عبد الله الدوسري: صدقوني.. لو حضر مورينهو لتدريب الحزم سيفشل

قال إن رحيله من الشباب كان قرار إداريا بحتا وليس فنيا

TT

رمى لاعب فريق الحزم الكروي الأول عبد الله الدوسري باللائمة في تدهور مستوى فريقه على إدارة النادي التي لم تحمل أي طموحات أو خطط مرسومة للموسم الرياضي الحالي، على حد قوله، مؤكدا عدم التجديد مع الفريق بعد نهاية عقده الحالي. وشدد الدوسري في حواره لـ«الشرق الأوسط» على أن رحيله من الشباب لا علاقة له بالنواحي الفنية، مؤكدا أن إدارة خالد البلطان وراء إقصائه عن فريقه السابق، مستشهدا بإبعاده عن القائمة المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي. وكشف عن علاقته المميزة مع زملائه السابقين في نادي الشباب، مضيفا أنهم أبدوا غير مرة حاجة الفريق الماسة لخدماته.

* ما أسباب استغناء ناديك السابق الشباب عن خدماتك، رغم حاجته للاعبين في مركزك نفسه؟

- رحيلي لا دخل له بالأمور الفنية، وإنما هو إداري بحت، بدليل أن جميع المدربين الذين أشرفوا على الشباب بعد انتقالي للحزم كالبرتغالي باتشيكو، والأرجنتيني إنزو هيكتور طالبوني بالعودة لصفوف الفريق مرة آخرى.

* نريد أن توضح لنا الحقيقة أكثر؟

- بعد انتهاء عقدي مع الشباب، لم تفاوضني الإدارة حول مسألة التجديد، وكذلك عرفت أنهم لم يضعوا اسمي ضمن القائمة المشاركة في دوري أبطال آسيا لكرة القدم في العام الماضي، حتى إنهم لم يخطروا مدرب الفريق باتشيكو بهذا الأمر، وعندما شعرت بأنهم لا يريدونني تنازلت عن 100 ألف ريال من أجل إنهاء ارتباطي السريع معهم.

* هل تقصد أن إدارة الشباب هي من تقوم باختيار اللاعبين المشاركين في دوري المحترفين الآسيوي وليس الجهاز الفني؟

- الجواب واضح ولا يحتاج إلى أي اجتهاد، والدليل أن البرتغالي باتشيكو اختارني ضمن الـ20 لاعبا للمعسكر الإعدادي لمباراة الفريق أمام سيباهان أصفهان الإيراني، وتفاجأ بعدها المدرب بخروجي من قائمة اللاعبين المشاركين في البطولة، وكأنه آخر من يعلم.

* وما حكاية طلب باتشيكو وهيكتور وبوميدو عودتك للفريق؟

- كل المدربين الذين أشرفوا على الشباب مؤخرا يبدون لي أحاسيسهم الصادقة بأن الفريق بحاجة لخدماتي، وكذلك زملائي حسن معاذ، وأحمد عطيف، ونايف القاضي الذين عبروا لي في آخر اتصال، بعد مباراة الشباب ونجران الأخيرة، عن أمانيهم بعودتي مرة ثانية للفريق الأول.

* في الموسمين الأخيرين ظهر الشباب بمستوى متواضع، ما الأسباب كونك قائدا سابقا للفريق؟

- الشباب يملك أفضل اللاعبين في الدوري السعودي، والدليل انضمام العديد منهم للمنتخبات السعودية في السنوات الأخيرة، لكن هناك مراكز في صفوف الفريق تحتاج لغربلة، وهناك لاعبون لا يرغبون في تطوير أنفسهم، وهذا الأمر عائد إلى عقليتهم وثقافتهم.

* كيف بدأت مفاوضاتك مع الحزم؟

- تلقيت عدة عروض مغرية من القادسية والحزم بعد مخالصتي مع الشباب، بالإضافة لعرض من الوحدة أثناء رئاسة عبد المعطي كعكي، وذلك قبل نهاية عقدي، لكن إدارة النادي رفضت عرض الوحدة الذي بلغ 700 ألف ريال لموسم واحد بحجة حاجتهم لخدماتي.

* هل كان عرض الوحدة أفضل؟ وكيف فاضلت بين عرضي الحزم والقادسية؟

- بالتأكيد كان العرض مغريا، وكان ذلك قبل نهاية عقدي مع الشباب، لكن إدارة النادي رفضته، وقالت إنها بحاجه لخدماتي، بينما تقدم القادسية لي بخطاب رسمي وما زلت أحتفظ به حتى الآن، ولكن كان هناك غموض يكتنف بعض الجوانب المتعلقة بالعقد، وبعد ذلك قدم لي وكيل أعمالي فهد الحمدان عرضا من نادي الحزم، وللأمانة كانت مميزات عرض الأخير أفضل من القادسية فوافقت.

* هل تشعر حاليا أنك تسرعت بالانتقال للحزم، خاصة أنه اقترب من الهبوط لدوري الأولى؟

- بصراحة، لم أنتقل للحزم لمجرد أنه عرض وقبلت به، ولو كان الأمر كذلك لاخترت عرض القادسية باعتباره فريقا كبيرا مقارنة بالحزم، ولكن أوضاع النادي في السنوات السابقة ومعرفتي بحماس لاعبي الحزم خلال السنوات الأخيرة في دوري زين.. ولكن بعد ارتباطي رسميا معهم اكتشفت أن الفريق متهالك، وأن إدارة النادي السابقة بلا طموح، وتخيل أن المعسكر الإعدادي في مصر كان بلا مدرب في أول 10 أيام، وتصور أنه كان يشرف علينا في تلك الفترة مدرب حراس، كما أن عقد اللاعبين الأجانب الأربعة لم يكتمل، كل ذلك أوحى بموسم رياضي غير جيد للفريق، وكنت أرى بوادر الفشل، وأسررت للمقربين مني في وقتها بعدم وجود بوادر لتقديم فريقنا مستوى جيدا في الدوري، وكنت أتمنى أن لا تصدق توقعاتي، لأن زملائي كانوا يطمحون في تحقيق مركز يؤهلهم للاستمرار في المشاركة بكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، لكن انعكس الحال، لأن الجميع شاهد الأندية كلها تعمل بجد وتتعاقد مع مدربين متمكنين ومحترفين يشكلون الفارق باستثناء الحزم.

* قد تكون هناك بوادر قبل بدء الموسم لظهور الفريق بمستوى لا يعكس قوته في المواسم السابقة.. لكن ألا تعتقد أن خسارة الفريق بثمانية أهداف كانت قاسية جدا على الحزم؟

- الخسارة في مباراة واحدة بنتيجة كبيرة ليست مشكلة، لأن أغلب الفرق العالمية منيت بخسارة كبيرة سواء في الدوري الإيطالي أو الإسباني والإنجليزي، أو حتى على صعيد المنتخبات العالمية، وآخر تلك الفرق التي اكتسحت هي باليرمو الإيطالي الذي اتخم مرماه بسبعة أهداف دون مقابل وعلى ملعبه في الدوري المحلي، ولكنه عاد بعد جولتين ليتغلب على المتصدر ميلان بهدف دون رد، والعمل الجيد وغير الجيد لا تتحدث عنه نتيجة مباراة أو اثنتين، ولكنه يتضح مع عدم المقدرة على تقديم أي شيء، ومن شاهد معسكرنا في مصر، لن يتوقع أن ما نقوم به استعداد لدوري زين، بل أظنه سيعتقد أن تجهيزاتنا لفريق مقبل على بطولة ودية، وعلى النقيض تماما فريق الفيصلي الذي أقامت بعثته في الفندق ذاته الذي نقطن به، الذين بدوا وكأنهم فريق أوروبي من حيث التدريبات وجاهزيتهم كطاقم فني وإداري ولاعبين، وحتى ودياتهم في المعسكر كانت مختلفة تماما عن تجاربنا التي اخترناها أمام فرق أكاديميات وشركات وفرق ضعيفة كسموحة المصري، في وقت خاض فيه الفيصلي مباريات أمام فرق كبيرة كالإسماعيلي مثلا.

* ما العلاقة بين غياب الدعم المادي والنتائج المتواضعة جدا للفريق؟

- الربط موجود بين المادة وتدهور الفريق، فهي أساسية في العمل، وبكل أمانة عانينا من المادة بشكل كبير، لأننا حصلنا في البداية على راتب شهر ثم توقف انتظام الرواتب لمدة 3 أشهر، وجاء شهر رمضان وذو القعدة وذو الحجة ونحن لم نتسلم الرواتب على الرغم من حاجتنا الشديدة لها، وكثير من اللاعبين عندهم أسر وأبناء يعولونهم، وتخيل أن أحد الإداريين في الحزم أقسم قبل انتقالي للفريق أن الرواتب لن تتأخر وسنحصل عليها بانتظام شهريا.

* بعيدا عن خسائر الحزم، فريقكم يخسر بنتائج ثقيلة وقلما يسجل في مرمى المنافسين لتقليص الفارق، ما سبب هذا الضعف الهجومي؟

- ذلك يرتبط بطريقة المدرب، فبعض المدربين يلعب بمهاجم واحد، وهذا ما حصل معنا، لأن الفريق ضم إلى وقت قريب مهاجمين من طراز عال كبدر الخراشي، ومحمد العنبر، وصفوان المولد، وعبد الله آل حيدر صاحب النزعة الهجومية، ولكن أمر عدم مشاركة معظمهم في المباريات السابقة عائد لقناعة المدربين المتعاقبين على الحزم، وهذا الخلل الهجومي اكتشفته جميع الأندية التي تواجهنا فهي تتوقع أن فريقنا سيلعب بمهاجم واحد فقط.

* صاحب نهج مدربكم الحالي ميسوفياتش العديد من وجهات النظر، فالبعض أشاد به وقال إن العناصر لم تسعفه، والبعض الآخر يشير إلى هفواته في تشكيلة المباراة، ما تعليقك؟

- بكل أمانة، المدرب قد تكون إمكاناته محدودة واسمه في عالم التدريب صغير، لكن الأجواء في الفرق التي واجهها في هذا الموسم لم تكن لتسعفه أبدا، ولو تعاقد الحزم مع مورينهو، فلن ينجح في ظل الإمكانات الضعيفة والظروف المحيطة، وما جرى له ينطبق على ما حصل لسلفه التونسي لطفي رحيم، وما ثبط روح النجاح لديهم عدم وجود انضباط لدى اللاعبين، فهم يعتبرون واجبهم مجرد تدريب لنصف ساعة فقط، ووصل بنا الحال إلى وصول عددنا في التمرين الصباحي إلى 7 لاعبين فقط.

* زميلك محمد روبيز اتهم رؤساء نادي الحزم بأنهم لا يفقهون في عالم الكرة، هل تتفق معه؟

- هذه وجهة نظر خاصة بروبيز، وفي رأيي ليس من المطلوب من رؤساء الأندية أن يكونوا ملمين بأسرار الكرة، أو أن يكون لاعبا سابقا، وإن كان من الأفضل أن يكون رياضيا، ولكن مهامه المنوطة به رسم سياسات واستراتيجيات عامة وتوفير الدعم المادي.

* ذكر مدربكم أن إبعادك عن قائمته أمام الفيصلي نتيجة قرار إداري، بسب عدم حضورك اجتماع عشاء بين الإدارة واللاعبين، ولكنك خرجت أيضا من التشكيلة في المباراة التي تليها أمام الرائد، هل ما زلت تخضع للعقوبة؟

- سأترك التعليق للقارئ، لأن الأمور حلت مع رئيس النادي قبل مباراة الرائد. وبمناسبة العقوبة، فإن غيابي كان بسبب وفاة عمي وأخطرت الإدارة بذلك قبل الاجتماع، ولم يخطر في بالي أن غيابي عن وجبة العشاء سيؤدى إلى أن أعاقب بالإقصاء عن المباريات.

* هل ستعود في مباراة الشباب؟

- أنا منضبط مع الفريق في التمارين، والدفع بي في المباراة يعود لوجهه نظر المدرب، خصوصا أني في نهاية عقدي، ولا أريد أن أدخل في إشكالات مع إدارة النادي.