موتا يقود إيطاليا للفوز على سلوفينيا والاقتراب كثيرا من التأهل لأمم أوروبا

لاعب الإنتر كان الأفضل في الملعب.. وبرانديللي قال إنه سينظر في أمر بالوتيللي

TT

اقترب المنتخب الإيطالي كثيرا من التأهل لبطولة أمم أوروبا 2012، وذلك بعدما حقق فوزا مهما أول من أمس على نظيره السلوفيني في عقر داره بهدف نظيف سجله تياغو موتا في الدقيقة 28 من شوط المباراة الثاني، وبهذا الفوز رفع الأزوري رصيده من النقاط إلى 13 نقطة يحتل بها صدارة المجموعة وبفارق 6 نقاط عن المركز الثاني، الذي يتقاسمه إلى الآن كل من منتخبي صربيا وسلوفينيا، ولكل منهما 7 نقاط. هناك رسالة لا يمكن أن نقلل من قيمتها، والتي تصل من تلك التسديدة الرائعة جدا في مرمى سلوفينيا، حيث اقتربت إيطاليا من تنفس الصعداء. تحديدا في الأيام التي نحتفل فيها بمرور 150 عاما على وحدة بلدنا إيطاليا، والذي يعج باحتفالات ملأتنا بالحس الوطني الكريم، لكن كثيرا ما كان، وأعيننا على الماضي، يأتي لاعب برازيلي ليضرب بجذوره في بلدة بوليسيلا، في إقليم روفيغو، بكرة تجعلنا ننظر إلى المستقبل. يعد تياغو موتا «إيطالي جديد»، فهو أحد من قرر شيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي أن يفتح لهم الأبواب باسم مستقبل صار حاضرا بالفعل، وإن لم يدرك البعض ذلك بعد أو لا يريد ذلك. الانتقام: الطريق أمام المنتخب الإيطالي ممهد نحو بطولة أمم أوروبا المقبلة، يورو 2012، بفضله هو تحديدا وقدميه المذهلتين وهدفه الخامس هذا الموسم (4 في الدوري المحلي مع الإنتر)، وكذلك بفضل تلك الرغبة للاعب في الآزوري كان - باسم أصول عائلته - قد بدأ يظهر منذ فترة طويلة. كانت هناك حاجة أن يستمع برانديللي ويعرف أحلامه واحتياجاته، وأن يقرر القدر تحقيق بعض طموحاته. قائمة لاعبي المنتخب الإيطالي ظهرت لنا كبصيص أمل، ووضع صحافيو سلوفينيا المهتمين كافة تواريخ ميلاد لاعبي الآزوري، وخسارة أن العديد منهم دخل في دوامة أشبه بآلة الزمن، فبوفون كان عمره 29 عاما فقط، وهو، أي تياغو موتا، 24 عاما للتو. في ذلك السن، كان لاعب الوسط يسعى في برشلونة لاستعادة ما انتزعه سوء الحظ منه على ما يبدو بعد التمزق الذي تعرض له في أربطة الركبة اليمنى. «انتهى» هكذا همهم في إسبانيا قبل الاستغناء عنه لفريق جنوا الإيطالي، وسارت القصة بشكل مختلف، فقد كان تياغو ينتظر الميلاد من جديد فقط. بعد «ثلاثية الإنتر»، وقبل التركيز في لقاء الديربي الوشيك، الفرحة لها طعم فريد، وأكد موتا عقب المباراة: «هدف في مباراتين مع الآزوري، من المستحيل تحقيق أفضل من ذلك. علي أن أشكر اللاعبين وبرانديللي الذين منحوني الثقة ورحبوا بي جيدا. شخصيتي؟ هذا الفريق ليس في حاجة إليها، إنني لاعب قادر على المساعدة. ليبي، مدرب المنتخب السابق، لم يقم باستدعائي قط، لكن هذا ليس مهما الآن، فاليوم أنا سعيد للغاية وفخور باللعب لهذا المنتخب. هل نحن منتخب من دوري الدرجة الثانية؟ علينا مواصلة المسيرة، لدينا فريق عظيم يبلي بلاء حسنا، لكن يمكنه تقديم المزيد من دون تفكير في الانتقادات. المدير الفني طلب منا تحريك الكرة وأن لا نبقى ثابتين والبحث عن كاسانو بين الخطوط، وأعتقد أننا قمنا بذلك، فخط الوسط يتميز بالمهارة. هاتفي الجوال يعج بالرسائل، من الأصدقاء، والعائلة وأيضا ليوناردو الذي قدم إلي التهاني، إنه هدف لن أنساه والآن نتمنى تحقيق أهداف أكثر في الديربي». إلى ذلك، إذا كانت مسألة شجاعة، مثلما قال تشيزاري برانديللي، فإن انتصارات مثل فوز مساء أول من أمس هي التي ربما تمنح ما هو أكثر من المتوقع تحقيقه. إن هذه المباريات هي التي تقنع أن الفريق يسير على الطريق السليم، حتى ولو الدروب التي رسمها المدير الفني وفكر في غزوها لم تكن غير ممهدة. لكن ما يهم هو الترتيب في المجموعة فقط، وكفى. شكرا للمشككين: وعقب الفوز المهم أمس، قال برانديللي: «لا أدري إن كانت هذه هي مباراة التحول، لأن شيئا لم يتأكد بعد، ولم نتأهل بعد إلى أمم أوروبا، لكن من الصحيح أن الانتصارات تساعد على العمل، وعلى رفع ثقة الفريق في نفسه وكذلك الرغبة في اللعب بطريقة ما. أحدهم وصفنا بأننا منتخب إيطاليا لدوري الدرجة الثانية، حسنا، ليواصلوا ذلك، فهم، هكذا، يعطوننا دوافع ومحفزات أكثر، لأن التشكيك قد يكون مهما مثل التفاؤل ويضع شيئا ما أكثر، وخصوصا على المستوى النفسي». حتى وإن كان المفتاح، بعد ذلك، هو خط الوسط، حيث يتابع برانديللي: «لا يزال علينا تصحيح شيء ما حينما نلعب بشكل رأسي ومعرفة متى نكون متماسكين وندافع أكثر من التحرك للأمام، لكننا في خط الوسط كنا أبرع منهم، وفي هذا تحديدا أردنا أن يكون لنا التفوق، أيضا إذا ما كلفنا ذلك المخاطرة قليلا، فهذا هو المهم من أجل الفوز دائما، في خارج ملعبنا أيضا، تلك هي الشجاعة التي كنت قد تحدثت عنها عشية المباراة، وهي ما كنا نحتاج إليه لإعطاء استمرارية للأداء الرائع الذي ظهرنا به أمام ألمانيا». لنتحلى بالصبر إذا ما فقد منتخب كاسانو وبالوتيللي عنصريه معا قليلا خلال مسيرته، إنه ليس بعد منتخب إيطاليا المعتمد على الشباب ويعج بالعبقرية والتهور، حتى وإن فكر برانديللي في الشد من أزر لاعب الميلان قائلا: «إنها مباراة كبيرة، ملأتها التضحية الشديدة، فقد منح كاسانو مهارة جيدة وإن لم يكن سهلا إيجاد مساحات فقد نجح في الوجود في المناطق المهمة». لكن من مساء أول من أمس، وهو منتخب إيطاليا للاعبين إيطاليين جديد، بفضل تياغو موتا. إنه درب رائع أيضا، ويعلق برانديللي: «إنه لاعب ذو شخصية قوية، ويمنح هدوءا لخط الوسط ورفاقه يبحثون عنه وقت الأزمات، وقد برعنا في المبادلة مع أكويلاني ومونتوليفو، وهكذا نجحنا في عدم إعطاء نقاط مرجعية للخصم». لنساعد ماريو: والآن، هل يعطي فرصة لبالوتيللي؟ لا يرفض برانديللي بشكل قاطع (يرد «سنرى كيف نحن ونقرر»)، لكنه يشرح أن أحدا لم يعط مؤشرات سلبية وبالتالي قال «إن لم تكن هناك مشكلات فسنظل هكذا»، وذلك بعدما بدأ يرجئ عودة المهاجم الأسمر إلى صفوف المنتخب، والذي خصص له المدير الفني، في حديثه لشبكة «الراي» التلفزيونية، كلمات مهمة قبل بداية المباراة، قائلا: «المهم هو أن يرغب ماريو في التفكير في أخطائه، فقد شعر بعدم الراحة، وندم، وطلب المساعدة، ونحن سنكون قريبين منه من أجل مساعدته في تطوره». من جهة أخرى، فإن نار الحماس التي سبقت وصاحبت هذا التحدي أمام العملاق، منتخب إيطاليا، لم تكن تروق للمدير الفني لمنتخب سلوفينيا ماتياك كيك، وقد كان محقا، أيضا حينما قال لا ينبغي عدم الوثوق دائما بالإيطاليين، وإن كنا نعرفهم هذه المرة أكثر. لم يكن هذا كافيا، بل إن تحطمت العادة أيضا، فهو لم ير قط فوزا للآزوري على ملعبه، وليس صدفة أن تتعاظم الحسرة إذا كان صحيحا أن الحارس هاندانوفيتش قد كان الأفضل. مناخ سيئ: ويقول كيك إن «المفتاح السلبي في النهاية كان تحديدا هو تحميل الفريق بهمة النصر الكبير. فقد كان هناك مناخ توتر شديد، شعر اللاعبون بآمال وطموحات الجمهور بشكل زائد عن الحد وفي النهاية اتضح أن هذا ضرر أكثر من كونه دافعا». ما خلا ذلك قام به منتخب إيطاليا. ويتابع كيك: «كما هو متوقع كانت مباراة صعبة، وقد ظهروا هم خصما صلبا، لكنه قادر، خاصة، على الإمساك بزمام اللعب في يده، وهذه كانت الصعوبة الأكبر التي واجهتنا وهو عدم تحقيق الاستحواذ على الكرة الذي كنا نريده. الباقي؟ عدم التوفيق قليلا، وقد كنت مضطرا أيضا للقيام بتغييرات لم أكن أتوقعها ولعبنا لم يتطور أبدا كما أود».