الإنتر حامل اللقب ينهار أمام شالكه بخماسية ويقترب من توديع أبطال أوروبا

راؤول وصفها بالليلة الرائعة والتاريخية.. وجماهير سان سيرو وجهت له التحية

TT

في مفاجأة من العيار الثقيل، انهار فريق الإنتر الإيطالي، بطل أوروبا، على ملعبه أول من أمس الثلاثاء وخسر أمام نظيره شالكه الألماني بنتيجة 2/5 على ملعب سان سيرو في ذهاب دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا. في البداية، تقدم أصحاب الأرض والجمهور بهدف لديان ستانكوفيتش، لاعب الإنتر، في الدقيقة الأولى ثم تعادل ماتيب، لاعب شالكه، لفريقه في الدقيقة 17 من الشوط الأول ثم سجل ميليتو، مهاجم الإنتر، هدف التقدم لبطل أوروبا، وقبل أن ينتهي الشوط، استطاع إيدو، لاعب الفريق الألماني، إدراك هدف التعادل لشالكه. ثم شهدت بداية الشوط الثاني الهدف الثالث للضيوف الذي جاء عن طريق المخضرم راؤول غونزاليس، بينما سجل رانوكيا، مدافع الإنتر، هدفا عن طريق الخطأ في مرمى فريقه، واختتم إيدو سجل التهديف في الدقيقة 31 من الشوط الثاني بالهدف الخامس لفريقه والثاني له. شهد اللقاء حالة طرد تعرض لها كيفو، لاعب الإنتر، في الدقيقة 17 من الشوط الثاني بعد أن حصل على البطاقة الصفراء الثانية نتيجة ارتكاب خطأ. لقد حل الظلام على أبطال أوروبا فجأة وفي لحظة معينة انتابت استاد سان سيرو قشعريرة استمرت طويلا ولم يعد الطقس ربيعا بل تحول إلى برد قارس جعل الأهداف بعيدة، وفتت الأحلام.. كل هذا حدث في 20 يوما فحسب؛ فالإنتر الذي تمكن من تحقيق الصعب على ملعب أرينا في ميونيخ أمام فريق البايرن وبات قريبا من تكرار إنجاز الموسم الماضي سقط على أرضه أمام خصم لم يكن الفريق الإيطالي يفكر مطلقا في تلقي هذه الهزيمة على يديه. أو ربما أن كل شيء حدث في أربعة أيام فحسب؛ وكان لقاء الديربي الذي خسره الإنتر يوم السبت الماضي (0/3 أمام الميلان) على الملعب نفسه قد انتزع من هذا الفريق الروح والحق في السيطرة على مباراة شالكه التي خاضها أمام جماهيره وكذلك الحصانة التي لم تكن تعرف بعد التأثير الذي يخلفه الفعل «يقسو»؛ فقد قسا، على العكس، الميلان أمام الإنتر مساء السبت الماضي، وهذا ما فعله شالكه ليلة الثلاثاء.

تصفيق جماهير سان سيرو: لم تكن تحية من مشجعي الإنتر، ولكن تسامح جماهير سان سيرو كان أشبه بالتبرئة من نقصان الطاقة والحماس لديهم؛ إنه فزع من لم يكن يتوقع ما حدث وعلى يد فريق مثل شالكه؛ إنه رفض التفكير في أن النهاية قد رسمت، وأن الساعة قد حانت للبدء من أول السطر. لقد صفقت الجماهير في نهاية المباراة عندما توجه لاعبو الإنتر إلى مدرجات المشجعين، ولكن الجماهير كانت حزينة وكادت صرخة طويلة تنطلق من حناجرهم غير أنها ظلت، على الفور، محبوسة في الأعناق، لأنه لم يكن من السهل عليهم تجاهل طعم السعادة التي افتقدوها. وهكذا بات الأمر صعبا وبعيدا؛ بل أبعد مما كان عليه في الموسم الماضي، فقد حمل يوم الثلاثاء تاريخ انهيار سد الإنتر، بينما شهد 6 أبريل (نيسان) من العام الماضي فوز الفريق الإيطالي على نظيره سيسكا موسكو 1/0 وحمل حينها هذا التاريخ لحظة التنوير في المشوار الأوروبي، حيث رأى الإنتر خلف ذلك اللقاء القدرة على الوصول إلى مدريد وخوض النهائي. ويوم أول من أمس أيضا بدا الأمر في الدقائق الأولى من عمر اللقاء وكأن عجلة الزمن عادت إلى الوراء: فقد استطاع ديان ستانكوفيتش أن يسجل هدف التقدم للإنتر بعد 26 ثانية من انطلاقة المباراة. ربما أن ديان والفريق بأكمله أرادوا أن يحطموا لعنة الدقيقة 43 التي شهدت هدف باتو الأول في لقاء الديربي يوم السبت الماضي.

قدر الأمير ميليتو: وكان يبدو أن الإنتر بإمكانه الخروج بسلام، لا سيما بعد هدف الـ2/1 الذي سجله ميليتو غير أن الأمور لم تسر بشكل جيد، وأهدر الأمير في بداية الشوط الثاني، والمرمى خال، هدف التقدم مرة أخرى لفريقه: فقد خدعته قدمه اليسرى وخدع هو الشعور بالمباراة الجديدة التي كانت قد بدأت بالفعل للتو ويبدو أن الإنتر قد فقد اللقاء في هذه اللحظة.

مسار القائد زانيتي: وقد صرح خافير زانيتي قائد الإنتر، الذي طالما اعتاد من قبل، بعد مثل هذه المواقف، التفكير في الغد وعدم النظر إلى الوراء، قائلا: «هذه هي كرة القدم، لقد بدأنا اللقاء بشكل جيد، ولكن في الشوط الثاني كان هناك تعتيم. الآن يتعين علينا التفكير في الدوري المحلي، علينا أن نستعيد الطاقات والتركيز وينبغي لنا محاولة فهم المشكلات والبدء من جديد. ليس بالأمر السهل، ولكن علينا أن نحتفظ بالهدوء ونتقدم للأمام برأس مرفوع. لقد حصد هذا الفريق على مدار 6 سنوات العديد من البطولات المهمة: وكانت هناك لحظات صعبة، غير أن المهم هو البقاء متوحدين. لو كنا فزنا من قبل، فإن اتحادنا سيظل هو السبب: الفريق والنادي والجماهير. لا يمكن إغفال كل ما قدمنا في الأشهر الماضية من أجل خسارة مباراتين. لأن عالم كرة القدم ليس فيه شيء مطلق». كانت نبرة صوت قائد الإنتر ثابتة في تصريحاته ولكن وجهه كان يحمل ظلمة الليل، فربما ما حدث لم يكن زلزالا مدمرا.

وعلى الجانب الآخر، وجهت جماهير ملعب سان سيرو، بعيدا عن الانتماء الكروي، التحية إلى المهاجم الإسباني المخضرم راؤول غونزاليس أثناء خروجه من الملعب في الدقيقة 43 من الشوط الثاني. ومن ناحية أخرى، كان هناك من ينظر إلى ترتيب هدافي البطولات الأوروبية: فقد تمكن مهاجم شالكه من تسجيل هدف، مما جعله الآن يتربع على قمة هذا التصنيف. تجدر الإشارة إلى أن راؤول يتقدم على فيليبو إنزاغي، مهاجم الميلان، بفارق هدف واحد، 71 لمهاجم ريال مدريد السابق، مقابل 70 للمهاجم الإيطالي، بينما يضيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هدفا آخرا للإسباني صاحب القميص رقم 7 أحرزه في نهائي بطولة إنتركونتيننتال عام 1998 ليصبح رصيده في البطولات الأوروبية 72. وقد صرح راؤول في هذا الشأن قائلا: «أتمنى الشفاء العاجل لفيليبو والعودة قريبا حتى نتمكن من استكمال مبارزتنا على هذا اللقب». ومن جهة أخرى، تمكن راؤول من التسجيل لأول مرة في شباك الإنتر، وفي هذا الشأن أضاف: «لقد كانت ليلة رائعة وتاريخية. كان الشوط الأول متوازنا في الفرص والأهداف. وفي الشوط الثاني تفوق شالكه بدنيا وخططيا. لم أكن أتوقع نجاحا بهذه الطريقة: فإسكان شباكهم 5 أهداف أمر لا يصدق، ولكننا لم نتأهل بعد». هل هي مزحة أم دبلوماسية في التصريحات.

إلى الأمام: لقد استحق رالف رانغينك، مدرب شالكه التقدير بسبب إرادته ورغبته في المغامرة: وقد بدا ذلك واضحا في اختياراته لتشكيلة الفريق الذي لعب أمام الإنتر. وقال رانغينك: «لقد وضعت كل هذه الطاقة الهجومية، لأنني كنت أعلم أنه لا يمكنني الدفاع. وكان هذا هو مفتاح الفوز بهذا اللقاء. كان من الممكن أن ينتهي الشوط الأول 5/5 أما الثاني فربما كان سينتهي 10/5 لصالحنا ولكن لم يحالفنا التوفيق. لقد كانت مباراة رائعة للغاية بالنسبة للجماهير. أما بالنسبة إليّ، فالمهم هو أن فريقي تمكن من العودة مرتين للمباراة، وأدرك التعادل قبل أن يتقدم. يمكننا القول إن الجبهة الهجومية لفريق شالكه أعجبتني. تأهلنا؟ لا، لقد قمنا بخطوة كبيرة نحو التأهل ولكنها ليست حاسمة».