نابولي يقلب الطاولة في وجه لاتسيو.. ويسترد وصافة الدوري الإيطالي

كافاني قاد فريقه للفوز برباعية.. والبطاقة الصفراء تبعده عن بولونيا

TT

قفز فريق نابولي إلى المركز الثاني في الدوري الإيطالي بفوز كبير على لاتسيو 4/3 يوم أول من أمس، مستغلا خسارة الإنتر في الديربي وتجمد رصيده عند 60 نقطة، وذلك في المباراة التي جمعتهما على ملعب سان باولو بمدينة نابولي، ورفع صاحب الأرض رصيده إلى 62 نقطة بفارق 3 نقاط فقط عن الميلان المتصدر.

وتقدم ماوري للاتسيو في الدقيقة الـ29 من الشوط الأول، ثم ضاعف دياس النتيجة في الدقيقة الـ12 من الشوط الثاني، لكن دوسينا لاعب نابولي نجح في تحسين الأوضاع وسجل هدف فريقه الأول بعدها بثلاث دقائق، ثم كافاني بعده بدقيقتين، كما سجل أرونيكا لاعب نابولي هدفا في مرمى فريقه بطريق الخطأ لتصبح النتيجة 3/2، لكن كافاني قلب الطاولة على الجميع ونجح في تسجيل هدف التعادل 3/3 من ركلة جزاء في الدقيقة الـ37، وفي الدقيقة الـ43 حسم المباراة لصالح فريقه لتنتهي بفوز نابولي 4/3.

إنه الهدف الثالث للأوروغوياني كافاني خلال المباراة وهدف الفوز، وعليه عمت الفرحة جماهير نابولي، حيث الحماس الشديد لـ60 ألف مشجع تمتلئ بهم المدرجات، فهناك حلم قد يتحول إلى واقع، حينما تكون لا تزال هناك 7 جولات على نهاية البطولة والفارق مع الميلان هو 3 نقاط تحديدا. ركض المهاجم الفذ نحو الجماهير سعيدا، وبعدها بثوانٍ قليلة سجل الهدف الرابع للفريق، الذي يساعد نابولي على القبوع في المركز الثاني.

لافتة: لقد توقع أحدهم في الاستاد ثلاثية كافاني، ورفع لافتة كتب عليها: «أمي، حينما يسجل كافاني ثلاثة أهداف، أعدّي لي المعكرونة»، وتوقعات نفس المشجع لم تخذله. وعقب المباراة قال المهاجم الأوروغوياني: «علينا محاولة الفوز في المباريات السبع المتبقية على نهاية بطولة الدوري، ربما من خلال اللعب بنفس الروح التي ملأتنا اليوم». ثم تابع: «هذا الفوز سعينا إليه وأردناه أيضا بفضل وقوف الجمهور إلى جانبنا، وقد كان استثنائيا مرة أخرى». وقد تجمع ما يقرب من 200 مشجع تحت منزل كافاني، في منطقة لوكرينو قرب نابولي، من أجل الاحتفاء به، ما أدى إلى توقف المرور بالطبع في المنطقة كلها».

الثلاثية الرابعة: إنه لا يريد التوقف ثانية، فبهذه الثلاثية التي سجلها أمام لاتسيو، رفع المهاجم الأوروغوياني رصيده منها إلى 4 هذا الموسم. وقد فعلها من قبل أمام يوفنتوس، سمبدوريا في الدوري الإيطالي، وستيوا بوخارست في الدوري الأوروبي، وهي البطولة التي سجل فيها 7 أهداف، والتي تحمله إلى رقم 32، إجمالي أهدافه هذا العام إلى الآن. ليس هذا فحسب، فقد سمحت له ثلاثية أول من أمس بمعادلة رصيد من توتو دي ناتالي مهاجم أودينيزي في عدد الأهداف والمتربع على رأس قائمة الهدافين، لكن عليه الانتظار لتجاوزه، فالمباراة المقبلة على ملعبه ستكون أمام أودينيزي تحديدا، لكنه سيغيب عن لقاء بولونيا المقبل، نظرا لحصوله على الإنذار الثاني، وكان عليه إنذار من قبل.

لم يُرِد أنطونيو كاريكا، نجم الفريق في عصره الذهبي والموجود في إيطاليا حاليا لأسباب عمل، التغيب عن احتفال استاد سان باولو. وقد امتدح المهاجم البرازيلي السابق لفريق نابولي الحاصل على لقب كأس الاتحاد الأوروبي ولقب الدوري الثاني كافاني، وقال مازحا: «أنا وهو معا؟ سنكلف الكثير جدا»، ثم أضاف: «إن اللاعب لديه قدرة أمام المرمى لا يمتلكها سوى قليلين على مستوى العالم».

لن نستخدم نعوتا لوصف فريق نابولي هذا، فأكثر عدلا أن يجد كل واحد منا صفة غالبة، لأن هذه الظاهرة تنتمي إلى جماهير سان باولو وإلى مدينة نجحت مرة ثانية في قيادة فريق إلى النجاح، والذي كان لديه إيدنسون كافاني صاحب الحلول المعتاد.

الجوانب الخططية التي درست أو التحركات لا تهم كثيرا، لأنه في بداية الشوط الثاني نجح لاتسيو في تسجيل الهدف الثاني، وعند هذه النقطة بدت المباراة وقد اتخذت منحى قبيحا بالنسبة للجماهير. لكن تهور الخصم كان كافيا، فالدقائق الخمس اجتهد فيها كافاني ولافيتسي، ومعهما دافع الفريق بأكمله لقلب النتيجة وتغيير تاريخ مباراة.

فوز مستحق، إنه تقدير والتر ماتزاري مدرب نابولي: «انطلاقتنا بدأت، وقد نجحنا في اختراق مدافعي الخصم. بعد ذلك جاء هدف ماوري، الذي سنحت له الفرصة بعد سلسلة من الكرات المرتدة». إنه دليل مردود عليه، لأن قائد لاتسيو تجاوز بالمراوغة اثنين من لاعبي نابولي قبل أن يسدد كرة لم يكن بمقدور الحارس دي سانكتيس أن يفعل لها شيئا. لكن الصعوبات لم تغب عن نابولي، حيث أقر ماتزاري بأن «شيئا ما لم يعمل من الناحية التكتيكية»، ويتابع: «لكن كل شيء قابل للتحسن، أخطاء بعينها سأقوم بتحليلها خلال الأسبوع الحالي». التقدم بهدفين مقابل لا شيء كان ليهزم أي فريق، وليس نابولي، «الأولاد تصرفوا مثلما كان يتعين عليهم، ويستحقون التهاني. لقد نجح نابولي في بناء النصر لنفسه لأنه كان متفوقا على لاتسيو في الأداء. إن بطولة الدوري الخاصة بنا تزيدنا فخرا بأنفسنا، إننا نذهب الآن إلى ما وراء القدر».

الإنذار الذي حصل عليه كافاني سيضطره إلى الغياب عن مباراة بولونيا الخارجية، ويعلق ماتزاري: «إنه إنذار بلا فائدة، لكن حسنا. سيكون غيابا مهمّا لكننا سنحاول التغلب على هذه المشكلة. لافيتسي، مثلا، قد يلعب كرأس حربة أساسي».

وفي نهاية المباراة أبدى الرئيس دي لاورنتيس سعادته الكاملة لهذا النصر، وقال: «لقد كانت متعة حقيقية، وقد تملكني شعور كما لو كنت ألعب مباراة نصف نهائي دوري الأبطال. المشادة مع لوتيتو رئيس لاتسيو؟ كل شيء تم توضيحه، واعتذرت له». بعدها، عن شكاوى لوتيتو وشكاواه، يقول: «وماذا يجب أن يقولوا؟ وكنا سنفعل نفس الشيء نحن أيضا، لكنني أقر بأننا قمنا بإصلاح الأمر فورا مع أرونيكا. الشيء الجميل أنها كانت مباراة حقيقية ومتعة كبيرة».

على الجانب الآخر فقدَ كلاوديو لوتيتو أعصابه هذه المرة، وجاءت الخسارة الكبيرة من نابولي، تحديدا وقبل كل شيء أمام فريق دي لاورنتيس الذي كانت بينهما تبادل مشتعل لوجهات النظر - إذا ما استخدمنا صورة بلاغية معبرة - خلال الأسبوع الماضي، لم يرُق تحديدا لرئيس نادي لاتسيو، والذي حمّل الحكم بنتي، الذي أدار المباراة، مسؤولية الخسارة 3/4 في استاد سان باولو قائلا: «للأسف كانت هناك أحداث أضرت بنا بشكل جلي وحسمت النتيجة. الركلات الحرة التي جاء منها هدفا نابولي الأول والثاني كانت محط شكوك كثيرة، وأكثر من ذلك ركلة الجزاء التي جاء منها هدف التعادل 3/3. وبهذا الشأن هناك لاعب (في إشارة واضحة إلى كافاني) كان بإمكانه التوقف عن لعب الكرة وممارسة رياضة الغطس. ولا داعي للحديث عن الهدف الملغي لبروكي ورآه الجميع سليما». ثم يتوجه لوتيتو بالاتهام الأخطر: «إذا كنا سنواصل هكذا فمن الأفضل أن نعتزل اللعب، بما أن الترتيب مكتوب سلفا وتم إقرار من يذهب إلى دوري الأبطال ومن لا يذهب. إننا معتادون على المنطق المختلف، والمبني على الولاء الرياضي والاحترام، اللذين يجريان في عروقنا وليس في غيرنا. أتمنى فقط أنه في المباريات السبع الأخيرة أن لا تتكرر أشياء من هذا النوع ثانية». بعدما فرغ من توجيه نقده لحكم المباراة انتقل لوتيتو للإشادة بلاعبيه بعد تقديمهم واحدا من أفضل أدائهم هذا الموسم، بحسب وصفه، ويقول: «إنني فخور للطريقة التي لعب بها الفريق، وليس بإمكاني سوى تقديم التهاني للاعبين».

المدرب رييا ما بين الغضب والسعادة: إنه أكثر هدوءا لكنه ليس أقل غضبا، حيث قال إيدي رييا مدرب لاتسيو: «أولا أقول إننا أيضا ارتبكا أخطاء كثيرة صعبت علينا الأمور، وأحداث بعينها حسمت اللقاء. ركلة الجزاء التي جاء منها هدف التعادل 3/3 بدت لي كرما على الأقل، لكن ما لا أفهمه أو أقبله هو طرد بيافا، فلو كنا ظللنا 11 لاعبا بالطبع لما خسرنا. بعدها، هدف بروكي رآه الجميع، وأنا أيضا أدركته من مقعد البدلاء. كان الحكم المساعد قد رفع الراية لاحتساب الهدف، بعدها لا أعرف ما السبب الذي جعله يعدل عن هذا الرأي. للأسف، إننا صغار جدا ولا بد من الاجتهاد دائما من أجل النقاط. لا نريد تلقي مجاملات وإنما نود فقط ما نستحقه». ثم أعرب رييا عن سعادته باستقبال جماهير الاستاد الذي ظل فيه ملكا لخمس سنوات، وقال: «أشكر مدينة نابولي كلها للاستقبال الذي قاموا به معي، فقد منحت هذه المدينة كل شيء، لكنني تلقيت الكثير جدا، وسأظل دائما مرتبطا بجماهير نابولي».