البرازيلي روجيرو موريس: لا تعارض في العمل بيني وبين القروني.. والقرار له أولا وأخيرا

المدير الفني الجديد لـ«الأخضر» الشاب قال في حوار لـ «الشرق الأوسط» إنه سيقوم بتقديم النصائح والإرشادات فقط

TT

* ما طبيعة ومدة المفاوضات التي قضاها مسيرو الاتحاد السعودي لكرة القدم في سبيل التعاقد معك كمدير فني لمنتخب الشباب السعودي؟

- المفاوضات لم تأخذ وقتا طويلا، حيث بدأت المحادثات قبل نحو 25 يوما عبر أحد الوسطاء الذي خاطب وكيل أعمالي، وانتهت المفاوضات بنجاح لاقتناعي بالعرض الذي قدم من الجانب السعودي.

* هل اقتناعك كان بدافع مادي أم لرغبتك في خوض تجربة أولى في الأراضي العربية وتحديدا مع المنتخب السعودي؟

- سأكون صادقا معك في هذه النقطة تحديدا، العرض المالي كان جيدا للغاية، وكان أمرا أساسيا لقبول العرض أو رفضه، وكذلك كون ارتباطي بالمنتخب السعودي سيمنحني فرصة جيدة لإضافة رصيد خبرات رائعة إلى سيرتي الذاتية، وسيعطي الآخرين القدرة على رؤية عملي والحكم على ما سأقدمه، وربما تكون في هذا الأمر تحديدا فرصة مثالية لتقديم عروض أخرى في الفترة المقبلة، وبالذات في منطقة الخليج.

* بالدخول في تفاصيل عقدك، هل لك أن تطلعنا على العائد المالي ومدة ارتباطك مع المنتخب السعودي للشباب ومسمى وظيفتك مع الأخضر؟

- أرجو أن تعفيني من التطرق للأمور المالية، وبالنسبة لمدة العقد فهو مستمر مبدئيا حتى نهاية كأس العالم للشباب التي ستجري في كولومبيا في أغسطس (آب) المقبل، وبعدها سنرى ما الذي سيحدث، وهناك وعود ببحث إمكانية استمراري مع الأخضر لفترة مقبلة قياسا على ما سأقدمه من عمل مع اللاعبين والجهاز الفني، وبذكر العمل الذي سأقدمه فأنا حضرت هنا بوظيفة مدير فني للمنتخب السعودي للشباب.

* جيد أن تتطرق لمسمى وظيفتك، وأنا تعمدت أنا أسألك عن ذلك كون مصطلح مدير فني يبدو غريبا وغير مألوف للعمل الكروي السعودي..

- في الحقيقة لا أعلم إن كان هذا الأمر جديدا عليكم أم لا، لكنه معمول به في أغلب دول العالم.

* إذن أنت مدير فني لمنتخب الشباب، وخالد القروني مدربا للمنتخب، أليس في هذا الأمر تحديدا تضارب في المهام والصلاحيات بينكما؟

- لا لا لا (كررها ثلاثا) غير صحيح، فهناك تنسيق واضح ومشترك بيني وبين القروني، وأنا التقيت به في مناسبة واحدة، واجتمعنا وتحدثنا في الأمر وأخبرته بأنه سيكون المدرب والمسؤول عن اختيار اللاعبين وتقديم البرنامج الإعدادي ووضع التشكيل والخطط الفنية، بينما سيقتصر دوري على إبداء الملاحظات وتقديم الدعم والتوصيات للقروني، وسيقوم هو باتخاذ القرارات، وأنا متأكد من أنه لن يكون بيني وبين القروني أي اختلاف أو تنازع في ممارسة المهام والصلاحيات، ودعني أخبرك في هذا الشأن بأنني سأمارس دور إبداء النصائح حتى على صعيد التدريبات أو التكنيك الفني والبدني والمعنوي، وكذلك في التوصية بضم بعض اللاعبين الذين ستنالهم عين المشاهدة من طرفي، على أن يقوم القروني بالبت في إمكانية منحهم الفرصة باللعب مع المنتخب من عدمه.

* أفهم من حديثك أن عملك سيقتصر على لعب دور الموجه والناصح وتقديم المشورة دون التدخل في التفاصيل الدقيقة؟

- هذا صحيح.

* وما الذي يدفعك للعمل في دور ثانوي كموجه فقط دون الدخول في التفاصيل الفنية للأخضر السعودي الشاب، وأنت من كنت مدربا مباشرا للمنتخب البرازيلي الشاب في فترة ماضية؟

- هناك أمور عدة دفعتني لخوض هذه التجربة، أولا كونها تبدو تجربة جديدة علي شخصيا، وأنني بطبعي أفضل خوض التجارب الجديدة.. وثانيا لرغبتي في استكشاف الأراضي العربية والعمل فيها لأن ذلك سيمثل إضافة حقيقية لي، ولا تنس أن أغلب الأسماء التدريبية الكبيرة في البرازيل انطلقت من أرضكم، وأعني هنا السعودية على غرار ماريو زاغالو وكارلوس ألبرتو بيريرا وتيلي سانتانا وديدي وخوسيه كاندينو وغيرها من الأسماء التي لا تحضرني حاليا، وأيضا كان آخرهم ماركوس باكيتا الذي حقق نجاحات مع الفئات السنية في البرازيل وحقق نجاحات أخرى مماثلة مع الهلال السعودي والغرافة القطري، كما أنني سمعت من أصدقائي أن السعوديين يفضلون اللجوء إلى خيار التعاقد مع لاعبين ومدربين من البرازيل، وأننا محبوبون لديكم هنا، وأيضا لا أنسى أن العرض المالي الجيد كان دافعا كبيرا لقبولي فكرة العمل هنا في السعودية.

* ما ذكرته يبدو جيدا، لكنه لا يزال في حيز النطاق النظري، وأنت لم تجبني بعد عن سؤالي الواضح بخصوص كيف تقبل بالعمل بشكل ثانوي في منصب أشبه بمساعد المدرب؟

- غير صحيح، فأنا حضرت هنا كمدير فني، ودعنا لا نستبق الحديث فنحن لم نبدأ العمل بعد، وأنا واثق من أننا في النهاية سنقدم عملا يستحق الاحترام بالتنسيق والمشاركة مع القروني.

* بما أنك تطرقت في إجابتك السابقة لخالد القروني وذكرت أنك اجتمعت معه لمرة واحدة، كيف وجدت خالد القروني الإنسان والمدرب، وما رأيك في الفكر الفني الذي يحمله؟

- في الحقيقة أنا لم ألتق به سوى لفترة قصيرة، وكان اجتماعا لغرض التباحث في بعض الأمور الفنية الخاصة بالمنتخب الشاب، لكن أبرز ما لاحظته على القروني هو الهدوء والتفكير قبل الحديث وحماسه للعمل من أجل المنتخب، إضافة إلى كونه شخصية لطيفة ومرنة ومتقبلة للأفكار وهذا جيد لمصلحة المنتخب مستقبلا.

* هل اطلعت على كل الخطوات المتخذة في حق الإعداد لبرنامج المنتخب السعودي للشباب من أجل اللعب في كأس العالم للشباب التي ستجرى بعد أقل من 4 أشهر من الآن؟

- تسنى لي الاطلاع على بعض الأمور، كما أنني بدوري أبديت بعض الملاحظات على البرنامج.

* السعودي الشاب لم يلعب في كأس العالم منذ عام 2003 التي جرت في الإمارات، ما هو الزاد الفني الخاص بالمنتخب وتحديدا اللاعبين، وكيفية تحضيرهم لخوض معترك كبير ككأس العالم؟

- لدي علم بأن آخر مرة لعب فيها المنتخب السعودي للشباب في كأس العالم كانت عام 2003، وبالعودة إلى تفاصيل سؤالك بشأن تحضير اللاعبين فهناك نقاط يجب على اللاعبين أن يفهموها جيدا، أولاها أن التحضير يأتي بشكل شخصي من خلال الثقة بالنفس ومحاولة اكتساب المهارات والخبرات الجديدة طيلة فترة الوجود مع المنتخب، وعدم الخوف والتردد في مواجهة أي منتخب حتى وإن كان البرازيل أو إسبانيا أو إيطاليا، فاللعبة 11 لاعبا مقابل 11 لاعبا في الفريق الآخر، وعلى اللاعبين أيضا أن يعوا قيمة القميص الذي يرتدونه، والتوعية أيضا موصولة للطاقم الإداري والفني بضرورة احتواء اللاعبين وحل مشكلاتهم الفنية والنفسية وإبعادهم عن أي مؤثرات أو عوامل ضغط ربما تتسبب في إرباكهم وتشتيت تركيزهم.

* من المعروف أن كأس العالم فرصة جيدة لانطلاق المواهب وتسويقها للأندية الأوروبية، أو حتى لبروز هذه المواهب محليا واحتلالها مراكز أساسية في أنديتها وفي المنتخب الأول.. كيف لنا أن نسوق لاعبينا في أوروبا من بوابة كأس العالم المقبلة؟

- التسويق يأتي من خلال وعي اللاعب نفسه وتفهمه لطبيعة دوره الفني الفردي أولا وتكامله مع مجموعة اللاعبين الذين يلعبون بجواره ثانيا، بمعنى التوازن، بعدم استعراض القدرات والحلول الفردية، وكذلك عدم الاختباء خلال الأداء الذي يقدمه مجموعة اللاعبين، ولا تنس أن كشافي الأندية الأوروبية يكونون حاضرين في مثل هذه البطولات التي تعد مناسبة مهمة لهم من أجل توقيع العقود مع اللاعبين ونقلهم إلى أوروبا.

* هل تتوقع أن البنية التحتية الفنية للكرة السعودية ومخرجات المواهب هنا قادرة على أن تصدر نفسها لأوروبا؟

- وما المانع؟ فمن كان يتوقع أن نرى دولا غامضة على خارطة العالم كليبيريا وساحل العاج وترينيداد وتوباغو تكون حاضرة كرويا في أهم الدوريات الأوروبية من خلال لاعبين على شاكلة جورج ويا وديدييه دروغبا ودوايت يورك؟.. وكذلك دول أخرى لا تبدو قوية في الساحة الكروية الدولية ككوريا الجنوبية وأستراليا وعمان التي تملك لاعبين يلعبون هناك في قارة أوروبا؟ وعليه فإن الفرصة متاحة لجميع اللاعبين شرط قبولهم لخيار اللعب خارج السعودية وقبول أنديتهم لفكرة إطلاق سراحهم.

* أخبرتني في حديث سابق معك قبل إجراء هذا الحوار بأنك تعرف السعودية مسبقا من خلال اللعب في كأس العالم للشباب التي جرت في الرياض عام 1989، وبأنك تتذكر هذا جيدا.. هل بين اختلافات في زيارتك الأولى للبلاد قبل أكثر من 20 عاما ووجودك الآن؟

- نعم هناك اختلافات كثيرة على صعيد البنايات الكبيرة والفخمة والطرقات السريعة والفنادق والمطاعم وكل المرافق والتسهيلات، والسعودية تغيرت كثيرا وتطورت عن أول مرة كنت فيها موجودا هنا.

* من يقترب منك يجد أن الشيب بات يغزو شعر رأسك، في حين تذكر أنك لعبت كأس العالم للشباب قبل 20 عاما. يبدو أن العمل في مهنة التدريب تسبب في إحداث الإجهاد على ملامح وجهك، هل هذا صحيح؟

- (ضحك مطولا وأجاب): لا يا رجل، هذه مبالغة كبيرة، أنا حين لعبت في كأس العالم كنت أبلغ آنذاك 18 عاما، وكانت تعبر عن ذكريات جميلة في مدينة جدة، وبالمناسبة عمري الحالي في مطلع الأربعين، والشيب الذي تتحدث عنه في سؤالك ربما هو فعلا نتاج العمل في السلك التدريبي للأندية والمنتخبات (قالها ضاحكا)، وهي المهنة الصعبة المليئة بالضغوطات والتوتر.

* من أبرز المواهب البرازيلية التي خرجت على يديك؟

- في الواقع هناك الكثير من الأسماء التي تألقت مع السيلساو وفي أوروبا كألكسندر باتو مع ميلان الإيطالي، ولوكاس ليفا مع ليفربول الإنجليزي، وساندرو مع توتنهام هوتسبير الإنجليزي أيضا، وأليكس مع شاختار دونيستك الأوكراني، وفالتير مع بورتو البرتغالي، ونيمار من سانتوس البرازيلي.

* هل لديك القدرة على تخريج مواهب مماثلة في السعودية؟

- ولم لا؟ فالفرصة متاحة، والموهبة ليست محصورة في مكان أو زمان.

* أخيرا أسالك عن وقتك الحالي كيف تقضيه، وهل تشعر بالملل وبالحنين لأسرتك الموجودة في البرازيل؟

- لا.. لا أشعر بالملل، فأنا حريص على ملء وقت فراغي إما بالبحث وإعداد التقارير والذهاب بصفة شبه يومية لمقر الاتحاد السعودي لكرة القدم، أو بزيارة الأندية وبمطالعة المباريات والذهاب والسفر إن تطلب الأمر لمشاهدة المباريات على الطبيعة من الملعب. وبالنسبة للحنين للعائلة فهو موجود لكن في النهاية هذا عملي وعلي أن أجتهد فيه من أجل توفير متطلباتهم، وهم متفهمون لطبيعة عملي خصوصا بناتي الصغار، فقد كنت أغيب عنهم بالساعات والأيام في عملي بالبرازيل، ودعني أخبرك بأن ارتباطي العائلي سيتجدد من خلال الاقتران بخطيبتي الحالية التي أتمنى أن تمنحني حظا جيدا في تحقيق النجاح مع المنتخب السعودي، وسيكون حينها الاحتفال مضاعفا بزفافي وبمستويات الأخضر الجيدة التي سيقدمها في البطولة العالمية.

* يبدو أنك تحرص على إعادة حيوية الشباب بعد أن تقدمت في العمر بالزواج مرة أخرى؟

- (ضحك مجددا وأجاب): أنا لست عجوزا وما زلت شابا قويا ويمكنني حتى العودة للعب مجددا وممارسة كرة القدم كلاعب محترف في أحد الأندية.