محرضون وأصحاب مصالح يهددون بتحويل الليث الشبابي إلى حمل وديع

«الشرق الأوسط» تفتح ملف تراجع الفريق مع أبرز نجومه القدامى

TT

ماذا يحدث في الشباب؟ سؤال تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة مع عاصفة الإصابات والخسائر التي طالت الفريق مؤخرا، بينما تطفو المشكلات على السطح تارة وتتلاشى تارة أخرى.

والليث كما يحلو لعشاقه بات بعيدا عن مستوياته المعروفة وأصبح يعلن انهزاميته سريعا على غير العادة على اعتبار أنه عرف بصراعه المستميت على أي بطولة وحتى الرمق الأخير، حتى إنه بات مكملا لمثلث سيطر على البطولات السعودية في الفترة الأخيرة أو على الأقل يعتبر من أكثر الفرق وجودا في نهائيات البطولات السعودية إلى جوار فريقي الهلال والاتحاد.

ووسط تلك التساؤلات يبدو الشباب غريب الأطوار في الفترة الأخيرة، إذ إنه ودع ثاني بطولات هذا الموسم (كأس ولي العهد) سريعا في دور الـ16 على يد فريق الرائد بعد خسارته بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليخفق بعدها في المنافسة على درع دوري زين السعودي للمحترفين، وذلك بعد أن توارى نجمه وواصل استقباله للهزائم واحدة تلو الأخرى، ليجد نفسه في المركز الخامس برصيد 33 نقطة، مهددا بفقدان التأهل لدوري أبطال آسيا 2012 إذا ما استمر في التراجع إلى الخلف في سلم الترتيب، خصوصا أن الفريق تنتظره مباريات هامة حيث سيواجه متصدر الدوري (الهلال) في 10 أبريل (نيسان) ثم الأهلي والوحدة والاتحاد، والأخير وصيف الدوري، وأخيرا الفيصلي، الفريق الطامح بحجز بطاقة تأهل لدوري أبطال آسيا 2012، لا سيما أنه يأتي خلف الشباب في سلم الترتيب بالدوري وبفارق نقطة واحدة (32 نقطة).

وعلى صعيد البطولة الآسيوية نجد أن الشباب حقق نتيجة إيجابية نسبيا في مباراته الافتتاحية أمام الريان القطري بعد تعادله الإيجابي 1/1 ليكسب نقطة وحيدة، والمباراة تقام خارج أرضه، إلا أنه عاد ليتعادل سلبيا أمام فريق ذوب آهن الإيراني سلبيا في الجولة الثانية على أرضه، ليحتل الشباب المركز الثالث في مجموعته الرابعة بنقطتين.

حسابيا ما زال الشباب كغيره من فرق المجموعة المرشحة للتأهل لدور الـ16 خاصة، علما بأن الفريق تنتظره مباراتان على التوالي مع فريق الإمارات الإماراتي (صاحب المركز الثاني في المجموعة برصيد ثلاث نقاط)، الأولى في أرضه والثانية خارجها.

وفي الجانب المحلي لم يعد للشباب سوى بطولة واحدة ينافس عليها وهي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، ويسعى لتحقيقها ليقدمها لجمهوره ومحبيه كبلسم يداوي جراحهم عن بقية الإخفاقات المحلية، علما بأن الشباب حقق هذه البطولة مرتين على التوالي في 2008 و2009. وهو فريق لم يعتَد في المواسم الأخيرة على تتالي إخفاقاته، فهو وإن سقط سرعان ما يعود، إلا أنه في الفترة الأخيرة واصل إخفاقه حيث لعب في الشهرين الماضيين 9 لقاءات فاز في اثنين منها وتعادل في 4 وخسر في لقاءين، كان آخرها مطلع هذا الأسبوع على يد فريق نجران القابع في مراكز متأخرة من الدوري بهدف دون رد، على الرغم من أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره.

«الشرق الأوسط» بدورها فتحت ملف الفريق مع أبرز نجومه في العصر الذهبي، وهما نجما الشباب الدوليان السابقان فؤاد أنور وفهد المهلل، وطرحت الكثير من التساؤلات المتعلقة، وخلالها اتفقا على أن فترة الإعداد في بداية الموسم لم تكن جيدة، إلى جانب تزايد عدد المصابين في الفريق، وبحث بعض العاملين فيه عن مصالح شخصية على حساب الكيان الشبابي.

البداية كانت مع الدولي السابق والمحلل الفني فهد المهلل الذي قال: «هناك انقسام في الفريق، وأعتقد أن رئيس مجلس إدارة النادي خالد البلطان وضع ثقته في مجموعة ندرك حجم تفكيرهم، فهناك فرق بين التحليل الفني والكلام المرتب وبين العمل داخل أروقة النادي، إضافة إلى ذلك فإن استعداد الفريق لهذا الموسم لم يكن جيدا، إلى جانب إهمال الفريق للفئات السنيّة حيث لم ينتج نجوما منذ 7 مواسم تقريبا، فالنجم لا يعني بروز اسمه في مباراة أو اثنتين، بل يعني مواصلة مشوار التميز والوصول إلى المنتخبات وتكوين قاعدة مستقبلية للفريق، فمن أخطاء الإدارة الحالية عدم اهتمامها بالقاعدة بشكل يساهم معه بخروج نجوم كما كان فريق الشباب مولدا للنجوم في السابق، وهذا الإخفاق لا يلام فيه مسؤول الفئات السنية بالنادي حاليا ناصر الكنعاني وحده، بل من كان قبله وعمل في الفترة السابقة».

وواصل المهلل حديثه قائلا: «إذا تابعنا الشباب فهو غائب عن تحقيق البطولات الكبيرة كدوري زين السعودي للمحترفين، واكتفى بتحقيق بطولات قصيرة المدى لا تقارن بحجم الدوري، وهناك من يعمل من أجل الإطاحة بالشباب، ويمكنني وصفه بالشخص المريض، فالرياضي يجب أن يتسم بالروح الرياضية وحب الجميع حتى وإن كانت هناك اختلافات فنحن كأشخاص بعيدون عن النادي سواء كنا لاعبين سابقين أو إداريين بعيدين عن الأضواء والإعلام أيضا، لكن عند وصول الفريق إلى النهائيات ومنافسته على البطولات بالتأكيد سنحضر في الإعلام مما يعني أن تحقيق نتائج إيجابية من فائدتنا».

واختتم النجم الشبابي السابق حديثه بتقديم خطوات لعلاج الفريق حيث قال: «يجب أن لا تكون القرارات فردية، فمجلس إدارة النادي عليه أن يأخذ النصيحة حتى لو كانت عبر الهاتف، أيضا يجب أن يدرك من يعمل مع إدارة النادي بأن الكرة ليست مادة أو بحث علاقات وصداقات مع مسؤولين، فهي حب وإخلاص للنادي وجماهيره، كذلك يجب إحضار أجانب على مستوى عالٍ، وليس بالضرورة أن يكونوا معروفين، فالأهم أن يكونوا مميزين سواء من أفريقيا أو من أي قارة في العالم».

من جانبه تحدث اللاعب الدولي السابق في صفوف الشباب، مدير الكرة بنادي الرياض حاليا، فؤاد أنور، عن المعضلة التي يعاني منها نادي الشباب، وقال: «أعتقد أن الإصابات والظروف المحيطة بالفريق في الفترة الحالية هي السبب الرئيسي لما يحدث في الفريق من تراجع للمستويات وخروج من بطولة كأس ولي العهد، وكذلك حلوله في ترتيب متأخر بالدوري إذا ما أراد المنافسة على اللقب، إلا أن موقف الفريق في البطولة الآسيوية لم يتضح بصورة كاملة وما زالت الفرصة مواتية له بالتأهل، وأرى أن هناك خللا في فترة الإعداد الرئيسية للفريق في بداية الموسم، إضافة إلى أن الشباب تضرر في فترة التوقف لكأس آسيا 2011 للمنتخبات وبطولة الخليج، فهو لم يستعد ويعمل معسكرا كما حدث لمعظم الفرق».

وأضاف أنور: «متى ما اكتملت صفوف الفريق سنجده قادرا على أن يعود كما كان، فهو يملك في صفوفه عناصر مميزة إلا أنه مع الأسف منذ بداية الموسم وحتى آخر مباراة لم يلعب مكتمل الصفوف بأي بطولة، فنرى بشكل متواصل الغيابات تصل إلى ثلاثة لاعبين وإلى أربعة كمعدل مستمر طيلة الفترة الماضية، وأحيانا نجد أن الغيابات تصل إلى سبعة لاعبين أو ثمانية، فأنا أتوقع أن أي فريق في العالم تحدث له مثل هذه الظروف ويتواصل غياب نجومه سيكون من الطبيعي أن تتراجع مستوياته ولا يحقق نتائج إيجابية، فالفريق الشبابي من الفرق القوية في الكرة السعودية التي تمكنت من تكوين اسم لها بتحقيق البطولات وإبراز اللاعبين النجوم».

وعن سبب تكرار الإصابات منذ الموسم الماضي قال أنور: «الإصابات تتكرر مع اللاعبين منذ الموسم الماضي وحتى الآن ولا تزال مستمرة، وللأسف هذه الغيابات والمشكلات تكررت هذا الموسم، وأرى أنه يجب أن تكون هناك جلسة مناقشة بعضهم مع بعض وعندها سيجدون حلا لما يحدث»، وفي ما يخص تكرار وجود مشكلة بين بعض اللاعبين والإدارة وهل الهدف منها إسقاط الإدارة على سبيل المثال قال: «لا أتوقع أن يحدث مثل هذا الأمر، فلا أعتقد أن هناك من يسعى لإضاعة مستقبله من اللاعبين ومستقبل ناديه من أجل أمور كهذه، وأنا في الفترة الحالية لست قريبا من الفريق، إلا أنني أجد أن الشباب يعمل وفق منظومة العمل الاحترافية التي تطبقها الأندية».

واختتم أنور حديثه بالإشارة إلى خطوات العلاج التي من شأنها أن تعيد الفريق الشبابي إلى مستوياته المعروفة، وقال في ذلك: «من وجهة نظري أعتقد أن جلسة اجتماع تقوم بها الإدارة مع الجهاز الفني واللاعبين والجهاز الطبي يتم من خلالها كشف الخلل والخطأ هي الحل في هذه الفترة، لأننا نجد في بعض الأحيان حدوث إصابات لمدة شهرين مثلا تلازم الفريق، ولكن عندما تحاصرك الإصابات والظروف لموسمين متتالين، هنا لا بد من وضع اليد على الجرح، وأعتقد أن خالد البلطان قادر على احتواء المشكلات لكن عليه أن يبحث عن حلول لها خلال الاجتماعات الداخلية في النادي».