق. وقد احتفل مدرب باليرمو بفوز الأول محتضنا لاعبي فريقه، وأوضح قائلا «هذا الآن هو فريقي، فقد قدم الجميع أقصى ما لديه. في الفترة الأخيرة كان الفريق يعاني من بعض المشكلات، والآن أصبحت لديه رغبة قوية ليظهر بأفضل حال. أنا لا أزال أفكر في تلك الرسالة التي وجهها إلي صديقي والتر ماتزاري عندما بدأت تجربتي هنا: فقد كان يطلب مني الحفاظ على تقاليدنا المفضلة أمام الميلان». ويواصل كوزمي «ربما أنهم لم يكونوا ينتظرون قدوم مدرب جديد، بل ساحر. لقد كان يتم انتقادي بسبب التجديد في خط دفاع الفريق، لكني كنت أرى أن الأمر في هذا القطاع يحتاج إلى تدخلي. كان يطلق علي مدرب انتقالي. لقد كنت متفاجئا، وهذا ليس بالأمر الصحيح، فمن الواضح أنني نجحت في إنقاذ مقعدي».

ليلة رائعة: وقد أقر زامباريني، رئيس نادي باليرمو، بعد المباراة بالتزامه نحو النادي واستعداده للتضحية المالية. وقد ألقى السيئ وراء ظهره. واختتم كوزمي تصريحاته قائلا «لقد كانت المباراة التي يرغب فيها كل مدرب، بالرغبة والحماس والصلابة التي كانت تنقصنا في المباريات السابقة. إيليشيش؟ في الداخل بإمكانه أن يقدم أفضل ما لديه. ميلياتشو؟ لقد أظهر أنه في خط الدفاع أكثر جدوى».

وعلى الجانب الآخر، كان أليغري، مدرب الميلان، قد صرح عشية مباراة فريقه أمام باليرمو قائلا «لا نزال نحن المرشحين لحصد البطولة المحلية. فنحن لا نزال، على أي حال، على قمة الترتيب». وقد أكد مدرب الميلان على هذا المفهوم عقب انتهاء المباراة بخسارة فريقه «نحن لا نزال المرشحين للدرع. وفي أسوأ الأحوال سنظل على القمة بفارق نقطتين. تنتظرنا مباراة الديربي المهمة، لكنها غير حاسمة».

من الممكن تقديم المزيد. وبخلاف الهدوء الذي ظهر عليه أليغري بعد المباراة فإن المخاوف لا تزال موجودة. وقد حاول مدرب الميلان تحليل أسباب الهزيمة قائلا «كان بإمكاننا تقديم المزيد خلال هذا اللقاء. فقد ارتكبنا الكثير من الأخطاء في الشوط الأول، لكننا كنا أفضل في الشوط الثاني، غير أننا أنهينا المباراة بعيدا عن المرمى. على أي حال يبقى التعرض إلى الخسارة أمام باليرمو شيئا واردا، ولحسن الحظ أن هناك فترة توقف بسبب لقاءات المنتخب. يتعين علينا إيجاد الهدوء من جديد، وألا نستهين بتحليل أسباب الهزيمة». وعن الإصابة التي تعرض لها أليكساندر باتو، لاعب الميلان، أثناء المباراة صرح أليغري قائلا «لقد تعرض لكدمة، لكن سيكون أمامه الوقت الكافي للتعافي منها».

الصراع: رفض مدرب الميلان الوقوف على تأثير غياب إبرا عن اللقاء، وأوضح أسباب اختياره للتشكيلة التي بدأ بها اللقاء «لا جدوى من الحديث عن أهمية إبراهيموفيتش بالنسبة إلينا. لقد احتفظت باللاعب البرازيلي روبينهو والغاني بواتينغ على مقاعد البدلاء، لأنني كنت أعتقد أن بإمكانهما تغيير اللقاء. لا أظن أننا أصبحنا فجأة فريقا غير قادر على الفوز بدرع البطولة المحلية. سنصارع حتى النهاية». وتأمل جماهير فريق الميلان أن يكون تفاؤل أليغري في محله.

وفي إطار الجولة نفسها، تمكن فريق لاتسيو من انتزاع ثلاث نقاط ثمينة وغالية على حساب ضيفه تشيزينا على الملعب الاستاد الأولمبي في روما. جاء هدف لاتسيو في الدقيقة الثانية من الشوط الأولى عن طريق زارتي، مهاجم الفريق. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد لاتسيو إلى النقطة 54 في المركز الرابع، بينما تجمد رصيد تشيزينا عند النقطة 29 في المركز السابع عشر في انتظار ما ستسفر عنه باقي مباريات الجولة. وقد شهد اللقاء لكمة وجهها البرازيلي ماتوزاليم، لاعب لاتسيو، إلى خيمينيز، لاعب تشيزينا. لكن حكم المباراة لم يلاحظ هذا الحادث وبالتالي لم يتعرض لاعب لاتسيو إلى أي عقوبة أثناء اللقاء، غير أن الإعادة التلفزيونية ستثبت الواقعة. وقد صرح خيمينيز عقب انتهاء المباراة بهذا الصدد قائلا «انتم من تقولون إذا كان الأمر يستحق اللجوء إلى الإعادة التلفزيونية أم لا. لقد أخطأ ثم اعتذر في نهاية اللقاء». أما لاعب لاتسيو، فعلى العكس، كان محددا في تصريحاته وقال «لقد تم استفزازي وهو الذي قام بضربي أولا». فيما صرح رييا بهذا الشأن «إنه تصرف يستحق الاتهام». صافرات: لقد تم توجيه صافرات استهجان ضد إيدي رييا، مدرب لاتسيو، خلال المباراة وقد صرح رييا عقب اللقاء «بعد الهزيمة في مباراة الديربي أمام روما كان من الممكن لنا أن نخسر أمام فريق من الدرجة الثالثة. إن المباراة نجاح مهم لنا. ينبغي على جماهير الفريق أن تفخر بنا. المستقبل؟ لقد صرحت إلى لوتيتو، رئيس النادي: لا أعلم إلى مدى يمكنني المقاومة. من الممكن أن يتم انتقادي فنيا، غير أنني لا استحق الإساءة الشخصية. كان النادي يطلب مني الوصول إلى أحد المراكز الثمانية الأولى فحسب».