نتائج القرعة الآسيوية تفتح باب التساؤلات مجددا: متى يزاح الستار عن مدرب الأخضر الجديد؟

معالم الأجهزة الفنية ما زالت محاطة بالضبابية على الرغم من المرحلة التاريخية التي تعيشها الكرة السعودية

TT

في الوقت الذي كشفت فيه القرعة الآسيوية أمس, معالم أول مشاركة رسمية تنتظر الأخضر السعودي على صعيد منتخبيه الأول والأولمبي، فإن معالم الأجهزة الفنية لهذين المنتخبين ما زالت محاطة بالضبابية، فالمنتخب الأول لا يزال من دون إدارة فنية متكاملة، فضلا عن أن الجهاز الإداري لم يكشف بعد عن هوية من سيخلف فهد المصيبيح ومن معه في ذات الجهاز, كما أن المنتخب الأولمبي أيضا لم يعلن بعد عن جهازيه الفني والإداري.

«الشرق الأوسط» بدورها سلطت الضوء مع الخبيرين الفنيين علي كميخ وأمين دابو على مستقبل الأخضر السعودي (الأول والأولمبي)، وهل الفترة المقبلة كافية لأي مدرب قادم لعمل برنامج مناسب واستدعاء لاعبين جدد؟ وما الخطوات المثالية للاستعداد لمواجهة منتخب هونغ كونغ على صعيد المنتخب الأول أواخر يوليو (تموز) المقبل ومنتخب فيتنام على صعيد المنتخب الأولمبي في يونيو (حزيران) المقبل؟

كانت البداية مع الخبير الكروي السعودي علي كميخ الذي قال: نحن نعيش حاليا مرحلة مهمة في تاريخ الكرة السعودية بعد تولي الأمير نواف بن فيصل منصب الرئيس العام لرعاية الشباب، فقد بدأ الآن في التجديد الإداري والفني على جميع الأصعدة، وأعتقد أن هذه المرحلة من أهم المراحل التي يجب أن نعمل فيها بشكل جيد، فالكرة السعودية حبلى باللاعبين والكوادر الإدارية والتدريبية على صعيد المنتخب الأول، وهناك عدد وافر من الخيارات لأي مدرب قادم، ولكن التوقيت هو المهم. وأضاف: أعتقد أن من سيتولى زمام الأمور في المنتخب الأولمبي هو مدرب محظوظ، فالكرة السعودية منذ عامين استحدثت دوري الأولمبي «الرديف»، الذي أبرز الكثير من المواهب والأسماء الواعدة التي تدربت على يد الكثير من المدربين والمدارس المختلفة، ولكن يجب أن يتم تعيين جهاز فني للمنتخب الأول لكرة القدم على وجه السرعة، إلى جانب تعيين جهاز تدريبي (وطني) للإشراف على المنتخب السعودي الأولمبي مع وجود مدير فني أجنبي، فسبق أن وعد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل في فترة سابقة بأن المدرب الوطني سيقود المنتخبات السعودية، والآن نحن في عام 2011، وما زال هذا الكلام «في الهواء»، وهناك الكثير من المدربين على مستوى عال، ولا يمنع أن يكون هناك مدير فني أجنبي يضع لمساته وبصماته، «إرضاء للشارع الرياضي السعودي».

وواصل كميخ حديثه بقوله: المنتخب الأول لكرة القدم هو من يحتاج بشكل أكبر لجهاز فني وإداري بعد المطبات الهوائية العنيفة التي عانت منها الكرة السعودية في الأعوام الماضية، وأسهمت في تراجع أدائه ونتائجه بسبب العمل الإداري الضعيف والاستعانة بالمستشار الفني كمدرب للمنتخب، وبذلك ضاعت هوية المنتخب السعودي، ونحن ننتظر أن يشرف على الأخضر الكبير جهاز فني على مستوى عال، إلى جانب جهاز إداري مميز، على أن تكون هناك كوادر فنية وطنية تحمل مؤهلات علمية عالية، وليس كما حدث في فترات سابقة بوجود كوادر لا تحمل مؤهلات علمية عالية، على أن تتخلل أجندة المسابقات السعودية جدولة مميزة واحترافية لمباريات دولية وتجريبية دون فترة توقفات طويلة. أيضا المرحلة المقبلة لا بد أن تمر بثلاث مراحل وهي: أولا الفحوصات الطبية المتواصلة على اللاعبين، الأمر الثاني أن تكون هناك لائحة مالية تحمل صفة الحقوق المادية الأعلى للأندية التي يشارك لاعبوها مع المنتخب، على أن تكون هناك عقوبات مغلظة وقاسية بحق اللاعب الذي لا يقدم نفسه بشكل جيد مع المنتخب، والأمر الثالث على مستوى المنتخبين الأول والأولمبي، وذلك بتنظيم بطولة رباعية أو ثلاثية دولية في السعودية تسبق أي مشاركة خارجية.

واختتم كميخ رأيه بقوله: ليس هناك خلل في عملية التعاقد مع مدرب أو التأخر أو نحوه، فكما ذكرنا هذه مرحلة انتقالية للرياضة السعودية، والأمير نواف بدأ يضع لمساته وبصماته، وعلينا أن نترك له الوقت وننتظر العمل الذي سيقوم به، ويجب على الأمير نواف أن يكون حازما في قراراته، وأعتقد أن المدرب الجديد لديه فترة كافية لإعداد المنتخب، شريطة أن لا يتأخر في حضوره لوقت أكثر من المعقول، وأن يكون التعاقد معه خلال الفترة القريبة.

من جانبه، شدد خبير الكرة السعودية أمين دابو على أن الفترة المقبلة في غاية الصعوبة على المنتخبين الأول والأولمبي، مرجعا سبب ذلك إلى عدم وجود مدرب للأخضرين حتى الآن، ولم نشاهد تجمعا للاعبين، ولكن أعتقد أن الحظ خدمنا في القرعة بوقوعنا مع منتخب ليس له تاريخ كروي كبير، وهو «هونغ كونغ»، وأعتقد أن ذلك يصب في صالحنا لأن فترة الإعداد المقبلة حرجة وحساسة، وهذا بالتأكيد على الورق، ولا نعلم ربما يحرجنا هذا المنتخب، وهنا ينبغي على مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم اتخاذ قرارات سريعة وعاجلة بالتعاقد مع مدرب، إضافة لوضع برنامج لمستقبل الأخضر، أيضا يجب أن يكون المدرب القادم صاحب اسم كبير ومميز في عالم التدريب، ويجب أن ندرك هل المدرب القادم لبطولات وقتية فقط، أم لصناعة منتخب جريء وقوي للمستقبل؟ وأضاف دابو: بكل تأكيد هناك تأخير في عملية التعاقد مع مدرب بعد خروجنا من كأس أمم آسيا 2011.

وحول وضع الأخضر في المرحلة المقبلة، قال: زمن المعسكرات الطويلة انتهى منذ فترة، فنحن نتكلم على مستوى العالم، فاللاعب يشارك مع ناديه بمباريات كبيرة ومتواصلة، وأعتقد أن التجمعات تكون لمدة 10 أيام كحد أقصى، ولكن لأن المدرب تأخر لدينا، فيجب أن نأخذ فترة أطول لأن المدرب في حاجة للتعرف على اللاعبين، وأعتقد أن 114 يوما عن أول مباراة للسعودية في تصفيات كأس العالم 2014 فترة كافية وجيدة لأي مدرب قادم، ولكن لو تم التعاقد معه قبل فترة لكان بإمكانه مشاهدة اللاعبين في مبارياتهم مع الأندية حتى يكون على اطلاع كامل، وفي ما يخص المنتخب الأولمبي، تابع: أعتقد أنه استعد جيدا منذ فترة طويلة بعمل التجمعات، ولكن مباراته الأولى مع منتخب فيتنام القوي والمتطور صعبة، صحيح أنه لا يصنف من أقوى المنتخبات، ولكن أعتقد أنه متطور باستمرار وليس ضعيفا، ويجب علينا أن نضع الحسابات، فالفرق السنية والأولمبية تختلف عن المنتخب الأول، والمنتخبات المتوسطة تكون أخطر وأقوى على صعيد المنتخبات السنية.

وعن هوية المدرب القادم، وهل يفضل استمرار يوسف عنبر في منصبه أم لا؟ قال: من وجهة نظري أعتقد أن المنتخبات السنية يجب أن يوجد فيها المدرب الوطني مع وجود مدرب أجنبي كاستشاري أو مساعد مثلا، فيوسف عنبر لديه خبرة مميزة ويملك مؤهلات كبيرة، ولكن البطولات الكبيرة في حاجة لتضافر جهود الجميع، مما يعني أنني مع استمرار يوسف عنبر كمدرب للمنتخب الأولمبي مع وجود مساعدات، عن طريق لجنة استشارية وطنية كانت أو أجنبية.