الشهرة والمال والإعلام .. ثالوث يتهدد حياة المحترف السعودي .. واللوائح الصارمة طوق النجاة

«الشرق الأوسط» سلطت الضوء على مدى انضباطية النجوم داخل وخارج أرض الميدان

TT

فتح اعتماد نادي الشباب مؤخرا للائحة عقوبات داخلية تضبط تصرفات اللاعبين داخل وخارج محيط النادي، باب التساؤلات حول مدى تأثر منظومة الاحتراف بالتصرفات الخاطئة التي يرتكبها اللاعب في حياته عامة، وأهمية أن يكون أشد حرصا على سمعته فضلا عن أن يكون قدوة لجيله.

ويربط البعض على الدوام بين تراجع مستوى اللاعب السعودي «فنيا» وعدم انضباطه، ويجدون في ضعف ثقافة اللاعب، سببا رئيسيا في هذا الأمر.

«الشرق الأوسط» طرحت العديد من المحاور على عدد من الخبراء الرياضيين لتقصي مكامن الخلل، واتفقوا على ضرورة إلزام اللاعب بالانضباط سواء عن طريق ضخ لائحة صارمة ملزمة، أو الاجتماع باللاعب بين الحين والآخر للوقوف على أخطائه وتصحيحها، كاشفين أن هناك فوارق كبيرة بين اللاعبين في الدوري السعودي، وتلك الاختلافات ناتجة عن تباين المستوى التعليمي والثقافي والفكري والاجتماعي، مما يجعلهم مختلفين في تعاملاتهم مع مفهوم الشهرة وما يجر خلفه من جماهير ومحبين، وتلك السلوكيات مجتمعة تحدد مدى فهم وإدراك اللاعب للاحتراف الحقيقي.

البداية كانت مع محمد العبدي مدير تحرير الشؤون الرياضية بجريدة «الجزيرة» الذي قال: يجب أن يتعامل اللاعب مع شهرته بحسب ثقافته ووعي المجتمع المحيط به، ولكن أعتقد أن ما يحدث لدينا يعاني من تضخيم مبالغ فيه وتصيّد لأخطاء اللاعبين أو حتى الإداريين، إذ نشاهد استهدافا ومبالغة في طرح القضايا التي تتعلق باللاعب خارج الميدان، وعلى سبيل المثال نجد الطرح الذي تداولته بعض الوسائل الإعلامية حول قضية لاعب الهلال ماجد المرشدي يعد مخجلا للغاية، ومن المؤسف أن تقوم القناة الرياضية السعودية بتخصيص ساعة كاملة لطرح هذه الحادثة وأخذ آراء من أشخاص عرفت ميولهم وأهواؤهم، وأعتقد أن كل ما في الأمر مخالفة مرورية ربما تحدث لأي شخص، وهذا قانون مروري ومن يخالفه يستحق العقاب كتجاوز السرعة وغيرها.

وأضاف العبدي: يجب أن يكون اللاعب قدوة حسنة للنشء وللمجتمع الرياضي السعودي ولعائلته ولناديه ولجماهير ناديه أيضا، ولا ننسى أن لدينا نماذج مضيئة ومميزة خارج وداخل الميدان مثل أسامة هوساوي ومحمد الشلهوب وعبده عطيف وغيرهم الكثير من اللاعبين المحترمين الذين يدركون أهمية هذه الشهرة التي حصلوا عليها.

واختتم حديثه: أعتقد أن تصرفات اللاعب خارج الميدان هي مسؤولية تخصه، فكل اللاعبين النجوم الذين تجاوزت أعمارهم الـ24 والـ25 يعتبرون مسؤولين عن أنفسهم وعن تصرفاتهم التي من شأنها الإضرار بأنديتهم أيضا، ونادي الشباب طبق لائحة داخلية ملمة بمثل هذه الأمور وشاملة لما يحدث داخل وخارج الميدان، وأنا بالتأكيد أؤيد وبشدة ما قامت به الإدارة على الرغم من الضجيج الذي حاصر هذه اللائحة، فالنادي عندما يضع لائحة هو بذلك يحافظ على سمعته وسمعة لاعبيه. من جانبه، قال المحلل الرياضي الدكتور تركي العواد: لدينا نوعان من اللاعبين؛ الأول ملتزم داخل الملعب وخارجه وهذا دليل على أنه لاعب محترف ويدرك أن هذا مصدر رزقه مثل أسامة هوساوي وسعود كريري. فحقيقة، هذا الثنائي نموذج مضيء للاعب السعودي المتميز، والثاني الذي يتصرف عند خروجه من الملعب وكأنه إنسان عادي لا يهتم بغذائه ويسهر إلى أوقات متأخرة ويتصرف تصرفات ليس لها علاقة بكرة القدم، ولا يمكن التعميم بأن جميع اللاعبين السعوديين ثقافتهم رياضية أو فكرهم احترافي، بل هناك فوارق كبيرة بين النموذجين. وعن الطريقة المثالية التي يجب أن يتعامل بها اللاعب كشخص مشهور على الأقل بين أوساط الشباب، قال: بداية أعتقد أنه كلما زادت اهتمامات اللاعب خارج الميدان وبعيدا عن إطار الرياضة تجده يفتقد التركيز وسط الميدان، وباعتقادي أن التركيز أهم كلمة يجب أن يضعها اللاعب السعودي أمام عينيه، فكلما قل تركيزه قل أداؤه مما يجعلنا نشاهد بعض اللاعبين نجما في مباراة وعالة في مباراة أخرى، وهذا بسبب فارق التركيز. والأهم من ذلك أيضا هو كيفية الحصول عليه، وأرى أنه من الواجب أن يشغل اللاعب نفسه بكرة القدم داخل وخارج الميدان، فتخيل أن تشاهد مباراة في الدوريات العالمية للاعبين في نفس المركز الذي تلعب فيه، فهنا أنت تحيط نفسك بكرة القدم ولاعب كرة القدم ليس كبقية الأشخاص، والكرة هي أسلوب حياة مختلفة عن أي شيء آخر، فنحن في الحياة وظائفنا أو أعمالنا تنتهي بمجرد انتهاء الوقت المحدد، ولكن كرة القدم مختلفة، فالعمل يمتد لـ24 ساعة، لذلك على اللاعب أن يضع كرة القدم في الوسط ويبني عليها بقية حياته الزوجية والاجتماعية وصداقاته وحتى اهتماماته وهواياته أيضا، يجب أن تكون بما يتناسب مع كرة القدم ولا يفترض للاعب أن يحب ويعشق السيارات السريعة التي من الممكن أن تعرضه لإصابة يدفع ثمنها هو وناديه الذي ينفق عليه مبالغ طائلة، وتابع العواد: يجب أن لا يكثر اللاعب من المكالمات التليفونية فالكثير من الكتاب والصحافيين عند القيام بكتابة مقال أو خبر يغلق جهازه حتى يكون تركيزه عاليا، فتطوير المستوى مقترن بالتركيز وأقترح أن يبتعد اللاعب عن المكالمات قبل المباراة بساعتين أو ثلاث وخلالها يجلس وحده لمدة نصف ساعة ويناقش كيف يطور من مستواه وما هو دوره في المباراة، ولنفترض أنه سيلعب ظهيرا، هنا يجب أن يبدأ بالتفكير بطريقة اللاعب الجناح الذي سيقابله وكيف يجعله على الأطراف، بمعنى أن يكون لدى اللاعب فكر استباقي بما سيفعله، فنحن نشاهد اللاعب الذي ينزل لأرض الميدان وليس لديه تركيز عال نجده تائها وسط المباراة، أيضا تركيز اللاعب قبل المباراة يمكنه من وضع احتمالات للمباراة؛ مثلا أن يدخل مرماه هدف مبكر، وما هي ردة فعله، هل سيندفع الفريق أم سيدافع؟ فيجب على اللاعب أن يقوم بتهيئة نفسه جيدا، أيضا بعض اللاعبين يفكر حتى آخر لحظة من المباراة، ويحدث نفسه ماذا لو كنت متقدما بفارق هدف وتحصل الفريق على هجمة في الدقائق الآخر بوضع انفراد على شباكنا، ماذا سأفعل هل أعيق اللاعب وأحصل على بطاقة حمراء؟ فقوة التركيز تساعد على سرعة اتخاذ القرار، والتصرف يحدث في جزء من الثانية إلا أن التفكير المسبق يساعد على الإبداع.

وواصل العواد حديثه عن أضرار الهاتف على اللاعب، وقال: أكبر مشكلة يتعرض لها اللاعب «الهاتف» كونه يوجد مع الشخص أينما حل، فالأصدقاء والأقارب ربما يتمكن اللاعب من الاعتذار منهم عندما يكون بحاجة للراحة أو قبل مباراة مهمة، فهو يستقبل مكالمات من معجبين ووسائل إعلام من شأنها إدخال اللاعب في المشكلات، إلى جانب الشحن النفسي والتعصب والكثير من الأمور السلبية، لذلك أنصح اللاعبين بتجنب المكالمات قدر الإمكان خاصة قبل المباريات المهمة.

وعن تصرفات اللاعب خارج الميدان، قال: أولا عند توقيع العقد يجب أن تضع أسلوب حياة اللاعب وما يجب فعله وما يجب تركه، فمثلا منعه من المكالمات يوم المباراة، أيضا منعه من شراء سيارات سباق قد تعرضه لحادث وإصابة، وإدارة النادي يجب أن لا تترك اللاعب يفعل ما يريد وبعد ذلك تعاقبه، الأمر الثاني والأهم هو أن اللاعب السعودي لديه القدرة على التعلم ويملك قابلية ذلك، ولكن يجب علينا أن نرفع وعي اللاعبين ونقوم بإحضار عناصر عالمية يتحدثون عن سر نجاحهم، فمثلا ماذا يضر النادي الذي يصرف مئات الملايين أن يدفع 100 ألف دولار ويحضر مثلا الأرجنتيني باتيستوتا وهو لاعب مشهور بالانضباطية ونجم استمر طويلا في الملاعب وهداف كبير، فاللاعب بحاجة لأشخاص متخصصين للحديث معهم وليس بحاجة لأشخاص يتفلسفون.

من جهته، أكد الدكتور صلاح السقا أن اللاعب السعودي لم يصل لدرجة الاحترافية في التعامل خارج وداخل الميدان، وقال: عندما نتحدث عن طريقة مثالية أعتقد هي «الاحترافية» التي مع الأسف مفقودة في وسطنا الرياضي بسبب عدم فهمنا للاحتراف الجاد وما هي المتطلبات التي يفترض أن يؤديها اللاعب المحترف، نعم قد نشاهد لاعبين بعدد محدود لا يتجاوزون الأصابع لديهم الفكر الاحترافي ويدركون ماذا يعني الاحتراف من نظام وانضباطية لا تخص سلوكه داخل الميدان فقط بل يمتد لما يحدث خارج الميدان كونه يؤثر عليه، ولو نظرنا للوائح والعقوبات في الوسط الرياضي بشكل عام فهو يتقبل ما له ولكنه يرفض ما عليه، والوصول للنجاح له متطلبات واللاعب لديه أمور تتعلق بجوانب الحياة وأخرى رياضية كالالتزام بالتدريبات والتعرف على نقاط الضعف والقوة ومحاولة تطوير الأداء، أيضا هناك تضحيات فنحن نتكلم عن لاعب نجم لذلك يجب أن يدرك بأنه ملك الجميع وليس ملك نفسه، قد تكون هناك مشكلات تواجهه مثل كيف يتصرف مع العامة وكيف يواجه المضايقات في الشوارع وسلوكيات الآخرين تجاهه وتقديرهم له، فهي بحاجة لمعرفة وإدراك، لأن الوصول للنجومية أو عالم الشهرة يتطلب تضحيات من شأنها تفجير الطاقات الكامنة وإبراز الموهبة بالشكل المطلوب، ولكن المشكلة تكمن في من يرفض دفع الثمن. وعن أبرز ما من شأنه تدمير اللاعب قال السقا: عدم الانضباطية بالتأكيد هي من يدمر اللاعب كالسهر والتجاوزات وغيرها، ولا بد أن يعرف الرياضي أن سبب تميزه هو الانضباطية، ومستحيل أن يصل اللاعب للتميز وثبات الأداء إذا لم يكن منضبطا، ونحن شاهدنا كثيرا من اللاعبين منحهم الله قدرات عالية ومهارات جسمانية مروا على الساحة سريعا واختفوا بسبب عدم قدرتهم على تقديم هذه التضحيات والالتزام بها.

وأخيرا، أشار السقا إلى أن تصرفات اللاعب خارج الميدان هي مسؤولية مشتركة بينه وبين النادي. وقال: القوانين واللوائح سواء من مسؤولي النادي أو اللعبة بشكل عام مهمة وتساعد الرياضي، ولكن الأهم هو الانضباط الذاتي، نعم أنا مع وجود تعليمات تساعدهم على الانضباطية وقوانين، لكن يجب على اللاعب أن يكون منضبطا ذاتيا وأن يدرك أن هذه من أهم أسباب نجاحه وبروزه. من جانبه، أوضح الخبير الفني علي كميخ أن اللاعب السعودي هو ابن ثقافة هذا المجتمع وتحكمه عواطف اجتماعية قاسية محيطة به تجعله دائما تحت المجهر، وقال: مع الانفتاح الحاصل حاليا والثقافة الجديدة على مجتمعنا السعودي أصبحت هناك مطبات هوائية تنحصر في ثلاثة أشياء، أولا السيولة المادية الكبيرة ومغرياتها مما أفسد عقلية اللاعب وجعله لا يملك ثقافة المحافظة على ماله، ثانيا التعامل الإعلامي بصورة متكررة مع كثير من اللاعبين حيث أصبح نجم شباك كما يقال، ثالثًا وجوده في نادٍ جماهيري وكبير وهو يملك الموهبة لكنه أيضا لم يسيطر على مغريات الحياة في تطبيق النواحي الاحترافية، فهذه العوامل جميعها جعلت كثيرا من اللاعبين لا يتعاملون مع الإعلام بالصورة المطلوبة التي يتعامل بها اللاعب الأوروبي مع الإعلاميين، ولا ننسى أن كثيرا من اللاعبين يتعرضون لضغوط إعلامية كبيرة ومراقبة دقيقة لكل شاردة وواردة ساهم فيها الضغط الإداري والشرفي والفني والجماهيري فأصبح اللاعب تحت ضغوطات كبيرة مما جعل لغة تواصله معهم مهزوزة.

وأضاف كميخ: لدينا أمثلة حية للاعبين تبرز سلبياتهم في الإعلام أكثر من إيجابياتهم، فلاعب بحجم وموهبة ياسر القحطاني يملك كثيرا من المقومات لكنه بعد الإصابة وما حدث له في الفترة الأخيرة أصبح يحاسب على كل شيء، على الرغم من أنه متميز حتى وإن غاب عن التسجيل، مثله محمد نور إذ خلقت له مشكلة مع الجهاز الفني ولكن في المقابل لم تطرح علاقته المميزة مع زملائه ومساعدته للأسر الفقيرة وغيرها، أيضا سعد الحارثي كان يغيب مع مدرب النصر السابق الإيطالي زينغا بطريقة تعسفية ويزج به في آخر دقيقتين أو يُدْخِل لاعبا أقل منه إمكانيات ورغم ذلك كانت تضخم ردة فعله بشكل كبير، ولكن لم تتضح إيجابياته كونه صابرا وملتزما بالتمارين وغيره، كذلك مالك معاذ الذي تأثر بوفاة شقيقه، إلى جانب إصابته التي أجبرته على الابتعاد عن الفريق، في المقابل لم تؤخذ بالاعتبار الظروف الإنسانية الصعبة المحيطة به، وكذلك الأمر مع عبده عطيف الذي يتمتع بحضور فني وإعلامي مميز جدا، لكنه تعرض لضغوط إدارية وفنية، ودليل على ذلك في علم الرياضة التأكيد على أن الإصابة التي تعرض لها مؤخرا ناتجة عن ضغوط نفسية في الفترة الأخيرة، وهؤلاء الخمسة هم نماذج مضيئة للاعب السعودي ولكن تبرز سلبياتهم من خلال بعض المدربين أو الإداريين أو الهمز واللمز بطريقة أخرى.

وعن الطريق المؤدي لدمار اللاعب قال كميخ: بلا شك هو فنان ومبدع داخل الملعب وهذا يتطلب منه تحقيق عوامل النجاح، بمعنى أن يكون بنفسية جيدة ولكن يقابلها ضغوط جماهيرية ونفسية وبدنية وإرهاق وتعدد مباريات، وأعتقد أن اللاعب لا يملك برنامجا فنيا وصحيا ونفسيا وإعلاميا يسير عليه فهو لا يدرك الثقافة ولم يستعن «بصديق» يعرف عنها شيئا، لذلك يعيش حياته الأسرية والاجتماعية بصورتها الناصعة، ولكن يفترض أن يضع خطا أحمر يبتعد من خلاله عن السهر والمناسبات الاجتماعية التي تؤدي به لخارج الملعب مع الاستعانة بخبير نفساني يجلس معه بين الحين والآخر، فاللاعب يفترض أن يكون لديه أربعة أصدقاء مقربين «إعلامي متخصص، وفني له اطلاع، وصديق نفسي ذو خبرة، وطبيب يعرف نوعية الأكل وطريقة المحافظة على الصحة»، على أن يكون لدى اللاعب قرار حاسم بالسعي للزواج المبكر والنوم في الوقت المناسب، وأن لا يضع هوى نفسه أمام مصلحته. وأشار كميخ إلى أن تصرفات اللاعبين مسؤولية مشتركة تنحصر بين أربعة أشخاص، اللاعب نفسه وأصدقاؤه وأسرته وإدارة ناديه التي يجب أن تتابعه وتحاسبه من تحت الطاولة بطريقة مغلفة فيها صرامة في القرار ولكنها غير معلنة من خلال اجتماع أخوي في غير وقت التمرين، ويخبر من خلالها اللاعب بوجود اجتماع سري خاص به في يوم محدد ويجالس الأخصائي وإداري الفريق والمدرب ويوضح من خلال هذا الاجتماع ما فعله اللاعب وما يستحقه من عقوبات على أن لا يطلع عليها أحد من زملائه اللاعبين لكي لا يشعر بالإهانة، ويعطى فرصة كاملة من أجل أن يعبر عن وجهة نظره بطريقة احترافية.

واختتم كميخ حديثه بقوله: لا بد أن يدرك اللاعب أنه بقدر ما يأخذ سيعطي، وأن يكون هناك تناغم وود بين الأطراف المكملة للمنظومة في الفريق، إضافة لربط اللاعب بالإعلام من خلال المؤتمرات الصحافية التي تقام كل أسبوع يبين من خلالها سبب تفوق أو إخفاق الفريق، وهذا الأمر أفضل من اللقاءات بعد المباريات التي يكون فيها اللاعب بوضع غير جيد.

من جهته، قال الخبير الرياضي الدكتور جاسم الحربي: ثقافة اللاعب ما زالت متدنية وتختلف من شخص لآخر بحسب البيئة التي يعيش فيها وتعليمه وأصدقائه المقربين له، فكل هذه عوامل مؤثرة على اللاعب، لكن معظم اللاعبين تكون سلوكياتهم خارج الملعب أقل من المتوسط؛ فهناك أخطاء كبيرة وسلوكيات خاطئة مثل السهر وعدم التغذية وإهمال الجانب الصحي بشكل عام، وأعتقد أن اللاعبين الذين يكون سلوكهم جيدا خارج الملعب قلة، ولا ننسى أن أصدقاء السوء مؤثرون بشكل كبير، فمعظم النجوم لدينا لم يحصلوا سوى على قليل من التعلم، ومثل هذا يتأثر بالبيئة المحيطة سواء كانت سلبية أو إيجابية.

وأضاف الحربي: اتباع اللاعب للنظام أمر مهم جدا، خصوصا في وقت نومه وتغذيته مع الابتعاد عن الممارسات الخاطئة في الحياة، فحتى في ممارسة الجنس للمتزوجين يجب أن يكون هناك تنظيم فالتجارب العلمية أوضحت أنه ينبغي الابتعاد عن ذلك قبل المباراة بـ72 ساعة وبعد المباراة بـ20 ساعة، فمن المفترض أن يكون هناك نظام مقنن لذلك، وكذلك غير المتزوجين أتمنى أن لا يلجأوا للعادة السرية المضرة للأشخاص الرياضيين وغيرهم، فالعملية الواحدة تعادل مجهود 5 أو 6 كيلومترات، كأنك بذلت مجهودًا في شوط كامل، فالابتعاد عن السلوكيات الخاطئة المؤثرة على اللاعبين أمر واجب، ونحن لا نقول إنه سيصل لدرجة اللاعب الأوروبي رغم الفوارق البيئية والمجتمعيّة والدينية، فهم لديهم انفتاح أكبر، فمثلا نرى الكحول متوفرا لديهم ودينهم يسمح لهم بذلك، إلا أننا نجدهم يبتعدون عن شربه، أيضا بعض المشروبات الضارة مثل التي يوجد بها حامض الستريك إضافة لمشروبات الطاقة والمنشطات عندما يتناولها اللاعب بشكل غير صحيح تؤثر عليه على المدى البعيد.

وأخيرا، قال الحربي: إن هذه التصرفات التي تحدث خارج الميدان هي مسؤولية اللاعب نفسه ولكن إذا كان ينتمي لمنظومة كبرى فيجب عليها أن تردعه، لأن اللاعب عند إحداثه لأي سلوك خاطئ سيؤثر على سمعة النادي، أيضا المجتمع والإعلام لهما دور كبير في طرح قضية «الرياضية الاجتماعية»، فهو موضوع هادف جدا ويعتبر من وسائل الإرشاد إذا تعامل معها اللاعب بشكل إيجابي، وفي نهاية الأمر هي مسؤولية مشتركة، ولكن نوعية اللاعبين وكيفية التعامل معها تختلف، كقصات الشعر هناك من يؤيدها وهناك من يرفضها، فالاختلاف في السلوك والتصرف كبير وكثير يصعب حصره.