جماهير مانشستر يونايتد ثائرة على مالكي النادي لتبديدهم 400 مليون جنيه إسترليني لتسديد ديونهم

رغم مكاسب الفريق وارتفاع عائدات التذاكر الموسمية.. امتنعوا عن شراء لاعبين جدد

TT

خلال السنوات الخمس الأخيرة، فاز نادي مانشستر يونايتد ببطولة الدوري الإنجليزي ثلاث مرات ووصل إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا مرتين. ويواصل نادي مانشستر يونايتد طريقه بنجاح للفوز بالثلاثية خلال الموسم الحالي. ويتمتع النادي بنحو 50 مليون مشجع في شتى أنحاء العالم، ويمكن القول إنه أكبر ناد على كوكب الأرض من حيث عدد الجماهير التي تشجعه. لذا، هل يتعين على النادي أن يسرف في إنفاق الأموال على شراء اللاعبين؟ وهل يجب أن ينفق الملايين على استقطاب أعظم اللاعبين في العالم من أجل توفير المتعة للجماهير الضخمة التي يصل عددها إلى 76.000 مشاهد، الذين يستمرون في ملء ملعب «أولد ترافورد»؟

الجماهير شهدت ارتفاع تكلفة التذاكر الخاصة بهم بنسبة 42 في المائة خلال السنوات الست تقريبا التي تولت فيها عائلة غليزر، الملاك الأميركيون، مسؤولية النادي. وقد أصبحت إمكانية إنفاق فريق مانشستر يونايتد مبالغ كبيرة على شراء اللاعبين خيالا على مسرح الأحلام بشكل لا يصدق.

وأظهرت الأرقام المحبطة التي نشرت أول من أمس أن نادي مانشستر يونايتد خسر 108.9 مليون جنيه إسترليني خلال السنة المالية الماضية حتى شهر يونيو (حزيران) 2010، وهو ما يعني أنه بدلا من شراء لاعبين جدد، فإن الأموال التي يساعد مشجعو فريق مانشستر يونايتد في جلبها للنادي تمول الآن الديون الضخمة المتراكمة على عائلة غليزر.

وقد تعرض فريق مانشستر يونايتد لاستنزاف مالي قيمته 400 مليون جنيه إسترليني تقريبا بسبب مصروفات ورسوم فائدة منذ استحواذ الأميركيين على النادي في عام 2005. وهو الرقم الذي ارتفع إلى 100 مليون جنيه إسترليني تقريبا في سياق العام المالي الأخير. وفي الوقت نفسه، تم استثمار مبلغ صاف قيمته 56 مليون جنيه إسترليني فقط في الفريق، وهو إنفاق صاف يقل عن حجم إنفاق أندية مانشستر يونايتد وتشيلسي وتوتنهام وآستون فيلا وساندرلاند.

وفي ظل رئاسة عائلة غليزر للنادي، ارتفعت قيمة التذكرة الموسمية في المدرج الجنوبي بملعب أولد ترافورد من نحو 500 جنيه إسترليني إلى 930 جنيها إسترلينيا، وهو دليل واضح على أن الجماهير كانوا قد تعرضوا لأقوى ضربة في ظل ملكية الأميركيين.

وتجدر الإشارة إلى أن دونكان دراسدو، الرئيس التنفيذي لرابطة مشجعي فريق مانشستر يونايتد التي عبرت عن سخطها بارتدائهم الشعارات القديمة ذات الألوان الخضراء والصفراء بدلا من الحمراء الحالية، هو الذي ساعد في تنظيم هذه الحركة المناهضة لعائلة غليزر. وقد دأب دراسدو على التعبير عن غضبه لعدة سنوات حول كيفية تعرض المشجعين لضربة قاسية على «جيوبهم» من أجل تمويل نظام عائلة غليزر.

وقال دراسدو: «ما سبب الضيق للناس هو أنهم يدفعون أسعار تذاكر متزايدة كل موسم في ظل رئاسة عائلة غليزر للنادي، ولكن الأموال تم تبديدها فحسب، ولم ولن تستثمر على الفريق». وسوف يخبرك نادي مانشستر يونايتد أن هناك مبلغ 120 مليون جنيه إسترليني في البنك من المنتظر أن يتم استثماره في شراء اللاعبين. ومن المؤكد أن مثل هذا التصريح لن يدفع المشجعين إلى حبس أنفاسهم.

ولكن إلى أي مدى كان يمكن أن يكون وضع فريق مانشستر يونايتد أفضل إذا لم يتم شراؤه من قبل عائلة غليزر، وإذا لم يشهد يونايتد تبديد مبلغ 400 مليون جنيه إسترليني؟

ولم يكن نادي مانشستر يونايتد يعاني من أي ديون ولم يكن يدفع أي فائدة قبل صفقة استحواذ عائلة غليزر المذهلة على النادي بقيمة 790 مليون جنيه إسترليني، التي أشعلت ثورة الجماهير. وخلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عبر واين روني، نجم هجوم الفريق عن مخاوفه الخاصة بشأن مستقبل النادي وقلة الاستثمار. وعكست هذه المخاوف مشاعر الجماهير، رغم أن روني عبر عن مخاوفه قبل التوقيع على عقده الجديد بمبلغ ضخم.

ويصر ديفيد غيل، الرئيس التنفيذي للنادي، على أنه لا توجد بالتأكيد أي ضغوط تمارس من أجل بيع اللاعبين وأن مسؤولي النادي ينشطون في سوق شراء اللاعبين. وصرح غيل بقوله: «لدينا أموال في البنك. لا توجد ضغوط علينا، ولا توجد ضغوط على الإطلاق من أجل بيع أي نجم من نجوم الفريق سواء أكان واين روني أو أي لاعب آخر. ويمكنني أن أقول ذلك بشكل قاطع».

وقد استثمر نادي مانشستر يونايتد في لاعبين من أمثال كريس سمولينغ من نادي فولهام بمبلغ 12 مليون جنيه إسترليني، واللاعب خافيير هيرنانديز من نادي تشيفاز غوادالاخارا بمبلغ 7 ملايين جنيه إسترليني خلال الموسم الحالي.

ولكن التعاقدات الكبيرة التي كانت تنتظرها جماهير فريق مانشستر يونايتد، وتعتقد بأن النادي يحتاج إليها من أجل الحفاظ على اندفاعه المستمر للمنافسة على البطولات الكبرى، لم تر النور على الإطلاق خلال السنوات الأخيرة. والأمر الأكثر وضوحا هو أن نادي مانشستر يونايتد خسر في الصراع على الفوز بهدفه الأساسي في صيف عام 2009 عندما انتقل المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة إلى نادي ريال مدريد من فريق ليون مقابل مبلغ 30 مليون جنيه إسترليني.

وخارج أرض الملعب، أصبح نادي مانشستر يونايتد أول ناد يكسر حاجز العائدات التجارية التي تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني.

وتم تحقيق هذا الرقم مجددا من الأرباح الإعلامية. وهذا الأمر إيجابي أيضا.

وهم يحققون الآن أيضا نحو 100 مليون جنيه إسترليني كعائدات من تسويق المباريات سنويا، وتأتي الغالبية العظمى من هذه العائدات، بالطبع، من مبيعات التذاكر. وعلى الرغم من الأرقام المروعة، التي أغضبت جماهير مانشستر يونايتد عاما بعد عام، فإن هذا ما حاول غيل قوله عن الأرقام الحالية: «لدينا تركيبة تمويلية طويلة الأجل، وتزداد العائدات على نحو ممتاز، ونحن نتحكم في تكاليفنا، وتمثل الأجور الإجمالية نسبة 46 في المائة من إجمالي دورة رأس المال الخاصة بنا؛ ويمكننا أن نتحمل الفائدة على تمويلنا طويل الأجل».

وفي شهر أغسطس (آب) 2004، عندما كان غيل يحارب ضد خطة استحواذ عائلة غليزر على النادي التي ادعى وقتها أنها سوف تكون غير قادرة على إدارة النادي، قال غيل: «الديون هي الطريق للانهيار». وقبل وقت قصير من الإعلان عن أرقام العام الحالي قال غيل: «لا يمكني التحدث عن أي ناد آخر.. ولكني يمكن أن أتحدث عن مانشستر يونايتد.. ما أود قوله هو أن جماهير نادي مانشستر يونايتد يجب أن لا تشعر بالقلق». ومن المفترض أنه كان يعني الجماهير التي لا يزال بمقدورها أن تذهب إلى ملعب «أولد ترافورد».