المنتخب الإيطالي ينهي استعداداته لمواجهة أوكرانيا الودية اليوم

روسي لاعب فياريال أقرب للمشاركة في الهجوم بدلا من كاسانو

TT

أنهى المنتخب الإيطالي الأول لكرة القدم استعداداته لمواجهة أوكرانيا الودية التي ستجرى مساء اليوم الثلاثاء، ويسعى المدير الفني برانديللي لتجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين ومنحهم فرصة إثبات الذات وعلى رأسهم جوزيبي روسي. يذكر أن المنتخب الإيطالي خاض يوم الجمعة الماضي مباراة مهمة أمام نظيره السلوفيني وفاز بها بهدف نظيف سجله تياغو موتا لاعب الإنتر مما جعله قاب قوسين أو أدني من التأهل لأمم أوروبا 2012.

الإسبان غير مصدقين: «جوزيبي روسي لا يلعب أساسيا مع منتخب إيطاليا؟ ومن لديكم في الهجوم؟ هل هناك روبرتو باجيو آخر؟». يمكن شرح أن روسي الثاني – فالأول هو باولو روسي نجم إيطاليا في الثمانينات - ينطلق من الصف الثاني لأنه لا بد من مواصلة الاعتقاد في النظام الغذائي لكاسانو أو تمنى أن يكف بالوتيللي عن تصرفات الحماقة. لكن، اليوم في مباراة أوكرانيا الودية، من الممكن أن نرى منتخبا آخر، وهو ما أعلن عنه المدرب تشيزاري برانديللي نفسه، حينما وصف كاسانو بالكريم يوم الجمعة الماضي بعد مواجهة المنتخب السلوفيني. من لاعب فذ إلى كريم، إنها معضلة أنطونيو كاسانو في صفة. هل تودون رؤية أن المدير الفني قد ضاق بتصرفات «الظاهرتين» واللذين حولهما كان سيبني منتخب إيطاليا الجديد؟

أرقام الموسم الحالي كافية لكي يتم منح جوزيبي قميصا أساسيا في المنتخب الإيطالي، وليس فقط في كييف، مثلما سيحدث مساء اليوم في لقاء تجريبي، لكن في المباريات المهمة، مباريات الثلاث نقاط. وإليكم ملخص مختصر، حيث سجل روسي إلى الآن مع فريق فياريال الإسباني في موسم 2010-2011 (يتألق معه منذ 2007) 26 هدفا: 15 في الدوري المحلي، 8 في الدوري الأوروبي و3 في بطولة كأس ملك إسبانيا، كما أنه يحتل المركز الرابع في قائمة هدافي الدوري الإسباني متساويا مع ليورنتي لاعب أتليتكو مدريد، وخلف كل من ديفيد فيا (17 هدفا) ومتصدري الترتيب ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو (27 هدفا). غير أن روسي يلعب في ناد صغير، ومع الريال أو البارسا كان ليسجل أهدافا أكثر بكثير، وهذه النظرة لم تأت من فراغ، فقد أدرجه بيب غوارديولا مدرب الفريق الكتالوني في قائمة اللاعبين الذين يسعى النادي لضمهم في الفترة المقبلة، حيث يرى أنه مناسب لطريقة لعب الفريق. كما أن انتزاعه من فياريال لن يكون سهلا، فقد رفض رئيس النادي عرضا ضخما من توتنهام الإنجليزي للاستغناء عن مهاجمه الإيطالي مقابل 37 مليون يورو وقام بتمديد عقده حتى عام 2016. بإمكان فريقي يوفنتوس ونابولي التعويل على رغبة اللاعب، والذي في بطولة الدوري الإيطالي قد يعود ركضا، لكن هذه الأموال الطائلة ربما لا تكون لديهم أو لا يودون إنفاقها.

في إسبانيا، يقدرون روسي، ويعتبرونه لاعبا نموذجيا، ويسمونه «الطفل»، فلم يقل قط كلمة في غير محلها أو تصرف بصورة غير لائقة، لا ليال صاخبة ولا سيارات فارهة، حياته ليس بها سوى المنزل والملعب. الإسبان يعتبرونه عكس الإيطاليين، ليس بمعنى أنه ضد إيطاليا، وإنما لكونه مختلفا عن الصورة النمطية للشخص الإيطالي الذي يقضي إجازة خارجية. ربما يتعلق الأمر بأن روسي «أميركي» في الواقع، نظرا لميلاده في تيانيك، بولاية نيو جيرسي الأميركية، من أب وأم إيطاليين. الحياة وجدته صارما، وقد مات أبوه مؤخرا، لكن جوزيبي نضج بعدما تجاوز الصدمة، وفي سن 24 عاما يعد لاعبا ناضجا، كاملا ومدركا.بالنسبة لنوع المنتخب الإيطالي الذي يتشكل في الوقت الحالي، قد يحل روسي محل كاسانو، حتى وإن قال برانديللي: «أنطونيو وجوزيبي يمكنهما الوجود معا في الملعب». روسي لاعب مرن، رأس حربة أساسي أو ثان - لا يهم، كما أن فريق فياريال يعزف نفس كرة برشلونة، ليس في طريقة اللعب، وإنما من حيث التحركات. طريقة 4-2-4، حيث يتبادل أربعة مهاجمين مراكزهم دائما، وبقميص فريقه الإسباني تجد روسي في كل مكان: اليمين، القلب، اليسار وبين الخطوط، حيث دفع به برانديللي ذات مرة. إن اللاعب في حاجة للبقاء قريبا من المرمى، وأن يشتم رحيقه، من أجل الوصول لتلك التسديدة القوية التي تساوي تقدير نصف العالم، وفي المقدمة أندية إسبانيا وإنجلترا، لأنه حينما تتحدث مع أجنبي فإن السؤال هو ذاته دائما: «هل لا تشركون جوزيبي روسي مع المنتخب؟ إنكم غريبون أيها الإيطاليون».