فتحي الجبال: تأجيل المباريات بعثر أوراقنا.. والفتح سيبقى موسما ثالثا بين الكبار

أكد أن المدربين التوانسة سحبوا البساط من تحت أقدام المصريين والمغاربة في الدوري السعودي

TT

اعترف التونسي فتحي الجبال مدرب فريق الفتح بصعوبة وأهمية المواجهة التي ستجمعهم اليوم بمنافسهم الوحدة ضمن دوري زين للمحترفين، مشيرا إلى أن سعي الأخير للهروب من مراكز المؤخرة سيزيد من حدة الصراع، مؤكدا في ذات الوقت وجود لاعبين مميزين في صفوفه.

وكشف الجبال في حوار لـ«الشرق الأوسط» عن أن المدرسة التونسية سحبت البساط من تحت أقدام المدربين المصريين والمغاربة في الدوري السعودي، مبينا أنها تتميّز بالانضباط التكتيكي، والإدراك الجيّد بما تحتاجه الفرق السعودية في جميع الدرجات، مرجعًا ذلك للاهتمام الذي يحظى به المدرب التونسي من قِبل اتحاد الكرة في بلده، معرجًا في حديثه على ثقة إدارة الفتح به عندما لم تنصت لكل من طالب بإلغاء عقده على خلفيّة النتائج المتواضعة في الدور الأول من دوري زين السعودي، مبينا أن تلك الثقة أكسبته قوّة استطاع من خلالها الظهور بأداء أفضل في المواجهات الأخيرة، وتمكن من الابتعاد بالفتح عن المناطق الخطرة والمهددة بالهبوط، موضحا أبرز الفوارق بين دوري الدرجة الأولى ودوري زين للمحترفين، ومنها حجم الاهتمام الإعلامي الذي تحظى به الأندية، والصخب الجماهيري الذي يصاحب كل مواجهة في الدوري، معربًا عن أمله بمواصلة البقاء لموسم خامس في الإدارة الفنية بنادي الفتح.

* ينتظركم لقاء هام أمام الوحدة اليوم ضمن دوري زين السعودي، ماذا أعددتم له؟

- تكمن صعوبة المواجهة اليوم في أن الفريق المنافس يصارع على البقاء وهو من فرق المؤخرة، وذلك عموما لا يعكس ضعفه فهو يملك لاعبين مميزين قادرين على العودة من جديد، خصوصا أن الفريق تمكن من التأهل إلى نهائي كأس ولي العهد، وبحثه عن التقدم في سلم الترتيب والابتعاد عن المراكز المهددة بالهبوط ستدفعه للعب والتضحية من أجل التغلب علينا، وهذا سيرفع من وتيرة المواجهة وقوتها، وعلينا أن نفرض الهدوء والسيطرة على مجريات اللقاء، إلى جانب نسيان ما حدث في مباراة الاتفاق الأخيرة.

* يحتل الفتح المركز العاشر في دوري زين السعودي، هل ذلك مقنع بالنسبة لكم؟

- أعتقد أن الفريق يسير بخطى ثابتة، ويتحسن من مباراة لأخرى، وهذا هو الموسم الرياضي الثاني الذي نوجد به في دوري زين، واستطعنا مع نهاية الجولة الـ20 حصد 22 نقطة، على الرغم من أن البداية لم تكن موفقة نظرا لانعدام التجانس بين اللاعبين، إلى جانب تأجيل المباريات التي بعثرت أوراق الخطة التي ننوي السير وفقها، وبعد أن اجتزنا تلك المرحلة تمكنّا من الثبات وتحقيق نتائج رائعة مع انطلاق الدور الثاني، وتقدمنا من المركز الـ13 حتى العاشر، ونطمح للتقدم أكثر في سلم الترتيب.

* خاض الفريق 20 لقاء، فما هو الأصعب من وجهة نظرك؟

- أعتقد أن المباراة الأصعب كانت أمام القادسيّة في افتتاح الدور الثاني من دوري زين السعودي فقد كانت منعطفًا خطرًا لفريق الفتح، إلا أننا تمكنا ولله الحمد من تحقيق الفوز بهدف دون مقابل.

* لم يتمكن الفتح من عرقلة المتصدر الهلال في الوقت الذي كان عقبة صعبة أمام الفرق الكبيرة الأخرى؟

- لكل مباراة ظروفها الخاصة وتمكنا من تحقيق التعادل أمام الاتحاد في مباراتين، ومع النصر مرة واحدة، ونحن مؤمنون بأن داخل الملعب لا يوجد فريق كبير أو صغير، وأعتقد أن الهلال حينما يواجهنا يكون في أوج عطائه ومن الصعب أن نحقق نتيجة إيجابية مع المتصدر في ظل تلك الظروف، رغم أننا كنا قريبين في مواجهة الإياب من تحقيق التعادل ولكن لم يكن الحظ حليفنا.

* كيف ترى إمكانية مواصلة البقاء في دوري زين للموسم الثالث على التوالي؟

- في الحقيقة لم نضمن حتى الآن البقاء، على الرغم من أننا حققنا 22 نقطة، ونوجد في مركز بعيد نوعا ما عن المؤخرة، إلا أن الفارق النقطي بين الفرق المتذيلة لسلم الترتيب ليس كبيرًا، مما يجعلنا داخل منطقة الخطر، وبحاجة لجمع المزيد من النقاط من أجل تأكيد البقاء، والبحث عن تحسين مركز الفريق.

* من وجهة نظرك متى سنجد الفتح منافسا على مراكز المقدمة؟

- الفريق بحاجة إلى كثير من الالتفاف والجهد من الجميع، سواء الجهاز الإداري أو الفني أو اللاعبين، إضافة إلى ضم عناصر متميّزة تملك خبرة طويلة في الدوري السعودي، ولها تجربة في المنافسات الهامة والصعبة، ولا شك أن الحصول على مراكز متقدمة في دوري زين ليس بالأمر السهل نظرًا لوجود فرق كبيرة لها إنجازاتها وتاريخها وأسماؤها.

* لماذا لم تستفيدوا من إمكانيّة الاستعانة بمحترف رابع خلال فترة التسجيل الأولى؟

- حقيقة، القرار كان صادرًا منّي ومن الجهاز الإداري في الفريق، حيث فضلنا في الموسم الماضي أن يكون اللاعب الآسيوي في الفترة الثانية، بعد أن نتلمّس حاجة الفريق ونكتشف المركز الذي يفتقر للاعب محترف لنقوم بالتعاقد معه، ووجدنا بعد ذلك أننا لسنا بحاجة إليه نظرا لضمان استمرار الفريق في دوري زين السعودي، وخلال الموسم الحالي جددنا مع المدافع رمزي بن يونس، إلى جانب تعاقدنا مع العماني أحمد كانو وسالموس، وفي الفترة الثانية احتجنا لاعبا رابعا وهو ما دعانا إلى تسجيل البرازيلي إلتون.

* يقال إن محترفي الفتح لم يصنعوا الفارق خلال منافسات الدوري؟

- أنا أختلف مع من قال ذلك، فأنا أرى أن جميع اللاعبين قدموا أداءً رائعا، فالمدافع رمزي بن يونس استطاع أن يثبت جدارته في منطقة الدفاع، واستمر للموسم الثاني على التوالي وأعتبره من أنجح المحترفين الأجانب في الدوري السعودي، وأحمد كانو هو الآخر قدم مستويات جيدة خلال الفترة الماضية، ودائمًا ما يكون أحد نجومنا في المواجهات التي يشارك بها، وبعد أن عاد من الإصابة تمكن من فرض نفسه كعنصر عام في خط الوسط، أمّا المهاجم سالموس فاستطاع أن يسجل 5 أهداف حتى الآن، وكنا ننوي الاستغناء عنه إلا أنه تمكن من الوجود بصورة لافتة في مواجهات الفريق الأخيرة مما جعلنا نتمسك به، أما إلتون فظهر بمستوى مميّز في المباريات التي شارك بها مع الفريق.

* إدارة الفتح جددت ثقتها بك رغم المطالبات الجماهيرية بإقالته نظير النتائج الضعيفة التي تحققت في الدور الأول من دوري زين السعودي، كيف ترى ذلك؟

- ثقة الإدارة بي أعتبرها من أهم الأسباب التي تقف وراء نجاحي في قيادة الفريق، وهي التي تعطيني حافزًا أكبر للعمل بهدوء، ولا شك أن الاستقرار الفني والإداري من أهم العوامل التي تساعد على الانضباط داخل الملعب وخارجه، وهو الأمر الذي يدفع الأندية العالمية للمحافظة على مدربيها لأعوام طويلة تصل إلى 7 أعوام وأكثر.

* تعتبر المدرب الوحيد الذي عمل في دوري المحترفين لـ4 أعوام متتالية مما أكسبك لقب عميد المدربين.. فماذا يعني لك ذلك؟

- هذه التسمية أعتبرها شرفا كبيرا لي، فالدوري السعودي من المسابقات القوية في العالم العربي، وأحب أن أؤكد أن الاستمرار الذي حدث كان له مردود إيجابي على الجانب الفني للفريق، وأتاح لي فرصة العمل بأريحية أكثر، وتقديم كل ما أملك من أجل تحقيق الفوز لنادي الفتح، وما دفعني للاستمرار هو حجم الود والتعاون الذي يربط الإدارة باللاعبين تحت منظومة الأسرة الواحدة مما أنتج تنظيما إداريا راقيا وعملا احترافيا يندر مثيله.

* من خلال تجربتك في الأربعة أعوام الماضية مع الفتح هل تفضّل الاستمرار لموسم خامس؟

- قبل كل شيء أؤكد لك أن عقدي خلال الأربعة أعوام الماضية كان عبارة عن كلمة شرف بيني وبين إدارة النادي، وعقب نهاية كل موسم يتم التجديد، ولا أخفيك هناك كثير من العروض التي وصلتني في الصيف الماضي ورفضتها لأنني أقضي أياما جيدة مع الفتح، وحينما تطلب مني إدارة الفتح الاستمرار وتجديد العقد لموسم خامس لن أتردد في ذلك.

* في السابق كانت فرق الدرجتين الأولى والثانية تعتمد على مدربين من مصر والمغرب، وفي الآونة الأخيرة سحبت المدرسة التونسية البساط وحظيت بالاهتمام، ما السر في ذلك؟

- ليس هناك سر يستحق الإعلان، فكل ما في الأمر أن المدرب التونسي يحرص على كثير من العوامل؛ يأتي في مقدمتها الانضباط التكتيكي داخل الملعب، والاهتمام بالجوانب النفسية، وبث الحماس والتحدي في عقول اللاعبين، خصوصًا أن الاتحاد التونسي يعقد سنويا دورات في فصل الصيف مفتوحة لجميع المدربين الوطنيين، وإرسال المتفوقين منهم لاستكمال التطوير في أوروبا، وتحديدا فرنسا وألمانيا، إلى جانب سعي المدرب إلى الرقي بذاته وبمهاراته حتى لو لم يجد عملا في أي ناد.

* شاهدنا تنقل المدربين التونسيين بين أندية دوري الدرجة الأولى والثانية، ما السبب وراء ذلك؟

- هي قناعة تراها إدارات الأندية في تلك الدرجات، ولعل من أبرز الأسباب معرفة أولئك المدربين لواقع الدوري السعودي نظير تجربتهم المتكررة فيه، مما ولّد لديهم إلماما حول نقاط القوة والضعف، وشاهدنا في المواسم الثلاثة الماضية حضورا كبيرًا للمدرسة التونسية في دوري زين السعودي للمحترفين، إلا أنهم بحاجة للوجود مع الفريق منذ بداية الموسم، من أجل الإعداد الجيد لتقديم مستويات رائعة.

* الفتح لعب في دوري الدرجة الأولى وفي دوري المحترفين ما الفرق بينهما؟

- لا مجال للمقارنة بين الدوريين إطلاقًا، نظرًا لأن دوري زين متابع إعلاميًا من قنوات فضائية مختلفة، ويملك قاعدة جماهيريّة كبيرة تابعة لفرق لها تاريخها الحافل في كرة القدم، أمّا دوري الدرجة الأولى فهو أقل ظهورًا للأضواء، إلا أنه يتميّز بجدولة منظمة رغم التوقف في الأعياد والتصفيات التمهيدية لكأس ولي العهد، إلى جانب المشاركة في كأس الأمير فيصل بن فهد.