تعود الإثارة والمتعة مجددا إلى دوري «زين» السعودي للمحترفين لكرة القدم، بعد توقف دام 12 يوما، بسبب يوم الفيفا الدولي، وتقام اليوم (الجمعة) 4 مباريات قوية ضمن الجولة الـ21 من المسابقة، ولعل أبرزها اللقاء الجماهيري الكبير بين الاتفاق والهلال، على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، فيما يستضيف الاتحاد نظيره التعاون، على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، ويلتقي النصر مع الرائد على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض، ويحل الشباب ضيفا على الحزم، على ملعب الحزم بالرس.
الخبير الفني الكروي جاسم الحربي تطرق في رؤيته الفنية إلى المواجهات الأربع، ونقاط القوة والضعف لدى كل فريق، وتوقعاته لنتيجة المباريات.
الاتحاد × التعاون مباراة مهمة للفريقين، فالاتحاد صاحب المركز الثاني يسعى لتقليص الفارق بينه وبين الهلال المتصدر، من خلال فوزه اليوم على أمل تعثر الأخير أمام الاتفاق، والملاحظ أن هناك انسجاما واضحا بين لاعبي الاتحاد ومدربهم توني أوليفيرا في تطبيق بعض الأمور التكتيكية، وهذا أعاد الفريق إلى وضعه الطبيعي، ومستواه المعروف، والدليل النتائج الجيدة التي حققوها في الجولات الأخيرة.
بالمقابل، يسعى فريق التعاون إلى الهروب من مراكز المؤخرة، والتقدم نحو منطقة الأمان من أجل البقاء في دوري الكبار، وأعتقد أن إعادة الثلاث نقاط في مباراتهم أمام فريق نجران بعد كسبهم الاحتجاج سترفع كثيرا من الروح المعنوية للاعبين، وقد قدموا مستوى كبيرا أمام الأهلي مقرونا بالنتيجة في الجولة الأخيرة، ووضح الانسجام بين اللاعبين، بالإضافة إلى الروح القتالية العالية، وهذا دليل على وجود عمل منظم بالفريق.
ومن وجهة نظري، فإن فريق الاتحاد هو الأقرب لتحقيق الفوز، وخاصة أن المباراة تقام على أرضه وبين جماهيره الغفيرة.
> النصر × الرائد فريق النصر لغز محير فتجده أحيانا في القمة، بمستواه العالي، ومرة أخرى تجده يقدم مستويات متواضعة أمام فرق عادية جدا لا تقارن بمكانته وحضوره الكبير، ولو قيمنا مشاركته في البطولة الآسيوية، فهو يستحق 10 من 10، بعد أن كسب 4 نقاط من تعادل ثمين خارج أرضه، وفوز رائع على ملعبه، ولكن في دوري «زين» يفاجئك أحيانا بمستواه العادي ونتائجه غير الجيدة.
بالمقابل، الرائد قدم مستويات جيدة خلال الجولات الماضية، ووضعه في سلم الترتيب أصبح مطمئنا جدا، كما أنه اقترب كثيرا من التأهل لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، وسيكون اليوم منافسا شرسا أمام العالمي على الرغم من صعوبة المواجهة.
ومن خلال مستويات الفريقين، أتوقع أن يظفر النصر بنقاط اللقاء، وخاصة أن جماهيره ستكون موجودة بكثافة، وبطبيعة الحال هي منتشية بالفوز الكبير الذي حققه الفريق في مباراته الأخيرة أمام الوحدة في مكة المكرمة.
الاتفاق × الهلال المباراة مهمة لكلا الفريقين، فالاتفاق يسعى للحصول على الثلاث نقاط من أجل خطف بطاقة التأهل إلى دوري المحترفين الآسيوي في الموسم المقبل، بينما يرغب الهلال بالحفاظ على الفارق النقطي بينه وبين الاتحاد، الذي من المتوقع فوزه في مباراة اليوم.
والمواجهة صعبة جدا، وسيلعب كل مدرب دورا في رسم التكتيك المناسب، فمدرب الاتفاق الجديد، التونسي يوسف الزواوي، لديه معرفة جيدة بالكرة السعودية، حيث سبق له تدريب الكثير من الفرق السعودية، وهذه المواجهة تعد أول مباراة رسمية له بعد التعاقد معه مؤخرا، ويطمح لتحقيق الفوز من أجل أن تمنحه دافعا قويا لمواصلة الانتصارات في المباريات المقبلة، وبكل تأكيد فإنه شاهد خلال الأيام الماضية مباريات الهلال، للوقوف على نقاط القوة والضعف بصفوفه.
بالمقابل، لو تحدثنا عن الهلال فنجد أن خطوطه مترابطة جدا، وحتى في حالة غياب أي لاعب، فإنك فتجد البديل الجاهز الذي لا يقل مستواه عن الأساسي، كما أن مدرب الفريق الأرجنتيني كالديرون يدرك أهمية تحقيق الفوز من أجل الحفاظ على الفارق النقطي بينه وبين أقرب منافسيه الاتحاد (6 نقاط)، ويعيب الفريق أحيانا التحفظ الدفاعي الذي ينتهجه مدربه.
عموما الهلال الأقرب لتحقيق الكسب، لعدة عوامل؛ منها الروح القتالية العالية، والقوة الهجومية التي يمتلكها، بالإضافة إلى تواجد رباعي في الوسط يتميز بالسرعة، والتمرير المتقن، والاختراق من العمق والأطراف.
الحزم × الشباب لن يجد فريق الشباب أي صعوبة في تجاوز مضيفه الحزم، الذي وصل إلى مرحلة عدم التوازن أو اليأس، وأصبح قريبا، وبنسبة كبيرة، من الهبوط إلى مصاف دوري الدرجة الأولى، وبالتالي المباراة من طرف واحد لمصلحة الشباب، الذي سيحاول لاعبوه اليوم العودة إلى مستواهم الفني المعروف.
ومن وجهة نظري، حسب الإمكانيات والعناصر التي يمتلكها فريق الشباب، فهو قادر على حسم النتيجة في وقت مبكر، نظرا للفارق الفني والمعنوي الكبير بينهما.