ضعف الكوادر الطبية في الأندية السعودية يهدد سلامة اللاعبين

معضلة الحزم حركت المياه الراكدة وكشفت هشاشة التعاقدات

TT

كشفت الأزمة الطبية التي عانى منها نادي الحزم خلال الفترة الماضية، النقاب عن إهمال الكثير من إدارات الأندية السعودية للعقود المبرمة مع الأجهزة الطبية التي تشرف على سلامة اللاعبين، وتوفر أجواء صحية تتلاءم مع تطلعات المسؤولين والجماهير. حيث أثبتت التحريات التي قامت بها إدارة نادي الحزم أن المشرف على العلاج الطبيعي المصري سامح ناجي لا يملك أي مؤهل طبي يجعله مخولا بمزاولة عمله، وأنه قدم إلى السعودية بتأشيرة «بناء»، وهذا الاكتشاف جاء متأخرا بعد أن خضع الكثير من اللاعبين للعلاج على يديه، وقام بتشخيص الكثير من الحالات التي كانت بحاجة لاختصاصي متمكن من أجل البحث عن أقصر السبل لتعافي اللاعب، وعودته مجددا لتمثيل ناديه وإكمال صفوفه للمنافسة على المسابقات التي يشارك من خلالها.

وتشير الكثير من التقارير المتعلقة بالجانب الرياضي إلى أن التجهيز الطبي السليم يعتبر من مقومات نجاح المنظومة الرياضية التي يكون فيها اللاعبون معرضين للكثير من الإصابات، وفي حال افتقاد هذه الحلقة المهمة فإن ذلك ينعكس سلبا على مستوى الرياضة في المنطقة بشكل عام، وهو الأمر الذي يبدو واضحا في الدوري السعودي الذي يزخر بالكثير من الغيابات التي تدوم لفترات زمنية طويلة، مما يفقد اللاعب قدرته على التعامل مع الكرة بشكل جيد، ويستلزم الأمر مرحلة تأهيلية طويلة من المحتمل أن تعود بالضرر على الأندية التي تقدم ملايين الريالات من أجل الاستفادة من خدمات اللاعبين بشكل سليم يتيح لها الفرصة للظهور بأفضل المستويات التي تليق بسمعتها سواء في المسابقات المحليّة أو القارية.

وتعتمد كبريات الأندية في العالم على السيرة الذاتية التي يحملها الطبيب، والجهات التي سبق له العمل بها قبل عملية إنهاء التعاقد معه، حيث أعلن نادي مانشستر يونايتد مؤخرا تعاقده مع جهاز طبي بقيادة الدكتور ستيف مسنالي، الذي سبق له أن أشرف على أكاديمية ليفربول في الفترة بين عامي 1998 و2006، إلى جانب إشرافه على المنتخب الإنجليزي للشباب عام 2002، في الوقت الذي تتجه فيه بعض الأندية في اسكوتلندا إلى توفير أكاديمية طبية يتم من خلالها تخريج أطباء يعملون في النادي، وفق مؤهلات دقيقة ومتخصصة بإمكانها أن تقدم أفضل أداء لمعالجة اللاعبين من الإصابات التي تلحق بهم، ويأتي ذلك نظير وعيهم الكبير بأهمية الجانب الطبي في العمل الاحترافي الذي تتطلبه الرياضة في الأندية، خصوصا تلك التي تسعى إلى فرض وجودها وتشريف وطنها الذي تمثله في أي محفل خارجي.

بقيت الإشارة إلى تزايد حالات الإصابات في معظم أندية دوري زين، خاصة مع النجوم الكبار في الموسم الواحد، ومن بينها فريق الشباب الذي دارت أحاديث كثيرة حول أسباب معاودة الإصابات للنجوم أنفسهم، إذ لاحظ المتابعون أن اللاعب الواحد في النادي ذاته يصاب لأكثر من مرتين وربما أربع مرات من دون أسباب تذكر، وهو ما جعل بعض كبار لاعبي الشباب السابقين والحاليين يلمحون إلى أن المشكلة الرئيسية ربما تكمن في الجهاز الطبي التابع للفريق الكروي الأول.