ديل بييرو يقترب من تحقيق رقم قياسي جديد في سلسلة إنجازاته الشخصية

قائد اليوفي سجل 8 أهداف في الموسم الحالي حتى الآن.. ولا يزال بداخله الكثير

TT

عند رؤيته وهو يلعب يكون، أحيانا، هناك شعور بأنه يقوم برحلة في آلة الزمن ويحيي من جديد لحظات من الماضي. عندما تشاهد أليساندرو ديل بييرو، مهاجم وقائد اليوفي، وهو يحصل على الكرة في وسط الملعب، أثناء مباراة فريقه أمام نظيره بريشيا في الأسبوع الماضي، يبدو الأمر وكأنك تلاحظ هذا اللاعب وهو يكرر تماما ما فعله أمام نابولي في 14 مارس (آذار) 1998: وبعد مرور 13 عاما نتابع تقريبا نفس المشهد مرة أخرى، الذي كانت نهايته هي الهروب من رقابة الخصم والمراوغة والتسديد من أجل الإعلان عن هدف لفريق يوفنتوس. إن العمل المبذول وراء هذا الهدف لا يبدو واضحا بشدة أمام الجميع ولكن كان يكفي أن تنظر بإمعان إلى التدريبات التي أجراها أليساندرو طيلة الأسبوع لتدرك أن قائد فريق اليوفي سيقدم مباراة كبيرة أمام بريشيا. فقد قام ديل بييرو بتدريبات مكثفة ومستهدفة مع جيجي ديل نيري، مدرب الفريق وروبرتو دي بيلايس وجميع أفراد الطاقم الفني في يوفنتوس فضلا عن مدربه الخاص جوفاني بونوكوري. وكان أليساندرو يقدم تطبيقات رائعة لهذه التدريبات في كل تقسيمة يلعبها الفريق وبتركيز عال في كل التفاصيل. وهكذا نجح مهاجم اليوفي في الهروب من رقابة مدافعي بريشيا وتنفيذ ما تدرب عليه خلال المران بعد ساعة من اللعب والمحاولات. وهكذا فحسب يمكننا، الآن، معاودة رؤية الهجمة التي قام بها أليساندرو خلال مباراة تشيزينا في الجولة الـ29 من مباريات الدوري واختتمها بتمريرة حريرية أهداها إلى رفيقه ماتري ليسجل منها هدفه الأول في ذلك اللقاء. عندما صرح أندريا أنيللي، رئيس نادي اليوفي، أثناء فصل الخريف الماضي، بصدد ديل بييرو، بعبارة تعد منطقية إذا كان المشار إليه فيها لاعب كرة قدم يبلغ من العمر 36 عاما، حيث قال أنيللي: «لا يهمني كيف يلعب الآن، ولكن الأهم كيف سيكون حاله في فصل الربيع». استقبل حينها قائد فريق يوفنتوس هذه العبارة بالطريقة السليمة حيث اعتبرها تحديا يتعين عليه أن يفوز به. واستطاع ديل بييرو، بالفعل، أن يستهل أول أيام فصل الربيع بهدف مدوّ سيقربه، على أية حال، من تحقيق غاية جديدة وقيمة.

الرقم المزدوج: يصل رصيد أليساندرو من الأهداف في الموسم الحالي إلى الرقم 8 حتى الآن: 5 في بطولة الدوري المحلي (أمام ليتشي والميلان وتشيزينا وباري وبريشيا) و3 في بطولة الدوري الأوروبي (أمام شامروك روفرز الآيرلندي وشتورم غراس النمساوي وليخ بوزنان البولندي). وفي حال تمكن ديل بييرو من تسجيل هدفين آخرين فسوف ينهي الموسم بالوصول إلى عدد أهداف مكون من رقمين (10) للمرة الـ15 في تاريخ مسيرته الكروية. وبهذا سيتمكن قائد اليوفي من إضافة رقم قياسي جديد إلى سجل إنجازاته الشخصية، حيث إنه يتربع الآن، بالفعل، على قمة هذا التصنيف الخاص إلى جانب فيليبو انزاغي، مهاجم الميلان. وإذا ما استبعدنا الموسم الحالي من الحسابات سنجد أن أليساندرو وانزاغي استطاعا أن يسجلا، على الأقل، 10 أهداف خلال 14 موسما حتى الآن ويتقدما في هذا الترتيب على كل من: كريسبو، مهاجم بارما، وفرانشيسكو توتي، قائد فريق روما (اللذين يأتيان في المركز الثاني برصيد 13 موسما) ثم يليهما دي ناتالي، مهاجم أودينيزي، ودي فايو، مهاجم بولونيا، وصامويل إيتو، لاعب الإنتر (برصيد 11 موسما) ويخلفهم إبراهيموفيتش، لاعب الميلان (10 مواسم) ثم لوكا توني، مهاجم اليوفي الحالي (9 مواسم) وبعده ميليتو، لاعب الإنتر (8 مواسم) وجيلاردينو، مهاجم فيورنتينا (7 مواسم).

ضمان: إنه استمرار مخيف لديل بييرو، الذي ينتظر توقيع آخر عقد له في مسيرته كلاعب مع نادي اليوفي، في هذا التصنيف الخاص. تجدر الإشارة إلى أن أليساندرو لم يتمكن، خلال مسيرته، من الوصول إلى سقف الـ10 أهداف في الموسم الواحد إلا في 3 مرات فحسب: عندما كان لاعبا ناشئا في موسم 1993 - 1994 (سجل 5 أهداف في أول انطلاقة له) وعندما تعرض لتلك الإصابة الخطيرة موسم 1998 - 1999: (وصل إلى الهدف الثالث ثم توقف عن المشاركة مع الفريق للعلاج)، وفي موسم 200 - 2001 (سجل 9 أهداف فحسب). أما أكثر عدد من الأهداف سجله قائد فريق اليوفي في موسم واحد فقد تحقق ذلك عندما كان أقوى لاعب في العالم إلى جانب البرازيلي رونالد في موسم 1997 - 1998 حيث تمكن ديل بييرو من تسجيل 32 هدفا في 47 مباراة. وهناك 9 مواسم أخرى نجح فيها أليساندرو في تسجيل 15 هدفا. إن قائد اليوفي، إذن، موجود دائما ولن يكون مطلقا هو مشكلة الفريق، فالمعضلة الحقيقية هي أن الفوز يحتاج إلى وجود الكثير من الأبطال الآخرين.