بوفون يصل إلى مفترق الطرق: البقاء مدى الحياة مع اليوفي.. أو الرحيل على الفور

تجمعه علاقة قوية بجماهير نادي السيدة العجوز.. والحنين إلى البطولات قد يدفعه إلى تغيير مساره

TT

لا يعرف جيجي بوفون، حارس مرمى اليوفي والمنتخب الإيطالي، التظاهر، فحالته النفسية أمر يسهل تفسيره، من خلال القليل من الحركات وبضع كلمات. فهو مرح دائما في صفوف المنتخب الإيطالي ومتحفز وإيجابي. أما في فريق اليوفي، حتى لا يغفل مطلقا عن كونه قائد الفريق، فيبدو بوفون أكثر تأملا بعض الشيء، إنه قلق وأقل حماسا. كل ذلك يبدو، إلى حد ما طبيعيا، فالآزوري بقيادة برانديللي يعيش حاليا بداية حقبة جديدة، بينما ينهي فريق اليوفي هذا الموسم بخيبة أمل. ولكن النتائج ليست هي فحسب، الأمر الذي يلقي بظلاله على نفسية جيجي بوفون، فالاتجاهات والافتراضات الناتجة عنها بشأن مستقبله تعد أكثر أهمية من أي شيء آخر.

الخطة رقم 1: الموقف الخاص بعقد جيجي مع نادي السيدة العجوز بسيط للغاية، حيث ينص هذا التعاقد على أن بوفون يتقاضى راتبا سنويا يقدر بنحو 6.5 مليون يورو حتى عام 2013. وتفكر إدارة يوفنتوس، في الوقت الراهن، في خفض قيمة هذا التعاقد مع تمديد المدة حتى عام 2016. وفي حال إتمام هذه المحاولة ستكون هناك حسبتان، أن يرحل عن صفوف اليوفي بعد أن يكون قد أمضى به 15 عاما (فاللاعب انضم إلى قافلة السيدة العجوز في عام 2001) وربما أيضا يتمكن بوفون مع اليوفي خلال تلك الفترة من حصد البطولات التي يفتقد إليها حاليا، فضلا عن حالة الهدوء النفسي التي سينعم بها ويستغلها في الاستعداد جيدا لبطولة أمم أوروبا 2012، أو على الأقل لكأس العالم 2014، التي ستكون المونديال رقم 5 في مسيرة جيجي مع الآزوري. وفي عام 2016 سيكون حارس مرمى اليوفي قد وصل إلى سن الـ38 عاما وحينها ربما يقرر، بذهن صاف ما إذا كان سيعتزل، أم إنه سيمد مسيرته الكروية لموسمين آخرين ليكسر حاجز الـ40 عاما. ومن يدري لعل حتى يصل إلى المونديال السادس. إنه رقم قياسي من المحتمل أن يصعب تحطيمه، وقد خطر بالفعل على بال بوفون غير أنه حتى هذه اللحظة يعد، بشكل طبيعي، مجرد حلم ومشروع يأمل اللاعب في تحقيقه.

الخطة رقم 2: ولكن ماذا لو رحل بوفون عن اليوفي الآن؟ من يعرف جيجي جيدا يعلم أنه حتى يعود إلى سابق مستوياته العالية سيكون في حاجة إلى دوافع قوية. فاللاعب قد لا ينظر إلى الأمر من الناحية المالية، ولكنه ربما يجذبه تحد جديد، ووفقا لوجهة النظر هذه، ربما تكون المغامرة في نادي روما أمرا مثيرا بالنسبة له. تجدر الإشارة إلى أن بوفون تجمعه علاقة قوية للغاية بجماهير اليوفي وسيكون من الصعب أن ينزع نفسه عنهم، ولكن ينبغي على اللاعب إدراك ما يرغبه، ليس فحسب فيما يتعلق بالموسم القادم، ولكن لما سيليه أيضا. فالصيف الحالي يعد نقطة التحول في مسار اللاعب، فإما البقاء مع اليوفي مدى الحياة أو الرحيل عن النادي على الفور. وإذا كان جيجي في الماضي يقع في بؤرة اهتمام الميلان (قبل فضيحة الكالتشوبولي) ومانشستر يونايتد الإنجليزي، فالآن يوجد أيضا على الساحة متابعة نادي روما لحارس اليوفي. ومن جانب نادي يوفنتوس لا يقال سوى إنه ليست هناك عروض رسمية بهذا الشأن ولا حتى مكالمة هاتفية لجس النبض. وهذا منطقي، لأن نادي روما الآن منشغل بعملية البيع المعقدة لأسهم النادي. ولكن ثمة شائعة تنتشر بقوة تؤكد على أن جيجي بوفون، حارس مرمى اليوفي، هو الهدف الأول للإدارة الجديدة لنادي روما، وفي مقابل ذلك ربما يحصل نادي السيدة العجوز على مبلغ كبير وربما أيضا بطاقة فوتشينيتش، مهاجم روما.

البديل: وإذا كان سيقدر لنادي يوفنتوس بيع بطاقة جيجي بوفون هل ستنتقل حراسة مرمى الفريق إلى ماركو ستوراري، الحارس الثاني في يوفنتوس، الذي وعده ماروتا، مدير عام النادي، بتجديد عقده الذي سينتهي في عام 2013. إن ستوراري الذي كان حارسا رائعا في الـ27 مباراة التي لعبها خلال الموسم الحالي يعي جيدا أن ناديه الحالي يكثف جهوده للبحث عن حارس مرمى شاب، ولكن ربما يحظر ماركو بالضمانات التي تؤكد أن سيصير الحارس الأساسي للفريق، وسينبغي على ستوراري ذاته تقرير ماذا سيفعل: البقاء مع اليوفي كحارس بديل (مع احتمال مشاركته خلال بطولة كأس إيطاليا وكذلك الدوري الأوروبي المحتمل تأهل اليوفي إليه) أم أن يلعب أساسيا في فريق آخر. إن الأمر كله يدور الآن في فلك جيجي بوفون الذي سيلعب يوم الأحد المقبل مع فريقه اليوفي أمام روما على أرض الأخير. فهل ستكون عودة إلى المستقبل أم أنه مجرد احتمال؟

وفي سياق متصل، مرت 5 أشهر حتى الآن، على تلك الليلة السعيدة (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2010) التي تمكن فيها اليوفي من الفوز على الميلان في ملعب سان سيرو 2/1. لقد كان انتصارا محفزا للغاية، فالفريق فاز باللقاء رغم غياب بوفون وكيلليني وكرازيتش. ولكن تلك الليلة الممتعة حملت أيضا خبرا سيئا لفريق اليوفي: إصابة باولو دي تشيلي، لاعب الفريق، نتيجة اصطدامه بمدافع الميلان بونيرا. ونتج عن هذا الالتحام تعرض ظهير أيسر اليوفي إلى كسر في عضلة ذات الرأسين للركبة اليسرى. لقد مرت 5 أشهر على هذه الإصابة ولم يعد اللاعب إلى المشاركة مع فريقه ولن يتمكن أيضا من الظهور في ملعب روما يوم الأحد المقبل (وعلى عكس ذلك تشهد حالة سورينسين تحسنا وكذلك مارتينيز في مرحلة التعافي من الإصابة).

الصبر: لم يحصل لاعب الميلان على البطاقة الصفراء نتيجة هذه اللعبة القوية التي نتجت عنها إصابة دي تشيلي، والمتابعة الطبية اثبت: إن الكسر التحم وإن العظمة في مكانها، غير أن التعافي لا يعني العودة إلى اللعب. واستغل دي تشيلي هذه الفترة في علاج العضلة 100 في المائة حتى لا يتعرض لخطر الانتكاسة. ومنذ شهرين قام اللاعب الركض والمران في فينوفو (معسكر اليوفي) بشكل مكثف. ليس هناك وقت رسمي لعودة دي تشيلي إلى المشاركة، ولكن يمكن افتراض أن الحالة تحتاج إلى أسبوعين من المران الكامل مع الفريق قبل أن نرى اسم اللاعب في قائمة استدعاءات ديل نيري. ومنذ شهر مضى قام ظهير أيسر فريق اليوفي بالفعل، بتأخير التدريبات نظرا لإصابته بالتهاب في الوتر. وهذا هو السبب وراء تكثيف باولو لمرانه أيضا في صالة الألعاب الرياضية. لقد كان غياب دي تشيلي مؤثرا بشكل خاص على فريق اليوفي لأن اللاعب كان قد نضج من الناحية الخططية والدفاعية كثيرا قبل تعرضه للإصابة. والجميع في يوفنتوس على قناعة بأن دي تشيلي سيكون إحدى نقاط القوة في فريق اليوفي القادم.

سوق الانتقالات: وفيما يتعلق بالمستقبل، فقد قام دافيدي ليبي، وكيل أعمال جورجيو كيلليني، بمراوغة الإشاعات التي انطلقت مؤخرا حول اهتمام نادي ريال مدريد بمدافع فريق اليوفي (يذكر أن اللاعب تعرض أول من أمس للإصابة أثناء المباراة الودية التي جمعت بين منتخب إيطاليا ونظيره الأوكراني وسوف يتم تقييم حالات في الساعات المقبلة). وصرح قائلا: «جورجيو يركز حاليا 100 في المائة على إنهاء الموسم الحالي بشكل جيد. وإنه من دواعي السرور الاستماع إلى أندية كبيرة مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد تقترب من اللاعب. الوقت الحالي، على أي حال، ليس هو اللحظة المناسبة للحديث عن هذه الأمور. فكيلليني متوافق مع النادي والقميص الذي يرتديه الآن». وفي غضون ذلك ترددت في ألمانيا بعض الأقوال عن اهتمام نادي اليوفي بكلوزة، مهاجم بايرن ميونيخ الذي قرب انتهاء عقده مع ناديه الحالي.