منتخب إيطاليا يتألق ويفوز وديا على أوكرانيا بثنائية روسي وماتري

المدير الفني برانديللي أكد أن صبره مع بالوتيللي «ليس له حدود»

TT

حقق منتخب إيطاليا الأول لكرة القدم الفوز على نظيره الأوكراني بنتيجة 2/0 في المباراة الودية الدولية التي أقيمت بينهما مساء أول من أمس (الثلاثاء) في كييف. وحمل هدفا المنتخب الإيطالي توقيع المهاجم الشاب جوسيبي روسي في الدقيقة 28 من الشوط الأول وماتري في الدقيقة 36 من الشوط الثاني. ويعتبر هذا الفوز هو الثاني لمنتخب إيطاليا في الأيام الأربعة الأخيرة حيث حقق الآزوري فوزا مهما على سلوفينيا يوم الجمعة الماضي في التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية 2012. وجاء أداء منتخب إيطاليا الجيد في لقاء أوكرانيا ليطمئن عشاق الآزوري على قوة فريقهم ويعيد الأمل في استعادة الفريق لتألقه بعد إخفاقه في كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا.

إن جوسيبي روسي لاعب لا يضيع وقته هباء ويجيد استغلال الفرص التي تتاح له. وعندما شارك في مباراة ألمانيا الودية المهمة في شهر فبراير (شباط) الماضي تمكن من إحراز هدف وبدأ يحظى بثقة المدرب برانديللي رغم أنه لم يلعب إلا عند الدقيقة 36 من الشوط الثاني، وفي مباراة سلوفينيا يوم الجمعة الماضي تمكن خلال الدقائق القليلة التي لعبها من إقناع المدرب بمنحه المزيد من الثقة والفرص بفضل انطلاقاته السريعة وخطورته. وجاء هدفه في مباراة أوكرانيا ليؤكد تفوقه وجدارته بالحصول على مكان أساسي في تشكيلة المنتخب متفوقا على كاسانو. وأثبت جوسيبي أنه أكثر مهاجمي إيطاليا لياقة وخطورة وتأثيرا في الوقت الحالي. وهو أيضا لاعب شديد التواضع ولا يبالغ في الحديث عن نفسه على الإطلاق مثلما أظهرت تصريحاته بعد المباراة: «إنني سعيد وأستحق تقديرا جيدا مثل باقي الفريق. اللعب كأساسي؟ لا أفكر في هذا الأمر وأحاول أن أقدم دائما أفضل ما عندي. إنني أعتقد أن من الضروري منح الثقة للشباب. وقد كان هناك الكثير من لاعبي منتخب تحت 21 عاما السابقين في الملعب اليوم. هل الهدف الذي أحرزته يشبه أهداف باولو روسي؟ إذا كنتم أنتم من يقول هذا فإن الأمر يسعدني. لكننا لا يجب أن نفكر في الوقت الحالي إلا في التأهل لبطولة الأمم الأوروبية».لقد كان روسي في مباراة أوكرانيا مهاجما في كل ما فعله. فقد رد بأدائه الجيد على ادعاءات الإسبان (حيث يلعب في فريق فياريال الإسباني) التي تقول إنه لا يجيد مع منتخب إيطاليا وسعى بكل قوته للظهور بقوة. وكان أيضا يتميز ببعض الأنانية التي عادة ما يظهرها المهاجمون. ولعل الدليل على ذلك هو الكرة التي توغل بها داخل منطقة الجزاء وبدلا من أن يمررها لماركيزيو الخالي من الرقابة فضل أن يواجه آخر مدافعي أوكرانيا الذي خطف الكرة منها. لكن أبرز ما ميز جوسيبي روسي خلال المباراة هو حسن استغلاله للفرص. فقد كان المهاجم الشاب موجودا في الوقت والمكان المناسبين لتلقي تمريرة كريشيتو وتسجيل هدف إيطاليا الأول، ليضيفه إلى الـ26 هدفا التي أحرزها هذا الموسم مع فريقه فياريال والتي جعلت منه معشوق الجماهير الإسبانية. ولا شك أن برانديللي كان الأكثر سعادة بهدف روسي الذي أثبت حسن اختياره وجدارة اللاعب بثقته.

إصابة كيلليني: وكانت النقطة السلبية الوحيدة في هذه المباراة هي إصابة جيورجيو كيلليني الذي طلب التغيير بعد ربع ساعة فقط من بداية اللقاء. ومن المقرر أن تتحدد إصابة اللاعب اليوم بعد خضوعه للفحص الطبي لكن التشخيص الأولي يفيد بوجود تقلص في عضلات الساق اليمنى. وجاءت تصريحات كاستيلاتشي طبيب المنتخب لتؤكد غياب اللاعب عن مباراة روما واليوفي المهمة في الدوري يوم الأحد المقبل: «يجب عليه الراحة لبضعة أيام وأخشى أنه لن يلحق بالمباراة القادمة في الدوري». وحاول كيلليني القضاء على أي جدل قد يثار بسبب هذه الإصابة عندما صرح قائلا عقب المباراة: «إن الإصابة مع المنتخب شيء وارد، واللعب مع المنتخب أمر جيد على الدوام. من العبث إثارة أي جدال في هذا الصدد». لقد ساعدت هذه المباراة المدرب برانديللي على فهم الفريق بصورة أكبر، وكان برانديللي هو أول من أكد ذلك في تصريحاته عقب اللقاء: «الغريب هو أن هذه المباراة قد منحتني أفكارا أكثر من المباراة السابقة، لأنك عندما تبدأ مباراة بتغيير 8 لاعبين فإن من الصعب تحقيق التوازن في الفريق. وبالتالي وجهنا هدفنا نحو 3 أشياء رئيسية هي: النظام والشراسة الهجومية في وسط الملعب وبناء الهجمات، رغم أن المستقبل هو الأصعب دائما». لقد كان برانديللي يبحث في هذه المباراة الودية عن حلول وأفكار جديدة، لكن المباراة التاسعة له مع منتخب إيطاليا منحته الثقة في فريقه وغيرت بعض الشيء من ترتيب اللاعبين لديه بعد تألق النجم الجديد جوسيبي روسي. وأضاف برانديللي معلقا على أداء الفريق: «لقد كافح فريق إيطاليا ولعب مباراة منظمة ويقظة رغم الصعوبات. لكننا لا نستطيع تغيير رأينا في أسبوع. إننا لم نكن نرى أن المنتخب يلعب بشكل سيئ في السابق وما حدث هو أننا ندرك الآن أننا نعمل بشكل جيد. أفضل لاعب؟ جوفينكو الذي أظهر عنادا وفاعلية ولم يخش الالتحام عندما تقدم في كرة الهدف الثاني». وأعفى برانديللي باستوري من أي اتهامات قائلا «لقد أدى بشكل جيد رغم أنه في تلك اللعبة كان يجب أن يكون أكثر انتباها». وأوضح برانديللي في النهاية أن منتخب إيطاليا قد يلعب مباراة ودية مع منتخب اليابان لصالح ضحايا الزلزال المدمر: «إننا نحاول التحدث مع زاكيروني منذ عدة أيام وسيبذل اتحاد الكرة أقصى ما بوسعه».

الهجوم: ورغم أن مهاجمي إيطاليا هم الذين سجلوا الأهداف، أوضح برانديللي أنه «لم أكن قلقا بهذا الصدد. لقد كنا بارعين في قراءة بعض المواقف ولعب المهاجمون بشكل جيد للغاية من أجل مصلحة الفريق. روسي؟ لقد أدى مباراة جيدة للغاية رغم أنه وجد بعض الصعوبة في ظل مشاركة لاعب خط وسط أقرب إلى رؤوس الحربة».

النداء الأخير: وأظهرت هذه المباراة أن من تعرض لعقوبة من لاعبي المنتخب عليه أن يعدل من نفسه. وقد أكدت تصريحات أبيتي رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم على ذلك: «إن بالوتيللي لاعب شاب ولديه الوقت لتصحيح بعض التصرفات، لكننا نلعب مباريات مهمة وسنمضي في طريقنا سواء معه أو من دونه، فنحن نعتمد على الفريق». وجاءت تصريحات برانديللي أكثر دبلوماسية فيما يتعلق ببالوتيللي ومشكلاته التي لا تنتهي: «يجب على الفتيان المشاغبين أن ينضجوا. إن صبري مع بالوتيللي ليس له حدود». وأضاف المدير الفني للمنتحب عند سؤاله عن منتخب بالوتيللي وكاسانو: «أتمنى أن يأتي هذا اليوم».

ليبي لا: وفيما يتعلق بالشائعات التي تحدثت عن إمكانية تولي مارشيللو ليبي مدرب إيطاليا السابق لتدريب منتخب أوكرانيا، صرح أبيتي قائلا «من الصعب أن يحدث ذلك. لقد كانت هناك اتصالات بالفعل، لكنني أعتقد أن هذا الأمر قد انتهى الآن».