ريدناب: أي شخص يقول إن مورينهو ليس مدربا جيدا فهو غيور أو مغرور

مدرب ريال مدريد يؤكد مجددا عودته إلى إنجلترا ويقول إن هناك مهام له لم تنته بعد في الدوري الإنجليزي

TT

جدد جوزيه مورينهو تأكيده على أنه سوف يعود إلى الدوري الإنجليزي أو «وطنه الروحي» كما يحب أن يسميه. وفي حديثه إلى صحيفة «صن» البريطانية واسعة الانتشار، اعترف مورينهو بقوله: «أفتقد إنجلترا، وسوف تكون وظيفتي التالية في إنجلترا؛ فثمة (مهام) لي لم تنته في الدوري الإنجليزي الذي أعتبره بمثابة بيتي. وأنا أعتقد أن إنجلترا تريدني من جديد، أليس كذلك؟ لقد كانت أكثر الفترات الممتعة في حياتي المهنية».

وكان المدير الفني لفريق ريال مدريد يتحدث أمام أمسية «فوتبول إكسترافاغانزا» التي أقيمت في فندق «غروسفينور» بالعاصمة البريطانية لندن. ووصف مورينهو، أو «الرجل المتميز»، كما يحب أن يطلق على نفسه، وصف إنجلترا بأنها مكان مميز للتدريب. وأوضح مورينهو، الذي رحل عن نادي تشيلسي متجها إلى إنترميلان في عام 2008، بأنه كان يخطط لعودة مشهودة إلى الدوري الإنجليزي، حسبما كشفت الصحيفة الإنجليزية يوم 12 مارس (آذار) الحالي. ويبدو أن نادي تشيلسي هو وجهته الأكثر احتمالا، ولكن كلا من أندية مدينة مانشستر وفريق توتنهام هوتسبير يقع على راداره.

وقال مورينهو، 48 عاما: «الوقت الذي قضيته مع فريق تشيلسي كان رائعا كمدرب لكرة القدم وكرب أسرة. وقد استمتعت أنا وأسرتي بهذه الفترة كثيرا. وأقمنا الكثير من الصداقات هناك. وما زلنا على اتصال بهؤلاء الأصدقاء، وما زلنا نعود إلى إنجلترا»، وتابع قوله: «في كرة القدم، هناك القليل من الانتصارات التي أود أن أكررها هنا. وسوف أتحدث مع وكيلي، وأحصل على مشروع بالنسبة لحياتي المهنية. وما زال يتبقى في عقدي ثلاث سنوات مع فريق ريال مدريد. إنه أكبر ناد في العالم، ولكنه أصعب ناد في العالم أيضا. وكان النادي قد سعى للتعاقد معي للمرة الثالثة، ولم يكن بمقدوري أن أقول لهم لا للمرة الثالثة، وكان يتعين عليّ الذهاب إلى مدريد. وقد كان يتعين علي أيضا الذهاب إلى إيطاليا، وكان هذا أمرا مهما بالنسبة لي لأنني أردت أن أجرب حظوظي هناك. وكل فرد يقول إن إيطاليا هي بلد أصل الاستراتيجيات الخططية، لذا فقد قلت دعوني أجرب هناك. ولكنها ليست إنجلترا لأن إنجلترا مميزة. ويسألني الناس في إيطاليا وإسبانيا والبرتغال لماذا أحب إنجلترا بهذا القدر، ولا يمكنني أن أفسر هذا الحب، فأنا أحبها فحسب. وأنا أريد أن أكون سعيدا في عملي. وأريد أن أكون سعيدا مع كرة القدم». وكان هاري ريدناب، المدير الفني لفريق توتنهام الإنجليزي، أول الذين أعربوا عن سعادتهم بعودة البرتغالي إلى الدوري الإنجليزي، وقال ريدناب: «أصبح رهانا آمنا تماما أن جوزيه مورينهو سوف يعود للتدريب في إنجلترا يوما ما. إن الرجل يتمتع بشخصية مؤثرة ويبدو أن هذا الأمر يناسب شغف وطبيعة لعبتنا. وقد أصبحت كرة القدم الإنجليزية أقل بريقا بعد أن رحل عن نادي تشيلسي منذ أربع سنوات، ويجب أن نرحب به مجددا عندما يعود إلى إنجلترا. وأنا أُكِن تقديرا واحتراما بالغين له كمدير فني، ويمكنني أن أحكي تجربة بسيطة مررت بها مع جوزيه تخبرك عن شخصية الرجل». ويضيف ريدناب: «في موسم عيد الفصح عام 2007، عندما كنت مديرا فنيا لفريق بورتسموث وكان مورينهو يشغل منصب المدير الفني لفريق تشيلسي، وكنت طرفا في واحدة من صراعاته الكثيرة مع مانشستر يونايتد على الفوز باللقب. وفي مباراة أقيمت أحد أيام السبت في ذلك الوقت، تغلب فريقي السابق (بورتسموث) على مانشستر يونايتد بنتيجة 2 - 1 على ملعب (فراتون بارك). وبعد المباراة بفترة قصيرة، تلقيت مكالمة من شخص يقول إنه سكرتير مورينهو ويطلب الحصول على عنواني. وفي صباح اليوم التالي، حضرت إحدى السيارات إلى مقر إقامتي وطرق السائق على الباب. وعندما فتحت، أعطاني زجاجة كبيرة من الشامبانيا ورسالة ملحقة مكتوب فيها: (شكرا على النتيجة – جوزيه)».

ويضيف ريدناب: «أنا لم أتحدث معه كثيرا مؤخرا، ولست متأكدا ما إذا كنت سأتحدث معه قبل مباراة فريقي توتنهام أمام فريقه ريال مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا الشهر المقبل. ولكنه يمتلك شخصية تمكنه من التعامل مع أكبر المهام. وإذا عاد مورينهو إلى إنجلترا، فسوف يكون هناك مجال محدود جدا للأندية التي يمكن أن تتحمل تكلفة راتبه وميزانية الانتقالات والرواتب التي تتفق مع طموحاته. وربما يمكنني أن أتصوره مدربا لفريق مانشستر يونايتد عندما يقرر السير فيرغسون في النهاية اعتزال التدريب، ولكن ليس هناك عدد كبير من الأندية التي يمكنها التعاقد معه. ولكن بينما يمثل امتلاك أفضل وأعلى اللاعبين سعرا في فريق كرة القدم جزءا كبيرا من الطريق نحو الفوز بالبطولات، يحتاج المدرب إلى بعض المعرفة والخبرة والمهارة لكي يربط هذه الأمور معا، ويتمكن من الفوز بالألقاب. ولا تنسوا أنه فاز بدوري أبطال أوروبا مع فريق بورتو في عام 2004. ولكن ما مدى روعة هذا الإنجاز؟».

ويقول ريدناب: «أنا أحب الأشخاص الذين يمتلكون شخصية مميزة لأننا لا يمكن أن نكون جميعا مملين ومتجهمين ووجوها قديمة في كرة القدم. وبالإضافة إلى الفوز بالألقاب، يجب أن يقوم المديرون الفنيون بدورهم في ترويج اللعبة للجماهير وللعالم من أجل الحفاظ على تدفق الأموال إلى لعبة كرة القدم. ومورينهو ليس الشخص أو الخيار المفضل لكل الأفراد، ولكن أي فرد يعتقد أنه ليس مدربا جيدا فهو أمام غيور أو مغرور أو مخطئ لأن سجله يتحدث عن نفسه. وهو يمتلك معرفة كبيرة باللعبة، كما يمتلك موهبة كبيرة في الحصول على أفضل مردود من لاعبيه. وبعد أسبوع من بداية مهمته مع فريق تشيلسي في شهر يونيو (حزيران) عام 2004، قال لفرانك لامبارد: سوف أجعل منك أفضل خط وسط مهاجم في العالم.

وخرج فرانك من لقائه مع مورينهو وهو يشعر بأن هامته قد طالت بمقدار 10 أقدام، وأنه سوف يسجل 20 هدفا في الموسم بانتظام مع وجود مورينهو على مقعد الإدارة الفنية في النادي. والأمر ببساطة هو أن جوزيه يعرف كيف يبني فرقا عظيمة. فقط انظروا إلى ما فعله مع تشيلسي. وكان دائما ما يصر على أن الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي مهمة أصعب من الفوز بالكأس الأوروبي بسبب عدد المباريات في الموسم ومستويات الاتساق والتماسك المطلوبة.

ولكنني كنت أشعر بإيمان كبير جدا في قدراته أثناء تدريبه لفريق إنترميلان خلال الموسم الماضي لدرجة جعلتني أراهن على فوز الإيطاليين بدوري أبطال أوروبا بسبب وجود مورينهو في المقام الأول. وقد جاء هذا الفوز بالطبع، ضمن الثلاثية التاريخية التي حققها إنترميلان».

ويضيف ريدناب: «مورينهو رجل حماسي وذكي، وأثبت نفسه في كل دولة قام بالتدريب فيها. ولكن يبدو أنه يمتلك شعورا خاصا تجاه إنجلترا والدوري الإنجليزي، حتى إنه قال خلال الأسبوع الحالي إنه لا يزال يحب إنجلترا، وإنه يشعر كما لو أنه لديه عمل لم ينته هنا. وأعتقد أن الأجواء على ملاعبنا وقوة المنافسات وحس المزاح والعداء المحبب بين الجماهير هي كلها أمور تروق له». وقد استمتع مورينهو بعقلية الحصار التي بناها حوله في ملعب ستامفورد بريدغ، عندما كان العالم ضده وضد فريقه كما اعتقد مورينهو على الأقل. وسوف يكون من الرائع عودته للتدريب في إنجلترا مرة أخرى. ولا بد أن أعترف أنه عندما أسفرت القرعة عن مواجهة فريقي توتنهام أمام فريق مورينهو ريال مدريد لم أرسل له أي شيء من قبيل أن أقول له شكرا».