اليوفي يهزم بريشيا ويتنفس الصعداء.. واستياء من الحكم لعدم طرده كيلليني

ديل نيري: من ينتقدنا سيغير فكرته.. ولست نادما على استبعاد ديل بييرو

TT

شهدت الجولة الـ30 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي فوزا مهما لفريق يوفنتوس على بريشيا بهدفين مقابل هدف سجلهما ديل بييرو وكرازيتش رفع بهما رصيده إلى 45 نقطة في المركز السابع.

وظل ديل نيري، مدرب يوفنتوس، جالسا طيلة المباراة، ويعلل ذلك قائلا: «تحدثنا كثيرا في الأيام السابقة للمباراة ولم نكن في حاجة للمزيد من الكلام»، إلا أنه هب واقفا فقط حينما أبدع أليساندرو ديل بييرو في هدف الحسم والفوز بالمباراة. عاش المدير الفني يوما استثنائيا، بين انتقادات الجماهير والخوف من مواصلة عدم تحقيق أي انتصار، وربما اختياره الجلوس على مقعد البدلاء كان رسالة إلى اللاعبين، مغزاها: إنكم تعرفون ما يتعين عليكم فعله، أظهروا لي وللجماهير أن لديكم المهارة من أجل التعافي، وجاء رد اليوفي، ربما بطريقة متخبطة، لكنه فعلها؛ فقد وجد في قائده ديل بييرو القوة من أجل العودة للانتصارات.

عقد وثقة: يريد ديل نيري إعطاء القيمة السليمة، ليس فقط للانتصار، وإنما أيضا للأداء، قائلا: «بريشيا في حالة جيدة، إلا أننا لم نسمح له بشيء، هدف إيدر كان نتيجة عدم يقظة من جانبنا. لقد خلقنا الكثير من الفرص وفزنا بفضل كرة ديل بييرو المذهلة، ولست نادما على استبعاد أليساندرو من بين الأساسيين في 5 مباريات؛ فهو بحالة جيدة الآن ويلعب لهذا السبب، وليس لأنه رمز الفريق». وبفضل القائد، بإمكان يوفنتوس النظر إلى الجولات الأخيرة المتبقية بثقة أكبر. ويتابع المدير الفني: «بعد التوقف، الذي سيسمح لنا باستعادة الطاقات الذهنية والبدنية، سنحضر إلى روما بالرغبة نفسها في الفوز، التي أظهرناها أمام بريشيا. سأظل على قناعة أنه من دون الإصابات سنقدر على مواجهة الجميع، وعموما قميص اليوفي ثقيل الوطأة وبعض اللاعبين عانوا ذلك. ينقصنا في الترتيب بعض النقاط بسبب المصابين وغير الموفقين، إنني أود الذهاب إلى دوري الأبطال والبقاء مدربا ليوفنتوس ولم يقل أحد إنهما شيء من دون كونهما متتابعين. لديَّ عقد ولديَّ بصفة خاصة ثقة إداري النادي».

غير أن ثقة الجماهير، تحديدا، غير موجودة، ويختتم المدير الفني قائلا: «كنا أقوياء بالفوز في بيئة معادية، وسنواصل الكفاح لتغيير رأي من ينتقدنا. بالتأكيد، أمر مؤسف أن تصاب الجماهير بخيبة أمل، لكن الانتقادات تمثل جزءا من اللعب. في المباريات الأخيرة أود رؤية اللاعبين في تركيز شديد، ديل بييرو الذي يقوم بلعبة مثل الهدف الذي سجله في بريشيا، وكرازيتش الذي يهجم في المساحات، وبيبي الذي يضحي بنفسه مثلما حدث اليوم». يريد ديل نيري رؤية اليوفي الذي كان موجودا في الخريف والذي اختفى فجأة بعدها.

وخرج أليساندرو ديل بييرو، بالفعل، بنادٍ كامل من الويل، وسط الانتقادات الشديدة الموجهة لديل نيري وإدارة النادي، مع الحيرة حول تدني المستوى النفسي لجزء كبير من رفاقه بعد هدف التعادل لإيدر، لاعب بريشيا، وخطوة أخرى غير سليمة كانت لتجعل عالم اليوفي جحيما. كان كل شيء متوقفا تقريبا حينما قرر القائد المخضرم في الدقيقة 23 من الشوط الثاني إهداء الجماهير هدفا عظيما آخر في مسيرة لا تنتهي، وهو الهدف رقم 182 له في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، و281 بقميص يوفنتوس، و310 في مسيرته الاحترافية (بما في ذلك المنتخبات). إنه رمز حقيقي، مثل توتي «لكن قبل المقارنات، على فرانشيسكو التفكير في التسجيل مثلما أفعل»، يمزح ديل بييرو أمام كاميرات شبكة سكاي. عن أن لديه كل شيء في قدميه، يقول: «سري؟ أنا ألعب وأتدرب بحماس طفل»، وقد قام الجمهور بالوقوف لتحيته مثل عصره الذهبي. لكن ديل بييرو هو لاعب فذ ولديه أسلوبه المميز دائما، ويقول: «هل وصفني ديل نيري بأني لاعب عثر عليه من جديد؟ بصراحة لا أعتقد أنني كنت مفقودا قط، بالطبع كنت لأريد اللعب أكثر في الماضي أيضا، لكن في فريق عمل لا بد من قبول قرارات من يرأسك. وقد قمت بذلك بطريقة هادئة، إننا محترفون. لا بد من تنظيف الرأس من أي شيء آخر، خصوصا في نادٍ كبير مثل يوفنتوس. لقد احتفلت بثورة بعد هدف الفوز 2/1 فقط؛ لأنني لم أعد أتحمل هذه الفترة من دون انتصارات». هل هذا انفجار نتيجة تمديد العقد الذي لم يأت إلى الآن؟ يختتم ديل بييرو: «لا، حديثي أنا والرئيس وإدارة النادي كان واضحا جدا منذ فترة، ولا أرى حلولا أخرى، وبالتالي سأكون سعيدا للغاية بمواصلة اللعب هنا. التوقيع؟ الآن هناك أمور أكثر أهمية علينا أنا والنادي التفكير فيها، وعلى سبيل المثال، الخروج من هذه اللحظة». وعموما، التجديد حتى 2012 جاهز، وكل خطوة رسمية سيتم الإسراع بها في أول أبريل (نيسان).

إن طعم الفوز أشبه باحتساء شاي ساخن بالنعناع وسط الصحراء من أجل تنشيط فريق كان تائها وسط كثبان بطولة الدوري، وعصفت به رياح رملية وانتقادات الجماهير والنقاد، فهو عند هذا المركز منذ شهر، وقد كانت أشبه بالصفعات لفريق السيدة العجوز (3 هزائم وتعادل)، بينما لم يسجل في الملعب الأولمبي بتورينو منذ 264 دقيقة إلى أن جاء هدف كرازيتش الذي أسكت هتافات الجماهير ضد الفريق. ويقر لاعب الوسط الصربي الذي تم استدعاؤه إلى منتخب بلاده: «كان الفوز مهما، وكنا في حاجة إليه من أجل إنهاء لحظة سلبية، وقد يمنحنا الدفعة السليمة من أجل إنهاء الموسم على أفضل نحو».

في كل مرة يسجل فيها كرازيتش لا بد أن يفوز يوفنتوس، فقد حدث ذلك أمام كالياري وجنوا ولاتسيو. وأمام فريق دي رييا كان الهدف الأخير للاعب الصربي في الدوري الإيطالي، في 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويتابع: «لم أكن أسجل منذ فترة، وقد اقتربت كثيرا من التسجيل من قبل».

أليساندرو 2: سجل أليساندرو ماتري ثنائية في مرمى تشيزينا، لكن بلا جدوى؛ نظرا لصحوة الخصم، وصنع هدفا أمام بريشيا الذي كان كافيا للخروج مرفوع الرأس من الملعب الأولمبي، وهو واحد من بين لاعبي يوفنتوس القليلين - مع ديل بييرو وبوفون - الذين لم تطلهم انتقادات الجماهير في الآونة الأخيرة، ويقول ماتري: «لديَّ من ديل بييرو الاسم فقط (يبتسم). إنه لاعب فريد، وبطل داخل الملعب وخارجه، وجوده مهم دائما، سواء شارك أو جلس على مقاعد البدلاء. إنه بطل، وليس سهلا في لحظات بعينها تسجيل هدف هكذا».

إلى ذلك، رفع فابيو كوريوني، المسؤول الفني لفريق بريشيا، صوته في نهاية المباراة، وحملت عبارات ابن مالك النادي لويجي كل غضب النادي: «حينما يدير الحكم تشيلي المباراة نكون غير موفقين دائما، وفي كل مرة نحصد صفرا من النقاط. نبدأ بـ12 لاعبا أمام 11، وبعدها ينتهي دائما الحال، مع طرد، بـ12 ضد 10 لاعبين. في الكرة التي جاء منها الهدف الأول ليوفنتوس كان هناك تدخل عنيف على كوني، واستحق كييلليني البطاقة الحمراء بعد مرور 3 دقائق لارتكابه خطأ مع إيدر، وتم طرد ماريكو، بينما تعرض كييلليني بالضرب من البداية للنهاية ولم يحصل حتى على بطاقة صفراء». أيضا المدرب ياكيني يشكو، إلا أنه صافح الحكم تشيلي بروح رياضية عقب المباراة وقال: «طرد كييلليني كان سيغير من سير المباراة. خسارة، لكننا لا نبكي على اللبن المسكوب. إننا نبعد 3 نقاط عن الهبوط، ويمكننا فعلها. علينا أن نكون أكثر إصرارا وأن نستغل الفرص بشكل أفضل».