الإنتر يهزم ليتشي بشق الأنفس.. ويقترب من صدارة الميلان

باتسيني صعد بفريقه إلى النقطة الـ60 محتفظا بوصافة الدوري الإيطالي

TT

قاد جامباولو باتسيني، مهاجم الإنتر، فريقه لتحقيق فوز صعب وغالٍ على نظيره ليتشي بهدف دون رد في المباراة التي جمعت بينهما أول من أمس (الأحد) على معلب سان سيرو في ميلانو. جاء هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة الـ7 من الشوط الثاني عن طريق كرة مررها شنايدر، لاعب الإنتر، إلى رفيقه بانديف الذي بدوره منحها إلى باتسيني القريب منه بينما استقبل الأخير الكرة بصدره أولا ثم صوبها بقدمه في شباك ليتشي. وأهدر بيرتولاتشي، لاعب ليتشي، ضربة جزاء منحها كحم المباراة لفريقه في الدقيقة الـ39 من الشوط الثاني لينتهي اللقاء 1/0 لصالح أصحاب الأرض والجمهور. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد الإنتر إلى 60 نقطة محافظا على وصافة جدول دوري الدرجة الأولى الإيطالي وبفارق نقطتين فحسب عن الميلان المتصدر، بينما تجمد رصيد ليتشي من النقاط عند النقطة الـ28 في المركز الثامن عشر. ويعد فوز الإنتر بمثابة انتصار الصبر وعودة الثبات للفريق.كل شيء في الشوط الثاني. ليس هناك فريق إيطالي في الموسم الحالي حصد عددا من النقاط في الدور الثاني مثل التي جمعها الإنتر حتى الآن. ولعل جامباولو باتسيني يعرف السباب وراء ذلك: «لأن الفريق الذي يلعب ضدنا يحاول أن يضع نفسه عند منطقة جزائه فيقوم بتضييق المساحات ويبذل الكثير من الطاقة ويشعر بالإجهاد. وهكذا في الشوط الثاني يكون هناك المزيد من المساحات المفتوحة أمامنا». ومن يستطيع أن يفوز على باتسيني داخل منطقة الجزاء؟ فقد سجل لاعب سمبدوريا السابق مع الإنتر حتى الآن ستة أهداف وجميعها حاسمة، وفي الشوط الثاني (الثنائية أمام باليرمو والهدف الذي سجله في باري وهدف الفوز في لقاء فيورنتينا والهدف الذي أعاد فتح مباراة جنوا أمام الإنتر).

هدوء الأقوياء: ويواصل باتسيني تصريحاته عقب انتهاء المباراة قائلا: «قبل المباراة كنا نقول لأنفسنا: مباراتنا أمام ليتشي هي الفرصة التي كنا ننتظرها وبذلنا العرق من أجلها، والآن بعد كل هذا العناء لا يمكننا إضاعتها. كنا نعي جيدا أنه ينبغي علينا التحلي بالصبر، وبالفعل قمنا بذلك، لأن قوة هذا الفريق تكمن في معرفته لقوته، وإدراك هذا الأمر يجعلنا لا نستعجل الأمور». وبالنسبة لجامباولو حدث كل شيء، في الواقع، دفعة واحدة. ويتابع مهاجم الإنتر: «في خلال شهرين فحسب وقعت عدة أشياء لي، فقد تذوقت طعم أجمل لحظة في تاريخ مسيرتي الكروية، وبإمكاني حاليا أن أحلم بتحقيق نجاح كبير على الفور. لقد قمنا بعمل غير عادي عندما تمكنا من استعادة الكثير من النقاط التي كانت تفرقنا عن الميلان المتصدر. ويمكننا الآن اللعب على لقب بطولة الدوري المحلي حتى نهاية الموسم».

استقبال كامل للكرة بالصدر: وعن مباراة الديربي المرتقبة في الأسبوع المقبل والتي ستجمع بين الإنتر والميلان، صرح باتسيني قائلا: «إنه أول لقاء ديربي ليـ وأتوق شوقا للمشاركة فيه، غير أن هذه المباراة لن تكون الحاسمة في تحديد بطل الموسم الحالي، فبعدها سيكون هناك 7 مباريات أخرى. من المؤسف أن لوسيو لن يشارك معنا في هذا اللقاء، لقد كان لمسه للكرة بيده في المباراة أمرا فطريا، ولكنه يفهم الموقف جيدا. أنا أيضا دخلت إلى هذا اللقاء وأنا حاصل على إنذار في المباراة السابقة، وفي كل التحام مع لاعبي ليتشي كنت أفكر». ولكنه لم يقف ليفكر عندما وصلت إليه كرة هدف الفوز لفريقه، بل استقبلها ولعبها على الفور: «أنا حتى لم أدرك اعتراضات لاعبي فريق ليتشي على الهدف لأنه لم يخطر ببالي مطلقا أني ارتكبت أي أخطاء في هذه الكرة. ربما أن الحركة التي قمت بها مستخدما ذراعي من أجل الاندفاع للأمام بسرعة خدعت الفريق المنافس وخيل إليهم أنني استقبلت الكرة بيدي، ولكني استخدمت صدري كاملا في لعب هذه الكرة».

متى سيعود ميليتو؟ لقد سجل باتسيني هدفه الشخصي رقم 8 في شباك ليتشي (من إجمالي 102 هدف) والـ6 في مرمى روزاتي، حارس مرمى ليتشي: «أود أن أثبت وجودي في الدوري المحلي نظرا لأنني غير قادر على بذل المشاركة مع الإنتر في بطولة دوري أبطال أوروبا، يوم الثلاثاء المنصرم خلال مباراتنا أمام بايرن ميونيخ كنت أجلس في المدرجات وعانيت كثيرا حتى نهاية اللقاء». يذكر أن اللاعب شارك من قبل في البطولة ذاتها مع فريقه السابق سمبدوريا. ولكن متى سيعود الأمير ميليتو إلى الفريق؟: «حسنا، لماذا هذا التساؤل؟ هل تريدون في رؤيتي على مقاعد البدلاء على الفور؟».

تعد المباراة هي اللقاء رقم 8 الذي يقود فيه البرازيلي ليوناردو، مدرب الإنتر، الفريق على ملعب سان سيرو. وقد نجح المدرب البرازيلي في إدراك الفوز الثامن له على هذا الملعب، وإذا وصل الفريق السير قدما على هذا النحو فربما يكرر ما حدث في موسم 1970 - 1971 عندما سجل الإنتر 12 فوزا له على أرضه.

لاعبو المنتخب: يبحر ليوناردو مع فريق الإنتر بسرعة الضوء، من التأخر (في شهر يناير «كانون الثاني») بفارق 13 نقطة عن الميلان المتصدر إلى البقاء على بعد نقطتين فحسب، وقد تكون مباراة الديربي القادمة هب الفيصل الحاسم. وقد صرح ليوناردو بعد انتهاء مباراة أول من أمس قائلا: «الديربي؟ يؤسفني، بأنانية، فحسب أن هناك توقفا بسبب المنتخبات، فهذه هي المشكلة الحقيقية حتى وإن كنت أحمل كل الاحترام للمباريات الدولية الرسمية. ولكن الموقف يقلقني لأن لاعبي الإنتر المشاركون في صفوف الآزوري سيصلون قبل لقاء الديربي بيومين فحسب، وهذا أمر مؤسف. هل أطالب بتوفير طاقة لاعبي فريقي؟ لا أمزح، ولكن الأمر يحتاج إلى فطرة سليمة، فنحن نطبق هذا المبدأ هنا ونتمنى أن تستخدمه المنتخبات أيضا».

لقاء الديربي ليس حاسما ولا نهائيا، ومن الطبيعي أن يحمل ليوناردو بداخله أفكارا متأصلة بعد تحقيقه الفوز الثامن على أرض فريقه: «لقد قدم فريق ليتشي مباراة جيدة كما كان يريد، وظهر متماسكا. إذا لم تكن تتمتع بالعقل فلن تتمكن من الفوز في مباراة مثل هذه». وقام المدرب البرازيلي بالدفع عن كرة باتسيني التي جاء منها هدف اللقاء قائلا: «لقد كانت ذراعه إلى الخلف وقد دفع الكرة للأمام بصدره». ولا جدوى من أن الاستعدادات لمباراة الديربي ستبدأ من الآن: «لقاؤنا مع الميلان ليس نهائي بطولة لأن هناك 7 مباريات أخرى بعده، كما أنه ليس حاسما في ما يتعلق بترتيب جدول الدوري».

احترام وإنصات: ويتابع ليوناردو: «لقد وصلنا إلى مركز رائع في الجدول وقمنا بعودة رائعة. لوسيو سيغيب عن لقاء الديربي؟ يؤسفني ذلك، ولكن الخطأ الذي ارتكبه كان عفويا. لقد كانت المباراة مهمة وقد فكرت في الدفع بماتيراتزي الذي تدرب بشكل هائل قبل اللقاء، غير أن لوسيو وكيفو قدما مباراة كبيرة. وكما قلت أكثر من مرة، الإنتر موجود في المنافسة ويمتلك فريقا رائعا تمكن اليوم من خطف فوز ثمين بالعقل والصبر. ماذا قدمت وأخذت من هذا الفريق منذ وصولي إليه؟ لقد حاولت أن أبث أفكاري إلى فريق حقق الكثير من الانتصارات ولا يزال لديه الرغبة في خوض المعركة». لقد نشأ بيننا تناغم خاص، ساعدتنا في الوصول إليه نتائج المباريات. لقد وجدت هنا فريقا مفتوحا منحني الاحترام والإنصات إلى تعليماتي».

برلسكوني والثمانية الآخرون: وبصدد نتيجة لقاء الديربي وتأثيره على مشوار الإنتر نحو اللقب، صرح ليوناردو قائلا: «لو فاز الإنتر بلقاء الديربي ربما يفكر برلسكوني بصددي مرة أخرى؟ لا، أنا أعيش حالة حب مع هذا الفريق وأنظر أمامي». وقد صرح خافير زانيتي، قائد فريق الإنتر، إن الأمر الآن يعتمد على فريقه إذا تمكن من الفوز بجميع المباريات الثمانية المتبقية. «هذا حقيقي، ولكن تحقيق 8 انتصارات على التوالي ليس سهلا. غير أن بمقدورنا القيام بذلك لأن العقلية موجودة وقد أثبتت المباراة ذلك».

وعلى الجانب الآخر لم يذرف لويجي دي كانيو، مدرب فريق ليتشي، الدمع على الخسارة رقم 16 التي يمنى بها فريقه في الموسم الحالي. وقد صرح لويجي عقب انتهاء المواجهة قائلا: «نحن قريبون من قطار النجاة، وما دامت لدينا الروح والرغبة في اللعب فأنا متأكد من أننا سننجح في البقاء في دوري الدرجة الأولى». ويتابع دي كانيو: «هل أنا نادم على نتيجة اللقاء؟ لم نقدم المباراة التي كان من المفترض علينا لعبها. ولكن أمام فريق كبير مثل الإنتر يحق القول بأننا تمكنّا من الحد من الهجمات الخطرة والبقاء دائما في اللقاء. هدف باتسيني غير صحيح؟ لو اللاعب لمس الكرة بيده وحكم المباراة لم يشاهدها فليس لدينا إلا الصبر. لقد خسرنا لقاء اليوم بسبب لعبة جاءت عن طريق لاعب بطل، وهذا كل ما في الأمر». تجدر الإشارة إلى أن هذه هي الخسارة السادسة على التوالي لفريق ليتشي على ملعب سان سيرو. ولكن إحقاقا للحق تعرض فريق الإنتر خلال هذا اللقاء للكثير من المعاناة، ولا سيما في النهاية عندما تمكن جوليو سيزار، حارس مرمى الإنتر، من التصدي لضربة الجزاء التي سددها بيرتولاتشي، لاعب ليتشي، في الدقيقة الـ39 من الشوط الثاني. وقد أشار مدرب الفريق في تصريحاته إلى هذه الفرصة الثمينة قائلا: «لو تمكن بيرتولاتشي من إسكان هذه الكرة الشباك لتغيرت نتيجة اللقاء. على أي حال، أنا قانع كثيرا بأداء فريقي، فقد حاول دوما خلال المباراة وكان بإمكانه التعادل أيضا. أنا على ثقة بأن هذا الفريق سيعمل بشكل جيد».