أكويلاني: الهدوء واللعب بجانب النجوم الكبار زادا من تألقي مع الآزوري

ظهر بشكل رائع أمام سلوفينيا رغم عدم ثبات مستواه مع اليوفي

TT

لا يزال مستقبل اللاعب بمثابة الجنين في الرحم، ويتعلق بعقد مهم وحقائب مجهزة بالفعل. فقد تعلم ألبرتو أكويلاني، لاعب وسط المنتخب الإيطالي، أن ينظر إلى المستقبل من دون أن يحمل بداخله قلق من يتعين عليه دائما إظهار مستواه العال لضمان بقائه بين اللاعبين أصحاب المهارة. إنه درس الحياة الذي أدركه أكويلاني، الذي لم يكمل الـ27 عاما بعد، عندما قرر ترك الدفء العائلي في مدينة روما واتجه إلى مدينة ليفربول الإنجليزية. لكن هذه الصفحة انطوت تماما، فاللاعب الآن معار إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، ويقدم أداء مميزا على مستوى فريقه أو حتى في صفوف منتخب الآزوري، الأمر الذي يجعله ينظر بأمل نحو مستقبل جديد وهو ينتظر في الوقت ذاته قدوم طفله الأول إلى الدنيا.

هدوء المنتخب: ثمة شيء غريب شعر به اللاعب ألبرتو أكويلاني تجاه المنتخب الإيطالي هذه المرة، لا سيما في تلك اللحظات التي كان يفتقد الآزوري فيها إلى خدمات اللاعب الذي كان يعد التوأم الروحي لأكويلاني خلال أيام وجود الأخير في فريق روما: إنه دانييلي دي روسي، مهاجم روما الذي لم يستدعه برانديللي، مدرب الآزوري، إلى مباراة سلوفينيا كنوع من العقاب. لقد كان روسي وأكويلاني لسنوات طويلة هما الأمير والهداف في صفوف روما، الموهبة الطبيعية والرغبة في الوصول. ثم افترق طريقاهما، ليجتمع شملهما فحسب من خلال صفوف المنتخب القومي. لكن، للأسف ليس أمام سلوفينيا. لقد ظهر أكويلاني بشكل رائع خلال مباراة يوم الجمعة الفائت أمام سلوفينيا (التي انتهت بفوز الآزوري 1/0)، واستطاع أن يحكم قبضته على مجريات وسط الملعب، وعندما تم سؤاله عن الأسباب وراء عدم ظهور هذا الأداء الجيد في فريق اليوفي، فأجاب ألبرتو قائلا «في المنتخب هناك نوع من الهدوء، ثم إنك تلعب إلى جانب أصحاب مهارات كبيرة، لذا يصبح من الأسهل أن تظهر بشكل جيد. السر؟ توفير الظروف اللازمة لتقديم أفضل ما عندك».

انتصار المهارة: إنها وصفة تبدو سهلة، لكن هناك نظرة أيضا على حال المنتخب بأكمله. ويواصل أكويلاني «لا أعلم إذا كانت تلك هي أفضل مباراتي مع الآزوري أم لا. لكن من المؤكد أننا أمام سلوفينيا كنا جميعا على قدر عال من التركيز، وتمكنا من فرض أسلوب لعبنا على الأرض وإظهار شخصيتنا داخل الملعب. لقد كنا رائعين في السيطرة على الفريق المنافس وتقليص حجمه داخل الملعب، حيث تفوقنا عليه من ناحية المهارة».

كارثة اليوفي: صحيح.. لكن عند سؤال أكويلاني عن عدم نجاحه في التناغم الدائم مع اوركسترا فريق يوفنتوس كانت الإجابة على النحو التالي «للأسف، في نادي اليوفي الأمور لا تسير نحو الأفضل، وطوال الموسم وأنا أسأل نفسي عن الأسباب وراء ذلك. لكن التساؤلات تتوقف فجأة عندما أتذكر أن جدول مباريات الدوري يجعلنا يوم الأحد المقبل في مواجهة تختلف عن اللقاءات الأخرى: إنها مباراة روما × اليوفي». لا جدوى من القول إن الفتى الصغير الذي ولد في مونتوساكرو في روما لن يتغلب بقوة على قلبه، غير أنه لا يرغب في خسارة هذه الجولة. إن ألبرتو يعلم جيدا أن هناك الكثير من مشجعي روما لم يسامحوه بعد على اختياره الرحيل إلى ليفربول ثم اليوفي، بيد أن هذا الأمر أيضا يساعده على قطع هذا الحبل الذي يفصله عن عالم الاحتراف.

الميلان وروما: لكن هذا الحديث عن أكويلاني بدأ بذكر المستقبل وينبغي أن ينتهي هكذا. أين سيكون ألبرتو في المستقبل؟ إن القصة معروفة، فاللاعب معار من النادي الإنجليزي إلى اليوفي، ويطالب ليفربول بمبلغ 16 مليون يورو مقابل البطاقة الكاملة للاعب، والنادي الإيطالي يطمع في تجديد الإعارة أو تخفيض المبلغ المطلوب. وفي شهر أبريل (نيسان) المقبل سيكون هناك المزيد من المعلومات بهذا الشأن، غير أن يوفنتوس حتى الآن مقرر ألا يقوم بشراء بطاقة اللاعب مقابل هذه القيمة. تجدر الإشارة إلى أن نادي الميلان على استعداد للتدخل دون أن يتسبب في الحد الأدنى من المضايقة لاستراتيجية نادي السيدة العجوز. لكن ثمة فكرة أخرى تلوح في الأفق بصدد أكويلاني: إنها العودة إلى روما.. إنه مجرد اقتراح لأنه قبل تثبيت الملاك الجدد لنادي العاصمة يعد أي حديث عن سوق الانتقالات سابقا لأوانه. لكن، من المؤكد، أن نادي ليفربول الإنجليزي لم ينته بعد من سداد مبلغ الـ20 مليون يورو إلى نادي روما (قيمة صفقة بيع بطاقة أكويلاني من روما إلى النادي الإنجليزي)، وإذا قرر المنعطف الجديد لنادي روما أن أكويلاني ليس فحسب بطاقة من الماضي فربما يكون هناك تحرك، بالفعل، في هذا الصدد. فالمستقبل لا يعني دائما التوجه إلى أرض أجنبية.

> أرقام:

14: عدد مشاركات ألبرتو أكويلاني مع المنتخب الإيطالي حتى الآن: وقد سجل أكويلاني هدفين في شباك منتخب الجبل الأسود في 18 أكتوبر( تشرين الأول) 2008.

4: عدد الانتصارات التي حققها المنتخب الإيطالي بقيادة برانديللي من إجمالي 8 مباريات. فبعد تعرض الفريق للخسارة أمام منتخب ساحل العاج لم يحصد سوى النتائج الإيجابية (3 تعادلات).

13: عدد النقاط التي حصدها المنتخب الإيطالي حتى الآن في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2012.