بلاتر يعد بفترة أخيرة في رئاسة الفيفا وينتظر انسحاب بن همام من السباق

بلاتيني يعد برفع العوائد المالية لأعضاء اليويفا ويتطلع لقيادة الاتحاد الدولي بعد 2015

TT

أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر أمس في باريس خلال الجمعية العمومية للاتحاد الأوروبي للعبة أنه سيترشح لولاية أخيرة على رأس الفيفا.

وقال بلاتر: «الاتحاد الأوروبي قريب جدا من قلب الفيفا، أدعوكم إلى الجمعية العمومية للاتحاد الدولي في الأول من يونيو (حزيران) في زيوريخ لمواصلة العمل مع الفيفا ومع رئيسها. تعرفون أنني مرشح لولاية جديدة للأربعة أعوام المقبلة، إنها السنوات الأربع الأخيرة لي».

وانتخب بلاتر، 75 عاما، للمرة الأولى على رأس الاتحاد الدولي عام 1998 وهو مرشح لولاية رابعة على التوالي.

وكان رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام أعلن الجمعة الماضي ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي، لكن بلاتر أكد لمسؤول كروي كبير أن القطري بن همام سينسحب من سباق رئاسة الفيفا.

وأكد المصدر الموثوق والقريب من بلاتر بان الأخير يملك رسالة من مسؤولين قطريين كبار يؤكدون فيها ذلك، وقال: «كشف بلاتر للمسؤول الكروي الكبير عن وجود رسالة من مسؤولين قطريين كبار في حوزته تؤكد له هذا الأمر، أي إمكانية انسحاب بن همام من انتخابات الفيفا».

وكان بن همام أعلن في كوالالمبور تحديه لبلاتر بالذات، وهما وجدا أمس في باريس بدعوة من الاتحاد الأوروبي لحضور الجمعية العمومية ولاستغلال هذه المناسبة لكسب أصوات القارة العجوز.

وقد دعا بن همام بلاتر إلى مناظرة تلفزيونية مؤكدا أن الفيفا بإشراف بلاتر لا يقوم بخطوات إلى الأمام وقال في هذا الصدد: «عندما أتى جوزيف بلاتر أعلن صراحة أنه يريد المكوث لولايتين فقط، ثم أصبحت الولايتان ثلاثا، والآن يريد ولاية رابعة، والواقع أنه لم يحصل أي تطور نوعي في الاتحاد الدولي في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة».

وتابع: «كان بلاتر رئيسا جديدا في الفترة من 1998 إلى 2002 وكان نشيطا وقام بتطوير اللعبة كثيرا، لكن الأمور مختلفة الآن فهو في سدة الرئاسة منذ 13 عاما، وفي الفيفا منذ 35 عاما، وحان الوقت لمنح الفرصة لشخص آخر».

وقد اجتمع بن همام أمس برئيس اتحاد كونميبول (أميركا الجنوبية) البارغوياني نيكولا ليوز في العاصمة الفرنسية وقد أكد الأخير بان منطقته غالبا ما تصوت ككتلة واحدة رافضا الكشف عن هوية المرشح المفضل لديها.

في المقابل واصل بلاتر دفاعه عن كرة القدم باعتبارها «شكل من مدرسة الحياة يجب أن تلعب دورا هاما في تثقيف الشباب ويجب أن تكون مدعمة من قبل الحكومات في جوانب التربية والصحة».

لكن رئيس الفيفا عاد أيضا للحديث عن المشكلات التي يواجهها عالم لكرة القدم. وقال: «كما تعاني كرة القدم من الشياطين الصغيرة في العالم، إنها لعبة، وفي كل لعبة نحاول دائما أن نغش قليلا».

وتابع: «لذلك بدأنا مع الاتحاد الأوروبي، لما فيه خير اللعبة في العالم، تنفيذ برامج لحماية الشباب والحفاظ على هوية الأندية وإعطاء قوة للمنتخبات الوطنية».

وتطرق بلاتر أيضا إلى «الرهانات غير المشروعة» وتحدث عن «فضائح الفساد التي أضرت بعائلة كرة القدم! ولهذا السبب سنطالب في الجمعية العمومية بعدم التسامح مع المخالفين على أرضية الملعب، وبمزيد من الانضباط والاحترام تجاه الحكام خاصة، ولكن أيضا خارج الملعب. اللجنة التأديبية لمعاقبة المخالفين على أرضية الملعب، ولجنة الأخلاق لمعاقبة المخالفين خارجه! يجب أن نتصرف».

وأشار بلاتر إلى فضيحة الرشى التي مست اللجنة التنفيذية للفيفا في عام 2010 وأدت إلى معاقبة اثنين من أعضائها هما التاهيتي رينالد تيماري والنيجيري أموس أدامو لخرقهما القانون الأخلاقي للاتحاد الدولي قبل التصويت على استضافة مونديالي 2018 و2022.

ودافع بلاتر عن عدة قضايا من بينها أهمية المنتخبات الوطنية، و«عدم التسامح» إزاء ملفات الفساد والعنف والمنشطات.وقال: «علينا الحفاظ على هوية الأندية ومنح القوة للمنتخبات الوطنية».

من جهته وبعد أن أعيد انتخاب الفرنسي ميشال بلاتيني رئيسا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالتزكية أمس على هامش الجمعية العمومية في العاصمة الفرنسية ولمدة أربع سنوات جديدة تنتهي في 2015، أكد رئيس اليويفا أنه سيعمل على مواصلة محاربة الفساد ورفع المردود المالي للأندية قبل أن يوجه أنظاره لمقعد الفيفا.

واعتبر رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أنه لا مرشح مفضلا لديه بين بلاتر الرئيس الحالي للاتحاد الدولي والقطري محمد بن همام في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أنه يتعين عليه مشاورة الدول الأوروبية قبل الإعلان عن قرار بهذا الصدد.

وقال بلاتيني: «هناك مرشحان لرئاسة الفيفا، وأنتم تسألونني لمن سيذهب صوتي. في السابق كنت مجرد ميشال بلاتيني ولم أكن أفكر سوى في نفسي، أما اليوم فأنا رئيس الاتحاد الأوروبي، ويتوجب علي التفكير مليا، التحدث بالأمر مع مختلف الاتحادات الأوروبية لمعرفة رأيهم في المرشحين، وبالتالي لم أعد أستطيع التكلم باسم الشخصي».

وأضاف: «يتعين علي معرفة ما إذا كان المسؤولون في الاتحاد الأوروبي يريدون التصويت لهذا المرشح أو ذاك، فأنا رئيس الاتحاد الأوروبي ولدي رأي في الموضوع لكنه يتوجب علي أن أستمع إلى الأصوات الأخرى وخصوصا إلى أعضاء اللجنة التنفيذية لليويفا وإلى الاتحادات الوطنية قبل أن أدلي برأيي في هذا الموضوع ربما».

وسئل ما إذا كان مهتما بمنصب رئيس الاتحاد الدولي بعد أربع سنوات أردف بالقول: «سنلتقي بعد ثلاث سنوات وسأقول لكم قراري بهذا الموضوع».

وكان بلاتيني، 55 عاما، خلف السويدي لينارت يوهانسون في 26 يناير (كانون الثاني) عام 2007 في دوسلدورف (ألمانيا)، واعتبر بلاتيني وقتها مرشحا «ثوريا» من قبل منتقديه، غير أن قائد منتخب فرنسا السابق عرف كيف يفرض إصلاحاته ويقدم نفسه كرجل وفاق.

وحدد بلاتيني الخطوط العريضة لولايته الجديدة بينها على الخصوص محاربة الفساد والتلاعب بنتائج المباريات والتحكيم بخمسة حكام والشفافية المالية وتطوير المنتخبات الوطنية.

ووعد رئيس يويفا لاتحادات الأعضاء به بعائدات أكبر، بعد أن اتفق على بيع حقوق البث التلفزيوني لمباريات التصفيات المؤهلة إلى بطولات كأس العالم والأمم الأوروبية مجتمعة.

وأعلن بلاتيني، أن جميع الاتحادات صوتت لمصلحة هذا القرار، خلال اجتماع اليويفا وقال: «تمكنا من الحصول على 53 توقيعا، وبذلك نكون في مستهل مغامرة رائعة، ويجب أن يبدأ تسويق تلك الحقوق اعتبارا من التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية التي تستضيفها فرنسا عام 2016».

ومن المنتظر أن تجرى مناقصة الحصول على تلك الحقوق في العام المقبل. وسيبقى حق التفاوض على بث المباريات الودية ملكا للاتحادات الوطنية. ويضمن اليويفا بذلك أموالا أكبر لأعضائه مما كان يتم الحصول عليه حتى الآن بصورة فردية.

وأوضح بلاتيني: «إنها خطوة ينبغي أن تساعد في المقام الأول على حماية ومواصلة تطوير منتخبات الكرة. إلى جانب ذلك، الأمر سيضمن عوائد مضمونة لبعض الاتحادات».

ووصف رئيس اليويفا الإجراء بأنه «مشروع رياضي وليس تجاريا».

وأضاف النجم الفرنسي أن اليويفا لديه التزام «بإعادة تلك المسابقات إلى المكانة التي تستحقها».

ويمكن للاتحادات الأوروبية بذلك أن تركز على الجانب الكروي، «دون أن تشغل بالها خلال مراسم قرعة البطولات بجاذبية المنافسين قبل بيع حقوق البث التلفزيوني».