كاسانو.. لا مجال للخطأ والعصبية الزائدة أمام سلوفينيا اليوم في تصفيات أمم أوروبا

بالوتيللي ينضم إلى المنتخب الإيطالي قبل مواجهة أوكرانيا الودية الثلاثاء

TT

يعاني كاسانو من التوتر العصبي قليلا، لكن له ما يبرره، فزوجته كارولينا على وشك وضع مولوده الأول وأنطونيو مضطرب. أكد كاسانو حمل زوجته في 6 سبتمبر (أيلول) الماضي، عشية لقاء المنتخب الإيطالي ونظيره جزر الفارو في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2012، والتي أقيمت في فلورنسا، وفي ذلك اليوم قيل إن كارولينا كانت في شهرها الثاني، وهو السبب الذي، بحساب الفترة، يشير إلى أن قدوم ولي العهد بات وشيكا، إما في أوائل أبريل (نيسان) المقبل أو بعد ذلك قليلا. وليس مستبعدا أن يحرر برانديللي كاسانو يوم غد السبت ويجنبه مباراة أوكرانيا الودية الخارجية، عقب العودة من سلوفينيا.

التقسيمة.. لم يتألق كاسانو، في مباراة يوم أول من أمس أمام منتخب الشباب تحت 18 عاما الذي يدربه كل من إيفاني وباتزالي وتحت إشراف أريغو ساكي، كما أخطأ لمسات عديدة، ولم يهدد مرمى بيشيتيللي، حارس الميلان، وأخطأ هدفا محققا، علاوة على انفعاله على حكم المباراة كيشي، من فلورنسا. ووجه أنطونيو بعض الألفاظ الخارجة تجاه الحكم لأخطاء احتسبها وأخرى لم يحتسبها، كما كان لديه ما يكرره على بالزاريتي زميله في المنتخب، المذنب من وجهة نظره لعدم الوجود في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة. وقد تعب من أجل العودة بعد الهجمات، وكان يمرر على فترات، مما يعني أن حالته البدنية ليست على ما يرام. اللحظات الوحيدة الإيجابية كانت حينما سدد ركلة الجزاء بدقة وقوة، والتمريرة الحاسمة بالكاحل والتي كان لها نصيب أفضل وثورته في نهاية المباراة على حامل الراية قائلا: «كنت ترفع رايتك معي دائما»، لأن لاعبا مثل كاسانو إذا كان لا بد وأن يشكو في تقسيمة ودية خلال المران فمن الأفضل أن يفعله بتهكم.

لنتحدث بوضوح، ساند تشيزاري برانديللي كاسانو في اللحظة الصعبة لمشكلته مع غاروني رئيس نادي سمبدوريا، وأغدق عليه كلمات عظيمة وينتظر النتائج، والتي تظهر في شكل أداء يصنع الفارق، مثلما فعل في العاصمة تالين، أمام منتخب استونيا، في سبتمبر (أيلول) الماضي. انتهى زمن الكلمات الجميلة والنيات الطيبة، ولا بد الآن من الأفعال. خلف كاسانو، لا يوجد توتي ولا ديل بييرو في عصورهما الذهبية، لكن روسي وجوفينكو، واللذان بحالة أفضل اليوم من مهاجم الميلان المنحدر من باري. روسي قاد فريق فياريال الإسباني إلى ثمن ربع نهائي الدوري الأوروبي وجوفينكو سجل هدفا عظيما في تجريبية أول من أمس، فمن تسديدة جميلة جدا أسكن الكرة زاوية المرمى تقريبا، وحسنا سيفعل كاسانو لو منح دفعة للفريق اليوم الجمعة في لوبيانا، أمام سلوفينيا، لا أحد يلعب أساسيا كحق إلهي.

بغض النظر عن الأبوة، فهناك مشكلة تؤرق كاسانو وهي أنه لم يتأقلم في ميلانو ومع الميلان، فالمدينة لا تروق له البتة، فقد عادت الأم جوفانا وابن عمه نيكولا إلى جنوا، أمام بحر حي نيرفي. كما يستشعر أنطونيو البرودة وسط لاعبي الميلان، فقد حاول الاقتراب من إبراهيموفيتش، لكن يبدو أنه لفظ، فلا ود بينهما. وهناك همهمة أنه يعمل لإعادة العلاقات مع نادي سمبدوريا، لكن مهمته مستحيلة ما دام غاروني هو رئيس النادي. إذا كان يود العودة إلى مدينة جنوا، فعليه أن يطرق أبواب نادي جنوا. الأمر يبدو مشابها، لكن كاسانو وإنريكو بريتسيوزي رئيس النادي يعرفان بعضهما البعض ولقاءاتهما بالمصادفة في مطاعم مختلفة كانت ودية.

إلى ذلك، اقترب ماريو بالوتيللي من رونالدو معشوقه المفضل من دون أن يدرك ذلك، فقد كان في إيطاليا، في منزله ببريشيا، حينما مرّ اللاعب الظاهرة عبر ميلانو في الأيام الماضية. ويعلق لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي قائلا: «حينما ترى لاعبك المفضل طوال حياتك بإمكانك أن تغير كل ذاتك، لأن رونالدو كان الأعظم وبالتالي كلمة منه تساوي ألف كلمة. لو تقدمونني إليه، فسوف أتصرف بشكل جيد حتى أعتزل اللعب». التواصل كان قريبا جدا بينهما، لكن بالوتيللي يدرك جيدا أن المرء بإمكانه أن يبني تحوله بيديه هو، ويحاول القيام بذلك، كما أن هذه الأيام الهادئة وسط العائلة كانت علاج طيب له.

بالطرد الأخير، يدرك ماريو أنه جعل فرانكو وسيلفيا، والديه المحببين إلى قلبه، يعانيان، واجتهد كي يشرح لهما أن تلك الركلة القوية لم تكن متعمدة قط، وأنه تدخل خلال اللعب ومزاح سيئ ناتج عن الشد خلال المباراة، وقد استخدم الدموع أيضا ليشرح ذلك. هنا يوجد فتى في صراع مع الضغوط التي لا تتناسب مع سنه، فليس أمرا بسيطا أن يكون المرء مثل بالوتيللي في سن 20 عاما. خرج ماريو يوم أول من أمس من منزله لشراء قميص لطفل كان قد وعده بها، بعدها قام بزيارة صديق قديم من فريق الناشئين. إنها أمور بسيطة، وطبيعية من فتى عمره 20 عاما عادي، والتي قد تساعده أكثر من رونالدو. في العموم، يصدر النجم صورة جميلة للكاميرات لكن ربما ينحرف في حياته الخاصة، بالوتيللي عكس ذلك، فهو، فهو فتى بارع والذي يخطئ، أحيانا، حينما تظهر الكاميرات ويصير شخصية عامة، إنه في صراع في هذا الازدواج في الشخصية. لقد طلب المساعدة من برانديللي، والمدرب سيساعده، فورا، وبعد لقاء سلوفينيا سيستدعيه إلى كوفرتشانو، ويجعله ينال شرف المشاركة مع المنتخب الإيطالي في كييف، أمام أوكرانيا، فهو في حاجة إليه. واليوم، يعود ماريو إلى مانشستر، وللصدفة رونالدو موجود في إنجلترا الآن، لكن الانطباع هو أن برانديللي قد يساعد بالوتيللي أكثر كثيرا من اللاعب الظاهرة.